Powered By Blogger

الاثنين، 6 فبراير 2012

ما وجه الشبه بين الغيوم وأورام الدماغ؟

حسام جميل مدانات

وجه الشبه، بكل بساطة، هو أن نماذج التنبؤ بالطقس يمكن استخدامها لتوقع كيفية نمو وانتشار أورام الدماغ.
يستخدم مختصو الأرصاد الجوية نماذج رياضية معقدة تربط عناصر الزمان بالمكان، فيتابعون تحركات مكوّنات الغلاف الجوي، ويدمجونها مع سيل منهمر من بيانات الطقس الواردة من محطات الأرصاد الأرضية والسواتل، أي الأقمار الصناعية، الخاصة بمراقبة الطقس.
وتدل دراسة مبتكرة نشرتها مؤخرا مجلة بيولوجي دايركت، في عددها الصادر في شهر كانون أول/ديسمبر 2011، على أن الأساليب المستخدمة لتوقع الطقس تصلح لتوقّع كيفية انتشار أورام الدماغ السرطانية.
قام بالدراسة باحثون من جامعة ولاية أريزونا الأميركية، واختاروا نوعا خبيثا من سرطان الدماغ يرمز له بالرمز (GBM)، وعادة ما يتوفى المصاب خلال 15 شهرا من اكتشاف إصابته بهذا السرطان، الذي يقاوم العلاج الكيماوي والأشعة، كما أن استئصاله جراحيا صعب لأنه سريعا ما ينتشر في مواقع حساسة في الدماغ، وحتى لو أزيل جراحيا فإنه سرعان ما يظهر ثانية. كل هذه التعقيدات دفعت الباحثين إلى محاولة تصميم نماذج رياضية تبين كيفية انتشار هذا النوع من السرطان، وتعطي توقعات كمية صحيحة لنموه وانتشاره.
وقد تبنّوا من أجل ذلك نماذج رياضية معقدة تستخدم لتوقع الطقس يطلق عليها اسم (LETKF). كما استخدمت صور رنين مغنطيسي تشبيهية للدماغ لهذا الغرض. ثم اختبرت صحة النماذج على مرضى مصابين بأورام دماغية لتوقع نمو الورم وانتشاره خلال ستين يوما. وقد تبينت نجاعة هذه الطريقة في توقع تطور المرض وانتشاره خلال فترات قصيرة نسبيا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق