Powered By Blogger

الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

سر العدد 40

سر العدد 40 حسام جميل مدانات - طول خط الاستواء 40000 كم - علي بابا والأربعين حرامي - يخلق من الشبه أربعين - نفاس المرأة 40 يوماً - من عاشر القوم أربعين يوماً صار منهم - مدة الحجر الصحي 40 يوماً العبارات أعلاه مجرد أمثلة قليلة على أمثال وقصص وأحاديث وحقائق ورد فيها ذكر العدد 40. فهل من تفسير منطقي لهذه الظاهرة أم أنها مجرد مصادفات تنطبق على هذا العدد وعلى غيره من الأعداد أصلاً؟ لكل عدد مغزى أو قصة قد لا نبالغ إذا قلنا أن لكل عدد قصة ارتبطت به أو صفة أو حقيقة فيزيائية أو كيميائية يتصف بها. يظهر هذا الأمر بشكل خاص في الأعداد الصغيرة. - فيمكننا قول الكثير عن العدد واحد (1). فهو يمثل وحدانية الله. وهو العدد الحيادي في عملية الضرب في الحساب. فحاصل ضرب العدد واحد في أي عدد لا يغير من قيمة العدد. والعدد واحد هو القيمة التي اصطلح عليها لكل من العدد الذري والوزن الذري للهيدروجين، أخف العناصر، وأحد مكونات الماء، أساس الحياة. - والعدد اثنان يعبر عن الزوج من الكائنات الحية، ذكراً وأنثى، وتأتي كثير من أعضاء الإنسان والحيوان مثناة : اليدان والعينان والأذنان.... الخ. ولعل اللغة العربية من اللغات القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي أفردت للمثنى صيغة خاصة به تختلف عن صيغة الجمع. كما استخدمت صيغة المثنى للتعبير عن أزواج من الأشياء غير المتماثلة مثل الأسودان (الماء والتمر) والثقلان (الجن والإنس) والجديدان (الليل والنهار)، والعدد 2 هو أيضاً أساس نظام العد الثنائي الذي بنيت عليه برمجة الحاسوب. - وللعدد 3 أهمية خاصة في الديانة المسيحية (الثالوث الأقدس). وللشكل الثلاثي الأضلاع، أو المثلث أهمية خاصة في الرياضيات. ومنه اشتقت النسب المثلثية (الجيب وجيب التمام والظل) وحساب المثلثات، والنقاط المثلثية التي تشكل أساس الشبكة المساحية. والمستحيلات عند العرب ثلاثة (الغول والعنقاء والخل الوفي). والقدر يركب على ثلاثة (هذه ثالثة الأثافي). - والعدد 4 يمثل عدد أطراف الثدييات، والجهات الأربع. وللشكل الرباعي، ومنه بشكل خاص المربع والمستطيل، أهمية خاصة في الهندسة. ومن الظواهر الطريفة المرتبطة بالعدد 4 أنك تستطيع أن تحصل على أي عدد بين الواحد (1) والمئة (100) باستخدام أربع أربعات والعمليات الحسابية الأربع (جمع، طرح، ضرب، قسمة) بالإضافة إلى الجذر التربيعي والأس والمضروب. والعدد 4 هو قيمة الوزن الذري لجسيمات ألفا التي تطلقها بعض العناصر المشعة، وهي نفسها نواة العنصر الخامل: الهيليوم والذي اكتشف وجوده في الشمس قبل أن يعرف على سطح الأرض (عن طريق التحليل الطيفي لأشعة الشمس). - والعدد (5) هو عدد الأصابع في كل طرف من أطراف الحيوانات الفقارية، رغم تحور أو ضمور بعضها كما في الطيور. وكانت بداية ممارسة الإنسان للعد باستخدام أصابع يده، ثم يديه الاثنتين معا، ومن ذلك نشأ نظام العد العشري الذي يستخدمه العالم حاليا. - والعدد (6) هو عدد أطراف الحشرات. وهو العدد الذري لعنصر الكربون، أحد المكونات الأساسية للمواد العضوية، ومنها أجسام الكائنات الحية. - أما العدد (7) فلعله الأبرز من حيث ما ارتبط به من قصص وخرافات وخصائص. فالأسبوع سبعة أيام ( بعدد الأجرام السماوية المتحركة المعروفة لدى البابليين وغيرهم من القدماء (وهي الشمس والقمر وعطارد والزهرة والمريخ وزحل والمشتري). وقد خلق الله الكون في ستة أيام واستراح في اليوم السابع حسب ما ورد في التوراة. وهناك السماوات السبع والمعلقات السبع (أشهر سبع قصائد في الجاهلية)، وعجائب الدنيا السبع، القديمة منها والجديدة. والعدد (7) عدد أولي له خصائص طريفة منها أنك إذا قسمت العدد (999999) على (7) فانك تحصل على العدد (142857)، وإذا ضربت هذا العدد على التوالي بالأعداد 2،3،4،5،6 فانك ستحصل على ظاهرة غريبة (جرب ذلك). وبالطبع إذا ضربته في (7) ستحصل ثانية على (999999). ولا تنس أن العدد (7) هو العدد الذري للنيتروجين، أحد العناصر الأساسية للحياة مع الاكسجين والهيدروجين والكربون. وهكذا نلاحظ أن الحديث عن الأعداد الصغيرة، دون العشرة، خصب وغني بالقصص والطرائف. ولا يمكننا أن ندعي الأمر نفسه بشأن الأعداد الكبيرة. صحيح أن لبعضها مراكز مرموقة مثل العدد (12) الذي كان أساس نظام العد لدى بعض الشعوب (لاحظ مثلا وحدة الدزينة أو الدرزن المأخوذة عن الإنجليزية)، واستخدام العدد 12 كأساس لنظام الساعة. وهناك تلاميذ المسيح الاثناعشر، والأئمة الإثناعشر عند الشيعة. والعدد (36) كما في التعبير الفرنسي الذي ترجمته: "لايوجد 36 طريقة لحل هذا السؤال". والعدد (60) الذي كان أساس نظام العد عند البابليين (وليس النظام العشري الذي نستخدمه حالياً) ولهذا السبب قسمت الساعة إلى ستين دقيقة...الخ. ويظهر العدد 60 أيضا في حديث الناس كما في القول الشعبي المصري (راح في ستين داهية). لكن العدد 40 يبقى هو الأبرز! حساب الجمل: من بين الأعداد الأكبر من 10، يمكن اعتبار أن العدد 40 هو الأهم والأميز. يكمن سر العدد 40، أول ما يكمن، في ارتباطه بالحرف (م) في حساب الجمل الذي يربط بكل حرف أبجدي عدداً. وكان حساب الجمل أحد أنظمة العد القديمة لدى عدة شعوب، وذلك قبل استخدام الأرقام العربية والهندية الشائعة حاليا لتمثيل نظام العد العشري. قبل أن يعرف العرب والشعوب الأخرى أرقام النظام العشري التي نستخدمها اليوم لتمثيل الأعداد اعتمدوا أنظمة متنوعة لهذا الغرض، ومنها الحروف الهجائية. كان كل حرف هجائي يعتبر مكافئا لعدد معين. وبناء على ذلك يمكن تمثيل أي عدد بحرف أو مجموعة حروف. أطلق على هذا النظام اسم "حساب الجمل"، وكانت الحروف العربية مرتبة حسب النظام الأبجدي: ابجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ. واقترن كل حرف منها، على الترتيب، بعدد كما يلي: أ=1 ، ب=2 ، ج=3 ، د=4 ، ه=5 ، و=6 ، ز=7 ، ح=8 ، ط=9 ، ي=10 ونظرا لكون النظام المعتمد هو العشري، فان الحروف اللاحقة أعطيت مضاعفات العشرة ثم مضاعفات المئة. ك=20 ، ل=30 ، م=40 ، ن=50 ، س=60 ، ع=70 ، ف=80 ، ص=90 ، ق=100 ، ر=200 ، ش=300 ، ت=400 ، ث=500 ، خ=600 ، ذ=700 ، ض=800 ، ظ=900 ، غ=1000. (لاحظ أن العدد صفر غير ممثل في هذا النظام). وهكذا يمكن تمثيل الأعداد بحروف، فمثلاً: 132= 100 + 30 + 2 = ق + ل + ب = قلب وهذا ينبهنا إلى أمر مثير وهو أنه يمكن أن نحسب العدد الموافق لكل كلمة أو اسم. ومن هنا نشأ موضوع أو "علم" اتسع فيه مجال الشعوذة والخرافات، فكل كلمة لها عدد يقترن بها، وبالعكس فان كل عدد يمكن أن يقترن بكلمة جيدة أو سيئة، مقدسة أو شريرة. وقد ينصح فلان بأن يتزوج فلانة لأن اسميهما يقترنان بنفس العدد. مثلاً أمل= 1+40+30 = 71 تناسب حابس= 8+1+2+60= 71. في النصوص الدينية: - نلاحظ إذن أن العدد 40 يرتبط بالحرف ميم. وقد اعتبر هذا الحرف متميزا، فقد ورد في صدر 16 سورة من سور القرآن الكريم من بين 26 سورة تصدرتها الحروف، أي بنسبة 62%. - ورد العدد 40 في سورة الأحقاف، الآية "15" ليدل على أن الرجل يبلغ في هذه السن أقصى نضجه وقوته: "...حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر بنعمتك.." - وفي سورة المائدة، الآية 26، نجد هذا الوصف لضياع بني إسرائيل 40 سنة : "قال فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض فلا تأس على القوم الفاسقين". وتفسير ذلك أن الله قد عاقبهم بالتيه 40 سنة، وهي الفترة اللازمة حتى يهلك ذلك الجيل الفاسق. - وفي الآية 51 من سورة البقرة: "وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون" - وفي الآية 13 من سورة الأعراف: "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة..." - وقد بدأ النبي محمد(ص) دعوته بعد هبوط الوحي عليه عندما كان عمره 40 سنة. - وفي الأحاديث النبوية، هناك 27 حديثاً يرد فيها العدد 40، ومنها حديث يتكون من أربعين فقرة. - في الدين المسيحي نجد للعدد 40 منزلة خاصة. إذ يعتقد أن السيد المسيح ارتفع إلى السماء بعد أربعين يوماً من صلبه. والصيام الطقسي يدوم 40 يوماً. ويقام الجناز على الميت بعد أربعين يوماً. - وللحرف (م) المرتبط بالعدد 40 في حساب الجمل منزلة خاصة أيضا في السحر والشعوذة والتنجيم. فهو اسم للملاك اليائيل ملك العلويات (؟) وفيه سر النور الميمي (؟)... الخ. - وفي التوراة، في سفر التكوين، 7: وبقي الطوفان 40 يوما على الأرض... - وأيضا، في سفر التكوين، 8 : وكان بعد أربعين يوما أن فتح نوح النافذة التي صنعها في السفينة وأرسل الغراب. (ننوه هنا إلى خطا شائع يتمثل في وصف الشخص بأنه في العقد الرابع من عمره مثلا إذا كان بين الأربعين والخمسين، والصحيح انه يكون عندئذ في العقد الخامس... فالعقد الأول هو دون عشر سنوات والعقد الثاني بين سن العاشرة والعشرين والثالث بين العشرين والثلاثين وهكذا) في الجغرافيا: - يوجد موقع في الأغوار الشمالية في الأردن يدعى تل الأربعين (ولم أتوصل لمعرفة أصل التسمية). - وثمة مزار يسمى "الأربعين" جنوب غرب مدينة تكريت في العراق. يعتقد أهل تكريت أنه مزار أربعين من مقاتلة العرب على رأسهم عمر بن جناده الغفاري مولى عمر بن الخطاب. - يقال أن في جبل قاسيون، الذي يشرف على دمشق، مغارة تسمى مغارة الجوع، مات فيها 40 نبيا جوعا. - في الولايات المتحدة، توجد في ولاية بنسلفانيا قرية اسمها FORTY FORT. - وفي فلسطين، يرد العدد 40 في أسماء عدة مواقع. وقد عدت إلى كتاب : (THE SURVEY OF WESTERN PALESTINE-NAME LISTS-LIEUTENANT CANDOR & KITCHNER-1881) وعثرت على الأسماء التالية: - الأربعين مغازي (لوحة 13- يافا) - رجال الأربعين (لوحة 11- قرب طولكرم) - الأربعين (لوحة 14). في الطبيعة والعلم: يبلغ طول خط الاستواء (40000) أربعين ألف كيلومتر. وهذه ليست محض مصادفة، وإنما اشتق طول المتر، وبالتالي الكيلومتر، من محيط الأرض أو طول خط الاستواء، وذلك بعد الثورة الفرنسية عام 1789 عندما قررت الحكومة الفرنسية اعتماد النظام المتري العشري واختير المتر ليساوي جزءاً من أربعين مليون جزء من خط الاستواء حسب قيمته المحددة في ذلك الحين. - العنصر الذي عدده الذري يساوي 40 هو الزركونيوم ((Zr. ولو رتبت العناصر هجائياً بالإنجليزية لكان هو آخر عنصر في القائمة، وأحد مركباته، سلكات الزركونيوم المتبلورة (يدعى الزركون) يعتبر أقدم معدن (خام) على سطح الأرض وأكثرها مقاومة للحت. - كان الحجر الصحي على الأشخاص أو البضائع القادمة من أماكن موبوءة يطبق لمدة أربعين يوماً ولذلك أطلق عليه اسم كرنتين (أي أربعين يوماً بالفرنسية). ويعود هذا القانون إلى عام 1388 عندما أمرت السلطات الفرنسية بعزل المصابين بالداء 40 يوماً في الحجر الصحي. - تقتضي الخبرات المتوارثة في مجال حفظ الطعام ضرورة إبقاء الخضار المخللة 40 يوماً في الخل، وهو أيضا نفس الوقت اللازم لنضج الخل في وعاء التخليل. - في تراثنا الشعبي مصطلحات تتعلق بالطقس مثل المربعانية، وهي الفترة الأشد برودة في فصل الشتاء، وتبدأ مع بداية فصل الشتاء، أي 21/12 وتدوم أربعين يوماً. في أمثالنا الشعبية: - يخلق من الشبه أربعين : لماذا ليس مئة أو ألفاً إذا كان القصد إظهار الكثرة؟ يمكن تفسير ذلك بأن الإنسان بدأ مهارة العد مستخدماً أصابع يديه. ثم مستعيناً بأصابع قدميه مما رفع العدد إلى عشرين. ولعد ما يزيد عن ذلك استعان بشخص آخر ( إذا اعتبرنا أن الرجل البالغ كان يعيش مع زوجته) فبلغ الأربعين، وكان هذا بالنسبة له عدداً ضخما.ً وكان التعبير (Twenty and twenty) أي عشرين وعشرين، عند الإنجليز يعني عددا كبيراً جداً لا يحصى ولا يعد. - من عاشر القوم 40 يوماً صار منهم. - للتعبير عن قدرة وشجاعة شخص ما يقال أنه لو قابله 40 شخصاً لقام بهم. وللتعبير عن مكانته ورفعته يقال أنه إن دخل مكانا قام في وجهه (احتراما له) 40 شخصاً. - ويقال أيضا: التمّ الربع "أربعينه". - وعيار الشبعان "أربعين" لقمة. - اشتغل الشيطان بكل شغلة يوم واشتغل بالكدية 40 يوم (الكدية:التسول). - أربعين واحد شاركوا بزبيبة. - وجب الزاد ولو أربعين لقمة. - النبي وصى على أربعين جار. (يقال في مصر: النبي وصى على سابع جار) - العربي (البدوي) أخذ ثاره بعد أربعين سنة وقال استعجلت. - ذيل الكلب خلوه بالقصبة أربعين يوم ما عدل. - الله أقل صبره أربعين سنة. - هذا واحد من الأربعين (عندما يجبر شخص على أعمال يكرهها فينجزها واحداً تلو الآخر قائلا هذا واحد من أربعين، هذا اثنان من أربعين...). متفرقات حول العدد 40 - في اللغة الإنجليزية نجد التعبير (Forty winks) ويعني حرفياً "أربعين رمشة" ويقصد به غفوة قصيرة، خلال النهار عادة. - شكلت في الولايات المتحدة لجنة الأربعين (40 Committee) خلال حكم الرئيس رتشارد نكسن في بداية سبعينيات القرن الماضي وذلك للتحقيق في بعض نشاطات وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA). - شكلت في الأردن "مجموعة الأربعين": التجمع الديموقراطي للصحف الأسبوعية (أنظر صحيفة الرأي، العدد الصادر في 21/4/2008، الصفحة 5). - ورد في الدستور الفرنسي، المادة 47: "إذا لم تصدر الجمعية الوطنية، خلال 40 يوما من إيداع المشروع، قرارها بشأنه بناء على قراءة أولى له، تحيل الحكومة المشروع إلى مجلس الأعيان...". - توجد في الولايات المتحدة جمعية باسم: (Forty Sixty Society For Midlife Adults) - في عام 2005 أنتج الفلم الأمريكي “Forty-Year- Old Virgin” من بطولة STEVE CARELLE. - في أغنية "بلي جين" للمغني الأمريكي الذي توفي مؤخرا، مايكل جاكسون، نجد النص التالي: “For forty days and forty nights, the law was by her side” - "الأربعون لصا" أو الأربعون حرامي(Forty Thieves) هو اسم للعبة شدة أو ورق (كتشينة)، وأيضا كان اسم أول عصابة شوارع منظمة في تاريخ مدينة نيويورك. - من القصص الشعبية المعروفة لدينا، قصة علي بابا والأربعين حرامي . - في قصة سيف بن ذي يزن، يتكرر ورود العدد 40 في العديد من الصفحات. ففي المجلد الثاني – الجزء السادس مثلا ، نجد في الصفحة الأولى (ص5): "وقال:عليّ بالحكماء، فأحضروهم بين يديه وكانوا أربعين حكيما...". وفي الصفحة 9 "فاجتهدوا حتى صنعوا بحكمتهم قدر أربعين ثوبا". الخلاصة نستنتج إذن أن سر العدد 40 يكمن في عدد من التفسيرات والخرافات والاحتمالات والأحكام والحقائق والنصوص الدينية. - فالتعابير التي تستخدم العدد 40 ليدل على الكثرة (يخلق من الشبه 40،...) يمكن تفسيرها بأن الإنسان القديم، في بدايات ممارسته مهارة العد، استخدم أطرافه الأربعة وأطراف رفيقه (زوجته مثلا)، وكان هذا أقصى عدد يمكنه بلوغه. - ومن حيث الخرافات، ارتبط العدد 40 بالحرف "م" في حساب الجمل. وكان لهذا الحرف اعتبار كبير لدى المنجمين والكهنة، فاكتسب العدد 40 أهميته لديهم من هذا المنطلق. (أو لعل العكس هو الصحيح؟). - ومن الأحكام الناتجة عن خبرات وتجارب، تلك التي اعتبرت أن الأربعين يوما لازمة وكافية لضمان سلامة الأشخاص (الحجر الصحي 40 يوما، الخل أو المخلل يحتاج 40 يوما حتى ينضج)، أو أن الإنسان يبلغ أقصى نضجه العقلي والنفسي في سن الأربعين، علما أن نصوصا دينية تدعم هذا الحكم. - ومن النصوص الدينية التي تتضمن هذا العدد تلك التي أوردناها أعلاه، والواردة في الديانات السماوية الثلاث، والتفسيرات المرتبطة ببعض منها. - يبقى أخيرا اعتبار دور عنصر الصدفة والاحتمالات في ذكر العدد 40 في سياق بعض الأمثال أو القصص، أو الأحكام. وهذا أمر وارد، ففي بعض هذه المواضع كان يمكن أن يذكر أي عدد آخر. لكن تكرار ذكر العدد 40 فاق كثيرا النسبة التي كان يمكن أن يذكر بها وفق قوانين الاحتمالات. وعلى أية حال، فإنه يبدو أن العدد 40 سيحافظ على أسراره، أو على بعضها على الأقل، رغم كل ما ذكرناه وما حاولنا تفسيره في هذا المقال. (يوجد مقال ذو صلة بالموضوع عنوانه: " دورة المجاهد وسر الأربعين" لكاتبه السيد المنشاوي الورداني، على الشبكة الدعوية على الإنترنت).