Powered By Blogger

السبت، 11 فبراير 2012

البدانة تسبب السرطان أيضا

فـي أواخـر عام 2007 نشـر " صندوق ابحــاث السرطــان العالمــي "
(World Cancer Research Fund) نتائج أكبر دراسة جادة حتى الآن عن العلاقة بين الطعام والنشاط الجسمي من جهة ، والسرطان من جهة أخرى .
استغرقت الدراسة 6 سنوات ، وشارك فيها 9 مراكز بحثية ، وروجع فيها أكثر من نصف مليون بحث منشور اختصرت بعد التقييم الى سبعة آلاف .
ثم خرجت الدراسة بنتائج وتوجهات ومعايير جديدة أو مؤكدة لنتائج سابقة . لكن لعل أكثر هذه النتائج اثارة ربط البدانة بالسرطان ، لدرجة أن أي زيادة في الوزن قد تمثل عامل خطر وتزيد احتمال الاصابة بالسرطان .
لاحظ أن البدانة تعتبر المسؤولة الأولى عن الاصابة بالسكري لدى البالغين بالاضافة الى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين ، والفشل الكلوي .
يقدر أن ثلث عدد حالات السرطان يسببها التدخين ( تدخين 20 سيجارة يوميا يزيد احتمال الاصابة بسرطان الرئة عشرين ضعفا أي 2000%) والثلث االثاني من حالات السرطان ينتج عن العادات الغذائية السيئة والخمول . بينما جميع المسببات الأخرى ( السموم والتلوث ، الاسبست ، العوامل الوراثية ، الضغط النفسي ، بعض الفيروسات ، التعرض المفرط للأشعة ، الكحول ،تناول الحبوب المتعفنة ... ) مسؤولة عن الثلث الأخير من حالات السرطان .





مؤشر الوزن :

لعل أحد أهم توجهات الدراسة المذكورة أعلاه هي أن على الانسان أن يبقى مؤشر وزنه بين القيمتين (21) و (23) وليس كما كان يقبل سابقا ، بين (5ر18) و (9ر24) .
فما هو مؤشر الوزن هذا :
يرمز له بالانجليزية بالحروف (BMI) وهي أوائل الكلمات Body Mass Index أي مؤشر كتلة الجسم ويحسب بقسمة الوزن ( بالكيلوغرامات ) على مربع الطـول ( بالأمتار ). مثلا اذا كان طولك 73ر1م فان مربعها يساوي (3) واذا كان وزنك 69 كيـلوغرامـا ، فان قسمـة 69 على 3 يعطي 23 وهـي القيمة القصوى المقبولة . ( قارن طريقة حساب هذا المؤشر بطريقة أخرى مبسطة نستخدمها عادة لحساب الوزن المثالي ( ؟ ) وذلك بأن نطرح 100 من الطول بالسنتمترات . فمثلا من طوله 173 يكون وزنه المثالي 173 – 100 = 73 كغم ، لكن الدراسة الحالية تعتبر مثل هذا الوزن أكبر مما يجب ).
ورغم أن تفسير العلاقة بين البدانة والسرطان غير واضح حتى الآن ، الا أن المؤشرات الاحصائية تؤكد ارتباطهما .
لعل كلا منا قد عانى من فقد شخص عزيز عليه بسبب السرطان وهو يتمنى ايجاد علاج فعال للسرطان ، ولكن ايضا، وبدرجة أولى، معرفة اسبابه وتفاديها . وتهتم الحكومات وشركات التأمين أيضا بهذا الأمر بسبب الكلفة الهائلة لعلاج السرطان والتي تتحملها عادة الحكومات وصناديق التأمين الصحي .
وتقدر كلفة علاج ( وليس شفاء ) سرطان القولون، عندما يكتشف في مرحلة متقدمة، ولمدة عشرين شهرا، بنحو 360000 دولار أي نحو ثلث مليون دولار ، وتكلف العناية بمرضى السرطان في الولايات المتحدة نحو مائة مليار دولار سنويا .
الخلاصة أن الرسالة التي تهدف هذه الدراسة الى ايصالها للجميع هي أن الوقاية خير من العلاج . وأن الالتزام بحياة صحية سليمة أفضل بكثير من محاولة العلاج بعد الاصابة . ولعل أجدر شعوب بالاستماع لهذه الرسالة هي شعوب الدول النامية، والمحدثة النعمة بالذات . والتي جعلها الرفاه المستجد تخلد لحياة الخمول والبلادة واستخدام السيارات عوضا عن المشي ، اضافة الى التحول الى نمط غذائي غني بالدهون واللحوم والسكريات والملح . وهذا الافراط بالطعام، مع قلة الحركة، يسبب البدانة وما يتبعها من مشاكل صحية خطرة وقاتلة .
The Economist - November,3,2007

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق