Powered By Blogger

السبت، 11 فبراير 2012

التطعيم: ما له وما عليه

مع عودة ظهور إصابات بانفلونزا الخنازير H1N1 لدينا ، متزامنة مع برودة الجو ، وعودة النشاط للفيروس . يعود الجدل حول مدى ضرورة التطعيم ضد هذا المرض.

في فصل الشتاء الماضي رفض 90% من الفرنسيين تناول هذا المطعوم، إذ تناوله 5,7 مليونا منهم في حين أن الحكومة الفرنسية كانت قد أوصت على 94 مليون جرعة. ولم يزد عدد الاصابات لديهم كثيرا عن أربعة آلاف ، منها 226 حالة خطيرة.

وقد نشرت مجلة " هذا يهمني " الفرنسية في عددها لشهر تموز 2010 تحقيقا في ست صفحات حول التطعيم بشكل عام، نعرض فيما يلي لبعض ما جاء فيه:

لمحة تاريخية :
لا أحد يمكنه أن ينكر معجزة المطاعيم واللقاحات وكيف أنقذت البشرية من أمراض وأوبئة قاتلة أو تسبب العجز كشلل الأطفال أو تشوه الوجه كالجدري.

ظهر التطعيم ضد الجدري عام 1796 حين لاحظ إدورد جنر ، الطبيب الإنجليزي المقيم في الريف، أن المتعاملين مع الأبقار المصابة بالجدري يظهرون مناعة ضد المرض. لكن يبدو أن الأتراك العثمانيين كانوا يطبقون التطعيم ضد الجدري قبل ذلك ، بأخذ الصديد من مريض الجدري أثناء فترة النقاهة وإدخاله لجسم الشخص السليم. ثم جاء الفرنسي لويس باستور (1822-1897) وابتكر مطعوما ضد مرض الكلب أو السعار عام 1885.

تطور مجال إعطاء المطاعيم والأمصال وتوسع ليشمل أمراضا عديدة، حتى أصبح أطفال العالم اليوم يتلقون منذ أيامهم الأولى مطاعيم مضادة لعدة أمراض منها اللقاح الثلاثي ضد الدفتيريا والسعال الديكي والكزاز ، ثم لقاحات ضد شلل الأطفال والحصبة والسل.

انتكاسة التطعيم

أثناء حملةالتطعيم ضد انفلونزا الخنازير عام 2009 صدرت تحذيرات رسمية فرنسية تنصح الحوامل والأطفال الأقل من سنتين عمرا بعدم تناول هذا المطعوم إلا بعد نزع المادة المساعدة (Adjuvant) التي تزيد فعاليته. يبدو أن هذه النصيحة قد سببت تخوف الناس من هذا المطعوم ومن ثم النفور والرفض التام لتناوله. وقد برر الناس المقاطعة بأسباب متنوعة: المطعوم ليس آمنا ، له آثار جانبية، ليس فعالا ، أو أن المرض نفسه ليس خطيرا.

تبدو هذه المقاطعة مثيرة للدهشة في فرنسا بلد باستور أبي التطعيم . علما أن فرنسا مازالت تلزم المواطنين بقوة القانون بتطعيم أطفالهم بالطعم الثلاثي، تحت طائلة السجن ستة أشهر ، مع وقف التنفيذ، وغرامة قدرها 3750 يورو للأبوين اللذين يرسلان طفلهما للروضة أو المدرسة دون أن يكون قد تلقى الطعم الثلاثي، وكان التطعيم ضد السل الزاميا في فرنسا حتى عام 2007.

واذا طبقت توصيات السلطات الصحية الفرنسية، فان المواطن يكون قد تلقى قبل بلوغه سن الثامنة عشرة نحو عشرين حقنة مضادة لإثني عشر مرضا معديا.

لكن المطاعيم لا تخلو من المضاعفات، ففي عام 2008 مثلا حصل 148 فرنسيا على تعويضات عن تأثيرات جانبية عانوا منها بسبب التطعيم ضد التهاب الكبد /ب.وبشكل عام فإن الرأي العام أصبح يشك في صدق نوايا السلطات الصحية من الترويج لبعض المطاعيم معتبرا ذلك تحيزا لصالح الشركات الدوائية المنتجة لها.
وكانت مجلة لانست الطبية البريطانية قد نشرت مقالة عام 1998 ربطت بين الطعم الثلاثي للأطفال ومرض التوحد، مما خفض تناول المطعوم بنسبة الربع. إلا أن المجلة نشرت في بداية 2010 مقالا يبين خطأ مقالها القديم والذي كان ناتجا عن تواطؤ بين الباحثين وجمعية لآباء الأطفال المصابين بالتوحد.

مطاعيم واعدة:
بعد أن تبين أن بعض أنواع السرطان تتسبب عن فيروسات، انطلقت أبحاث تهدف لانتاج مطاعيم ضد السرطان. ومن ذلك المطعوم المسمى غارداسل Gardasil الذي يتوقع أن يقي من 70%من سرطانات عنق الرحم.
ويسعى معهد باستور الى إنتاج مطعوم ضد مرض الإيدز ،ويعتمد مبدؤه على حقن جينات الفيروس المسبب للأيدز في فيروس الحصبة بعد أن تخفض قوته، ثم يحقن فيروس الحصبة هذا بدوره في جسم الإنسان.
Ca M’interesse 7/2010
p. 46-51

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق