Powered By Blogger

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

تعليقات على المقال: "بورباكي وآينشتاين" الذي نشر في العدد السابق، 64، من صفحتنا هذه، بتاريخ 28 أيار 2013


أولا: تعليقات نشرت على الموقع الإلكتروني للعرب اليوم: د. سهيل عبد الله الريماوي شكرا لهذا المقال وأود التعليق عليه من الناحية العلمية والبعد الصهيوني. أولا: لا يجوز الاعتماد فقط علي الإنترنت بالنسبة لهذا العالم الكبير، وبالذات انه كان معاديا للصهيونية "بالمفهوم الصهيوني" الداعي إلى السامية الصهيونية "بالنسبة لليهود" والداعي إلي القومية اليهودية والقائمة على خرافات "الإصحاح الأول" ؛ بل بالعكس فقد كانت تصريحاته المناهضة لقيام دولة إسرائيل سببا مباشرا لمهاجمة الصهيونية له. وكما ذكر الكاتب رفضه بأن يصبح رئيسا لهذه الدولة عندما أرسل له "بن غوريون" طالبا منه ذلك، وخطابه بالرفض لبن غوريون، وهو منشور علي الإنترنت، من أقوى الخطابات المعادية للصهيونية، بأسلوب علمي بليغ. ثانيا- من أجمل ما كتبه هذا العالم أسباب تركه لأمريكا بسخرية العالم المتوقع ما سيكون مما أصاب الصهيونية الأمريكية بخيبة أمل كبيرة أدت إلى تشويه سمعته حديثا على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع على الإنترنت. ثالثا- من أقوى الأكاذيب الصهيونية هي أكذوبة "سرقة مخ اينشتاين" بواسطة طبيب علم الأمراض الذي قام بتشريح جثته بحجة الحفاظ عليه لإجراء أبحاث عليه؛ علما بأنه قد أوصى في وصيته بالاحتفاظ بمخه لإجراء الأبحاث العلمية، والتي حتى الآن لم تجد أية فروق تشريحية بين مخه والآخرين. ومخه موجود في إحدى الجامعات الأمريكية . وأخيرا، ولا أعلم سببا لذلك، هو قبوله التوظف في الجامعة العبرية مع عالم النفس الشهير "فرويد" بعد مغادرته الولايات المتحدة. بالنسبة لأبحاثه العلمية - صحيح أن العلماء الذين تم ذكرهم في المقال قد يكونون سباقين في طرح الفرضيات النظرية فقط، وهذا مهم في علم الفيزياء، ولكن آينشتاين أثبت ذلك بالتطبيق اعتمادا على المعادلات الفيزيائية. ومن الجدير بالذكر هنا التنويه إلى أن بحثه "النظرية النسبية الخاصة" رفضت المجلة العلمية نشره في المرة الأولى بسبب عدم القناعة العلمية فيه كفكرة تغير علم الفيزياء القائم على أفكار ونظريات نيوتن "وهو أيضا يهودي"؛ ومن ثم أرسل اينشتاين البحث إلى مجلة أخرى حيث قام مقيم البحث بالـتأكد التطبيقي له ومن ثم تم نشره. أخيرا كان آينشتاين مولعا بالموسيقار موتزارت وعازفا بارعا على الكمان وضد الصهيونية. وأرجو الرجوع إلى المراجع الموثقة والتي تثبت كلامي. إسراء حسن مقال شيق جداً, ولكن, من بين جميع العلماء و الجهابذة "اليهود" في ذلك الوقت, لماذا تم اختيار شخص ذي قدرات محدودة في المدرسة, فشل في الانتساب إلى الجامعة و "موظف" كما ذُكر؟! لست أُكذب ما ورد في المقال هنا, بل على العكس, جعلني أفكر كثيراً, معرفتنا في القدرة الإعلامية الصهيونية, قصصها و صناعتها عبر قرن من الزمن يكفي لكي نصدق أكثر من ذلك, و لكن هذه النقاط قد تجعلنا نشك كثيراً في صحة فرضية كهذه.. أشكر الكاتب.. أبدعت في انتقاء الموضوع حسام مدانات شكرا للأخوين أشرف و م. محمد. أعلم أن المقال يمثل صدمة تنقض ما تحقننا به الآلة الدعائية المسيطرة على العالم، في كل يوم؛ حتى أصبح آينشتاين رمز العبقرية العلمية؛ وأصبحنا نشعر بنوع من "الإيمان" بتفرّد آينشتاين في سماء العلم (والإيمان لا يسهل نقضه). لكن بحقّ الله، أعيدوا قراءة المقال، وما أورده من حقائق ثابتة راسخة وموثقة، بأن كل ما نشره عبقريّنا هذا كان قد سبقه إليه علماء آخرون؛ ونشروه في دوريات علمية قبله. صناعة الأسطورة ممارسة يتقنها أسياد العالم. مثال بسيط: جلعاد شاليط جندي إسرائيلي جبان (حسب ما وصفه رؤساؤه مؤخرا)، استسلم دون أن يقاتل، ومع هذا، منحته عشرات العواصم والمدن الغربية لقب مواطن شرف للمدينة! (أصبح رمزا للشجاعة والإقدام لديها). مهما تحدثنا عن السيطرة اليهودية والصهيونية على العالم، فهي أكبر بكثير مما يمكنكم أن تتخيلوا. م. محمد السلال أنا اوافق السيد اشرف انه عالم فذ وعبقري. يكفي نظريته النسبية العامة. ولو أن الإعلام له دورا في الترويج إلا انه سوف يكتشف بعد حين. أشرف سمحان لا يجوز تناول عالم عظيم بحجم اينشتين بهذه الكيفية. يهودياً او اياً كان؛ فالعلم لا دين له. لا يوجد علم إسلامي وعلم يهودي. أود طرح سؤال للسيد المحرر العلمي: من توقع انحراف الضوء عند مروره قرب الأجرام السماوية الكبيرة؟ ثم إن المقالة انطلقت من أساس غير صحيح وغير منطقي هو إن اينشتاين كان كسولاً وضعيفاً في تحصيله العلمي؛ فكيف لم يظهر عليه ذلك في مناقشاته العلمية مع غيره من العلماء، ام انه مثل عبقريته عليهم أيضا؟ يا ريت لو امتنا العربية تجيب نصف اينشتين أو ربعه بكفي. ثانيا: تعليقات على صفحة الجمعية الفلكية الأردنية على الفيس بُك: علي القدومي: هناك كتاب بعنوان آينشتاين ...المنتحل الفاسد كتاب موثق غير مترجم يمكن البحث عنه على أمازون مودي ريحاني: كلام خطير جدا !!!!!!!!!!!! بسمة ذياب: الأستاذ حسام مدانات...شكرا جزيلا أولا لمشاركتك إيانا سواء على هذه الصفحة ولجهود حثيثة ومتواصلة في الشأن العلمي والثقافي من خلال سنوات طوال في صحيفة الرأي، وما دعمت به الجمهور ومنها جهودك في مؤازرة جمعيتنا الفلكية. أما ثانياً فالشكر أيضا لإثارتك موضوعا خطيرا وهو "صناعة النجم" تنبيها للعقول ودعوة لإعادة النظر في بعض المسلمات، ومنها ما يحدث ويرسخ في عقل الجماهير حول "ظاهرة ما " ... وقد تكون "الظاهرة" بحجم أينشتاين النجم العملاق ! لا شكّ أن الآلة الدعائية للصهيونية عملت وتعمل الكثير؛ ولكن حتى نكون حذرين وموضوعيين، كما نعهد حضرتك أيضا، لابد من متخصصين في هذه المسائل لاستقصاء حجم التزوير أو المبالغة، أو ربما إقرار مكانة هذا العملاق. نعم، جهد أي مبدع لم يبدأ من الصفر فالعلم تراكمي. لكن هل ينفي هذا من حيث المبدأ نجومية البعض؟ هنا... وفي هذا الشأن الفيزيائي التاريخي ربما لا نجد أفضل من د. هشام غصيب ليشاركنا رأيه. مع الشكر للجميع على الاهتمام واستقصاء الحقيقة. نور المصري: قرأت المقال في صحيفة العرب اليوم هذا الصباح "وأنا أفطر" وقد لفتت نظري طريقة طرح الموضوع ... لكني أوافق الأستاذة بسمة، إذ لا بد من الاستقصاء الدقيق والحذر في هذا الشأن... حسام جميل: الأخوات والإخوة أعضاء جمعية الفلك: شكرا للاهتمام وللتعليقات. هل يتحامل المقال على "شخصية القرن العشرين"، و"أعظم عبقرية في التاريخ"؟ ربما. لكن يبدو أن المعطيات الموضوعية كافة تتعارض مع إمكانية أن يقدم أي شيء ذي بال للعلم. كان معوقا في قدراته في الرياضيات واللغة والتاريخ والجغرافيا (رسب في هذه المواد في المدرسة). ثم أن ينشر بدون أي خلفية أو بحوث سابقة أو مقدمات 4 بحوث في السنة نفسها، وأن يمنح جائزة نوبل على أحدها، أمر يفتقر لأبسط عناصر المنطق. ونعلم أنه دلل على "جهله" في عدة مناسبات. ومع احترامي لجائزة نوبل، فقد كانت دائما تخضع لضغوط وتفاجئنا ب"مهازل" من وقت لآخر؛ ولم يكن منح أوباما جائزة نوبل للسلام، حتى قبل أن يستلم منصبه، أو يقدم شيئا، سوى واحدة من هذه المهازل. لكن مَن يسيطرون على العالم حاليا "يستخفون" بالجميع. يحضرني الآن نموذج لطيف: فلم "البستاني" الذي يصور بستانيا أميا في طريقه ليصبح رئيسا للولايات المتحدة (تعريضا بكارتر؟). "أرباب" العالم يتسلون أحيانا بالاستهانة بالبشر كافة، لمجرد التسلية؛ فكيف إذا كان لهم مصلحة في ذلك؟ أخيرا، أقدم شكري الجزيل للإخوة الذين أرسلوا تعليقاتهم وآراءهم حول المقال. ولا شك أن الموضوع بحاجة لبحث أعمق وأشمل، وقد يكون عالمنا هذا قد أنتج نتاجا علميا أصيلا حقا، لكني على قناعة تامة بأنه أحيط بهالة مبالغ بها جدا، ولا يستحقها.

التعرّق في 20 معلومة طريفة


م. سائد مدانات، العرب اليوم، 11/6/2013 مع حلول فصل الصيف، تجد نفسك معرضا لزيادة إفراز العرق وانبعاث رائحة كريهة من جسمك أنت أو من أجسام الآخرين حولك. وهذا أمر غير مريح في الحالتين. فما الذي يسبب هذه الرائحة؟ وماذا تعرف عن الغدد العرقية بشكل عام؟ يوجد نوعان من الغدد العرقية: 1- الغدد الفارزة Eccrine : ---- تصب إفرازها على سطح الجلد .  يتكون إفرازها من الماء وملح الطعام بشكل رئيسي إضافة إلى حموض دهنية وحليبية وبولينا.  تنتشر على كامل سطح الجسم، باستثناء الشفتين.  مصدر إفرازها هو بلازما الدم والأعضاء التناسلية.  عددها عند الرجل أكثر منه عند المرأة.  يتناقص عددها مع تقدم العمر.  وظيفتها الرئيسية تبريد الجسم من خلال تبخر إفرازها العرقي.  يساعد إفرازها أيضا في حماية الجلد من البكتيريا وزيادة تماسك راحة اليد وباطن القدم مع الأجسام والسطوح؟  لو أن هذه الغدد عملت بكامل طاقتها، فإنها تفرز 3 لترات من العرق في الساعة وهذا طبعا يهدد الجسم بالجفاف ونقص الأملاح.  لا توجد في القطط والكلاب إلا على خف القدم والخطم (الأنف).  تتأثر شدة إفرازها بالحرارة والجهد البدنيّ والمثيرات النفسية والعاطفية ونوعية الطعام، فالمواد الحارة والحرّيفة مثلا تزيد الإفراز.  الرقم الهيدروجيني لإفرازها 4 – 6,8، أي أنها تميل للحمضية. 2- الغدد المفترزة Apocrine  حجم كل منها أكبر من حجم الغدد الفارزة.  تصبّ إفرازها في الإنسان داخل جريبات الشعر.  هي الوحيدة الفعالة في الحيوانات ذات الحافر كالخيل والبقر.  توجد في القطط والكلاب عند قاعدة كل حويصلة (جريب) شعر. والغرض منها ليس تبريد الجسم وإنما توفير بنية مناسبة لنمو البكتيريا لتعطي رائحة مميزة للفرد.  ينحصر وجودها في الإنسان تحت الإبطين وفي منطقة العجان، حول الأعضاء التناسلية.  تنشط بعد سن البلوغ، وهدفها الطبيعي جذب الجنس الآخر.  يختلف تركيبها بين الرجل والمرأة.  إفرازها ذو قوام حليبي زيتي، ويحتوي على بروتينات ونشويات وستيرويدات (هرمونات جنسية – وهذا هو سر اختلافها بين الرجل والمرأة).  الرقم الهيدروجيني لإفرازها 7,5، أي أنها قلوية قاعدية وليست حمضية؛ وهذا يشجع نمو البكتيريا. نخلص إذن إلى أن العرق بحد ذاته، لحظة إفرازه، يكون عديم الرائحة، لكن نمو البكتيريا عليه، خاصة على عرق الإبطين والعجان، هو الذي يسبب رائحة الزناخة المألوفة له. ويساعد شعر الإبطين والعانة على زيادة الرائحة لأنه يزيد المساحة المتوفرة لنمو البكتيريا. ويبدو أن هذه الرائحة كانت في الأزمنة السابقة مرغوبة وجاذبة جنسيا، ويروى عن نابليون أنه كان يرسل إلى زوجته البولندية ماري لويز حين يكون في طريقه إليها، رسالة يقول فيها سأصل بعد أسبوع (مثلا)؛ لا تستحمي! ونذكر أخيرا الغدد الدهنية أو الزهمية Sebaceous التي تصب إفرازها في حويصلة الشعر، والغرض منها هو تطرية الجلد والشعر. وقد تزداد كمية المادة الدهنية المفرزة ولزوجتها بعد البلوغ الجنسي فتنسد بعض قنوات الغدد ويظهر الزوان، وحب الشباب، في الوجه خاصة. وتتفاقم المشكلة مع تناول الأطعمة الدهنية كالشوكولاته والمكسرات، ومع تزايد الضغوط النفسية.

ماذا تريد من صفحة العلوم؟


المحرر العلمي، العرب اليوم، 11/6/2013 لعل هذا السؤال هو أكثر سؤال جدير بالطرح وبإجابة القراء عليه، ثم أخذ ردودهم وتغذيتهم الراجعة بعين الاعتبار. وهذا ينطبق على العلوم وعلى غيرها من كل ما ينشر أو يذاع سمعيا وبصريا. فالغرض من كل ما يكتب في الصحف هو أن يقرأ. والغرض من كل ما يذاع في الإذاعات هو أن يسمع، والغرض من كل ما يبث تلفازيا، أو ينتج سينمائيا هو أن يشاهد. ويفترض أن يكون للجهة المتلقية الرأي الحاسم في طبيعة ومستوى هذه المواد المقروءة والمسموعة والمرئية. لكننا نعلم أن هذا نادرا ما يحصل، ولا حتى في المجتمعات المتقدمة. فوسائل الإعلام هي عادة أداة فعالة في يد القوى المتنفذة لتشكيل عقول العامة و"تجهيلهم" وتحريكهم في الإتجاهات المرغوبة حين اللزوم. إضافة إلى تسويق منتجاتهم من سلع وخدمات. ونعرف جميعنا تلك العبارة التي كان رجال السينما المصرية ومسؤولو الثقافة يبررون بها انحطاط مستوى أفلامهم: الجمهور عايز كدة!؟ (لكن هل حصل أن أخذوا رأي الجمهور فيما يقدمونه له؟ بل هل وفروا للجمهور بدائل أفضل؟ أو لعل المبدأ الاقتصادي القائل إن "العملة السيئة تطرد العملة الجيدة" ينطبق هنا؟). همّ المحرر الصحفي: كيف يملأ الصفحات. لا شك أن وسائل الإعلام العربية بمختلف أشكالها، تعتمد أساسا على مصادر المعلومات والأخبار الأجنبية، سواء ما تزودها به وكالات الأنباء العالمية مترجما جاهزا، أو ما يترجمه العاملون في هذه الوسائل الإعلامية الوطنية أو المتعاونون معها. ومع التضخم السرطاني للصحف اليومية لدينا، وفي العالم العربي عامة، وتزايد عدد الصحف والمجلات لتبلغ أرقاما قياسية، فإنها لم تعد تنشر لأن لديها مادة صحفية أو ثقافية تستحق النشر، وإنما أصبحت مشكلة محرري هذه المنشورات هي في العثور على أية مادة يمكن تعبئة الصفحات بها. تتلقى الصحف يوميا آلاف الأخبار والمقالات من وكالات الأنباء العالمية. وما على المحررين إلا بذل بعض الجهد لإنتقاء ما يهم القارئ المحلي، وما يستحق النشر. لكن حتى هذا الجهد المنحصر في الإنتقاء لم يعد يبذل كمثال على ذلك ومن أساليب الحشو الفعالة التي تنقذ المحررين في صحفنا ومجلاتنا، هي الصور التي قد تحتل صفحات كاملة، خاصة الصفحات الرياضية والفنية. صحيح أن الصورة مهمة وهي تكمل الموضوع الصحفي، لكنها لا تحل محله إلا في حالات خاصة ومحدودة. - صفحات العلوم والمواضيع العلمية يكاد ينحصر ما تنشره صحفنا ومجلاتنا في المجال العلمي بمقالات طبية وغذائية. وهذه فعلا تمثل حبل الإنقاذ للمحررين. لدينا مئات الأصناف من الفواكه والخضار والأعشاب والمواد الغذائية المتنوعة. وهي تشكل معينا لا ينضب من المقالات التي تسرد محتويات هذه الأغذية من كربوهيدرات وبروتينات ودهون وألياف وفيتامينات ومعادن، وتعدد معجزاتها الدوائية. كما أن موضوع التغذية والحمية يشكل مجالا خصبا لمقالات تقدم نصائح وخططا وبرامج لتحقيق النحافة. وهي غالبا غير عملية وهدفها الحشو واللغو لا أكثر. فإذا استبعدنا مواضيع الصحة والطب والتغذية، فماذا يمكننا أن نقدم من جديد ومميز في صفحتنا هذه؟ وما هي أغراضنا من اختيار هذه المواضيع؟ ولمن نوجهها؟ وما هو مستوى تعقيدها واسلوب عرضها ( الذي يفترض به أن يكون مبسطا وجاذبا لأكثر من فئة)؟ يطلق على عملية نشر العلوم في الصحف الموجهة للعامة تعبير "شعبنة العلم"، أي جعله في متناول الشعب بمختلف فئاته؛ وهذا يفترض التبسيط والإمتاع والجذب، فالعلوم، البحتة والتطبيقية على السواء، عادة مادة صعبة وتتطلب قراءتها جهدا وتركيزا، وهذا ليس مرغوبا في صفحتنا هذه. قد يقصد ببعض المواضيع الإبهار أكثر من تقديم فائدة مباشرة أو معلومة يمكن للقارئ استخدامها، وهذا ليس مرفوضا، لكن يفترض بمواضيع الإبهار أن لا تتجاوز نسبة معينة محدودة. وتهدف بعض المواضيع المنشورة إلى تطوير التفكير المنطقي وإثارة تساؤلات حول مسلمات أو ممارسات شائعة؛ ولعل هذا هو الهدف الرئيسي من صفحتنا هذه. ونشير أخيرا بأسف إلى ضعف التواصل بالاتجاه العكسي، أي من القارئ إلى المحرر. وهذه بشكل عام ظاهرة عامة فيما يتعلق بالعلوم. ولعل المقالة التي نشرت في العدد الماضي من هذه الصفحة تحت عنوان بورباكي وأينشتاين تمثل استثناء، إذ وردت عدة تعليقات ننشرها هنا اليوم، آملين في تطوير علاقة أوثق مع قرائنا في المستقبل لنقدم ما يريدونه وما يفيدهم.

فيرما ونظريّته التي عجّزت الرياضيّاتيّين

حسام جميل مدانات، العرب اليوم،11/6/2013 لا أدري لماذا يذكرني اسم فيرما بقول المتنبي: أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الناس جرّاها ويختصمُ. نعرف جميعنا مبرهنة (نظرية) فيثاغورس فيما يخص العلاقة بين ضلعي المثلث قائم الزاوية ووتره، حيث مجموع مربعي الضلعين يساوي مربع الوتر. مثلا المثلث الذي ضلعاه 3، 4 سم، يكون وتره: 5 سم حيث مربع 3 + مربع 4 = مربع 5. لكن مبرهنة (نظرية) فيرما الأخيرة (أو حدس فيرما) تنصّ بكل بساطة على استحالة انطباق هذه العلاقة على قوى أكبر من 2 للأعداد الصحيحة. أي أنه يستحيل وجود ثلاثة أعداد صحيحة موجبة، ولنرمز لها أ ، ب ، ج؛ بحيث أن (أ مرفوعة للأس ن + ب مرفوعة للأس ن) يساوي ج مرفوعة للأس ن، حيث ن عدد صحيح أكبر من 2. كتب فيرما نص هذه النظرية على هامش إحدى صفحات كتاب "الحساب" لمؤلفه المصري الإسكندري اليوناني ديُفَنْتس (325 – 409). وأضاف فيرما أنه توصل إلى إثبات رياضي لها، إلا أن " الهامش لا يتسع لكتابته؟! فهل توصّل فيرما حقا إلى إثبات هذه النظرية التي دوخت الجميع طوال 350 سنة؟ شكل إثبات صحة (أو خطأ) هذه النظرية تحديا للرياضياتيين، حتى تم إثبات صحتها في ختام القرن العشرين. وقد وضع اللبنة الأخيرة في الإثبات البريطاني أندرو وايلز عام 1995. اعتبرت هذه المسألة هي الأشهر في تاريخ الرياضيات، واعتبرها كتاب غينس للأرقام القياسية أصعب مسألة في الرياضيات. حين يتسلى المحامي ولد بيير فيرما (Pierre de Fermat) في مطلع القرن السابع عشر؛ درس الحقوق في جامعة أورليَن، وتخرج عام 1626. أتقن اللاتينية واليونانية والإيطالية والإسبانية. وكان يمضي وقت فراغه في دراسة الرياضيات وإجراء بحوث فيها. لم يكن ينشر نتائجه وإنما كان يضمنها في رسائل يبعث بها إلى أصدقائه (ومنهم بليز باسكال). ولهذا السبب أثير جدل حول مدى أسبقيته في بعض المنجزات. مثلا يعتبر أنه سبق ديكارت في وضع أسس الهندسة التحليلية، لكن العالم ينسب الفضل في ذلك لديكارت، ومن هنا جاء تعبير الإحداثيات الكارتيزية. وعمل فيرما في موضوع حساب النهايات الصغرى والعظمى، التي تدخل في مجال حساب التفاضل والتكامل حاليا. وقد اعترف اسحق نيوتن بأنه استمدّ أفكاره الأولى في هذا الموضوع من فيرما. اهتم فيرما بنظرية الأعداد؛ كما ساهم مع باسكال، عبر الرسائل المتبادلة بينهما، في وضع أسس نظرية الاحتمالات. وضع فيرما أيضا "مبدأ" "أقصر زمن" الذي اشتق منه قانون سْنِل في الضوء عام 1657، وعمل في مجال انكسار الضوء وأجرى أبحاثا لايجاد كتلة الأرض. لكن لعلّ أفضل إنجازاته هو في مجال نظرية الأعداد، وهو يُعتبر مؤسس هذا العلم في العصر الحديث. ويمكننا القول أن محاولات الرياضياتيين على مدى 350 سنة لإثبات "نظرية فيرما الأخيرة" قد ساهمت مساهمة كبيرة في تقدم نظرية الأعداد والرياضيات عامة.

عام 2020: الجيل الثالث من السيارة الكهربائية

حسام مدانات، العرب اليوم، 6/6/2013 على الرغم من أن السيارة الكهربائية ليست اختراعا حديثا، فأوائل السيارات، قبل أكثر من مئة سنة، كانت كهربائية، إلا أنها عجزت حتى الآن عن منافسة السيارة التي تحرق مشتقات الوقود الأحفوري، كالبنزين والديزل. تُتهم شركات النفط بأنها تحارب السيارة الكهربائية؛ لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فهذه السيارة ما زالت تعاني من مشكلات وسلبيات. وهي ليست صديقة للبيئة بالقدر الذي نتوقعه. صحيح أنها لا تلوث الجو مباشرة بالغازات العادمة، لكن مصدر الكهرباء الذي تستخدمه هو غالبا من محطات تستخدم الوقود الأحفوري. فالنتيجة هي نفسها إذًا. تسعى معظم الشركات الصانعة للسيارات حاليا لتطوير سيارات كهربائية عملية ومنافسة. وهي ستكون غالبا مخصصة لداخل المدن، بسرعات معتدلة، وذات حجم صغير، وقادرة على الاصطفاف العمودي وعلى شحن نفسها بالكهرباء؛ إضافة إلى أن سعرها لا يفوق سعر السيارات المشابهة التي تعمل على البنزين؛ لكن تخفيض السعر يفرض إنتاجها بأعداد كبيرة، وقد يتطلب هذا في البداية دعم الدولة لها. سيغطى سقف السيارة بألواح كهرشمسية لتفي ببعض حاجتها من الكهرباء. كما أن شحنها من شبكة الكهرباء سيجري بواسطة الحث الكهربائي، دون الحاجة للأسلاك. والفكرة التي يجري بحثها حاليا هي تركيب ملفات كهربائية تحت سطح شوارع المدن، بحيث تشحن السيارة تلقائيا أثناء سيرها. Science et Vie 1/2013 p 105