Powered By Blogger

الأربعاء، 15 فبراير 2012

هل هذا هو مصدر أنفلونزا الخنازير ؟

حسام جميل مدانات

لم تهدأ بعد الضجة الكبرى التي أثيرت حول أنفلونزا الخنازير وما يرافقها من إشاعات وفرضيات حول مصدر فيروسها واتهامات لجهات لها مصلحة في انتشار هذا الوباء أو في التهويل من أخطاره.

وقد قادتني الصدفة إلى العثور على مصدر محتمل لهذا الفيروس الذي ما زال يثير الرعب في أنحاء العالم.

أثناء تصفحي لعدد قديم من مجلة العلم الشعبي popular science الأمريكية ( عدد شباط 2007) أي قبل ظهور أنفلونزا الخنازير بأكثر من عامين (بدا ظهورها في المكسيك في أيار 2009)، لفت نظري مقال بعنوان: انه جاء من المختبر It came from the Lab ويرفق بالمقال صورة إعلان عن فلم بعنوان ( الفيروس يعود...بعد أن اعتقدنا أنه اختفى تماما) . وأعرض فيما يلي لما جاء في هذا المقال الذي يكشف عن مصدر محتمل للوباء العالمي الحالي:
في عام 1918، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، توفي نحو خمسين مليون شخص في مختلف أنحاء العالم عندما انتشر وباء الأنفلونزا الاسبانية ( بدأ ظهورها في اسبانيا ) ، ثم اختفى الوباء فجأة بعد سنة ، كما كان ظهوره فجأة. ويفسر ذلك بكون الفيروس قد تعرض لطفرات جينية أفقدته قوته، إضافة إلى انتشار المناعة تجاهه.

وفي تشرين أول من عام 2005 تمكن فريق من الباحثين العاملين في "مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها" في أمريكا من إعادة تركيب جينوم فيروس الأنفلونزا الاسبانية اعتمادا على أنسجة أخذت من رئة جثة شخص من ضحايا هذا الوباء، عثر عليها مجمدة ومحفوظة في جليد ألاسكا. وهذا الفيروس موجود الآن في ثلاجة أحد المختبرات.

المبررات

يقول العلماء أن هذا الفيروس يمكن أن يساعد في كشف آلية حصول الوباء الشامل، وانه يوضح كيف انتقلت أنفلونزا الطيور إلى الإنسان. ويقول ارلنغ مير A. Myhre ،طبيب الأمراض السارية في جامعة لند السويدية، ومفتش سابق عن الأسلحة الحيوية في العراق تحت إمرة الأمم المتحدة، إن إعادة تفعيل هذا الفيروس الخطير تشبع غريزة حب الاستطلاع لدى العلماء، ولكنها أيضا ذات تطبيق عملي. فالفيروس قد يكشف كيف تتطور المعلومات الجينية فيه مع الزمن. وهكذا تستمر الأبحاث، ومن ضمنها إنتاج مطعوم يحمي ضد هذا الفيروس المنشط، وقد صنع هذا المطعوم في تشرين ثاني 2006.

عامل الخوف

يطلق الخبراء على هذا المشروع اسم: البحث المزدوج الاستخدام . إذ أن له استخدامات مفيدة، لكنه أيضا يتضمن خطورة كبيرة . ويقول مايكل ستبنز M. Stebbins، مدير السياسة الحيوية في اتحاد العلماء الأمريكيين، أن المخاطرة موجودة دائما في الأبحاث المتعلقة بالأمراض التي تهدد الإنسان. وعلى الناس أن يدركوا أن الاستعداد لكل من الأوبئة والإرهاب الحيوي، يتطلب إجراء أبحاث خطرة. لكن هذه التجربة تخيف العلماء أنفسهم. وقد عبر عن هذا التخوف جنز كون J. Kohn، عالم الفيروسات في جامعة هارفرد، وعضو مجموعة العمل العلمي للمركز التطوعي لضبط الأسلحة ومنع انتشارها. يقول كون: إذا توفرت الموارد الصحيحة والكافية فان بإمكان أي شخص أن ينتج هذا الفيروس، اعتمادا على تركيبه الجيني الذي أصبح معروفا ومنشورا. ويدرس فريق كندي صنفا خاصا من هذا الفيروس كما أن تسرب الفيروس من المختبرات ليس بالأمر المستحيل. وقد حصل ذلك عدة مرات فيما يتعلق بفيروس وباء سارس قبل بضع سنوات.
ورغم أن التجارب على الفئران قد دلت على نجاعة الأدوية المضادة للفيروسات ونجاعة التطعيم ضدها أيضا، فانه لا يوجد ضمانة بأنها ستكون فعالة في الإنسان. وهذه مشكلة حقيقية لأن كل من ولد بعد عام 930 لا يملك مناعة ضد الأنفلونزا الاسبانية (فيروس عام 1918).

وأخيرا نورد تعليق رتشرد ابرايت Ebright عالم الأحياء الدقيقة في جامعة رتجرز Rutgers والذي ينتقد مشروع تنشيط فيروس الأنفلونزا الاسبانية ويقول بأنه ما كان يجب السماح بذلك. أو على الأقل كان يجب تنفيذ العمل بطريقة مختلفة.

Popular Science, Feb. 2007
P. 60 صورة فلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق