Powered By Blogger

السبت، 25 فبراير 2012

دعوة العلماء لزيادة النزاهة والانفتاح والوضوح والالتزام

هذا ما دعا اليه المشاركون في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم AAAS في فانكوفر، كندا، في 18 شباط 2012. حمل الاجتماع عنوان " تدمير الخرافات في مجالات أمان المفاعلات النووية، الكائنات المعدلة جينيا، وتخفيض ضرر التبغ". تتمثل الرسالة الرئيسية التي يهدف العلماء الى ايصالها للجميع في أن العلاقة بين العلم والسياسة هي علاقة مهمة وحرجة. لكن العلماء ليسوا سياسيين أو متخذي قرار. يجب أن يبقى العلم مستقلا، وأن تعمل الصناعة على زيادة ثقة الناس في العلم الذي تنتجه. كما أن العلم السيء أو الزائف يجب أن يحارَب ويكشف بدرجة أكبر مما هو عليه الآن.

تساءل الحاضرون: مع وجود 65 مفاعلا نوويا تحت الانشاء في العالم، وبغضّ النظر عما حصل لمفاعلات فوكوشيما في اليابان، لماذا يصعب علينا الى هذه الدرجة أن نفصل بين الحقيقة والأكاذيب فيما يتعلق بسلامة المفاعلات والحلول الصحيحة لإدارة النفايات النووية؟

ومع زراعة 150 مليون هكتار (1,5 مليار دونم) بمحاصيل معدلة جينيا، ما هي العواقب المعروفة والمجهولة في هندسة الجينات والتقانات الحيوية؟

ومع توقعات منظمة الصحة العالمية بوفاة عشرة ملايين شخص سنويا بسبب التبغ، ألا يمكننا أن نعتبر أن تقليل أذى التبغ هو إحدى أولويات الصحة العامة حاليا؟

كما حثّ العلماء على اعتبار المشكلات الاجتماعية أكبر من أن تعتمد على حلول علمية فقط. وأن الحساب الصحيح للمخاطر مهم وحيوي من أجل تقدير الفوائد المتحققة. إن على المجتمع العلمي أن يفكر ويتصرف واضعا صالح العالم ككل نصب عينيه. يجب تغيير التركيز من "الأدلة المتحيزة للسياسة" Policy-biased evidence الى " السياسة المبنية على الأدلة " Evidence-based policy".

وضّح الحاضورن أنهم لا يفترضون أن المجتمع العلمي يمكن أن يتفق بالاجماع على هذه القضايا أو على غيرها، أو إظهار بعض القضايا بأنها مواجهة بين المجتمع العلمي والجمهور أو السياسيين (مع اعتبار أن العلم على صواب). وإنّما اتفق المتحدثون على أهمية السعي لمنع إساءة استخدام العلم لدى صانعي السياسة.

الفجوة تتزايد بين العلماء والجمهور

لا شك أن العلم قد حقق معجزات في مختلف المجالات، وأنه وفر الرخاء والرفاه لمليارات البشر. لكن العلم أيضا يتسبب في كوارث من وقت لآخر. ومن أكبر الكوارث في العام الماضي 2011 نجد الكارثة النووية في اليابان بعد موجة الطوفان البحري، التسونامي، وانسكاب النفط في خليج المكسيك ، وأزمة الرماد البركاني الأيسلندي في أوربا، وفشل المجسّ الروسي الموجه نحو المريخ.

إن القرارات التشريعية اليومية حول الطعام الذي نأكله؛ نوعية التبغ الذي يباع للناس، أو كيفية انتاج الطاقة التي نحتاجها، هي أيضا أمور مهمة. ولا بد لأصحاب القرار السياسي وللمشرّعين أن يعرفوا الحقائق المجرّدة حول هذه القضايا وأن يتلقّوا نصائح غير متحيزة أو مغرضة. لكن هذا الأمر ليس دائما سهل التحقيق، عندما تتضارب ادعاءات أصحاب المصالح المختلفة، ومنهم العلماء (وموضوع المفاعل النووي الأردني مثال واضح على هذه الادعاءات المتضاربة). وحتى عندما يكون الدليل العلمي واضحا تماما وغير قابل للانكار، فإن الجدل العقيم والمتواصل بين المؤيدين والمعارضين يجعل صاحب القرار في دوامة.

ويرى رولند شنكل، الخبير في الطاقة النووية، أن الجمهور عادة هو الذي يلعب دورا رئيسيا في السياسة تجاه هذا القطاع. فهو إما أن يؤيد أو يعارض. لكن الحقائق حول هذا الموضوع لا توضّح للجمهور. وهذا هو دور العلماء حاليا.

إن السؤال الأساسي الذي يطرحه المستهلكون هو: كيف يمكنني أن أتأكد من أن الطاقة النووية آمنة؟ بينما السؤال الأساسي الذي يواجهه العلماء هو: كيف أفصل بين الحقائق الأساسية وبين الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية؟

ويرى استفان بلوغيال، بأن التحدّي الذي يواجهه الصحفي العلمي في مجتمع المعرفة العالمي هو: إذا لم تستطع أن تقنعهم، شوّشهم وأربكهم.
ويلخص المستشار العلمي الايرلندي باترك كننغام الأمر بالعبارات التالية:

فيما يتعلق باتخاذ القرارات، تتدخل عوامل مهمة خارج إطار العلم، مثل الخوف، الجهل، الخرافات، النفور، والمصالح الاقتصادية والسياسية.

كما أن العلم لا يملك دائما إجابات واضحة وحاسمة. إن للعلماء الحق في أن يصغي المجتمع لما يقولونه، بشرط أن يلتزموا بما يلي:

• النزاهة والاستقامة
• الانفتاح والشفافية بإبقاء أبواب مختبراتهم مفتوحة.
• الوضوح، بأن يتحدثوا بلغة يفهمها الجمهور.
• الالتزام بواجباتهم تجاه المجتمع بكل جدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق