Powered By Blogger

الأحد، 23 ديسمبر 2012

مشروعات صغيرة برسم التنفيذ

حسام مدانات، الناشئة، العرب اليوم، 23/12/2012 هل يستطيع الأطفال أن يبادروا لتنفيذ مشروعات صغيرة مفيدة في حاراتهم وأحيائهم، مشروعات لا يهتم بها الكبار، لأنهم اعتادوا أن يعتمدوا على الحكومة والبلدية في أي شيء، حتى في إزالة حجر من الشارع. أطفالنا لم يتعلموا التواكل كالكبار. وما زال تفكيرهم حرا. والأمل فيهم كبير، خاصة إذا تعاونوا معا وشكلوا لجانا للخدمة العامة في حيّهم. - مكافحة الخنازير البشرية: نتهم الخنزير بأنه مغرم بالأوساخ، واصبح لدينا أشخاص يشبهونه: يرمون نفاياتهم في كل مكان. فلماذا لا ينتسب أطفال كل حارة للشرطة البيئية، ويبلغونها عن كل مخالف؟ وبالطبع فالأطفال أنفسهم سيلتزمون تلقائيا بالنظافة العامة. - استغلال الأراضي الخالية: تعاني مدننا كافة من أزمات سير خانقة؛ ويزيد الأزمة كثرة السيارات المصطفة في الشوارع . وما زال لدينا قطع أراضي عديدة خالية داخل المدن؛ لكن اصحاب بعضها يسورونها ويمنعون استغلالها، فتتحول إلى مكبات نفايات ومكرهة صحية. هذه القطع يجب أن تستغل ما دامت خالية، واصحابها لن يبخلوا بها على الأطفال. وإذا لم تصبح مواقف مؤقتة للسيارات، فلتكن ساحات لعب لأطفال الحي. وماذا لو مُهدت وتعلم أطفال الحي زراعة الخضار فيها؟ - مكتبة في كل قرية. في كل حي: نحن شعب لا يقرأ. التصقت بنا هذه التهمة عن غير حق. ماذا لو بادر أطفال الحي لجمع كتب ومجلات من السكان، لتأسيس مكتبة عامة شعبية ومتاحة كتبها للجميع. يكفي أن توضع الكتب في أي كراج أو مخزن مهجور، وتشرف عليها لجنة أطفال الحي. وأن ترسل نسخ إلى مختلف قرانا لتاسيس مكتبات مشابهة. ولا شك أن لدى كل منا كتبا عديدة لم يعد بحاجة إليها. - قضينا على الحيوانات في بلدنا؛ لكن بقي القليل من العصافير والحمام. بإمكان الأطفال أن يجمعوا بقايا الطعام من بيوتهم، وأكياس الخبز الملقاة بجانب الحاويات، وأن يضعوها على سطوح منازلهم طعاما للطيور. - نعاني جميعنا من نقص المياه، التي تصل بيوتنا يوما واحدا في الأسبوع. ومع هذا، نلاحظ هدرا هائلا للماء في الشوارع بواسطة حراس العمارات الوافدين، دون أي ضبط أو رد فعل من البالغين. فهل يتمكن أطفالنا من منع هذه الممارسة؟

لماذا لم تحلّ السماعة الطبية الالكترونية محل التقليدية؟


- لماذا لم تحلّ السماعة الطبية الالكترونية محل التقليدية؟ إنه أمر مثير للدهشة حقا أن السماعة الطبية التي اخترعت عام 1851 لم تشهد تطويرا كبيرا حتى الآن، ولم تحل محلها السماعة الإلكترونية، رغم أن الأجهزة الإلكترونية والرقمية قد غزت كافة المجالات. تتكون السماعة الطبية الالكترونية من مجسّ يلتقط الأصوات، ومضخم رقمي يكبرها، وسماعتان يضعهما الطبيب على أذنيه. تسمح المضخمات بالتقاط الأصوات الضعيفة التي قد لا تكشفها السماعة التقليدية، كما أنها تساعد على إلغاء أي تشويش دخيل غير مرغوب، وهي تسجل النبض على الحاسوب من أجل تحليله. لكن سلبياتها تتضمن حاجتها للكهرباء والصيانة. وهي أمور ليست ضرورية للسماعة التقليدية التي ينتقل الصوت خلالها بطريقة آلية بسيطة عبر الأسلاك.

- لماذا المقبلات مالحة والعقبة حلوى؟

سؤال وجواب (20)العرب اليوم، 4/12/2012 مع انتشار أطباق المطبخ الفرنسي وغيرها في العالم، أصبح من المألوف أن تقدم مقبلات مالحة أو مخللة في بداية الوجبة الرئيسية، والحلوى (والأجبان في فرنسا) في ختام الوجبة. فما تفسير ذلك؟ يسود الاعتقاد بأن الموالح في بداية الوجبة، أو خلالها، تفتح الشهية للأكل. كما أن المواد السكرية في ختامها تمثل طاقة جاهزة سرعان ما تصل الدم؛ وتكون المعدة بحاجة لكمية من الطاقة للمساعدة في هضم مكونات الوجبة الرئيسية، خاصة إذا كانت غنية بالدهون والبروتينات. لكن هذا التقليد ليس متبعا لدى كافة الشعوب، فبعضها قد يقدم الحلوى في بداية الوجبة أو أثناءها. ولا شيء يمنع ذلك. وفي فرنسا نفسها، وحتى القرن الثامن عشر، لم تكن الأطباق تقدم على التوالي، بل كانت توضع جميعها على المائدة معا، وتؤكل في الوقت نفسه. ولم يظهر أسلوب الأطباق المتتالية: مقبلات، فطبق رئيسي، فحلوى، في فرنسا، إلا عام 1912، وكان يعرف باسم الأسلوب الروسي.

الاثنين، 17 ديسمبر 2012

البيومتريا: القياسات الحيوية


بمناسبة مرور مئة عام على البطاقة التشخيصية م. حسام جميل، العرب اليوم، 18/12/2012 في عام 1912 أصدرت فرنسا بطاقة تشخيصية Carnet anthropometrique بهدف مراقبة الأشخاص الرّحّل، وبالذات الغجر، أو النور، الذين كانوا يتنقلون باستمرار بين القرى وحتى عبر الحدود. كانت هذه البطاقة أكثر من مجرد بطاقة شخصية كالتي نعرفها اليوم. كانت تحوي صورتين لحاملها: أمامية وجانبية، وبصمات أصابعه، الطول، محيط الخصر، طول الرأس وعرضه، طول كل من الأذن اليمنى، والإصبع الوسطى والخنصر اليسرى، والذراع اليسرى، لون العينين، وأية علامات فارقة. لم يكن إصدار هذه البطاقة للغجر واجبار كل من تجاوز سن الثالثة عشرة منهم على حملها ليتفق مع مبادئ الجمهورية الفرنسية المستمدة من الثورة الفرنسية: حرية، إخاء، مساواة؛ فهي تشكل تمييزا بين المواطنين لأنها لم تطلب إلا من الغجر. كان جورج كليمنصو رئيسا للوزراء ووزيرا للداخلية عام 1908 عندما سعى لاعتماد هذه البطاقة. وتطلب الأمر 4 سنوات من النقاش والجدل، حتى أقرت عام 1912. وابتداء من عام 1920، أصبح الحاكم الإداري في كل محافظة يسجل معلومات عن كل غجري يمر في محافظته: اسمه ورقم بطاقته، من أين أتى وإلى اين سيذهب، وزمن مروره باليوم والساعة. ولم تصدر بطاقة شخصية وطنية للمواطنين الفرنسيين، من غير الغجر، إلا عام 1921، ولمن يرغب منهم في ذلك فقط. البيومتريا: الجسم يكشف عن الشخصية أطلق على هذا الأسلوب في التشخيص: البيومتريا، أو القياسات الحيوية. لكن البيومتريا الحديثة ترتكز على مؤشرات وقياسات أعمق من أبعاد أعضاء الجسم وصفاتها الظاهرية. وقد تزايد الاهتمام العالمي بتحديد الشخصية بعد تفجيرات 11/9 في نيويورك – (ولدينا في الأردن بعد تفجيرات الفنادق في 9/11) وقد أعلنت أمريكا في حينه حربا عالمية على الإرهاب، واستثمرت مبالغ كبيرة في تطوير تقنيات تحديد الشخصية. وكان من نتائج ذلك فرض استخدام وسائل البيومتريا في وثائق السفر، وايضا لكل شخص يعمل في أماكن حساسة. ورافق ذلك ازدهار سوق الحراسة والأمن ووسائل التشخيص، التي ارتفعت قيمتها من بضعة عشرات من ملايين الدولارات عام 1998 إلى 3,4 مليار دولار عام 2009، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2013. (لاحظ نشر آلاف الأجهزة الأمنية على مداخل الفنادق والمؤسسات لدينا بعد تفجيرات عمان، ويشرف عليها موظفو أمن على مدار الساعة). ولنستعرض معا فيما يأتي الوسائل المستخدمة حاليا لتحديد الشخصية، وهي تحقق تطويرا متواصلا وانتشارا متزايدا. بصمات الأصابع: اعتمِدت هذه التقنية لتحديد الشخصية منذ أواخر القرن التاسع عشر. صنفت أنماط البصمة إلى 13 صنفا، وتحتوي كل بصمة على نحو 100 تفصيل، ما يعني وجود عدد يكاد يكون لا نهائيا من الأشكال المتمايزة. ويلاحظ أنه حتى التوأمان المتماثلان يختلفان في البصمة. وعند أخذ البصمة التي يتركها الأشخاص على الأجسام، يمكن تحديد المتهم بسرقة أو جريمة، إلا إذا كان يرتدي قفازات حين ارتكابه لها. شكل اليد: لا يتشابه شخصان في العالم بشكل اليد. ويتضمن هذا الشكل نحو 90 عنصرا، ويمكن التقاط صورة مجسمة لها. اعتمدت هذه التقنية منذ السبعينيات، وينتشر استخدامها في الولايات المتحدة: في المطارات والمؤسسات العامة. كما يمكن اعتماد شكل الأوعية الدموية داخل الأصابع أو الكف بتقنيات معقدة. البصمة الجينية: تعتمد على تحليل دنا (الحمض النووي)، وهو فريد ومتميز لكلّ منا. هذه الطريقة دقيقة وموثوقة تماما؛ طورت في أواخر الثمانينيات، وتعتمدها الشرطة لكشف وجود المتهم في مكان الجريمة مثلا، ويكفي لذلك العثور على شعر أو نقطة دم منه. القزحية والشبكية: القزحية هي الدائرة الملونة التي تحيط ببؤبؤ العين، وتتكون من شبكة من الأنابيب الدقيقة. وهي تختلف من شخص لآخر، ولا يتغير شكلها إلا قليلا طوال عمر الشخص. تتميز بإمكانية تصويرها عن بعد عدة أمتار. وقد اعتمدت كوسيلة لتحديد الشخصية منذ بداية التسعينيات. الوجه: استفادت هذه التقنية من القدرات الهائلة للحاسوب، منذ الثمانينيات. وهي تتضمن نحو 60 عنصرا تختلف بين شخص وآخر. ويمكن تشكيل صورة مجسمة، أي ثلاثية الأبعاد باستخدام الأشعة تحت الحمراء. من سلبيات هذه الطريقة أن الوجه يمكن تغيير شكله بارتداء نظارات أو بواسطة اللحية أو حتى بعملية "تجميلية". كما أنها لا تساعد كثيرا في التمييز بين التوائم المتماثلة. الصوت: لكل شخص صوته المميز، ويمكن تسجيل صوت الشخص وتحليله رقميا، أي حاسوبيا، لتحديد بصمته الفريدة. يتأثر الصوت بالتعب أو الإصابة بالرشح، لكنه يبقى الطريقة الوحيدة لتحديد الشخصية بواسطة الهاتف. نبض القلب: (أنظر صفحة علوم وتكنولوجيا بتاريخ 20/11/2012). يجري تطوير هذه التقنية حاليا، اعتمادا على تحليل المخطط الكهربائي للقلب؛ وهو متميز وفريد لكل شخص. السلوك: تعتمد هذه التقنية على خواص غير جسدية أو صوتية للشخص، مثل اسلوبه في النقر على لوحة مفاتيح الحاسوب. بدأ تطويرها في الثمانينيات، وأطلق عليها اسم bureaucratic graphology، ويمكن تمييز الشخص عن بعد بواسطة خادوم (سيرفر) يتصل به حاسوب الشخص عبر الانترنت. Science et Vie, Juillet 2012

الوقواق: ملك الخداع و"السلبَطة"


يخدع الطيور الأخرى لتحضن بيضه وترعى فراخه. م. سائد مدانات، العرب اليوم، 18/12/2012 saed_madanat@hotmail.com غريزة الأمومة، والأبوة أيضا، تكاد تكون ظاهرة متأصلة في كافة الحيوانات. وإذا فقدت أو ضعفت في نوع حيواني معين فإنه سينقرض بلا شك. إنها غريزة ضرورية لبقاء النوع، كما أن غريزة تناول الطعام لازمة لبقاء الفرد. لكن يبدو أن بعض الطيور مثل البط الأسود في أمريكا الجنوبية، والهويد الإفريقي قد تخلّصت من هذه الغريزة، وعرفت كيف تجعل غيرها يحضن بيضها ويرعى صغارها. ويبقى بطل هذه الأساليب المخادعة بلا منازع هو طائر الوقواق. تطفل بالفطرة: اسم الوقواق بالانجليزية Cuckoo وكل من الاسم العربي والانجليزي يذكرنا بصوت هذا الطائر: واق واق، الذي يطلقه برتابة، ويُسمع من بعيد. وإذا عدت للقاموس، ستجد أن اسمه بالانجليزية يعني أيضا: أبله، أحمق (قاموس المورد). وهذا غريب، وغير منصف لهذا الطائر، فالوقواق ماكر مخادع. وهو طائر مهاجر، يقطع القارات جيئة وذهابا حسب دورة الفصول. تمارس أنثى الوقواق طريقة بسيطة وذكية في التطفل، تبدأ باستكشاف المنطقة لتختار عشا تضع فيه بيضها. ثم تربض غير بعيد عن العش المختار، وتنتظر حتى تشاهد أنثى الطائر قد بدأت بوضع البيض. وما أن يخلو العش، حتى تندفع أنثى الوقواق نحوه، وتضع بيضتها فيه بسرعة فائقة، خلال 5 ثوان فقط. (وهذا أمر معجز حقا: أن تكون قادرة على التحكم بلحظة الإباضة عندما تحين اللحظة المناسبة). ثم تلتقط بيضة الطائر الآخر بمنقارها وتأخذها بعيدا لتتخلص منها. خلال الأيام التالية، تتابع الأنثى الحاضنة وضع باقي بيضها، جاهلة ما تم أثناء غيابها، وغير مدركة وجود بيضة غريبة في عشها. لا تعود أنثى الوقواق مطلقا للعش الذي وضعت فيه بيضتها، إنها تبدأ فورا في البحث عن عش آخر لتضع فيه بيضتها التالية. وقد تضع في الفصل الواحد اثنتي عشرة بيضة، كلا منها في عش منفصل جديد. في هذه الأثناء، ترقد الأنثى الأخرى على بيضها، ومن ضمنه بيضة الوقواق، التي تفقس عادة قبل غيرها. وهنا يحصل تصرف قد يكون مستغربا من فرخ طائر، لم يكد يخرج من البيضة. ولكن كما يقال " إن فرخ البط عوام " أو " من شابه أباه أو أمه فما ظلم" فبمجرد أن يفقس فرخ الوقواق، حتى يكمل العدوان الذي بدأته أمه، ويأخذ بدفع باقي البيض خارج العش، رغم أنه يكون عاريا من الريش ولا يرى. وبمجرد أن يصبح البيض خارج العش، فإن الأم الحقيقية لهذا البيض تهمل بيضها تماما، وتبذل كل جهدها لإطعام ما تعتقد أنه صغيرها، إلى أن يبلغ مرحلة من النضج والقوة تمكنه من مغادرة العش والاعتماد على نفسه. عادة ما يخرج فرخ الوقواق من البيضة قبل فراخ الأنواع الأخرى التي وضع معها، وهذا يمكنه من التخلص بسهولة من البيض المنافس. وإذا فقست بيضات أخريات قبله، فإنه قادر على طرد الفراخ الأخرى من العش واحتكاره لنفسه. وحتى لو بقيت معه فراخ أخرى، فإنه يكون أكبر منها حجما، ويحصل على جلّ اهتمام الأم الحاضنة؛ فالطيور تميل عادة للاعتناء بالفرخ الأكبر. وهذا مثال على حكمة الطبيعة وتدبيرها، فهي تعمل على ضمان البقاء للأقوى والأقدر على الحياة، خاصة عند نقص الطعام، حيث يخصص كله أو معظمه للأفراد الأصح والأقوى. ينمو صغير الوقواق ليصبح أكبر حجما من أنثى الطائر المعيل، التي تعتقد أنها أمه، وتضطر لبذل جهود مضاعفة لاطعام هذا الفم الجائع دائما. إن عدم احتكاك صغير الوقواق بوالديه منذ رؤيته النور، قد يفسر بساطة غنائه، إذ لم تتح له الفرصة ليتعلم من والديه أغاني أجمل أو أكثر تعقيدا من ذلك الصوت الرتيب: كوكو، كوكو. إنه دعاء بسيط بما فيه الكفاية ليردده اعتمادا على غريزته وحدها. وينقله بلا تغيير من جيل لجيل عبر العصور.

السفن أضخم وأضخم


م. حسام جميل، العرب اليوم، 18/12/2012 يسود الاعتقاد لدى المختصين بالسفن أنها كلما كبرت زادت أمانا وجدوى. لكن إلى أي حد يصح هذا الاعتقاد؟ في 13 كانون ثان 2012 غرقت سفينة الرحلات الإيطالية كوستا كنكورديا وعلى متنها 4229 شخصا بمحاذاة سواحل جزيرة غِليو Giglio غرب ايطاليا. أنقذوا جميعهم باستثناء 32 شخصا. وكان يمكن للخسائر البشرية أن تكون أكبر بكثير لو أن السفينة انقلبت رأسا على عقب. لكن لحسن الحظ كانت المياه ضحلة ونجا معظم ركابها من هذا المصير. يذكّرنا هذا الحادث فورا بالسفينة تيتانك، التي غرقت قبل مئة سنة (15 نيسان 1912)، في أوجه كثيرة، أولها ضخامة كل منهما. ثم تجاهُل قبطان كل منهما للخطر المحدق. فقبطان تيتانك اندفع بسفينته داخل منطقة تتناثر فيها الجيال الجليدية، في حين أن قبطان كنكورديا أراد أن يتباهى، فاقترب أكثر مما يجب من سواحل الجزيرة. وكان وراء التصرفين ثقة مفرطة في قدرة ومناعة سفينتيهما الجبارتين. وللتذكير، فإن تيتانك كانت تقلّ 2223 شخصا، مات منهم 1514. لكن السرعة التي غرقت بها كنكورديا كانت مذهلة، وأدهشت خبراء السفن. لم يستغرق الأمر أكثر من نصف ساعة. وأخذ البعض يتساءل عن صواب التوجه العام نحو بناء سفن أكبر وأكبر. تضاعفت حمولة السفن خلال 10 سنوات تزايد ميل الترسانات، أي مصانع السفن، إلى إنتاج سفن أكبر وأكبر، فالسفينة كنكورديا، وطولها 290 مترا، ليست الأضخم. ففي عام 2009 دخلت الخدمة "واحة البحار" Oasis of the Seas التي يبلغ طولها 360 مترا، وتحمل 6296 راكبا إضافة إلى طاقم مكون من 2000 شخص. وفي عام 2010 بدأت السفينة "فتنة البحار" Allure of the Seas رحلاتها، وهي أكبر قليلا من "واحة البحار"، لتكون أضخم سفينة حتى الآن. ويفضل المختصون تسمية مثل هذه السفن: فنادق عائمة، بفضل ما تحويه من مراكز تجارية وكازينوهات وبرك سباحة ليتمتع بها أثرياء العالم. وقد تشهد السنوات القليلة القادمة ظهور ما يمكن أن يسمى بالجزر العائمة! ولا تقتصر هذه الفخامة على سفن الرحلات. فالناقلة أوروبا، التي بدأت رحلاتها عام 2009، تحمل 3000 راكبا و 963 سيارة. وتضاعفت حمولة بواخر شحن البضائع خلال العقد الأخير. فتجد بعضها بطول 340م، أي بطول حاملة طائرات عملاقة، وبارتفاع يضاهي برج ايفل. وتضاعفت سعة ناقلات الغاز السائل لتصل إلى 265000م³، وناقلات السيارات إلى 14000 سيارة، وقد أعلن عن انتاج سفينة حمولتها 18000 سيارة عام 2013. ما سر هذا التوجه نحو الضخامة؟ على الرغم من أن موانىء كثيرة أصبحت تواجه صعوبة في استقبال هذه السفن العملاقة، فإن لهذا التوجه أسبابا اقتصادية منطقية. فعندما تضاعف سعة السفينة، سواء كانت لنقل الركاب أو البضائع أو السيارات، فإن الزيادة في النفقات لا تزيد إلا بنسبة بسيطة، ولن تحتاج لمضاعفة عدد الطاقم ولا لمضاعفة استهلاك الوقود، ولا حتى كلفة بناء السفينة. ولا يرى المعهد الفرنسي للبحر IFM أي سبب لوضع حدود قصوى لحجوم السفن. وهذا هو رأي المنظمة البحرية الدوليةIMO أيضا. السفن الأكبر إذن أفضل وأجمل، بشرط ألا تغرق! لكن لا يوجد أي سبب يجعل سفينة ضخمة تغرق في عرض البحر، ما لم يحصل خطأ بشري يرتكبه القبطان، أو يحصل حريق ضخم. وإذا غرقت السفينة، فإن المشكلة الرئيسية هي كيفية إنقاذ كافة الركاب بأسرع وقت. وقد وضع غرق كنكورديا قبل بضعة اشهر تقنيات الإنقاذ على المحك. فقد عانى طاقم السفينة من صعوبة في ايصال التعليمات للركاب الفزعين، وبعدة لغات. ولعل العبء الأكبر في هذه الحالة يقع على عاتق شركات التأمين، فهي ملزمة بتعويض قيمة السفينة، وممتلكات الركاب، والوفيات، وتكاليف تنظيف موقع الغرق إذا كان قرب أحد الشواطىء. ولن نستغرب إذا بلغت قيمة التعويضات مليارات الدولارات. ويبقى مجال التحسين الذي يسعى له المختصون حاليا، هو ابتكار وسائل انقاذ ونجاة مثالية، بحيث لا يصاب الركاب بالهلع، وبحيث يعرف مسؤول السفينة موقع كل شخص من الطاقم في لحظة الحادث، بواسطة أدوات تواصل الكترونية؛ إذ أن الاضطراب والفوضى والهلع التي رافقت غرق كنكورديا لم تختلف كثيرا عما حصل عند غرق تيتانك قبل مئة عام. وهذا أمر مخجل. Science et Vie 4/2012 P 120-122

هل يمكننا أن نسمع صوت انفجار المستعرّ الأعظم؟

- العرب اليوم، 18/12/2012 المستعر الأعظم، أو المستجدّ الأعظم، أو السوبر نوفا يعبر عن نجم انفجر بعنف هائل، وبدا للناس كما لو كان نجما جديدا لامعا (وهذا يفسر التسمية الإنجليزية، أو اللاتينية، نوفا: جديد)؛ فخلال بضعة أيام يطلق هذا النجم من الطاقة بقدر ما تولده الشمس خلال عشرة مليارات سنة. ويصدر ضوءا أشد من ضوء الشمس بمليارات المرات. لكنك لن تسمع صوت هذا الانفجار حتى لو كنت على مقربة منه، وذلك لسبب بسيط، هو أن الصوت لا ينتقل إلا عبر المادة، سواء كانت غازا أو سائلا أو مادة صلبة، في حين أن الفضاء بين النجوم عبارة عن فراغ شبه كامل، فلا فرصة إذن لصوت الانفجار في أن يصلنا.

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

تعديل تشريعات الأراضي: أفكار ومقترحات

/ حسام مدانات/10/4/2008 أولا : ابدأ بالاشارة الى ما ورد في مقدمة كتاب دليل تسجيل الأراضي في بريطانيا، الطبعة الثانية، عام (1930)، حيث يؤكد ان لا حاجة لاي انسان ان يراجع شخصيا دائرة تسجيل الاراضي، لأن جميع معاملات التسجيل يمكن اجراؤها بواسطة البريد. وفي الصفحة الاولى من نفس الكتاب ذكر ان الهدف الرئيسي من التسجيل هو تبسيط بيع الأرض وشرائها ورهنها، واعطاء شهادة رسمية بالملكية، فلنضع نصب أعيننا هدف الوصول الى ما كان يمارس في بريطانيا قبل (80) سنة او اكثر. نعلم أن بريطانيا هي التي أسست دائرة الاراضي والمساحة في الاردن. ولا شك انه لو كان الاردن في ذلك الحين يمتلك نظام بريد متطورا، وبنوكا موزعة في كل لواء، ومستوى معقولا من التعليم وعددا كافيا من المحامين، لكانت جعلت نظام التسجيل لدينا مماثلا لما هو لديهم عندئذ. والآن مع التطور الهائل الذي حصل في العالم ولدينا أيضا: انترنت، فاكس، هاتف، بريد، بنوك ،تعليم .......الخ، مازلنا نعقد حياتنا وحياة الناس بما نعتبره قوانين وتعليمات واجراءات منزلة ومقدسة. ولأكن صريحا من البداية: ان للبعض مصلحة في تعقيد الأمور او ابقائها معقدة. وهذا التعقيد هو السبب الاول للفساد والرشاوى. ثانيا: اتابع بذكر بعض ما اعتبره مسلمات وبديهيات لعصرنا الحاضر (وهي تنسخ، أي تحل محل مسلمات قديمة بائدة) هذه المسلمات الحديثة اساسية لصياغة التعديلات المطلوبة والخروج بتشريعات تناسب التطور الهائل الذي طرأ على حياتنا المعاصرة مقارنة بالظروف التي كانت سائدة ابان العهد العثماني؛ هذه الدولة التي خسرت فرصة ذهبية للبقاء دولة عظمى وتحقيق الرفاه لشعوبها بسبب تحجر عقليات مسؤوليها او بسبب المصالح الضيقة لبعضهم. 1- الأصل في الأمور الإباحة. 2- توضع التشريعات لخدمة رفاه الانسان وسعادته وليس العكس . 3- المسؤول سواء كان رئيس وزراء، او وزيرا، او مديرا عاما، او مدير مديرية، دوره سياسي او اداري بمختلف مهام الادارة العليا (تخطيط، تنظيم، اشراف، تقييم،...)؛ وكل من اصحاب المناصب السالف ذكرها يتحمل اعباء سياسية او ادارية ضخمة لا تحتمل مفاقمتها بتوقيع معاملات روتينية او بفرز البريد وتوزيعه على الأقسام او الموظفين (كما يفعل بعض مدراء التسجيل لدينا). 4- الموظف ثقة. واذا أخطأ فيجب توفر وسائل لكشف الخطأ وتصحيحه. ويحاسب المخطئ، خاصة اذا كان الخطأ او الإهمال مقصوداً. وهذا يعني ان الموظف المعني هو الذي ينفذ المعاملة حسب تشريعات وتعليمات واضحة، وهو مؤتمن على ذلك. ويلزم فقط موظف اخر يدقق المعاملة. الواقع لدينا ولدى غيرنا) ان الموظف المنفذ هو الذي يصيغ القرار، في حين أن المسؤولين يوقعون ويصادقون على ما قرره الموظف. وغالبا دون الدخول في تفاصيل المعاملة وتدقيقها، فهذا ليس واجب المسؤول وليس لديه الوقت لذلك. 5- استطرادا للنقطتين (2 و3) اعلاه، وباعتبار ان التوقيع مسؤولية، فإن على صاحب التوقيع ان يعرف على ماذا يوقع وان يكون قد قرأ الكتاب المطلوب توقيعه عليه، وحتى تفاصيل المعاملة المرفقة. وهذا مستحيل فيما يتعلق بالمسؤول عمليا؛ فاذا كان قد وقع دون ان يقرأ فهذه مأساة؛ وان كان عليه ان يقرأ كل أوراق المعاملة (وكلّ معاملة) فلن يجد الوقت للقيام باي شئ آخر (كم كتابا يرفع للمدير العام يوميا من مختلف المديريات؟ وكم كتاب يرفع الى وزير المالية من دائرة الاراضي والمساحة ومن الدوائر الأخرى التابعة له؟ وكم كتابا يرفع يوميا لمجلس الوزراء من كافة الوزارات والدوائر؟). 6- اخلص مما سبق الى انه يجب عدم تحويل اية معاملة تسجيلية الى المدير العام او الوزير او رئيس الوزراء. وهذا يتطلب تعديل تشريعاتنا "العثمانية" الروح والنص). وإذا كان المعيار هو لإبراز اهمية بعض المعاملات، فان معاملات كثيرة مهمة ينجزها الموظف المعني في مختلف دوائر الدولة لأنه ثقة ويعرف عمله وهو مسؤول عنه. جواز السفر مثلا وثيقة بالغة الأهمية، واصبحت ترسل بالبريد ولا يوقعها رئيس الوزراء او الوزير او حتى مدير الجوازات. 7- ميري وملك: الارض وأنواعها: ميري، ملك، وقف، خزينة. قديما والى بدايات القرن الماضي في بلادنا كان الناس يسكنون فقط داخل قرى ومدن مسورة او حصينة لمواجهة غزوات البدو وتعدياتهم. والان بفضل سيادة الأمن والاستقرار، لم يعد هذا الشرط أساسيا، ولم يعد مهما ان يسكن المواطن داخل المدن والقرى. وكان مصدر رزق الناس الأساسي هو الزراعة، ولهذا السبب اشترطت القوانين القديمة حدا أدنى لمساحة الأرض الزراعية (10) دونمات لتنتج غلة تكفي عائلة متوسطة الحجم. اما اليوم فقد تغير كل شئ. لم تعد الزراعة عماد حياة الناس، ولا حتى الفلاحين. وبعد ان حولنا معظم الاراضي الزراعية الخصبة الى غابات اسمنت، اصبحنا نطبق قانون العشرات على اراضٍ ميري قاحلة شرق السكة، في البادية. فهل نتوقع ان تعتاش عائلة من زراعة (10) دونمات صحراوية. أعود لموضوع البناء والسكن داخل حدود البلديات فهذا الامر لم يعد ضروريا وحتميا. فما الذي يمنع البناء في ارض رخيصة على بعد يزيد (30) كم من عمان او غيرها من المدن؟ لكل عائلة سيارتها الخاصة التي تختصر المسافات. البادية منبسطة ولا يشترط تعبيد الطرق فيها. زمن الرحلة الى العاصمة قد يكون اقل منه داخل العاصمة بسبب ازمات السير المتزايدة فيها. ويمكن توفير الماء بالصهاريج كما يفعل معظم سكان العاصمة حاليا. والكهرباء توفر بمولد خاص قد لا يكلف اكثر بكثير من كهرباء الشبكة العامة؛ أو من الطاقة الشمسية. ولم يعد مهما تواجد المسكن قرب المدارس او مكان العمل او الاسواق. فمئات الآلاف من الموظفين والعمال والطلاب يقطعون عشرات بل مئات الكيلو مترات يوميا في التنقل بين بيوتهم واماكن عملهم او دراستهم. الخلاصة ان الابقاء على تصنيف الارض إلى ملك و ميري وما يتبع ذلك من تعقيدات امر يخلو من أي منطق او مبرر او معنى. ولا شك أن أولادنا وأحفادنا لن يسامحونا لاننا أسأنا التصرف ودمرنا معظم أراضينا الزراعية الخصبة للأبد! يجب منع البناء في الأراضي الزراعية (وهي زراعية بفضل خصوبة تربتها، ولوقوعها في منطقة غزيرة المطر نسبيا) هذه المناطق الزراعية اصبحت منظمة او داخل حدود البلديات او مناطق تطوير (؟) (هل هو تطوير ام تدمير؟) يلزم قرار جريء يوقف كل أعمال البناء في الأراضي الخالية في عمان، وتحويلها الى حدائق ومتنزهات وحتى مواقف سيارات. 8- لم يعد الناس يعيشون في قرية حيث الجميع يعرف الجميع ويلتقون دائما ويتناقلون الاخبار. وهكذا فان الممارسة الحالية، التي كانت مبررة سابقا، بطلب توقيع شهود على بعض المعاملات لا تخلو من المفارقة. فالشهود عاةة لا يعرفون صاحب المعاملة، بل حتى قد يجهلون فحوى المعاملة. وفي المقابل اصبح كل شخص يملك هوية شخصية ودفتر عائلة ورقما وطنيا ووثائق اخرى متنوعة تكفي لاثبات شخصيته. هذا عدا عن توفر قاعدة البيانات الالكترونية للاحوال المدنية لدى العديد من الدوائر والبنوك. 9- تبسيط الإجراءات وتحديد مدة قصوى لانجاز المعاملة: وقت الناس اصبح حقا من ذهب، ولديهم اعمال والتزامات ومسؤوليات. واصبح مئات الاف الاردنيين يعملون ويعيشون في الخارج، وياتون هنا في اجازه قصيرة. وليس عدلا ان يمضي المغترب اجازته في متابعة معاملة في دائرة الاراضي مثلا. 10- تفادي إرسال الناس للمحاكم: نعلم جميعا تعقيدات المحاكم والقضايا، وانها تستغرق اشهرا بل سنوات عدا عن التكلفة والضغط التفسي والمعاناة الكبيرة لمن يدفعه حظه العاثر إلى المحاكم. فليكن حل معظم اشكالات ومعاملات الاراضي داخل الدائرة، ونحن عادة ادرى بأمورنا وعملنا من معظم القضاة الذين ينظرون قضايا تتعلق بالاراضي. 11- أملاك الدولة وأملاك المواطنين: الدولة، الحكومة، الحكم، .....ما هي سوى تنظيمات اوهيئات اختارها الناس أو قبلوها لتنظيم امورهم. الوطن هو الناس، المواطنون، وليس الحجارة والتراب. والأصل في الامور أن الوطن هو ملك لسكانه، للمواطنين، وهو متاح لهم ليعيشوا فيه وليستغلوا خيراته، لا أن تبقى اراضيه معطلة غير مستغلة. ويجب أن تتوفر لكل مواطن الحاجات الأساسية: السكن، والمأكل، والتعليم، والعناية الصحية. ولعل أحد أهم عناصر قوة الولايات المتحدة مثلا ان معظم اراضيها قد ملكت للمواطنين (ومعظمهم مهاجرون من الخارج!) وعندما انظر الى وضع الأراضي في بلدنا، وارتفاع اسعارها الجنوني (بحيث لم تعد متاحة للمواطن ذي الدخل المتوسط، بله المتدني، وهذا امر بالغ الخطورة) اتذكر بيت الشعر:" كالعير في البيداء يقتلها الظما والماء فون ظهورها محمول". لدينا اراضٍ شاسعة غير مستغلة؛ وهي محرمة على المواطنين، باعتبارها أراضي دولة؛ بينما نحصر امكانية الملك والبناء في اراضٍ محدودة رغم انها زراعية، والاحرى بنا اذن نمنع البناء فيها( انظر (7) اعلاه). فهل يجب ان ننتظر دائما مبادرات جلالة الملك لتوفير "سكن كريم لعيش كريم" للمواطنين على اراضي الدولة. 12- الحكومة الالكترونية: الامكانات الإلكترونية هائلة وعمليا غير محدودة. والاردن مفتوح لها ومتقدم باستخدامها. إن عدم استثمارنا لها يعد جريمة بحق انفسنا. فلنعمل على استغلالها لاجراء معظم المعاملات او لتبسيطها او تسريعها بعد اجراء التعديلات اللازمة على التشريعات من اجل ذلك. وليكن لنا قدوة بما يجري في دول متقدمة او حتى نامية في شرق اسيا مثلا. فلننسخ تجاربهم قدر الإمكان. وليس مطلوبا منا ان نعيد اختراع العجل او الكهرباء. 13- الرسوم والضرائب والاعفاءات: مجموع ضريبة بيع العقار ورسوم التسجيل (10%) من اعلى النسب في العالم، باستثناء الدول الافريقية جنوب الصحراء (المتوسط 11%) بينما المتوسط لجميع الاقاليم الاخرى يتراوح بين (2.4%) لاوربا و (6%) لجنوب اسيا. والاردن هي الدولة الوحيدة تقريبا بين الدول التي تحترم نفسها والتي فيها الرسوم عالية لهذه الدرجة (انظر قائمة تسجيل الممتلكات في تقرير ممارسة الأعمال لعام 2008 الصادر عن البنك الدولي). خفضت مصر هذه الرسوم من (12%) قبل بضع سنوات الى (6%) ثم(3%) ثم (1%) وتضاعف اجمالي دخل الدولة من رسوم الاراضي عدة مرات، عدا عن الفوائد الاخرى للاقتصاد الوطني وللمواطنين عامة (ساقدم تفصيلا لاحقا لهذا الموضوع). 14- تنص الماده (5) من القانون رقم (26) لسنة 1958 ( قانون رسوم تسجيل الاراضي ......على انه يجوز لوزير المالية ان يعفي .... يجب تقليص عدد النصوص ذات هذه الصياغة( يجوز ل ..) الى اقل حد ممكن او حتى الغاؤها. فما دام يجوز الاعفاء لهذه الجهات فان هذه الجهات تطلب دائما الاعفاء وتحصل عليه بعد اجراءات ومراسلات عبثية (فلا احد يستحق اعفاء ولا يطلبه، ومن ثم لا يحصل عليه) فلتضم بنود الماده (5) الى المادة (4) من القانون المذكور أعلاه . 15- تضمن نظام تفويض وتاجير املاك الدولة تحديدا لبدلات الايجار لمختلف الاغراض. اشير هنا الى بند التاجير لغرض التنقيب عن المعادن، الذي يجب ان يكون مجانيا او شبه مجاني. فأعمال التنقيب اساسا من مهام الدولة (سلطة المصادر الطبيعية) ،وهي المسؤولة عن تحديد جيولوجية البلد ومحتوى ارضه من المعادن. وبالفعل انتجت السلطة خرائط جيولوجية بمقياس 1:50000 تغطي المملكة، لكنها لا تفي بالغرض. كما ان اعمال التنقيب مكلفة جدا وغير مضمونة النتائج (مثل التنقيب عن النفط بحفر آبار استكشافية قد تكون بلا طائل). وفي المقابل يجب فرض رسوم مناسبة على عمليات التعدين واستخراج المعادن بمختلف انواعها. والاجدر ان تكون الرسوم على كمية الخام المقدر وجوده او المنتج فعليا اكثر منها على مساحة الارض المؤجرة. 16- ايجار الاموال غير المنقولة وبيعها لغير الاردنيين: يتضمن القانون تعقيدات بلا مبرر، تعقد حياة الدائرة والناس وتعيق الاستثمار (وتفتح الباب على مصراعيه للابتزاز والرشاوى والفساد، مثل الحصول على موافقة "وزارة الداخلية"، وتستغرق عادة بضعة أشهر). لاداعي لتقييد إعادة بيع العقار لغير الاردنيين بمدة ثلاث سنوات او خمس سنوات. والبديل الذكي لذلك هو تحصيل ضريبة معينة (مضاعفة مثلا) في حال البيع ضمن هذه المدة او تتناسب الزياده فيها مع المده الباقية. 17- لا داعي لموافقات الوزير او مجلس الوزراء وهي عبارة عن تحصيل حاصل لمن له الحق بالتملك. بل تحدد الشروط للموظف وهو يلتزم بها في الموافقات. 18- في القانون الهندي يعامل الاجنبي ذو الأصل الهندي معاملة الهندي في شراء العقار. وهذا منطقي! فالاردني، أبا عن جد، والذي اجبرته ظروف الحياة على الهجرة الى أمريكا مثلا، لايجوز ان نعتبره جسما غريبا. 19- لا معنى ولا مبرر لفرض حصول الشركة الإسكانية على موافقة مسبقة لشراء الأرض؛ واذا كان لا بد من إبقاء متطلّب الحصول على موافقات للشركات الإسكانية، فلتكن الموافقة للشركة نفسها (وليس لقطعة الأرض) خلال سنة مثلا ولأي قطعة أرض تشتريها الشركة خلال تلك المدة.

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2012

الطاقة المتجددة

د. يعرب قحطان الدُّوريyaldouri@yahoo.com اُستاذ مشارك في جامعة برليس – ماليزيا العرب اليوم، 4/12/2012 تشمل كلمة "الطاقة" كل ما يندرج ضمن: مصادر الطاقة، و إنتاج الطاقة، واستهلاكها، وأيضا حفظ مواردها. بما أن جميع المتطلبات الاقتصادية تتطلب مصدراً من مصادر الطاقة، فإن توافرها ومعقولية أسعارها هي ضمن الاهتمامات الأساسية في حياتنا. برز فرط استهلاك الطاقة في السنوات الأخيرة كعامل مسبب للاحترار العالمي، ما جعله يتحول إلى قضية أساسية في جميع دول العالم. إن الطاقة المتجددة (Renewable energy) هي التي تُستمد من موارد طبيعية تتجدد أو لاتنفد. وهي تختلف جوهرياً عن الطاقة التقليدية كالوقود الأحفوري من بترول وفحم وغاز طبيعي، أوالوقود النووي. كما لاتنشأ عن الطاقة المتجددة مخلفات كثاني أكسيد الكربون (ثاك)، أو غازات ضارة كالتي تفاقم ظاهرة الانحباس الحراري. تسمى الطاقة المتجددة أيضا "الطاقة المستدامة" أو "الطاقة الخضراء". مصادر الطاقة المتجددة أما مصادر الطاقة المتجددة فهي: المد والجزر، مساقط المياه، الرياح، أشعة الشمس، الطاقة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية. وأبرزها حالياً هي المنتجة في محطات القوى الكهرمائية المقامة على السدود العظيمة. تستخدم طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاق واسع في البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية. وقد تبنت عدة دول خططا لزيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة ليبلغ 20% من استهلاكها الإجمالي عام 2020. وفي مؤتمر كيوتو باليابان 1997، اتفق معظم رؤساء الدول علي تخفيض إنتاج "ثاك" في الأعوام التالية لتجنب التهديدات الرئيسية لتغير المناخ بسبب التلوث واستنفاد الوقود الأحفوري، بالإضافة للمخاطر الاجتماعية والسياسية للوقود الأحفوري والطاقة النووية. الآفاق المستقبلية يزداد مؤخراً الاستثمار والتجارة في الطاقة المتجددة، وتأسست شركات تعمل على تحويل الطاقات المتجددة إلى مصادر للدخل والترويج لها؛ على الرغم من وجود عوائق كثيرة تمنع انتشار الطاقات المتجددة بشكل واسع، مثل الكلفة العالية للاستثمارات المبدئية؛ إلا أن ما يقارب 65 دولةً تخطط حاليا للاستثمار في الطاقات المتجددة، وقد وضعت السياسات اللازمة لتطوير وتشجيع الاستثمار فيها. وقد ناقش منتدى الطاقة العالمي 2012 في دبي، آفاق النمو والتحول نحو اقتصاد أخضر، وما يرافق ذلك من عقبات؛ أهمها نقص الاستثمارات المرصودة. وجرى التركيز على ضرورة شراكة القطاعين العام والخاص في هذا المجال. يواجه العالم حاليا تحديات كثيرة أهمها: تأمين الكهرباء في ظل النمو السكاني، ومحدودية الموارد الطبيعية، وتفعيل التكامل والتعاون الإقليمي بين الدول المتجاورة، والاعتماد على الطاقة المستدامة البديلة، ودخول الاستثمارات الخارجية في مجال الطاقة إلى الدول الفقيرة لتأمين الكهرباء، وتلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة. إن هدف العالم الأسمى في هذا المجال هو تحقيق الطاقة الآمنة والمتاحة للجميع بناء على إقامة البنى التحتية المطلوبة، كضرورة ماسة لديمومة الحياة.

شريط الأخبار العلمية11-12/2012

م. سائد مدانات العرب اليوم، 4/12/2012 نتائج مهمة لبرنامج LTER تنشر مجلة BioScience في عددها لشهر كانون أول ديسمبر 2012 نتائج دراسة طويلة الأمد لمدى تأثير تغير المناخ على الأنظمة الحيوية في العالم. وكانت مؤسسة العلوم الوطنية (الأمريكية) NSF قد أوجدت هذا المشروع عام 1980 ويعني رمزه: البحث البيئي طويل الأمد. تكمن أهمية هذا المشروع في حقيقة أن التغيرات البيئية لا يسهل كشفها على المدى القصير لأنها تتأثر بعوامل طبيعية وبشرية متنوعة. وتواصل البكتيريا إدهاشنا اكتشف باحثون تمولهم مؤسسة العلوم الوطنية (الأمريكية) أنواعا جديدة من البكتيريا في مياه مالحة وبالغة البرودة تحت طبقة جليد سمكها 20 م في القارة المتجمدة الجنوبية. ونظرا للظلام الكامل في هذه البيئة، فإن مصدر الطاقة التي تحتاجها هذه البكتيريا قد يكون التفاعلات الكيميائية. إنجاز خريطة جينوم القمح انهى فريق دولي من أمريكا، وبريطانيا وألمانيا أول تحليل شامل لجينوم القمح. نشرت النتائج في عدد شهر 11/2012 من مجلة Nature . ويمثل هذا التحليل مصدرا ثمينا للمعلومات، ما يسمح بتحسين زراعة القمح في العالم. الدواء أخطر من الداء في عام 2010 حصلت كارثة في بئر في خليج المكسيك، فانسكب 4,9 مليون برميل نفط في البحر. وبعد ايقاف تدفق النفط بدأت مهمة تنظيف البحر منه. استخدم لهذا الغرض ثمانية ملايين لتر من مادة كيميائية تدعى Corexit، تلتصق بالنفط لتسهّل إزالته. وتدل دراسة قام بها معهد جورجيا للتكنولوجيا، وستنشرها مجلة التلوث البيئي في عددها لشهر شباط 2013 على أن استخدام الكورإكزت قد زاد سمية النفط 52 ضعفا، وذلك بناء على تجارب أجريت على حيوانات بحرية دقيقة: فهل ينطبق المثل الشعبي: إجا يكحلها عماها. شقائق البحر تبيد الحشرات مع تزايد مقاومة الحشرات للمبيدات، تتواصل الأبحاث لابتكار مبيدات جديدة. آخر هذه المبيدات، حسب مجلة FASEB هو سمّ حيوان شقيق البحر (الأنتيمون). يمتاز السم بأن الحشرة لا تكتسب مناعة ضده؛ كما أن أبحاثا واعدة تجرى لاستخلاص أدوية متنوعة من هذا السم، لتسكين الألم، وتنظيم دقات القلب، وعلاج كل من الصرع وأمراض المناعة. باحث يسمم نفسه ليقتل البعوض ما رأيك في أن تجعل دمك ساما يقتل البعوضة التي تمتصه؟ انها فكرة مجنونة بلا شك. لكن الهولندي Bart Knols قد تجرأ مرتين: في التفكير فيها ثم في تطبيقها على نفسه. توقع أفضل لإنهاك المعدن في عام 1998، حصلت أسوأ حادث قطار في ألمانيا. تبين أن السبب هو شقّ رفيع خفيّ في العجل المعدنيّ. كان كشف مثل هذا الشق بفحص العجل من الخارج مستحيلا. والآن أعلنت جامعة ميونيخ التقنية عن تصميم مادة اصطناعية جديدة تبث ضوءا مميزا عند تعرضها لإجهاد كبير ومسبب للشقوق.

شجرة العائلة للمجرّات ! هل تمزح؟

حسام جميل مدانات، العرب اليوم، 4 / 12 / 2012 العلم جدّي، لا يعرف المزاح عادة. لكنه أحيانا يستعير تعابير من مجالات معرفية أخرى. وهذا ما فعله الفرنسي دِدييه فري - بُرنيه، المختص في الفيزياء الفلكية. وقد لجأ إلى استخدام هذا المصطلح في محاولته لتصنيف مليارات المجرات التي يزخر بها الكون. اعتاد الفلكيون على تصنيف المجرات وفقا لشكلها، لكن بُرنيه اعتمد اسلوبا مختلفا: اصل المجرة وكيفية تطورها ومستقبلها أو مصيرها. تصنيف هَبِل في عام 1936 قارن الفلكي الأمريكي أدوين هبل 600 صورة للمجرات، وحاول تنظيم ما أطلق عليه اسم : "مملكة المجرات"، ميّز هبل ثلاث مجموعات مختلفة: المجرات البيضوية أو الأهليليجية، والمجرات اللولبية، التي تظهر لها أذرع تمتد منحنية حول مركزها، مثل اللولب؛ وأخيرا كافة المجرات الأخرى ذات الأشكال المتنوعة، التي أطلق عليها اسم المجرات غير المنتظمة أو العشوائية. وسرعان ما اضيف إلى هذه المجموعات الثلاث مجموعة رابعة هي المجرات العدسية، التي يظهر لها لب يحيط بقلبها، وهي ذات لمعان شديد وقرص متماسك. لكن هذا التصنيف يعاني من عيوب، أهمها أنه يضع مجرات متباينة في اصلها ومصيرها، ضمن مجموعة واحدة، لمجرد تشابهها في الشكل. مبادرة منفردة في عام 2001، كان بُرنيه يعمل في معهد فيزياء الفلك في غرينوبل/ فرنسا. وتركزت أبحاثه منذ 1986 على دراسة الأنوية الفعالة للمجرات. ثم قرر فجأة أن يهجر هذه الأبحاث، وأن يركز جهوده، وحيدا، على مشروع عملاق: السعي لتصنيف مليارات المجرات تصنيفا نظاميا شموليا. هجر برنيه التلسكوبات والرصد، ودفن نفسه داخل آلاف الملفات المغبرة التي تحوي جداول بيانات رصدية قام بها زملاؤه. وكان حلمه أن يتوصل إلى تصنيف منطقي للمجرات. تواصل حماسه لمدة سنتين. ثم تلاه شعور بالإحباط دام ثلاث سنوات؛ ليتبع ذلك تقدم بطيء خلال السنوات الأربع الماضية. وقبل بضعة اشهر فقط أثمرت جهوده أخيرا. فقد رآى أمام ناظريه صورة تتبلور وتبرز لتاريخ المجرات. تاريخ يظهر على شكل شجرة. شجرة مصير (destiny) المجرات. يوريكا ... وجدتها في أيار من عام 2001 قرأ بُرنيه مقالة صحفية تصف نظام التصنيف الحديث للكائنات الحية، الذي يعتمد على نظرية دارون في التطور، ويتيح لعلماء الأحياء إمكانية رسم شجرات تبين تفرعاتها كيف تتطور أنواع مختلفة من سلف مشترك. وعندئذ صاح بُرنيه: يوريكا، وجدتها، على غرار ارخميدس عندما اكتشف قانونه المشهور في الأجسام المغمورة والطافية. وقال بُرنيه لنفسه حينئذ: هذا ما يجب عمله في تصنيف المجرات؛ إذ من غير المنطقي أن نبقى محصورين في تصنيف صاغه هبل قبل ثمانين سنة، وبناء على بيانات قليلة محدودة، رغم الزخم الهائل من البيانات التي تجمعت لدينا حاليا عن الفلك والمجرات. على أية حال، وبانتظار أن نقرأ بحث بُرنيه مطبوعا في المستقبل القريب، يمكننا القول أن تصنيف هبل التقليدي للمجرات لم يعد مقبولا أو قائما اليوم. ونضيف ملاحظة مهمة تتكرر دوما في البحث العلمي: أن مجالات العلم المختلفة ليست أكوانا منفصلة مستقلة بعضها عن البعض، بل أن الأفكار التي تولد وتزدهر في أحد المجالات قد تفيد في مجال آخر، مهما كان المجالان متباعدين، مثل علم الأحياء والفلك في حالتنا هذه. Science et Vie

اكتشافات علمية تتحقق بفضل غوغل!

م. حسام جميل العرب اليوم، 4 / 12 / 2012 كيف يحقق الباحث، أو العالم، أو المستكشف، اختراعا أو نظرية أو قانونا أو كشفا علميا جديدا؟ قد يحصل ذلك صدفة، وهذا أمر نادر. وقد يمضي سنوات في التأمل والتفكير المجرد. وقد يجري تجارب عديدة في المختبر. وقد يجمع ملاحظات من الطبيعة، أو يجمع بيانات إحصائية ليوضح العلاقة بين متغيرين، كما في الكثير من البحوث الطبية والدوائية والاجتماعية والتربوية حاليا. لكن يمكنه أيضا أن يستفيد من بيانات ونتائج من سبقه: وهذا مثلا ما فعله كبلر عندما درس الكميات الهائلة من بيانات الأرصاد الفلكية التي قام بها تيكو براهي، فصاغ كبلر قوانينه الثلاثة في حركة الكواكب. مغارة علي بابا الحديثة والآن، لدينا الحاسوب والإنترنت ومحركات البحث التي توفر لك لحظيا كل ما انتجته حضارتنا من علم وأدب وثقافة، فكيف يمكن للباحثين استغلال هذه الثروة التي تكاد تكون لا نهائية في جهودهم البحثية؟ تقدم مجلة العلم والحياة الفرنسية في عددها لشهر تموز 2012 تحقيقا من 19 صفحة عن إبداعات وإنجازات مذهلة تحققت بفضل استغلال بيانات غوغل. وتحليلها اللحظي إحصائيا واستخلاص اية علاقات نرغبها فيما بينها. ومن هؤلاء عالم جينات اكتشف مؤخرا 4 جينات مرتبطة بسرطان الكبد، وعالم أعصاب حدد داخل الدماغ سببا محتملا للصداع النصفي ... يعالج غوغل يوميا 20 بيتا اكتت (هذه الوحدة تساوي عشرة مرفوعة للقوة 15)، أي ما يعادل عشرين ضعف المعلومات المخزنة لدى المكتبة الوطنية الفرنسية. تقدر كمية المعلومات المتراكمة منذ فجر الحضارة البشرية حتى عام 2003 ب 500 بيتا اكتت، لكننا حاليا ننتج هذا القدر من المعلومات كل يومين. والوصول إلى هذه المعلومات سهل ولحظي. وهذا قد أدخل البشرية في عصر جديد: عصر طوفان المعلومات. وبإمكان أي منا أن يستغل مغارة علي بابا هذه. لا شك أن قطاع التسويق والإعلانات كان أول من استغل هذه الإمكانيات الهائلة المتمثلة في 30 مليار وثيقة جديدة على فيس بك كل شهر، و 140 مليون رسالة يوميا على تويتر، و 20 رسالة نصية على الهواتف الخلوية كل دقيقة. ويجري تحليل تلقائي لهذه البيانات والاستفادة منها. وبالمثل فيما يتعلق بوكالة الأمن القومي الأمريكي مثلا، فهي قادرة على تحليل ما يعادل محتويات مليون مليون قرص صلب في كل ثانية. ولم يتوانَ البحث العلمي عن الاستفادة من هذا الكنز المعرفي والتحليلي. وفيما يأتي إيجاز لبعض الانجازات العلمية البارزة بفضل الانترنت. - الأمراض العقلية نفذ باحثان من جامعة كاليفورنيا مشروعا غريبا: جعلا الحاسوب يحلل كل ما تجمع على الانترنت من معلومات وابحاث في علم الأعصاب، ليحصلوا على روابط غير متوقعة بين أمراض عقلية وأجزاء معينة من الدماغ. كان البحث غريبا لدرجة أن محاولتهم لنشره باءت بالفشل 17 مرة قبل أن ينشر مؤخرا. أطلق على المشروع اسم brain SCAN. ولم تستغرق برمجته سوى اسبوع واحد. وستفيد نتائجه في توجيه البحوث المقبلة في هذا المجال. - اختراقات فلكية يهدف مشروع LSST في جامعة جورج – ماسون الأمريكية إلى توفير القدرة على معالجة 30 تيرا أكتت من المعلومات كل ليلة بدءا من عام 2016، التي سترد من مقراب قطره 8.4 م في تشيلي. ويكشف الفلكيون حاليا ما بين خمسة وعشرة اكتشافات جديدة أو غير متوقعة كل اسبوع، ويتلقى مشروع LSST كل ليلة نحو مئة الف معلومة تستحق انتباه المختصين. الكائنات البحرية فيما بين 2003 و 2006 ، أخذ كريغ فنتر آلاف العينات من ماء المحيط، من خلال مشروعه الذي يرمز له GOS. وكان قد استخدم غوغل ليحدد ما نعرفه عن جينوم الكائنات البحرية، وفوجئ بأن هذه المعرفة لا تتجاوز 15%. تتضمن البيانات المحصلة حاليا: إحداثيات موقع العينة، ودرجات الملوحة والحموضة والحرارة، والتحليل الجيني للكائنات الحية الموجودة في كل عينة. وسيضع المختصون فرضيات جديدة بناء على المعلومات المتراكمة السابقة وما سينتجه المشروع الحالي من بيانات. مشروعات أخرى باختصار: - تعلّم اللغة : صور "دِب روي" كل لحظة من حياة ابنه خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره، بهدف دراسة العلاقات بين تعلم اللغة والظروف المحيطة بالطفل. - الكيميائيات والأمراض يهدف المشروع BSrC إلى دراسة قرابة مليون مادة كيميائية وتأثيراتها على الصحة من خلال تحليل الكم الهائل من المعلومات المتوفرة على الانترنت. - الخريطة الصحية: طورت هذه البرمجية في مستشفى الأطفال في بوسطن منذ عام 2006. والمشروع قادر على كشف بداية أي وباء قبل أن تعلن عنه المؤسسات الرسمية المحلية أو الدولية بأيام أو حتى بأسابيع (كما حصل فيما يخص الكوليرا التي انتشرت بعد زلزال هايتي عام 2010). Science et Vie No. 1138