Powered By Blogger

السبت، 11 فبراير 2012

استمتع بوقتك مع المغانط الفائقة

عندما تشاهد في فلم سينمائي رجلا يصعد جدارا عموديا لعمارة وكأنه يسير على الرصيف. فاعلم أن وراء هذه الخدعة السينمائية تقنيات قد تكون بسيطة مثل استخدام مغنطيس فائق القوة.
وقد استغل هذه التقنية البسيطة لأقصى حد فريق متخصص في الحيل السينمائية يدعى "ناسفو الخرافات" Myth Busters
يقول جامي هينمن، عضو الفريق، أن المغناطيس هو من تلك الهبات الرائعة التي نجدها في الطبيعة. (لا تنس أن الطاقة الكهربائية التي تزودنا بها محطات التوليد عبر شبكة التوزيع، يعود الفضل في توليدها إلى استخدام المغناطيس. والى قطع المجال المغناطيسي بملف معدني مما يولد فيه تيارا كهربائياً). يتابع جامي بأنه حصل على إحدى أوائل وظائفه في مجال السينما بفضل المغنطيس. "كانت الوظيفة هي تقني حيل سينمائية لفلم (رهاب العنكبوت) . فذهبت إلى منزلي وصنعت عنكبوتا باستخدام أسلاك ودبابيس، ثم ووضعت العنكبوت على طبق وحركت مغناطيسا قويا على الجهة الأخرى من الطبق لأجعل أرجل العنكبوت تتحرك، فيبدو وكأنه يمشي. ثم قدمت نموذجي لمسئول التوظيف بالفلم فحصلت على الوظيفة."
"وفي الفلم صنعت عناكب مطاطية وعلى أطراف أقدامها مغانط صغيرة قوية. ثم جعلت بعض الممثلين يرتدون صفائح فولاذية رقيقة تحت ملابسهم وهكذا حين كان يرمى عليهم العنكبوت المطاطي، فانه كان يلتصق بهم."
كما استخدمنا المغناطيس في هذا الفلم وفي أفلام أخرى لتنفيذ العديد من الحيل والخدع. إضافة إلى تنفيذ مهام بسيطة مثل الإلصاق المؤقت لجسمين معاً بقوة دون استخدام الغراء أو الصمغ الذي يمكن أن يتلف أسطح هذين الجسمين.
ويقول جامي انه اعتاد أن يحتفظ في جيوبه بمغانط قوية تساعده على تعليق العدة التي يحتاجها (مثل الشاكوش أو المفك) على ملابسه مباشرة دون الحاجة لارتداء حزام خاص حامل للعدة.
بعض المغانط المصنوعة من سبائك خاصة تملك قوى جذب هائلة، ومن ذلك سبيكة نيوديميوم-حديد- بورون، أو سمريوم-كوبلت. وهذه الأخيرة تتميز بتحملها للحرارة مما يجعلها ملائمة للاستخدام في المحركات الكهربائية التي تولد حرارة عالية بعد استخدامها لفترة طويلة. ولعل أكثر الاستخدامات شيوعا لهذه المغانط هو في سوّاقة القرص الصلب ((Hard drive في الحاسوب، فهي مصنوعة من صفائح مستوية صغيرة تستجيب لمغناطيس كهربائي في السواقة من أجل تحديد الموقع الصحيح لرأس القارئ/الكاتب read/write في المكان الصحيح على القرص الصلب. من الضروري أن يتحرك القرص بسرعة وبدقة حسب الطلب وهذا يحصل بفضل استخدام المغنطيس دون الحاجة لمحرك كهربائي أو ما شابه ذلك.
يقول آدم سفج, زميل جامي، بأنه عثر مؤخراً على شركة تبيع مغانط قوية بواسطة الانترنت، فحصل على عشرة منها على شكل أقراص صغيرة (بحجم قرص الهوكي). وتضمن موقع الوب تحذيرات لمن سيشتريها ويستخدمها:
"إذا كنت ستنقلها من غرفة لأخرى، حدد مسبقا مسارك ليكون بعيداً من أي جسم حديدي."
هذه المغانط قوية لدرجة تجعل الشركة تشحنها براً حتى لا تؤثر على أجهزة الطائرة لو شحنت جواً. بإمكان القرص منها أن يحمل عدة مئات الكيلوغرامات فيما لو وضعته على طرف رافعة مثلاً. وعليك أن تكون حذرا للغاية عند استخدامه. فإذا صادف أن تواجدت يدك بين هذا المغناطيس وسطح فولاذي سميك فان يدك قد تنسحق بينهما. تماما كما لو أنك أسقطت جسما كتلته 250 كيلوغراما على يدك!
وأخيرا دعنا لا ننسى استخداما هاما لظاهرة المغنطيسية، وهو القطار السريع المرفوع مغناطيسيا والمستخدم في اليابان حالياً. فهذا القطار يرتفع بأكمله فوق السكة ويسير كما لو كان يطير أو يطفو فوق وسادة هوائية بفضل التنافر المغناطيسي بين جسم القطار والسكة.
Popular Science

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق