Powered By Blogger

الثلاثاء، 19 مارس 2013

معلومات طريفة عن نجمنا الشمس


المحرر العلمي، العرب اليوم، 19/3/2013 - عمر الشمس 4,6 مليار سنة - القطر 1,39 مليون كم، أي 109 أضعاف قطر الأرض - الكتلة: 2 مليار مليار مليار طن، أي أكبر ب 330 ألف مرة من كتلة الأرض، وتعادل أيضا 99,86% من كتلة المجموعة الشمسية بأكملها. - يشكل الهيدروجين ثلاثة أرباع كتلة الشمس، ومعظم الباقي هيليوم 4. - في كل ثانية، يندمج 620 مليون طن من الهيدروجين ليتحوّل إلى هيليوم 4، ومطلقا بهذا التفاعل النووي طاقة هائلة. - متوسط بعدها عنا قرابة 150 مليون كم. - يستغرق ضوء الشمس 8 دقائق و 19 ثانية حتى يصلنا. - تدور الشمس حول محورها، مثلها في ذلك مثل الأرض. واليوم الشمسي عند خط استوائها يساوي 25 يوما وعند القطبين 34 يوما. أي أن سرعة الدوران عند قطبيها أصغر منها عند خط استوائها. - كثافة قلب الشمس 150 مرة قدر كثافة الماء. - درجة حرارة القلب 15 مليون درجة - درجة حرارة السطح 5800 - درجة حرارة الهالة مليونا درجة، وقد تصل عشرين مليونا. - تمتد الهالة لتصل أبعد الكواكب عن الشمس. - يتغير اتجاه مجال الشمس المغنطيسي باستمرار، وينعكس كل 11 سنة. - يٌسبب النشاط المغنطيسي الشمسي عدة ظواهر منها البقع الشمسية، والرياح الشمسية والسخونة المفرطة للهالة. - يحصل كسوف الشمس حين يقع القمر بينها وبين الأرض؛ وقد يكون كسوفا كليا أو حلقيا أو جزئيا. - يفيد رصد الشمس أثناء الكسوف في كشف بعض اسرارها؛ وهذا يفسر اهتمام الفلكيين به، وانتقالهم مع معداتهم إلى مناطق الأرض التي يظهر فيها الكسوف. - اكتُشِف الهيليوم، وهو غاز خامل، في الشمس أولا، عن طريق تحليل طيف أشعة الشمس. ويعني إسمه "غاز الشمس".

حل لغز سخونة هالة الشمس


م. حسام جميل، العرب اليوم، 19/3/2013 فلنوضح أولا ماذا نعني بهذا اللغز: تبلغ درجة حرارة قلب الشمس 12-15 مليون درجة كلفن؛ وكلما ابتعدنا عن مركز الشمس بردت طبقاتها حتى تصل إلى 5600 درجة على بعد 000 700 كم من المركز. ويفترض أن تواصل درجة الحرارة انخفاضها كلما ابتعدنا عن المركز. لكن يحصل هنا أمر بالغ الغرابة: تسخن الطبقات الأبعد فجأة حتى مليون درجة خلال مسافة قدرها مئة كم. فما سرّ هذه الحرارة الهائلة، التي يفترض أن لا مصدر آخر لها غير نواة الشمس، بفضل الإندماج النووي داخلها؟ أرصاد حثيثة منذ عشرين سنة منذ أواخر التسعينيات، أطلقت عدة مراصد فضائية مخصصة لرصد الشمس: (SOHO, STEREO, SORCE, RHESSI,…SDO,…) بالإضافة إلى نحو ثلاثين مرصدا أرضيا موجهة باستمرار نحو الشمس، لتتابع أية تطورات تحدث في البلازما الشمسية وفي مجالها المغنطيسي. إنه العصر الذهبي للرصد الشمسي. في عام 2002 التقطت إشارات تكشف عن تدفق حلقات مغنطيسية قرب الانفجارات المرصودة على السطح. وفي عام 2007 اكتشفت ذبذبات مغنطيسية توجه الجسيمات المشحونة نحو الغلاف الجوي الشمسي. وفي عام 2009 لوحظ وجود ظل دائري قطره 1000كم على سطح الشمس. كشف هذه الظاهرة الغريبة المرصد الضخم في لابالما في جزر الكناري الإسبانية. ظهر هذا القرص المعتم وسط نفثات الغازات المتأينة، واختفى بعد بضع دقائق. كانت هذه هي المرة الأولى التي ترصد فيها مثل هذه الظاهرة. أدخلت البيانات في الحواسيب الضخمة، وأجريت حسابات معقدة، بلا جدوى. وفي أواسط عام 2012، سجل المرصد الشمسي الدينامي (SDO) التابع لناسا، هذه الظاهرة من جديد. ورافقت ظهورها خطوط مجال مغنطيسي هائلة القوة، مسببة زوبعة عنيفة من الغازات المتأينة تصل سرعتها إلى 000 10 كم/ساعة. وخلال أقل من دقيقة، تبلغ الزوبعة ذروتها، وتظهر دوامة ارتفاعها آلاف الكيلومترات لتبتلع مليارات مكعبة من الغاز الساخن بدرجة مليون درجة كلفن أو أعلى. وفجأة، بعد بضع دقائق، يختفي كل هذا، وتتوزع طاقة الزوبعة في أنحاء الغلاف الجوي للشمس. وفي عام 2011 اكتشفت أنابيب مغنطيسية تقذف غازات حارة جدا نحو الهالة الشمسية. دوامات مغنطيسية كاسحة منذ عام 1869، دلت الأرصاد على أن هالة الشمس الخارجية أسخن كثيرا من طبقات الغلاف الجوي الموجودة تحتها. وبقي سر هذه الظاهرة بلا حل حتى منتصف عام 2012، حين رصدت ثلاث ظواهر صغيرة حجما وكبيرة في مدلولها: أولاها: نفثات غازية حارة دائمة قطرها مئة كم فقط، أي أن المراصد الأرضية لا تكاد تلاحظها. ويعتقد أنها تنتج عن حلقات صغيرة في مجال الشمس المغنطيسي بسبب عدم تجانس البلازما الشمسية. ثم اكتشفت تيارات بلازما تتدفق عبر الهالة، وسرعتها 100 كم/ساعة، كما لو أننا نراقب سطح الشمس وهو يتبخر. وكانت الظاهرة الثالثة هي الظل الدائري الذي تحدثنا عنه أعلاه. ودلت المعالجة الحاسوبية للبيانات على وجود 000 10 دوامة من هذا النوع على سطح الشمس باستمرار، وهي تنقل كمية حرارة تكفي لتفسير السخونة الهائلة لهالة الشمس التي تصل في أقصاها إلى 20 مليون درجة. ويبقى لغز عصيّ آخر: ما الذي يدفع الرياح الشمسية إلى الفضاء بسرعة 4 ملايين كم/ساعة، في حين أن النماذج الحاسوبية لا تتوقع سرعة أكبر من بضعة آلاف كم/ساعة؟ يرجّح أن للمجال المغنطيسي الشمسي دورا أساسيا في هذه الظاهرة. لكن علينا أن ننتظر إطلاق المركبة الشمسية Solar Orbiter عام 2018 المخصصة لرصد قطبي الشمس، حيث الرياح على أشدها، ولعل هذه الظاهرة هي الأساس في عدة ظواهر شمسية غريبة أخرى. Science et Vie Nov 2012

لقاح ضد حمى الضنك (الدنغ)، الرقم القياسي 56,7 س


المحرر العلميّ، العرب اليوم، 19/3/2013 حمى الضنك (الدنغ) تشبه الملاريا من حيث أن ناقل كل من المرضين هو البعوض. لكن العامل المسبب للضنك هو فيروس، له أربعة أصناف. ينتشر هذا المرض في مئة بلد، خاصة المناطق الحارة في افريقيا وآسيا، ويصاب به سنويا. خمسون مليون شخص، ويموت منهم مئة الف. تمثل أعراض المرض الحمى والانهاك، وأحيانا النزف. ولا يتوفر حتى الآن علاج لهذا المرض، لهذا اتجهت الأبحاث نحو توفير لقاح ضده. وقد توصل معهد باستور في باريس إلى ابتكار لقاح ضد حمى الضنك. وجربه خلال سنتين على 000 40 طفل في تايلند وسجل نسب نجاح تتراوح بين 60% و 90% ضد ثلاثة أصناف من الفيروس. Science ET Vie Nov. 2012 الرقم القياسي 56,7 س كان الرقم المعتمد حتى الآن لأعلى درجة حرارة سُجلت على سطح الأرض في منطقة العزيزية في ليبيا، عام 1922، ومقدارها 58 درجة سليوسية (في الظل). لكن منظمة المناخ العالمية اعتبرت مؤخرا أن هذا الرقم غير صحيح، واصبح البديل هو 56,7، وهي الدرجة التي سجلت في وادي الموت في كليفورنيا / أمريكا في 10 تموز 1913.

المبدعون يعيشون أطول، كيف يفكر الأصمّ خلقا؟ لماذا ننسى ذكريات الطفولة المبكرة؟


أخبار علمية المحرر العلميّ، العرب اليوم، 19/3/2013 المبدعون يعيشون أطول هذا أمر متوقع ويمكن تفسيره بسهولة. فالمقدرة على الابداع والابتكار تعني أيضا القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة، وايجاد الشخص طرقا لتحسين ظروف معيشته. وهذا ينشط الدماغ ويخفض التوتر والقلق واحتمال الإصابة بمرض الزهيمر (دراسة أمريكية أجريت خلال الفترة 1990 – 2008 وشملت 1346 من قدامى جنود الحرب العالمية الثانية). --------------------------------------------------------------------------------- ليس جميع البدناء مرضى أظهرت دراسة اسبانية على 43000 بدينا أن ثلثهم اصحاء وأن بدانتهم غير مرضية، ولا يبدو أنها ستعرضهم لأمراض في القلب أو السكري. لماذا ننسى ذكريات الطفولة المبكرة؟ يبدو أن لا أحد يتذكر شيئا مما حصل معه في السنوات الثلاث الأولى من عمره فما السر في ذلك؟ تُعزى الذاكرة طويلة الأمد لدى الإنسان وغيره من الثدييات إلى جزء صغير في الدماغ يدعى قرن آمون، أو حصان البحر بسبب شكل هذا العضو. ويوجد لدينا في الواقع عضوان من هذا النوع: أيسر وايمن. ولا يتطور قرن أمون إلا بعد سن الثالثة أو الثالثة والنصف، وهذا يفسر نسيان حوادث الطفولة المبكرة. وقد لوحظ أنه يضمر لدى مرضى الزهيمر، مما يسبب فقدانهم الذاكرة. كيف يفكر الأصمّ خلقا دون لغة؟ هل سبق لك أن تساءلت هل يمكن لك أن تفكر بدون لغة، بدون استخدام الكلمات؟ لقد تعودنا على أن يكون تفكيرنا لغويا، وليس بالصور مثلا. وهنا يخطر بذهننا سؤال محير: إذا ولد شخص أصمّ لا يسمع، ولم تتح له بالتالي فكرة تعلم اللغة، فهل يفكر، وإذا فكر فعلا فكيف يكون ذلك؟ يدرك الأصم ما يريد الآخرون إبلاغه إياه بالنظر إلى شفاههم، وإلى تعبيرات الوجه. وهو بلا شك لا يملك وسيلة للتفكير سوى هذه الصور والإيماءات والإشارات. وهي بالتأكيد ليست لغة سهلة، لكن تعلمها، وتعليمها، للطفل الأصم ضروريان حتى لا يصبح معوقا عقليا.

تحويل البيانات العلمية إلى موسيقى!

المحرر العلميّ، العرب اليوم، 19/3/2013 بيتر لارسن باحث في علم الأحياء في جامعة شيكاغو، وقد أجرى بحوثا على البكتيريا في مختلف بيئاتها: الماء والهواء والتربة، وتجمع لديه كمّ هائل من القياسات والبيانات التي تكاد تستحيل معالجتها بأساليب التحليل الحاسوبي المتوافرة حاليا، أو أنها ستتطلب عدة سنوات على الأقل. ولهذا السبب بحث هو وزملاؤه عن حلول مبتكرة لاستخلاص النتائج من هذه البيانات. وخطرت ببالهم فكرة غريبة: تحويل البيانات إلى موسيقى. قد تبدو هذه الفكرة خيالية، بل مجنونة، لكنها تبدو منطقية إذا تذكرنا أننا كثيرا ما نلجأ لتمثيل المعلومات والبيانات على شكل خرائط أو صور. كما أن استخدام النوتة الموسيقية لا يختلف كثيرا عن استخدامنا الرقمين صفر وواحد لتمثيل كافة البيانات وبمختلف أشكالها: صورة، صوت، كلمات، بواسطة الحاسوب والأنظمة الرقمية. وفي موضوعنا الحالي، يمكن تمثيل نوع معين من البكتيريا بنوتة موسيقية، ثم تمثل صفة معينة لبيئة هذه البكتيريا، مثل تركيز الفسفور في الماء، برمز موسيقي آخر. ما زال هذا المشروع في بداياته، لكنه مجرد مثال على القدرات غير المحدودة للعقل والخيال والإبداع البشري. Science et Vie 1/2013 P 16

هذه هي كمرة المستقبل: كمرة تصور لوحدها

المحرر العلميّ، العرب اليوم، 19/3/2013 لعل أفضل الصور هي التي لم يلتقطها أحد! لا شك أن كلا منا قد تصادف وجوده مرة أو عدة مرات في مواجهة حوادث استثنائية أو طريفة، ولم يستغرق حصولها سوى لحظة. وكم تمنينا لو كان باستطاعتنا حينئذ أن نلتقط لها صورة حية، في لحظة حدوثها. هذه الأمنية ستتحقق اعتبارا من الآن بفعل هذه الكمرة التي تلتقط الصور تلقائيا. وأعتقد أن معظم كمرات المستقبل ستكون من هذا النوع: كمرة تقرر بنفسها اللحظة المناسبة لالتقاط الصور. فهي تلتقط الصور من تلقاء نفسها. إنها كمرة ذكية بلا شك، لكن مبدأ عملها بسيط. وهي تحمَل على العنق. وبمجرد أن تتغير الإضاءة أو درجة الحرارة، أو عند حدوث أية حركة أمامها، فإنها تبادر إلى التقاط صورة، أو عدة صور، حسب مدى استمرار الحركة أو التغير في المنظر. تدعى هذه الكمرة: المصوِّرة الذاتية Autographer وتتميز بمجال رؤية واسع (136 درجة)، وقدرة تخزين عالية (5 ميغا بكسل). وبإمكانها أن تخزن 2000 صورة يوميا. وهي تستشعر التغيرات في الإضاءة والحرارة بفضل خمسة لواقط حساسة. كما أنها تسجل على كل صورة موقعها أو إحداثياتها نظرا لاحتوائها على نظام التوضيع العالمي، جبس. ثمنها في السوق العالمية قرابة 500 يورو. يجدر بالذكر أن كمرة مشابهة نوعا ما كانت قد طُورت قبل عدة سنوات، لكنها كانت تلتقط الصور باستمرار، وتخزن مؤقتا الصور التي التقطتها خلال الدقائق الخمس الأخيرة. وبإمكان صاحبها أن يديم تخزين صور معينة منها، يختارها من بينها. لكنها لم تكن كمرة ذكية، مثل كمرتنا هذه، التي لا تلتقط الصور إلا حين تتغير الإضاءة، أو تحصل حركة أمامها. Science et Vie 1/2013

علماء يونان، أم رومان، أم مصريون، أم عرب؟

كتب المحرر العلمي، العرب اليوم، 19/3/2013 لعل ما دفعني إلى كتابة هذه المقالة عبارة وردت في الهامش السفلي لإحدى الصفحات الأولى من كتاب أصول في المساحة (1983) للأستاذ الدكتور يوسف صيام. تقول هذه العبارة التي وضعت تعليقا على معلومة عن العلماء العرب الذين برزوا في مضمار المساحة: " كثير من هؤلاء العلماء المسلمين من أصل غير عربي، وعلى أي حال فهم جميعا مسلمون، وبالتالي فالأصح أن نقول " العلماء المسلمون" بدلا من " العلماء العرب" احتراما للأمانة العلمية. في حين يورد المؤلف في صفحة سابقة: " في القرن الثاني قبل الميلاد ظهر العالم اليوناني الشهير هيرون..." وفي صفحة لاحقة نجد العبارة: " وجاء من بعده العالم اليوناني ايراتوستين (الذي قاس قطر الأرض)". نشعر أن الأستاذ المؤلف لم يلتزم هنا "بالأمانة العلمية" التي ذكرها، ولم يقس بمقياس واحد، ولم يكن منصفا تجاه التراث العربي والحضارة العربية. وتوضيح ذلك كما يلي: إن العالم اليوناني هيرون، أو هيرو، يعرف باسم هيرو الاسكندري، عاش في القرن الأول بعد الميلاد في الإسكندرية وكان عالما في الرياضيات ومهندسا ومخترعا. صنع أول آلة بخارية، لكنه لم يسعَ لاستغلالها لأغراض عملية، كما أنه صنع دولابا تحركه الريح. وعمل معلما في مكتبة الإسكندرية؛ كما أنه (حسْبَ كتاب اصول في المساحة) أصدر عدة مقالات هامة تناولت ربط أعمال المساحة الحقلية بمستلزمات الرسم والحساب، وعرضت وصفا دقيقا لأول جهاز مساحة عرفه الإنسان. هيرو هو إذن مصري من الإسكندرية، ولد وعاش واخترع وعلّم ومات فيها. وكان ذلك خلال الحكم الروماني. ومع هذا لم يعتبره الأستاذ صيام ولا كتب التاريخ روميا ولا مصريا، لسبب بسيط، هو أنه كان يتكلم اليونانية، ويكتب بها، وينهل من ثقافتها، التي أسس لها الإسكندر المقدوني قبل ذلك بأربعة قرون حين فتح بلادنا. وماذا بشأن ايراتوستين (أو إراتُسثينز)؟ يخبرنا التاريخ أنه ولد في القيروان، في تونس، عام 276 ق.م. ثم انتقل إلى الإسكندرية، مركز العلم والثقافة والحضارة حينئذ. كان أول من قاس قطر الأرض، حين قدّر المسافة بين أسوان والإسكندرية وقاس زاوية ميل الشمس في الإسكندرية في اليوم الذي تكون فيه رأسية في اسوان. وهي تمثل الزاوية المركزية (في مركز الأرض) المقابلة للمسافة (القوسية) بين المدينتين. وبمعرفة الزاوية وطول القوس يمكن حساب قطر الأرض بسهولة. والشيء الغريب أن النتيجة التي توصل إليها قريبة جدا من القيمة المعتمدة حاليا. والآن، هل نعتبر اراتسثينز تونسيا، لأنه ولد في تونس؟ أم مصريا لأنه عاش ومات في الإسكندرية؟ أم عربيا باعتبار تونس ومصر دولتين عربيتين حاليا؟ أم يونانيا لأنه عاش في كنف الحضارة اليونانية وكتب بلغتها؟ الواقع أن التاريخ (والأستاذ صيام) يعتبره يونانيا، فالمقياس هو الحضارة التي ينتمي إليها واللغة التي يكتب بها. ومن العلماء "اليونان" البارزين الآخرين نجد بطلميوس (بطليمُس) (90 – 168 م) وهو رياضياتي وفلكي وجغرافي عظيم؛ عاش في الإسكندرية وكتب باليونانية. فاعتبره التاريخ يونانيا رغم أنه مصري بامتياز. ونذكر أخيرا أبا الهندسة " إقليدس الاسكندري" (323 – 283 ق.م) الذي ينسب اليه كتاب "العناصر" الذي بقي أهم كتاب في الرياضيات حتى القرن التاسع عشر. نصِفه بأنه عالم يوناني (رغم أنه مصري بمعنى الكلمة) وذلك لمجرد أنه عمل وأبدع في كنف الحضارة اليونانية. فلماذا إذن لا نكون منصفين، ولماذا لا نقيس بهذا المقياس نفسه، حين نتحدث عن علمائنا مثل الخوارزمي وابن سينا والرازي، ولماذا هذه النزعة التي تسود حاليا في نفي صفة العروبة عنهم؟ لماذا نتحيز ضد أنفسنا؟ لقد عاش علماؤنا هؤلاء في كنف الحضارة العربية الإسلامية، وكانت اللغة التي يتحدثون بها ويؤلفون بها هي العربية، فلماذا نعتبر جميع أولئك العلماء المصريين يونانا لمجرد أنهم كتبوا باليونانية، ثم لا نعتبر علماءنا عربا لمجرد أن أحدهم ولد في خراسان أو خوارزم أو فارس؟ وإذا كنا مقتنعين بهذا المعيار، فلنقل إذن: " العلماء المصريون: اقليدس وهيرون واراتسثينز وبطليموس..." العالِم شخص عالَميّ حين نقرأ تاريخ العلم الحديث، نلاحظ أن عددا من علماء النهضة الأوروبية كانوا يتنقلون بحرية بين الدول الأوروبية، ويُستقبلون في بلاط ملوكها، ويعلمون ابناءهم الأمراء؛ فالفيلسوف الرياضياتي الفرنسي رنيه ديكارت مثلا توفي في السويد حيث كان يعلم ابناء الملكة. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، انتقل علماء المان كثيرون إلى أمريكا والاتحاد السوفياتي، وغيرهما من الدول التي كانت في حرب ضروس مع بلادهم. وتابعوا أبحاثهم وانتاجهم العلمي. فالعالِم أو الباحث أذكى وأكبر من أن ينجرّ إلى مصيدة العنصرية والوطنية الضيقة التي يروّج لها السياسيون وبطاناتهم. ونجد في بريطانيا أحد أعظم الرياضياتيين المعاصرين، مايكل عطية، من أصل لبناني عربي، والفيزيائي البريطاني جيم الخليلي، من العراق. ويوجد في أمريكا حاليا علماء من مختلف الأصول، ومنهم عرب كثيرون، لكنهم يبحثون وينتجون دون اعتبار لأصولهم. لقد أصبح العلم نشاطا عالميا لا يعترف بحدود، أو بعرق، أو بالعداءات التي يفتعلها السياسيون. ونجد معظم الفرق البحثية تتكون من علماء من جنسيات عدّة، يعملون معا في سبيل العلم المجرد، ولخير الإنسانية جمعاء.

السبت، 16 مارس 2013

نيزك (مذنب؟) تنغسكا عام 1908

كتب المحرر العلمي، العرب اليوم، 19/2/2013 صباح يوم الجمعة الماضية، 15/2، تابع العالم أخبار انفجار نيزك فوق منطقة تشيليابنسك، في جبال الأورال الروسية، مسببا 1500 إصابة، أحدثت معظمها شظايا الزجاج المتناثرة نتيجة الانفجار. لا نريد هنا تكرار ما ورد في وسائل الإعلام عن هذا النيزك، وإنما سنعرض لحادث أضخم بكثير حصل في روسيا قبل 105 سنوات. المكان: شمال شرق بحيرة بايكال، قرب نهر تنغسكا في سيبيريا، في الساعة السابعة من صباح 30 حزيران 1908. ظهر في السماء عمود متحرك من الضوء الأزرق الساطع وبعد عشر دقائق سمع صوت انفجار عنيف حطم زجاج المنازل وأسقط الناس على الأرض. وسجلت محطات الرصد الزلزالي موجات تعادل ما يصدر عن زلزال شدته 5 على مقياس رختر، واضطرب الضغط الجوي فجأة في أوربا بأكملها. شهادة أحد السكان: يقول سِمِنوف: كنت قرب بيتي (على بعد 65 كم جنوب موقع الانفجار). فجأة شاهدت السماء تنشطر إلى قسمين في الشمال وظهرت ألسنة نار فوق الغابة. شعرت بحرارة شديدة لم أحتملها. وفجأة سمعت انفجارا شديدا قذفني بضعة أمتار إلى الخلف. فقدت الوعي برهة، ثم هرعت زوجتي نحوي وقادتني إلى داخل البيت. توالى صوت الانفجارات، ورافقتها رياح حارة أحرقت بعض المحاصيل حول البلدة. لم يثر سقوط هذا النيزك اهتماما عالميا في ذلك الحين، فالمنطقة التي سقط فيها كانت منطقة غابات نائية وشبه خالية من السكان. ولم تصل المنطقة أي بعثة استكشافية حتى عام 1921، حين اقنع الجيولوجي ليونيد كولِك السلطات السوفياتية بالسماح له بهذه الرحلة الاستكشافية، ممنّيا اياهم بأن النيزك سيوفر كميات كبيرة من الحديد. رغم مرور 13 سنة على الحادث في ذلك الحين، إلا أن أشجار المنطقة كانت ما تزال محترقة. وقد تبين لاحقا أن مساحة الدمار 2150 كم²، وطول المنطقة 70 كم، من الشمال للجنوب. وفي عام 1938 أشرف كولك على إجراء مسح تصويري جوي للمنطقة؛ لكنه لم يكشف عن وجود فوهة كبيرة مكان سقوط النيزك المفترض. ويعتقد الآن أنه بعد دخول هذا النيزك جو الأرض، سخن ثم انفجر على ارتفاع 6-10كم، وتقدر سرعته، كما هو حال النيازك التي تدخل جو الأرض بشكل عام، ب 11كم/ث، أي 000 40 كم/ساعة. ينضغط الهواء أمام النيزك المندفع، ويسخن كثيرا، فينحرق النيزك أو ينفجر. ويقدر أن نيزكا قطره 10م ينتج انفجارا قدره 20 ألف طن، أي ما يعادل انفجار القنبلة الذرية التي القيت على نغازاكي في اليابان عام 1945. أما نيزك تنغسكا، فيقدر أن قوة انفجاره بلغت بضعة ملايين طن. في عام 2007 لاحظ فريق ايطالي من جامعة بولونيا وجود بحيرة صغيرة في المنطقة، ويعتقد انها تشكلت من سقوط قطعة من النيزك قطرها متر واحد. نيزك أم مذنب في عام 1930 اقترح الفلكي البريطاني ويل أن انفجار تنغسكا نتج عن مذنب يتكون من جليد وغبار. ويحتمل أنه قد تبخر كلية بعد اصطدامه بجو الأرض. ويقترح آخرون أن الانفجار نتج عن جزء من مذنب، ارتد عن الغلاف الجوي ثم تابع مداره حول الشمس. كما طرحت عدة فرضيات أخرى: مثلا أن السبب هو مذنب يحتوي على الدوتيريوم، وهو نظير الهيدروجين، قد سخن لدرجة أحدثت اندماجا نوويا بين ذرات الدوتيريوم، فكأنما انفجرت قنبلة هيدروجينية. وتخيل البعض الآخر أن كتلة من ضديد المادة قد دخلت جو الأرض من الفضاء واندمجت مع المادة لتتحول إلى طاقة. واقترح آخر أن السبب هو انفجار 10 ملايين طن من الغاز الطبيعي الذي تسرب فجأة من باطن الأرض في تلك المنطقة. أفكار وشطحات خيال غريبة للعلماء؛ لكن يبدو أن لا شيء مستحيلا؛ إلا أن فرضية النيزك، أو فرضية المذنب، تبقيان الأكثر احتمالا.

الثلاثاء، 5 مارس 2013

حين ترتدي الدعاية رداء العلم: القهوة مثالا

حسام جميل، العرب اليوم، 19/2/2013 منذ بضع سنوات، لايكاد يمر يوم دون أن أقرأ مقالا يصدح بمزايا القهوة الصحية والغذائية أو أجدها تتسلل إلى رسائلي الالكترونية مهما كان موضوعها. فقد تبدأ الرسالة بعبارة: بعد أن تتمتع بفنجان قهوتك الصباحية... من الواضح أنها حملة ضخمة منظمة تمولها وتدعمها مؤسسات تجارية ومالية عالمية. ولا شك أن هذه الحملة قد نجحت نجاحا باهرا. فسوق القهوة العالمي أصبح ينافس سوق القمح والأرز. ويدعم هذا الانطباع ما نلاحظه على مجتمعنا المحلي في الأردن. فقد انتشرت مقاه تجتذب جميع الفئات والأعمار، وباسعار باهظة حقا. والأسوأ من ذلك أن القهوة يرافقها غالبا تدخين الأرجلية أو السجائر، فهو بلاء مضاعف. ومن المظاهر المستحدثة الأخرى الخطيرة: - اعتدنا أن نشرب القهوة العربية السادة (المرة)، جرعة صغيرة واحدة في قعر الفنجان، بحجم لا يتجاوز 5 مل (5 سم³) وأصبحت تقدم في المقاهي بكأس (مغ) سعة ثلث لتر (330 مل)، أي سبعين ضعف الكمية التي اعتدناها، وكان ذلك في المناسبات فقط. - تكلفة شربك القهوة في يوم واحد في مقهى تفوق تكلفة الخبز الذي تتناوله في شهر كامل. هل القهوة علاج لجميع الأمراض؟ هذا هو الانطباع التي تخرج به من قراءة مقالات نشرت في صحفنا، أو تجدها على المواقع الإخبارية في الانترنت. وتجد المقال عادة يبدأ بعبارة:" أكدت أبحاث علمية حديثة بأن...، أو أظهرت دراسة أجريت على مئة شخص بأن ..." ومن العناوين المضللة التي تصادفها في وسائك الإعلام: - الإكثار من القهوة قد يقي من سرطان الفم والحلق. - القهوة تحسن استيعاب القواعد اللغوية - القهوة تقلل الاكتئاب لدى النساء وتجد مقالات تدعي أن القهوة تشفي من الأمراض التالية أو تحمي منها: السرطان، المياه الزرقاء على العين، ضعف المناعة، أمراض الجهاز العصبي، الاكتئاب والميل للانتحار، تليّف الكبد، الربو، أمراض القلب، الزهايمر، باركنسون؛ وهي تخفف الألم، وتحد من الشهية المفرطة، وتقاوم نزلات الرشح، وتحارب بكتيريا الفم. وحتى لأغراض التجميل: قناع القهوة لبشرة أجمل، حماية الشعر من التكسر والتساقط. بل تجد العبارة التالية: الذين لا يشربون القهوة البتة معرضون للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية(؟). أين هي الحقيقة؟ المكون الأساسي الفعال في القهوة هو الكفائين (القهوين)، وهو يعتبر سمّا، مثله مثل النيكوتين. وزيادة جرعته تسبب فقدان الشهية والقلق والأرق والسخونة والتعرق والهزال وتشجنات معدية وفقر الدم، وارتداد الحمض المعدي للمريء. وإذا تناولت 10 فناجين من القهوة في اليوم، أو ما يعادل كاسين مما يقدم في المقاهي حاليا، فهذا يسبب خفقان القلب والإسهال والقيء وتشوش التفكير وتشجنات. ومن يتعود عليها ثم يتوقف يشعر بالصداع والتوتر. فهي تسبب نوعا من الإدمان. كما أن تناول القهوة على معدة خاوية يحفز إفراز الأحماض فيها ويسبب القرحة. ويحظر شربها على من يعاني من القولون العصبي وحصى المرارة وحصى الكلى والقرحة وضغط الدم وتضخم الغدة الدرقية، ولمن أجرى جراحة في القلب. وإن تناول الحامل للقهوة يهدد جنينها بالإصابة باللوكيميا (سرطان الدم) كما أن تحميص القهوة وحرقها ينتج مواد مسرطنة، مثل التي تجدها في الخبز المحروق أو اللحم المحروق. نذكر أخيرا أن إنتاج البُن عالميا يصل إلى 8 ملايين طن، ثلثها من البرازيل. ولا تجد أية دولة عربية ضمن أول 20 دولة، على الرغم من أن اليمن كانت، هي والحبشة، مهد البن؛ وما زال أفضل أنواع البن هو العربي (أرَبِكا)، ومُكّا (على اسم ميناء مخا في اليمن).

فنجان يؤكل

المحرر العلمي، العرب اليوم،5/3/2013 بعد أن اصطبغت شوارعنا باللون البني بفعل القهوة والشاي اللذين يرشقان من مئات آلاف الأكواب الكرتونية، التي تتناثر بدورها في كل مكان، قد يكون هذا الفنجان المبتكر هو الحل والمخرج من هذا الوضع المأساوي. إنه فنجان مصنوع من البسكوت الذي تأكله بعد أن تنتهي من شرب ما بداخله، تماما مثل مخروط، أو كوز البوظة المصنوع من البسكوت. وقد طلي باطن الفنجان بطبقة عازلة قوامها السكر، بحيث لا يتسرب السائل إلى الخارج. أطلق على الفنجان اسم Cookie cup، وقد صممه وانتجه الإيطالي ساردي من خلال مؤسسته Lavazza في مدينة تورينو. Science et Vie 1/2013 P 133

تصنيف الدّول حسب مخاطر الكوارث

كتب المحرر العلمي، العرب اليوم، 5/3/2013 أعدت معاهد المانية، بالتعاون مع الأمم المتحدة، طريقة لحساب مخاطر الكوارث الطبيعية التي يمكن أن تتعرض لها جميع دول العالم، آخذة بعن الاعتبار مختلف العوامل ذات العلاقة، مثل احتمال تعرّض الدولة للكوارث، ومدى جاهزيتها للتعامل معها؛ وهذا يشمل مستوى المعيشة ونوعية المساكن والمباني العامة والبنى التحتية، ودرجة مقاومتها للكوارث، وقدرة الدولة على التصرف للحد من آثار الكارثة، وخطط الطوارئ المعتمدة على المدى الطويل. رُتبت الدول حسب معيارين: درجة تعرضها للكوارث الطبيعية، ودرجة المخاطرة. وهما معياران مختلفان. فقد تكون الدولة معرضة للكوارث بدرجة عالية، لكنها مستعدة تماما لمواجهتها بحيث أن درجة المخاطرة تكون منخفضة. فهولندا مثلا تحتل المرتبة 12 عالميا في درجة التعرض للكوارث، لكنها تصنف في المرتبة 51 في المخاطرة، وبالعكس، فقد يكون احتمال الكوارث متدنيا في دولة ما (مثل الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى، لكنها غير مستعدة مطلقا لمواجهة أية كارثة، فتكون درجة المخاطرة لديها عالية. وهكذا نجد دولة مثل ليبيريا في غرب افريقيا، تصنف في المرتبة 113 في درجة التعرض للكوارث، أي أن احتمال تعرضها للكوارث ضعيف جدا، لكنها في المرتبة 60 من حيث درجة المخاطرة. المرتبة الأولى في المخاطرة احتلتها دولة فنتاو (جزيرة صغيرة في المحيط الهادي، شمال شرق نيوزلندا). وحلت الفلبين في المرتبة الثالثة من حيث المخاطرة، وبنغلادش في المرتبة الخامسة، واليابان: 16، وفرنسا 153. وتتمتع الدول العربية عامة (باستثناء الجزائر وموريتانيا) بدرجة مخاطرة منخفضة. أخيرا نقدم بعض الأرقام المتعلقة بالكوارث: بين عامي 2002 و 2011 وقعت 2030 كارثة طبيعية في العالم. وفي عام 2011 وحده تأثر 200 مليون شخص بالكوارث؛ ودفعت شركات التأمين 287 مليار دولار كتعويضات عن أضرار كوارث طبيعية. Science et Vie 1/2013 P 20

ماذا تخبرنا مركبة الزهرة؟

العرب اليوم، 5/3/2013 نعلم أن كوكب الزهرة أقرب من كوكبنا إلى الشمس. وهو إذن كوكب ساخن، يحيط به غلاف جوي حار، مكون من ثاني أكسيد الكربون، وتصل درجة حرارة هذا الغاز في بعض المواقع إلى 450 س. لكن المركبة الفضائية التي أطلقت لاستكشاف الزهرة، واسمها فينوس اكسبرس، اكتشفت طبقة من هذا الغلاف الجوي بالغة البرودة، وبدرجة سالب 175 س. تقع هذه الطبقة على ارتفاع 125 كم من سطح الزهرة، وتحيط بها من الأعلى والأسفل طبقات أسخن منها. Science Et Vie 1/2013 P 13

سرّ خلود الهيدرا

المحرر العلمي، العرب اليوم، 5/3/2013 الهيدرا حيوان مائي أولي صغير. وهو خالد لا يموت! وقد اتضح أخيرا السر في خلوده. إنه جين معين اكتشفه باحثون من جامعة كيل الألمانية وأطلق عليه اسم فُكسو. يُصلح هذا الجين على الدوام أي عطب أو خلل يحصل في أنسجة الهيدرا، ويجددها. ويتحقق هذا الإنجاز لأن الجين فكسو يُبقي احتياطيا دائما من الخلايا الجذعية القادرة على الانقسام والتخصص لانتاج أي نوع من الخلايا عند الضرورة. وحين عطل الباحثون قصدا هذا الجين، تمايزت الخلايا الجذعية وأصبحت خلايا بالغة متخصصة، وبذلك فقد الحيوان قدرته على توليد خلايا جديدة فيما بعد لتحلّ محلّ الخلايا التالفة. وقد تبين أن هذا الجين نفسه موجود في جميع الحيوانات، وفي الإنسان، لكنه يضعف ويخمد نشاطه مع تقدم العمر. وتبقى الهيدرا هي الوحيدة، كما يبدو، التي لا تشيخ ولا تموت أبدا. Science Et Vie 1/2013 P 13

لماذا ينقطع الإتصال بالخلويّ داخل الأنفاق؟

المحرر العلمي، العرب اليوم، 5/3/2013 لعل السؤال الأحرى بالإجابة هو كيف تتمكن موجات الهاتف الخلوي من اختراق الجدران؟ وبالمثل فيما يتعلق بموجات الراديو، أي الإذاعة؟ نعلم أن هذه الموجات كهرمغنطيسية، مثلها في ذلك مثل الضوء العادي وأشعة إكس وأشعة غاما... فلماذا يعجز الضوء العادي عن اختراق الجدران بخلاف موجوات الراديو، رغم كونهما من طبيعة واحدة؟ إنها مسألة تردد إن ما يميز نوعا من الموجات الكهرمغنطيسية عن نوع آخر هو التردد، أي عدد الذبذبات في الثانية، وكذلك ،بالنتيجة، طول الموجة، فالتردد وطول الموجة مرتبطان، إذا كبر تردد أشعة معينة صغر طول موجتها. نعلم أن كل مادة تتكون من ذرات. والنموذج الذي نقبله للذرة هو أنها مكونة من نواة تدور حولها الكترونات. وحين تسقط أشعة الضوء العادي على سطح جدار مثلا، فإن الالكترونات في الجدار تمتص طاقة هذه الأشعة وتأخذ بالتذبذب بنمط معين، يعتمد على نوع مادة الجدار. وفيما يتعلق بموجات الراديو والخلوي، فهي ذات تردد أصغر بعشرة آلاف مرة من تردد الضوء العادي، وهذا التردد يختلف كثيرا عن تردد الالكترونات في مادة الجدران. لهذا السبب، فإن موجات الراديو لا تكاد تعطي شيئا من طاقتها إلى الالكترونات في الجدار، بل إنها تخترقه محتفظة بمعظم طاقتها. لكن إذا كان الجدار مصنوعا من الاسمنت المسلح، أي الذي يحتوي على قضبان من الفولاذ، فإن الجدار لا ينفذ موجات الراديو؛ والسرّ في ذلك هو أن الالكترونات في الفولاذ تكون حرة الحركة وتمتص طاقة الموجات إلى درجة تجعلها تتشوش أو تضعف كثيرا. وهذا يفسر انقطاع الاتصال تحت نفق أو تحت أية منشأة مبنية من الاسمنت المسلح. Science Et Vie 1/2013 P 126

الأشعّة الكونيّة لسبر أعماق البراكين

م. حسام جميل، العرب اليوم، 5/3/2013 لم تعد رؤية أنسجة الجسم وأعضائه الداخلية بالأمر الصعب أو الذي يتطلب تدخّلا جراحيّا، فالصور بأنواعها: أشعة سينيّة (إكس)، رنين مغنطيسي، فوق صوتية... توفر للطبيب رؤية ممتازة لهذه الأجزاء الخفيّة من جسم الإنسان. وعلى غرار هذه التقنيات، هل يمكننا أن نصمم طريقة لكشف باطن البركان حتى نحكم على مدى نشاطه ومدى احتمال انفجاره مجددا؟ الموونات تصور جوف البركان المكان: جبل سُفريير في جزر الغوادلوب، التي تعتبر جزءا من فرنسا؛ والزمان: تشرين الثاني 2012. جيولوجيون يضعون على رؤوسهم خوذات العمل الميداني ويحملون على ظهورهم أكياسا مملوءة بالمعدات العلمية متجهين نحو الجبل، لكنهم لن يبلغوا قمة الجبل، وارتفاعها 1467، كما اعتادوا أن يفعلوا سابقا. وإذا اقتربت من القمة، تتناقص الأعشاب حتى تختفي ولا يبقى سوى طبقة من الصخور المعدنية الجرداء، وتتناثر في أرجائها فوهات صغيرة تنفث دخانا داكنا. يكتفي علماؤنا اليوم بالبقاء في سفح الجبل لينصبوا معداتهم الغريبة. وهي تتضمن مقرابا (تلسكوبا) يلتقط الأشعة الكونية، وبالذات الموونات mouns، التي تخترق البركان، موفرة صورا توضح تركيبه الداخلي. حين تدخل الأشعة الكونية الغلاف الجوي فإنها تتفاعل مع جزيئات الغاز فيه، وعلى ارتفاع 20كم، تنتج الموونات من هذا التفاعل بكميات كبيرة لتمطر سطح الأرض دون توقف. اكتشفت الموونات عام 1936 وهي جسيمات تحت ذرية، ولا تسبب أية اضرار للكائنات الحية، لكنها تخترق الصخور إلى أعماق عدة كيلومترات. وتفقد بعض طاقتها اثناء ذلك. ويعتمد نقص الطاقة على سماكة الصخور وكثافتها. ومن هنا ولدت فكرة اعتماد هذه الجسيمات لتصوير أعماق البراكين وتحديد مكوناتها ودرجة نشاطها. تجري مقارنة صور الموونات التي يلتقطها التلسكوب، بعد أن تكون قد اخترقت البركان، مع صور الموونات القادمة مباشرة من الجو، وترسم خريطة لكثافتها، ثم يحرك التلسكوب حول البركان ليتخذ عدة مواقع أخرى، وليعطي صورا لجوفه من عدة زوايا. والهدف المعلن هو انتاج صور طبقية مجسمة، أي ثلاثية الأبعاد، للجبل البركاني من أجل متابعة التغيرات داخله، وتقدير المخاطر الكامنة واحتمال انفجاره في أي وقت. يسجل تاريخ هذا البركان في غوادلوب عدة انفجارات مفاجئة. وكان آخر انفجار كبير لحمم اللافة عام 1530 وأدى إلى تكون مخروط القمة الكبير. أما انفجارات البخار والغاز فهي متكررة، وكان آخرها عام 1976، حين اضطرت السلطات إلى إجلاء 74000 شخص. قياسات أخرى: بالطبع ليست القياسات بواسطة الأشعة الكونية هي الأولى أو الوحيدة المستخدمة لكشف اسرار البراكين وتحديد نشاطها وتوقع ثوراتها. ومن الطرق الأخرى القياسات المساحية الدقيقة المتواصلة. ويعتمد مبدؤها على أن البركان ينتفخ وترتفع قمته بتأثير ضغط الحمم والغازات والبخار داخله. ويزداد معدل الارتفاع مع اقتراب ثوران جديد له. وتكشف هذه القياسات عن أي تغير في ارتفاع قمة البركان، حتى لو كان مليمترا واحدا. كما يمكن قياس الموجات الزلزالية التي تخترق البركان. علما أن القياسات الزلزالية تفيد أيضا في كشف النفط والغاز الموجود تحت سطح الأرض. وعادة ما يتم احداث تفجيرات على سطح الأرض، ثم تسجل الموجات الناتجة التي تخترق القشرة الأرضية وتنعكس عن طبقاتها، لتلتقطها أجهزة الرصد، ولتكشف مكانن النفط والغاز حسب طبيعة الموجات المنعكسة. Science et Vie 1/2013

العلم يشك والقضاء يبتّ: الخلوي يسبب سرطان الدماغ

كتب المحرّر العلميّ، العرب اليوم، 5/3/2013 هل يحق للقضاء أن يبتّ ويحكم في أمر يدخل في مجال العلم، دون أن يكون العلم قد توصل إلى قرار موثوق فيه؟ موضوعنا هنا هو تساؤل مضى عليه عدة سنوات، منذ انتشر استخدام الهاتف الخلوي وأدمن البعض عليه لدرجة جعلته لا يفارق أذنه. والتساؤل هو: هل يمكن للخلوي أن يسبب سرطان الدماغ؟ الواقع أن العلم ليس واثقا بعد من وجود علاقة بينهما؛ لكن القضاء الإيطالي اعتبر موجات الخلوي سببا ممكنا للسرطان؛ وقرر مؤخرا وجود علاقة وثيقة بين الخلوي والأورام الدماغية، حسب حكم أصدرته محكمة التمييز الإيطالية في شهر تشرين الثاني من العام الماضي 2012. اتخذ هذا الحكم لصالح موظف كانت طبيعة عمله تحتم عليه وضع الخلوي على أذنه اليسرى طوال ساعات دوامه حتى يكتب المعلومات التي يتلقاها بيده اليمنى. استمر في عمله هذا طوال 12 سنة. وفحأة ظهر ورم حميد في الدماغ بجوار الأذن اليسرى. بدت العلاقة قوية بين هذا الورم واستخدام الخلوي. واعتمد القضاة أيضا على نتائج توصل إليها باحث سويدي اسمه Lennart Hardell، وأكد فيها على مثل هذه العلاقة. في ايار الماضي اعتبر المركز الدولي لبحوث السرطان أن موجات الخلوي تشكل مصدر خطر ممكن على الإنسان. وحكمه هذا غير قطعي لعدة أسباب: أولها غياب التفسير الواضح لهذه العلاقة، وثانيها أنه لم يمضِ على استخدام الخلوي بعد وقت يكفي لإعطاء أحكام موثوقة، وأخيرا أن ظهور الأورام الحميدة أو السرطانية على السواء يستغرق وقتا طويلا عادة. يتهم البعض شركات الاتصالات الخلوية القوية والمسيطرة عالميا بأنها تستغل نفوذها لتبرئة الخلوي وموجاته من تهمة التسبب بالأورام، أو على الأقل لتأجيل إعطاء حكم بوجود علاقة بينهما. على أية حال، يبدو أن القضاء الإيطالي قرر أن لا ينتظر أكثر من ذلك، معتبرا الشك لصالح المصاب. ويبقى العلم ملتزما بشكه. Science Et Vie 1/2013 P 34

هل يجدر بنا أن نحذر من مشروبات الطاقة؟

العرب اليوم، علوم وتكنولوجيا، 5/3/2013 حظرت فرنسا منذ عام 2008 بيع مشروبات الطاقة في المدارس. وتؤكد التعليمات الصحية الحكومية على الخطر الكامن في تجاوز كمية 125 مل (أي نصف علبة) في اليوم من هذه المشروبات لأي شخص. كما يمنع إعطاؤها للأطفال والرياضيين والحوامل. في عام 2012 سجلت 6 حالات خطيرة سببتها هذه المشروبات التي تحتوي على الكفئين. ومن ذلك الخفقة (اضطراب دقات القلب)، والرجفة، والصرع، ووفاتان سببهما توقف القلب. Science Et Vie 1/2013 P 125