Powered By Blogger

الأحد، 12 فبراير 2012

الأسر حتى برفاهية يقصّر العمر

أيهما يعيش أطول: حيوان حر يعيش في بيئته الطبيعية، بما يكتنفها من أخطار واحتمالات صعوبة العثور على الطعام والماء..، أو نفس الحيوان لو عاش في حديقة حيوان حيث يتوفر له الطعام والماء والعناية الصحية، لكنه أسير سجين مقيد الحرية؟

قد تفاجأ بل تصدم عندما تعرف الفرق الهائل بين أمد الحياة لكل منهما. فقد أجريت دراسة واسعة شملت 4780 من إناث الفيلة الأفريقية والأسيوية التي تعيش في حدائق الحيوان في عدة دول، وتلك التي تسرح حرة في بيئتها ضمن محميات طبيعية. ونشرت النتائج في مجلة العلم(322,1649,2008) Science .

ففي محمية طبيعية في كينيا تحتوي 1089 فيلا، كان معدل العمر لهذه الفيلة 56 سنة مقابل 16.9 سنة لعينة من 302 فيلا في حدائق الحيوان! اما الفيلة الأسيوية فقد كانت الأرقام (41،7)، و (18،9) على الترتيب والرقم الأول (41،7) هو معدل عمر 2095 فيلا تعيش في محمية طبيعية في بورما.

تفسر الدراسة هذه النتائج المروعة بالضغط النفسي الذي تعاني منه الحيوانات في الأسر، رغم جميع وسائل الرفاهية والعناية التي تتمتع بها في حدائق الحيوان.
ولا شك أن تساؤلا ملحّا يخطر بأذهاننا هنا: هل يمكننا تعميم نتائج هذه التجربة على الإنسان، أم أننا اعتدنا على حياة الأسر والعبودية والقيود الكثيرة المتنوعة على حرياتنا في حياتنا المدنية المعاصرة، بحيث أن أمد الحياة لدينا لن يتأثر أو يقصر عما لو كنا نتمتع بحريتنا الكاملة في الحياة في أحضان الطبيعة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق