Powered By Blogger

السبت، 10 ديسمبر 2011

نهج علاجي واعد: محاربة الشعيرات الدموية !

منع تكون الأوعية والشعيرات الدموية ، لا شك أنها وسيلة علاج غريبة ، لكنها تعِدُ بابتكار أدوية جديدة وعلاج أمراض متنوعة.

انطلقت فكرة هذا الأسلوب العلاجي من ملاحظة بعض الأطباء لانتشار غير عادي للشعيرات الدموية في بعض أنواع السرطان، ولدى عدد من المصابين بمشكلات في شبكية العين، وخاصة تلف الشبكية المرتبط بالشيخوخة أو السكري. ومن هنا برزت فكرة إيجاد طريقة لتثبيط الشعيرات الدموية ومنع تشكل شعيرات جديدة.

تثبيط عامل نمو الشعيرات

يحتوي الدم على مادة تدعى عامل نمو بطانة الأوعية، ويرمز لها بالرمز VEGF. وقد هدفت الأبحاث إلى تحييد أو قمع هذه المادة من أجل منع تكون أوعية دموية جديدة.

عندما ينشأ سرطان في الجسم، ويبدأ الورم بالتضخم والانتشار، تتشكل أوعية دموية عشوائية لتغذية الخلايا السرطانية، لكنها في الوقت نفسه، تعيق اختراق العلاجات المضادة للسرطان لمنطقة الورم.

لقد جرت تجربة مثبطات هذا العامل، بالتزامن مع العلاج الكيماوي، لمعالجة حالات متقدمة من السرطان، ونجح هذا الأسلوب في منح المريض بضعة ـأشهر إضافية، لكنها لم تحقق له الشفاء. والواقع أن هذه الطريقة ما زالت في بداياتها، ويعمل الباحثون حاليا على ضبط الجرعات ومدتها وأسلوب تناولها أو كيفية الجمع بينها وبين علاجات أخرى. والهدف الأهم هو عادة منع أو إبطاء انتشار الورم إلى أنسجة أو أعضاء أخرى.

علاج الشبكية

يلاحظ أيضا انتشار شعيرات دموية فيما يسمى الشكل الرطب من تلف الشبكية المرتبط بالتقدم بالعمر، وهي المرحلة الأولى من المرض، عندما يبدأ البصر بالتراجع. وحتى الآن، كان اختصاصيو الشبكية عاجزين نسبيا عن تحقيق الشفاء عندما تظهر أعراض المرض. لكن يبدو أن حقن مثبط عامل نمو بطانة الأوعية الدموية في بداية حدوث المرض، يبطئ تطور المرض، بل قد يشفيه، لكن هذه الطريقة لا تفيد إذا وصل المرض مرحلة متقدمة.

أعراض جانبية

ما زال الجدل قائما حول أفضل مضادات العامل VEGF. هناك مضادات حيوية معينة لكنها باهظة الثمن. ويلاحظ أن فعالية العلاج تختلف بين مريض وآخر. إضافة إلى ذلك، فان أعراضا جانبية قد ترافق استخدامه لدى بعض المرضى. إسهال، الم في اليدين والقدمين، نزف من الأنف، تباطؤ التئام الجروح، وأخيرا وليس آخرا ارتفاع الضغط وتسمم الأوعية الدموية القلبية.

وتبقى تساؤلات معينة بلا إجابة حتى الآن، مثلا، هل تتأثر الأوعية الدموية العادية؟ وهل أن الفوائد تبرر مخاطر الأعراض الجانبية؟ إن الأبحاث في هذا المجال ما زالت في بدايتها، لكنه مجال مهم، فالشعيرات الدموية الجديدة تظهر في عدة أمراض أخرى مثل البدانة أو الربو أو فرط المناعة الذاتية أو الالتهابات. ويثير البعض هدفا آخر لهذه الأبحاث، لكنه ضمن مسار معاكس تماما للاتجاه السابق، وهو إعادة تكوين الأوعية الدموية التالفة بسبب الإصابة بجلطة مثلا.


مجلة الصحة الفرنسية Sante'

هل تتخلي فرنسا عن طاقة الريح ؟

لأول وهلة، يبدو أن مصادر الطاقة المتجددة، كالريح والشمس، هي الأفضل والأرخص والأنظف. فهي متوفرة في كل مكان ، وتبدو جاهزة للاستخدام ، وهي لا تضر بالبيئة ولا تصدر غازات ملوثة للجو، بينما النفط والغاز والفحم تتطلب بذل مجهودات كبيرة في الاستكشاف ثم حفر الآبار أو المناجم ثم النقل والمعالجة والتكرير والتوزيع على محطات الوقود – وهي سلسلة طويلة ومعقدة ومكلفة . أما محطات توليد الكهرباء من الطاقة النووية فهي بدورها لا تخلو من سلبيات مثل مخاطرها العالية وتقنيتها المعقدة وكلفتها الباهظة.

فلماذا إذن لا نتخلص من كل هذه التعقيدات والكلف، ولماذا هذا التأخير في إحلال الطاقة المتجددة النظيفة محل النفط والفحم ؟

قد يخطر بذهنك نظرية المؤامرة، أي سعي شركات النفط العالمية الجبارة إلى محاربة مصادر الطاقة المنافسة حتى تبقى هذه الشركات متحكمة بالطاقة العالمية، فتحدد أسعارها كما ترغب. لا شك أن في هذا الرأي بعض الصحة، فرأس المال يضع مصلحته الخاصة قبل كل شيء. لكن الأمور ليست بهذه البساطة، فاستغلال طاقة الريح مثلا يتضمن سلبيات عديدة نعرض بعضها فيما يلي ، وهي سلبيات تعاني منها فرنسا وغيرها من الدول فيما يتعلق بالطاقة الريحية.

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن !
لا تمتلك فرنسا آبارا للنفط ، ويكاد احتياطيها من الفحم الحجري ينضب . وحتى اليورانيوم اللازم لمحطاتها النووية الكثيرة تضطر لاستيراده من الخارج . لكنها تملك الريح، الكثير منها. والريح يمكن أن تولد الكهرباء. ورغم هذا ، فإن نصيب الريح من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة يبلغ 1,5 % فقط ، مقابل 14% في اسبانيا و 8% في المانيا.


ورغم أن الحكومة الفرنسية تدافع عن برنامجها الهادف لتطوير مشاريع توليد الكهرباء من طاقة الريح، إلا أن الشكوك تحوم حول مدى فاعلية هذا القطاع. وتقدم مجلة العلم والحياة الفرنسية في عددها لشهر أيلول 2010 عدة أسباب تدعم هذه الشكوك.
.

 إن محطات توليد طاقة الريح تتطلب إنشاءات هندسية كبيرة ومكلفة لربطها مع شبكة الكهرباء الرئيسية، وطرقا خاصة من أجل بنائها ثم متابعة صيانتها. تستهلك أساسات المروحة 300 م³ من الباطون و 40 طنا من الحديد ، إضافة إلى 200 طن حديد للعمود الذي يحمل الشفرات التي يبلغ طول كل منها 50 مترا. وهي تصدر ضجيجا مميزا إذا اشتدت الريح.

 يبدي عدد من السكان المجاورين للمحطات الريحية معارضتهم لوجودها بسبب الضوضاء وما يعتبرونه تشويها للطبيعة وإساءة للمنظر العام .

 لا يتفق حجم الطاقة المنتجة مع الحاجة اللحظية، فقد يكون الطقس باردا جدا والحاجة للطاقة كبيرة، لكن الريح ساكنة والمراوح لا تنتج أي طاقة. كما أنه يصعب التحكم بالطاقة الناتجة نظرا لتذبذبها، مما يمثل كابوسا لمهندسي الشبكة الكهربائية عند ربط مراوح توليد الطاقة مع الشبكة.

 الجدوى الاقتصادية للمحطات الريحية مشكوك فيها. تتلقى منشآت طاقة الريح دعما ماليا من الحكومات الأوروبية، ففي فرنسا مثلا تلزم الحكومة شركة كهرباء فرنسا (EDF) بشراء إنتاج المحطات الريحية بسعر 86 يورو للميغاواط ساعة، ولمدة عشر سنوات على الأقل. في حين أن سعر السوق يتراوح حاليا بين 40 و 60 يورو (الميغاواط يساوي ألف كيلوواط) ويبلغ إجمالي هذه الكلفة الإضافية التي تسببها المحطات الريحية نحو ملياري يورو. وبالطبع فإن الشركة تحمل هذا الفرق للمستهلكين. وهذا يعني أن التوسع في إنشاء محطات توليد الكهرباء من الريح قد يرفع كلفة الطاقة الكهربائية التي يتحملها المستهلك.

Science et Vie 9/2010

هل نقاطع زيت النخيل ؟

هذا هو عنوان تحقيق نشرته المجلة الفرنسية، هذا يهمني، في عددها لشهر كانون أول 2010. فما هو الشيء الفريد الذي يميز زيت النخيل عن الزيوت النباتية الأخرى، ويجعله عرضة لهجوم البيئيين والمسؤولين الصحيين في العالم الغربي؟

أرخص الزيوت وأكثرها استخداما في الصناعة
يبلغ سعر لتر زيت النخيل، وهو ليس نخيل التمر الذي نعرفه، في السوق العالمي حاليا أقل من نصف دينار أردني، بينما أسعار الأنواع الأخرى من الزيوت النباتية الشائعة، مثل زيت الصويا، الكولزا، عباد الشمس، ( والقائمة لا تشمل زيت الزيتون طبعا) تزيد عنه بنحو 25%.

يعود الفضل في رخص سعر زيت النخيل الى الإنتاجية العالية للأراضي المزروعة به. فالدونم الواحد يعطي نحو 600 لتر سنويا، مقابل 50 لترا فقط من زيت الصويا مثلا. وقد استهلك العالم منه في العام الماضي 46 مليون طن. ولتلبية الطلب المتزايد يجري قطع وحرق ما مساحته 250000 هكتار من الغابات في أندونيسيا سنويا، أي ما يعادل 3% من مساحة الأردن، لتزرع بنخيل الزيت. علما أن أندونيسيا وماليزيا تنتجان 87% من مجمل الإنتاج العالمي من هذه المادة.

مزايا غذائية

لكن رخص سعر زيت النخيل، وإنتاجيته العالية، وتوفره بكميات كبيرة، ليست المزايا الوحيدة التي تجتذب الصناعات الغذائية له. فهو يتمتع بمزايا كيميائية وفيزيائية فريدة ومطلوبة، تجعله يدخل في صناعة كل ما يخطر ببالك من المنتجات الغذائية: أجبان، بسكوت، معجنات، بيتزا، شكولاتة، شبس، زبدة نباتية. وعندما تجد أن سعر صنف من الجبن يفوق سعر صنف آخر بعشرة أضعاف، فاعلم أن السبب هو أن معظم مكونات الصنف الرخيص هو زيت نباتي مهدرج، وهو غالبا زيت النخيل.

يحتوي زيت النخيل على مكونين أساسيين، أحدهما سائل والآخر صلب. لكن هذا الجزء الصلب ينصهر على درجة حرارة بين 35 و 40 س، أي درجة حرارة الفم، تماما مثل زبدة الكاكاو أو الشوكولاته. لهذا السبب فهو يخدم كبديل عن زبدة الكاكاو الغالية الثمن، فتصنع منه أنواع الشوكولاته الرخيصة، وربما بعض الأصناف الغالية أيضا في اسواق الدول النامية: كا تُصنع منه شكولاته الدهن المستخدمة لتحضير الشطائر، أي السندويشات، للأطفال.

تحتاج بعض الزيوت النباتية السائلة الى الهدرجة، أي إضافة الهيدروجين الى تركيبها، لتصبح صلبة في درجات الحرارة العادية، على شكل سمن نباتي أو زبدة نباتية؛ لكن زيت النخيل ليس بحاجة للهدرجة، لأنه يحتوي، كما قلنا، جزءا صلبا بطبيعته.

حملة تقودها مجموعات فيس بك وأحزاب البيئة

تعرف هذه المكونات الصلبة في الزيوت بالأحماض الدهنية المشبعة، وهي تمثل 44% من زيت النخيل. لكن الإفراط في تناولها يسبب ترسبها على شكل صفائح كلسترول داخل الشرايين. ويؤدي تراكمها مع الزمن الى ارتفاع الضغط والتعرض للذبحة الصدرية والجلطة القلبية.

لكن المخاطر الصحية ليست السبب الوحيد لتعرض زيت النخيل للهجوم. فجماعات البيئة في الغرب تنظم حملات مكثفة ضد زيت النخيل لأن تزايد الطلب عليه عالميا يدفع بالشركات المنتجة الى حرق غابات أندونيسيا التي تحفل بأنواع فريدة من الحيوانات والنباتات. ومن أبرزها قرد الأورنج أوتان. وقد شنت المنظمة البيئية غير الحكومية غرين بيس أو السلام الأخضر حملة دعائية ضخمة ضد زيت النخيل. ومن ذلك مثلا دعاية تلفازية يظهر فيها موظف في مكتبه وهو يقضم لوح شوكولاتة. وفجأة ينبثق الدم من فمه، ليظهر لنا أن ما قضمه هو في الواقع اصبع قرد أورنج اوتان.

وقد رضخت شركة نستلة العملاقة لهذه الحملة فاعلنت أنها ستوقف شراء زيت النخيل المنتج من قطع الغابات. وأدت حملة أخرى قادتها مجموعات فيس بك على الانترنت بهدف مقاطعة زيت النخيل، للهدف نفسه، أي لحماية غابات أندونيسيا، الى اعلان بعض شركات الوجبات السريعة العالمية أنها لن تستخدم بعد الآن زيت النخيل في قلي منتجاتها.

ونورد أخيرا توصية صدرت مؤخرا عن مسؤول صحي في الإتحاد الأوروبي، بتخفيض استهلاك شوكولاته الدهن المحببة للأطفال، نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من زيت النخيل.

Ca M’interesse Dec. 2010
P 42

المستشفى البيئي، مستشفى المستقبل

حسام جميل مدانات

رغم أن شعار الأطباء هو العلاج وعدم إيقاع الأذى، إلا أن المستشفيات تُتهم بأنها تأتي في مقدمة المؤسسات غيرالبيئية. فهي شرهة في استهلاك الطاقة والمياه والمنظفات والمعقمات، ولكن الأهم من ذلك أنها تقذف في البيئة كميات كبيرة من المواد السامة أو المشعة أو الملوثة بمسببات الأمراض، ومنها مخلفات العمليات الجراحية والعينات المخبرية.

وقد تأسست في فرنسا لجنة تهدف إلى جعل المستشفيات صديقة للبيئة من مختلف النواحي، وتدعى لجنة التطوير المستدام للصحة. ويمضي رئيسها النشيط اولفييه توما جلّ وقته وهو يزور المستشفيات وينشر أفكاره ويسعى لتبنيها وتطبيقها فيها.

وقد بدأت ثمار حملته تظهر. فعدد من المستشفيات قد تبنى أسلوب فرز الفضلات وتصنيفها، واستخدام مصادر طاقة متجددة مثل ألواح الطاقة الشمسية لتسخين الماء أو لتوليد الكهرباء.


رفاه المريض أولوية قصوى

إن توفير الطاقة يصب في مصلحة المريض داخل المستشفى. فأجهزة تكييف الهواء مثلا تستهلك طاقة هائلة، وهي في الوقت نفسه مصدر لتلوث الهواء بمسببات الحساسية والميكروبات. وكبديل عن ذلك، فقد تبنى مستشفى أليس Ales الفرنسي الذي افتتح العام الحالي 2010 نظام تبريد باستخدام الماء البارد، على غرار أنابيب التدفئة المركزية. تركب هذه الأنابيب داخل الأرضيات والسطوح. وهي طريقة صحية نظيفة وأقل استهلاكا للطاقة. كما غطيت سطوح جدران المستشفى الداخلية بدهان لا يحتوي على مواد عضوية متطايرة، إذ تتهم بعض هذه المواد بأنها تسبب السرطان. ولا ننسى أن المرضى داخل المستشفى تكون أجسامهم ضعيفة بسبب المرض، وبالتالي فإنهم يكونون حساسين لأية ملوثات أو مواد سامة أو مسرطنة.

وينطبق الأمر نفسه على مواد التنظيف. فقد تبنى هذا المستشفى أسلوب التنظيف بواسطة البخار تحت الضغط العالي، ودون استخدام أية مواد كيماوية، وقد طبقت هذه الطريقة أيضا لتنظيف غرف العمليات وأجهزتها وتعقيمها.

وأوقفت بعض المستشفيات استخدام مواد تجميل كانت تقدمها المصانع المنتجة لها على سبيل الدعاية. فهي تحتوي مكونات مسرطنة، وخاصة المواد المسماة باربينات.

أطعمة عضوية وضوء طبيعي

قرر اتحاد المستشفيات في فينا، عاصمة النمسا أن يكون ما لا يقل عن ثلث المواد الغذائية المقدمة في مطاعم المستشفيات من المنتجات العضوية المنتجة بالطرق التقليدية الطبيعية، دون استخدام أسمدة كيماوية أو مبيدات حشرية. لكن المشكلة أن أسعار الأطعمة العضوية ما زالت مرتفعة نسبيا، مما يعيق انتشارها حاليا.

أما فيما يتعلق بالتوفير في استهلاك الأدوية والمواد الطبية عامة، فقد بدأت بعض المستشفيات بتبنّي أساليب الوخز بالإبر الصينية أو الاسترخاء لتخفيض استخدام مواد التخدير.

وفي اليابان، أنشأ جراح الأعصاب تكاهيرو ميدا عيادته من خشب الصنوبر، مما يرفع معنويات المرضى ويحفز حواسهم. واعتمد مركز غسل الكلى في مدينة بيارن الفرنسية أسلوب الإضاءة الطبيعية لغرف المرضى وغيرها، فانخفض استهلاك الكهرباء إلى النصف، وقد استجاب المرضى لذلك ايجابيا، فهم عادة يعانون من الإحباط واليأس نتيجة قضاء عدة ساعات أسبوعيا في عملية غسل الكلى، إلا أن الضوء الطبيعي قد خفض التوتر لديهم، وقل تناولهم للأدوية المهدئة، كما أن الروح المعنوية للعاملين أصبحت عالية وانعكس ذلك على حقيقة أن أي موظف لم يقدم استقالته أو يطلب النقل من المركز منذ 6 سنوات.

ماذا عن مستشفياتنا؟

نعلم أن الإقامة في المستشفيات أو حتى تلقي العلاج فيها، يحمّل المريض وذويه أو تأمينه الصحي تكاليف باهظة، وخاصة فيما يتعلق بالمستشفيات الخاصة. وتكون هذه الكلفة المفرطة عادة على حساب أولويات أخرى للمريض مثل نوعية طعامه أو تعليم أطفاله مما يسيء لصحته على المدى البعيد. ولا شك أن كلفة الطاقة والماء وغيرهما مهملة نسبيا مقارنة مع فاتورة المستشفى الكبيرة القيمة، سواء من وجهة نظر المستشفى أو المريض. ولعل هذا يفسر عدم اهتمام المستشفيات بإتباع وسائل لتوفير استهلاك الكهرباء والماء ومواد التنظيف والتعقيم وبالطبع دون التأثير سلبيا على مستوى الطاقة أو الصحة.

فمثلا نجد اللمبات مضاءة في غرف المرضى ليلا نهارا، وخاصة داخل حمامات غرف المرضى المغلقة، وكأن كبس الزر لإضاءة الحمام عند الحاجة يتطلب جهدا أو وقتا. وتجد نسبة كبيرة من تجهيزات الحمامات تسرّب الماء دون اتخاذ إجراء لصيانتها.

وتجد التدفئة في الشتاء مبالغا بها حيث يضطر المريض لإبقاء نوافذ غرفته مفتوحة، حتى في أيام الصقيع. وتجد أن نسبة النصف على الأقل من الفحوصات المخبرية التي تجرى للمريض ليس لها من هدف سوى تضخيم الفاتورة التي يدفعها المريض. وقد ساعد على تفاقم هذه الظاهرة توجه بعض المستشفيات لإعطاء نسبة من دخل المختبر إلى الأطباء المعنيين. وقد تجد الاستعمال المبالغ به وغير المبرر أحيانا للتصوير بالأشعة. وهي خطرة وقد تسبب السرطان.

ان عمليات جراحية عديدة تجرى لهدف واحد هو تحقيق الربح، وهذه ظاهرة عامة في مستشفيات العالم أجمع. وتجد الاستخدام غير المبرر لممرضات وممرضين وعاملين وافدين، رغم البطالة بين مواطنين يحملون مؤهلات مناسبة. إن أية تكاليف زائدة أو غير مبررة تمثل هدرا للموارد الوطنية وإضرارا بالبيئة، والتي تشمل الإنسان المواطن بالدرجة الأولى.

فهل لنا أن نحلم بإجراءات تضع قطاعنا الطبي على الطريق الصحيح؟


مجلة الصحة الفرنسية Sante'

السبت، 26 نوفمبر 2011

مروحة تنتج ماء الشرب

لا تقتصر فائدة المراوح على تحويل طاقة الريح إلى كهرباء. وإنما يمكنها أن تزودنا بالماء أيضاً. فقد صمم باحثون هولنديون مروحة تنتج 500 لتر أي نصف متر مكعب من الماء العذب يوميا.
ومصدر هذا الماء هو بخار الماء العالق في الهواء.

تستفيد المروحة من طاقة الريح لتحريك ضاغطة مرتبطة بدارة تبريد موضوعة على عمود المروحة، لتبريد الهواء المشفوط وبالتالي تكثيف محتواه من بخار الماء. ويجري شفط الهواء من أسفل العمود ليتكثف على جدرانه الداخلية ويسيل في خزان تجميع. ولا شك أن مثل هذا الابتكار مهم ومفيد في المناطق النائية البعيدة عن مصادر المياه وفي المنشآت الواقعة أو الصحراء مثل مراكز الشرطة في البادية أو محطات الأبحاث النائية.

Ca M’interesse Fev 2009

عدسات الماء تنقي المياه العادمة

عدسات الماء هي نوع من النباتات الطحلبية التي تعيش فوق سطح الماء. وقد تبين أنها قادرة على امتصاص أكثر من 85% من العناصر المعدنية المحتواة في الماء مثل الأمونيوم والفوسفات... باستثناء المعادن الثقيلة، والتي تقضي عليها. مما يعني أنها يمكن أن تستخدم في تنقية المياه العادمة بفعالية.

تتعايش عدسات الماء مع العديد من الكائنات الحية الدقيقة التي تكمل عملية تنقية المياه العادمة من خلال امتصاصها للمواد العضوية، حسب ما تقول آن ماري ستومب وفريقها من جامعة كرولينا الشمالية في الولايات المتحدة.
توفر هذه النباتات المائية فائدة أخرى هامة وهي إنتاجها العالي من النشا، والذي يمكن تخميره لتوليد الميثانول المستخدم كوقود حيوي بديل عن البنزين.


Science et Vie 6/2009

هل سينقرض الإنسان؟

بعد زلزال اليابان المدمر، والمد البحري الذي تلاه، وانهيار عدد من المفاعلات النووية وانتشار الإشعاع النووي مهددا سلامة الغذاء وصحة الناس والكائنات الحية بشكل عام. يُثار من جديد التساؤل الأزلي: هل الإنسان معرض للزوال؟

ساعة القيامة

هل سمعت بساعة القيامة المعلقة في جامعة شيكاغو؟ تدل عقارب الساعة حاليا على 11:54 الحادية عشرة وأربع وخمسين دقيقة. أي إذا اعتبرنا عمر البشرية على سطح الأرض 24 ساعة. فإن الزمن الباقي لنا يساوي 6 دقائق فقط.

صنعت هذه الساعة عام 1947، بعد سنتين من انتهاء الحرب العالمية الثانية. والتي ألقيت في أواخرها قنبلتان ذريتان على هيروشيما ونغزاكي في اليابان. ويعدل وضع عقربا هذه الساعة حسب المخاطر الذرية والتقنية والبيئية التي تهدد استمرار حياة البشر.

هذه الساعة مجرد رمز يذكرنا بأن وجود البشر قد لا يكون للأبد. وهو أمر ورد في معظم الديانات، إن لم يكن جميعها، والتي تتحدث عن يوم القيامة. وقد صرح الفيزيائي الشهير ستيفن هوكنغ، مؤخرا بأن الإنسان إذا رغب في أن لا ينقرض عليه أن يستعمر الفضاء خلال القرنين القادمين. فما هي مصادر الأخطار الكارثية التي قد تنهي حياتنا على هذه الأرض. تعرض مجلة " هذا يهمني" الفرنسية في عددها رقم 357 لشهر 11/2010 سبعة مخاطر محتملة قد تقضي أي منها على ملايين البشر. وهذا لا يستثني ظهور أخطار كارثية محتملة أخرى، في أية لحظة، لكن الإنسان ، على الأغلب، سيتمكن من المقاومة والتأقلم مع الظروف المستجدة وإصلاح الأضرار مهما كان حجمها.

7 مشهديات كارثية

1- نيزك ضخم يصدم الأرض
في نيسان 2009 ، اقترب الكويكب أبوفيس من الأرض ومر على بعد يقل قليلا عن 30000 كم منها. وهو سيقترب منا ثانية عام 2036، ويعطي الفلكيون احتمالا قدره 45000:1 لاصطدامه بالأرض عندئذ. يبلغ قطر هذا الكويكب 300م. وهو ليس بالحجم الكافي لتدمير الحياة الأرضية. إذ أن ذلك يتطلب قطرا لا يقل عن1كم. ولسوء الحظ، فإننا لا نعرف بعد جميع كويكبات المجموعة الشمسية والتي تمثل خطرا محتملا علينا. وعلى أية حال، فإن العلماء يستعدون لمواجهة مثل هذا الاحتمال عن طريق ارسال مركبة فضائية أو أكثر لتفجر قنابل نووية قرب الكويكب إذا تبين أنه يهدد الأرض مما سيحرفه عن مساره ليتجه بعيدا عن الأرض.
2- إذا سخنت الأرض 6,5 درجة س مع نهاية هذا القرن، وهذا محتمل، فإن العواقب ستكون وخيمة. سيرتفع مستوى سطح المحيطات نحو 1,9م بسبب ذوبان جليد القطبين، وسيعاني ثلاثة مليارات انسان من الظمأ. وهذا سيدفع الكثيرين للهجرة. وستعاني الزراعة وبعض المحاصيل بشكل خاص، ويتوقع أنه مع حلول عام 2080 سينقص انتاج القمح في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية بمقدار الثلث.

3- التناقص المستمر للمواليد ولعدد السكان
تعاني بعض الدول المتقدمة من تناقص عدد السكان بسبب قلة المواليد. فمعدل المواليد للمرأة اليابانية مثلا حاليا يساوي 1,2 مولودا لكل إمرأة. وهذا يعني أن نسبة العجائز تتزايد. ولا شك أنه يمكن تعميم هذه الظاهرة على الطبقات الميسورة في الدول النامية. فالأغنياء أقل أطفالا بشكل عام . ونلاحظ تنامي ظاهرة العزوف عن الزواج، في الدول المتقدمة والنامية على السواء.
تقدر هيئة الأمم المتحدة أن عدد سكان العالم سيبلغ أقصاه عام 2050. ليصل الى 9 مليارات. ثم يبدأ بالتناقص بمعدل 30% من جيل الى آخر. وإذا استمر التناقص بهذا المعدل فسيفنى البشر عام 2400. لكن هذا مستبعد بالطبع لأن التناقص لا يمكن أن يستمر بالمنوال نفسه.

4- الحرب النووية تسبب مجاعة خطيرة
يوجد في العالم حاليا نحو 2400 قنبلة نووية. فإذا نشبت الحرب النووية، فإن أخطارها لن تقتصر على الإصابات المباشرة. إذا أن الغلاف الجوي للأرض سيتغطى بمئة وخمسين مليون طن من الرماد والدخان، مما يحجب 70% من أشعة الشمس. ويحصل ما يطلق عليه اسم الشتاء النووي، فتنخفض درجة الحرارة بمعدل 8 درجات س ويحصل عجز غذائي في العالم فتنشب الحروب في صراع على موارد الطعام الشحيحة.
وإذا انفجر عدد من المفاعلات النووية التي تولد الكهرباء، وعددها في العالم حاليا 441، فإن هذا سينتج اشعاعات نووية تلوث الانتاج الزراعي وتسبب الأمراض لمن يتعرض اليها. وهذا مانخشاه حاليا بعد انصهار قلب مفاعلين في اليابان.

5- انفجار بركاني في يلوستون قد يمحو الولايات المتحدة . قبل 65 مليون سنة، حصلت انفجارات بركانية هائلة في الهند، فغطت منطقة مساحتها نصف مليون كم² ( ستة أمثال مساحة الأردن) بطبقة من الصخور البركانية سمكها 2400 م. وكانت هذه الحادثة أحد أسباب انقراض الديناصورات عن سطح الأرض، إضافة الى سبب آخر هو اصطدام نيزك ضخم بالأرض في الفترة نفسها. وقبل 640000 سنة. قذفت فوهة بركان يلوستون ( الحجر الأصفر) في أمريكا الشمالية نحو ألف كم³ من اللافة التي غطت كامل جنوب شرق الولايات المتحدة. ورغم استبعاد ثوران هذا البركان حاليا، فلا شيء يمنع انفجاره بعنف يوما ما، ليدمر الولايات المتحدة ، أو أجزاء كبيرة منها.



6- فيروس الانفلونزا المتحور يقتل الملايين.
تعمل وسائل المواصلات الحالية على نقل أي فيروس عبر العالم خلال ساعات. ولا شيء يمنع الظهور المفاجىء لطفرات جينية تجعل فيروس الانفلونزا بشكل خاص قاتلا وصعب المقاومة. وكانت الإنفلونزا الإسبانية قد قتلت الملايين بعد الحرب العالمية الأولى. كما عانى العالم خلال السنوات القليلة الماضية من رعب انفلونزا الطيور ثم انفلونزا الخنازير . وقد يظهر فجأة فيروس جديد تصعب مقاومته ، فيقضي على ملايين البشر.

7- بشر المستقبل : بشر آليون
قد لا يكون هذا محض خيال علمي. إذ تتزايد المؤشرات على أنه قد يخلفنا على الأرض كائنات هجينة ومختلطة من البشر والرابوطات. ويسعى خبراء الذكاء الاصطناعي بالفعل حاليا الى مزج الانسان مع الآلة الذكية لانتاج كائنات متفوقة تتمتع بذكاء الانسان وقدرات الحاسوب. هذه الكائنات قد تحل محل البشر لأنها ستكون أقدر على مواجهة ظروف المستقبل الصعبة. أي أن ظهورها يعني بدء النهاية للبشر الحاليين.

Ca m'interesse

من التجارب العالمية في الادارة الحديثة للسير :نحــو ادارة سيـر فعالــة`

حسام جميل مدانات

في يوم السبت ، الثاني من آب 1975 ، شهد الطريق الوطني رقم 10 بين باريس وبايون في فرنسا توقفا كاملا لحركة السير شمل (60000) ستين الف سيارة وعلى امتداد (600) كم . بعد عام واحد من هذه الأزمة الخانقة أطلقت فرنسا خدمة معلومات الطرق المسماة ( بيزون فوتيه ) أو " الثور الداهية " . وكان هدف هذه الخدمة تقديم المعلومات اللازمة للسائقين لتجهيز رحلاتهم على احسن وجه ، وخاصة عند الانطلاق الكبير نحو الجنوب ، في بداية موسم العطلات الصيفية . فينصح السائقون بأنسب الاوقات لبدء الرحلة ، وبالطرق البديلة حتى لا يعلقوا بأزمات السير في الطرق الرئيسية. وتستخدم كافة وسائل الاعلام لنشر هذه المعلومات .
ظهرت ثمار هذه الخدمة فورا. ففي يوم السبت 31 تموز 2006 انخفض مقدار الوقت الضائع في " جلطات " السير بنسبة 73% مقارنة بما كان عليه الوضع قبل سنة .

ادارة سير ديناميكية – أحدث التقنيات لادارة السير
منذ عام 1999 ، ومع انشاء النظام المعلوماتي سيريوس (Sirius) ، أصبحت ادارة السير في فرنسا تعتمد بشكل متزايد على التقنيات المحوسبة والرقمية والادارة التلقائية أو الاتوماتيكية . وذلك يشمل جميع المناحي والمراحل ، من جمع البيانات وحتى تقديم المعلومات للمستخدمين . تقوم بهذه المهمة 7 مراكز موزعة في مختلف انحاء فرنسا ، وترسل بياناتها الى المركز الرئيسي المسؤول عن نظام " الثور الداهية " . يتم جمع البيانات بمختلف الطرق والتقنيات المتاحة : كمرات فيديو للمراقبة ( نحو 800 كمرة في المنطقة الباريسية ) ، اضافة الى نظام المجسات المزروعة على عمق 7سم من سطح الطريق وعددها أكثر من (6000) مجس في المنطقة الباريسية وحدها . تفصل بين كل مجسين متتاليين مسافة 500 متر .
يشكل كل مجس مجالا مغنطيسيا ، وعند مرور سيارة فوق المجس فانه يدرك مختلف مواصفات السيارة : السرعة ، وزنها ، حجمها وحتى شكلها . ترسل هذه البيانات فورا نحو مركز قريب ، حيث تحلل قبل أن تنقل الى حاسوب مركزي في ادارة السير الرئيسية . وتغطي هذه المجسات والكمرات حاليا 2500 كم من الطرق الرئيسية ويخطط لمضاعفتها بحلول عام 2013 .
تستخدم اللوحات أو الشاشات الالكترونية المتغيرة على الطرق لعرض المعلومات حول حالة السير وحول أية أشغال أو حفريات تتعرض لها الطريق ، والتحويلات وأية حوادث على الطريق ومستوى التلوث وأية ظروف طقس استثنائية كالضباب أو الجليد ... الخ .
تغذى هذه اللوحات بالمعلومات كل 20 ثانية ، ويقدر انها تساهم بتخفيض مستوى الاختناق المروري بنسبة 5% . كما يستخدم نظام التوقيع العالمي ( بواسطة التوابع الفضائية ) جبس (GPS) لتقديم معلومات تحدّث مرة كل 3 دقائق .
تطبق الادارة الدينامية ( الديناميكية ) أو المرنة للسير باستخدام مختلف الوسائل المتاحة ، وذلك حسب كثافة السير في أي منطقة وفي أي اتجاه . فيمكن مثلا تغيير اتجاه السير في الشوارع ذات الاتجاه الواحد حسب الظروف ، أو تعديل السرعة المسموحة لضمان انسياب مثالي للسير .
وفي تجربة طبقت في جنوب فرنسا ( بين فيَن وأورنج ) منذ عام 2004 ، خففت السرعة القصوى من 130 الى 110 كم/ ساعة على السراط ( الطريق السريع ) فقلت الحوادث بنسبة 20 – 40% . ونتيجة لذلك انخفض اختناق السير بنسبة 15% أي ما يعادل توفير 200000 ساعة على السائقين-لأن كل حادث سير يسبب اغلاقا جزئيا أو كليا للطريق وبالتالي تعطل السيروساعات ضائعة على السيارات المتواجدة على الطريق- ( العبرة من ذلك : اذا ابطأت فانك تصل أسرع !).


العلم والحياة الفرنسية آب 2007


لمحة تاريخية عن أنظمة السير

في عام 1539 صدر مرسوم ملكي في فرنسا لتنظيم سير عربات الخيل وغيرها في شوارع المدن . منع المرسوم التجاوز أو الدوران للآتجاه المعاكس . وكلفت شرطة السير بتطبيق هذا المرسوم .
لم تظهر الاشارات الضوئية لتنظيم السير الا عام 1868،وكان ذلك في لندن على شكل مصباح يعمل على الغاز ويحمله شرطي . واعتمدت باريس نظاما يشمل قرصين: أحمر وأبيض يبدل بينهما يدويا .
في 5 آب 1914 نصبت اول اشارة مرور كهربائية في مدينة كليفلاند الامريكية . كانت الاشارة تتضمن لونين فقط أحمر وأخضر اضافة الى منبه صوتي . وكان يفترض في العربات والسيارات ان تتوقف بمجرد تحول الأخضر الى الأحمر ، مما كان يسبب حوادث ومشاكل بسبب التوقف المفاجئ . وكان الحل ادخال لون ثالث ، برتقالي، وتم ذلك عام 1923 في تنيسي/ الولايات المتحدة .
بدا بث معلومات السير في فرنسا عام 1958. عندما كان العمال الباريسيون يخرجون من باريس للنزهة يوم عطلتهم ، الأحد ، الى غابة فنتين بلو المجاورة . وعند عودتهم مساء، في نفس الوقت تقريبا، كانت الطرق تختنق وتتوقف حركة السير . فبادرت اذاعة فرنسا ( فرانس أنتير ) بالتعاون مع الشرطة الى مراقبة حركة السير وبث المعلومات الى شرطة المرور. ثم انشئ المركز الوطني لمعلومات الطرق عام 1968 وتبعه انشاء سبعة مراكز اقليمية تبث بياناتها نحو المركز الوطني .
عن "العلم والحياة" الفرنسية

أنجع الوسائل في معاقبة الأوائل ... وعائلاتهم

حسام جميل مدانات

تلقى أبو سالم تهاني الأقارب والأصدقاء بنجاح ابنه باسل في التوجيهي، وبحصوله على علامة عالية، 95%. لكن مشاعر السعادة لديه كادت تقضي عليها أحاسيس غامضة بالقلق. فابنه لا يخفي طموحه بدراسة الطب. وبهذا المعدل "المنخفض"، فانه فقد كل أمل في أن يقبل بالرسوم العادية، أي بالبرنامج النظامي. والبديل هو البرنامج الموازي.

كان أبو سالم قد تقاعد لتوه بعد أن منح الدرجة الخاصة، بعد 40 سنة من الخدمة الحكومية ، لكن صافي راتبه التقاعدي لا يتجاوز 500 دينار، وعليه أن يدفع منه الأقساط الجامعية " النظامية" لابنه الأكبر وأقساط البرنامج الموازي في الطب وهي 2800 دينار في الفصل الواحد، أي نحو 700 دينار شهريا. ومما جعل هذا الوضع المستحيل أكثر استحالة، أن أبا سالم لم يكن يملك أية عقارات موروثة أو مكتسبة يمكنه بيعها أو رهنها. وهل يمكن أن يجد بنكا يقبل أن يمنحه قرضا أو قروضا يبلغ مجملها نحو سبعين ألف دينار عدا فوائدها، وأن يبدأ تسديدها بعد ست أو سبع سنوات؟ لكن بما أن شعبنا يؤمن بالمثل القائل أن الزواج والعمار والدراسة ميسرة.. ف... ربك بيسرها.

بدأ أبو سالم مساعيه للحصول على مكرمة أو منحة أو قرض، بين آلاف المنح التي أعلنت عنها وزارة التعليم العالي، ليكتشف أمرا طريفا: انه يمنع منح من يدرسون الطب بالبرنامج الموازي أية بعثات أو منح أو قروض! والحل: أن يستغل كل دقيقة من وقته في اي عمل يدر بضعة دراهم. خطر ببال أبي سالم المثل الانجليزي، "الحياة تبدأ في الستين"، فالمتقاعد لديهم يستطيع أن يبدأ الاستمتاع بحياته كما يريد، وهو لايتحمل مسؤولية التعليم الجامعي لأولاده، أو يقلق بشأن تأمينه الصحي أو راتبه التقاعدي. ولكن بالنسبة لأبي سالم فإن عهد العبودية والشقاء قد بدأ في الستين.



بدأ أبو سالم رحلة تقشف في منزله، خبز وزيت وزعتر على الفطور، وعلى الغداء، وعلى العشاء. ثم اختفى الزيت والزعتر ليبقى الخبز الحاف. وليصبح كل ما عدا ذلك من الكماليات. وأصبح التساؤل الملح يدور في رأسه على الدوام، هل أستحق هذه الأشغال الشاقة؟ هل يستحق المواطن الأردني هذه البهدلة؟ هل يستحق الموظف الحكومي وعائلته هذه المعاناة؟ ما الذي يحدث في الأردن؟ وحتى متى يعاني طالبنا المتفوق والمتميز من هذا النهب؟ ولعل هذا الشعور هو الذي تبلور لدى أبنائنا الطلبة من خلال تلك الحركة التي أطلقت على نفسها اسم "ذبحتونا".

طوال عشرات السنين من عمر الأردن الحديث، كان أوائل الطلبة يحصلون على بعثات جامعية، تتحملها الحكومة أو تحصل عليها من دول أخرى، أو توفرها الأحزاب السياسية، وبهذه الطريقة بني الأردن المثقف والغني بشبابه الجامعي من مختلف التخصصات، الذين عوضوا وطنهم عن نقص موارده، وعملوا في الغربة ليرفدوا بلدهم بتحويلات مالية سخية.

إن الدراسة الجامعية مجانية أو شبه مجانية في معظم الدول العربية لمواطني الدولة، وفي بعضها لكافة الطلبة، المواطنين والوافدين على السواء. والدراسة الجامعية مجانية في فرنسا وفي المانيا ... والمضحك المبكي في قصة البرنامج الموازي، لدراسة الطب بشكل خاص، أنه قد أصبح عمليا هو البرنامج الوحيد: يقبل 10% أو 20% من الطلبة، عن العين، حسب البرنامج النظامي، ورسومه ليست بسيطة. ويقبل معظم الطلبة على البرنامج الموازي، ورسومه 150 دينارا للساعة المعتمدة؛ أو ضمن البرنامج الدولي ورسومه 200 دينار للساعة. وبالطبع يضاف لرسوم الساعات المعتمدة عدة بنود مفتعلة لا يستفيد معظم الطلبة منها: رسوم حاسوب، مكتبة، تأمين صحي، نشاطات طلابية، مطبوعات،الخ.

حتى لا تزيد الهوة بين الأطباء والمجتمع

يراقب باسل الوضع المأساوي الذي جر عائلته اليه، وتتراكم المرارة في قلبه، مرارة تجاه جامعته، وتجاه الحكومة الرشيدة، ومرارة تجاه الوطن الذي دمر والده وعائلته.

يقرأ باسل ويسمع عن الشجارات والمشكلات التي تحصل باستمرار بين الأطباء والمرضى ومرافقيهم، وبدأ يستنتج أحد أسباب هذه الهوة التي تتوسع يوما بعد يوم بين المواطن والطبيب. هذا الطبيب الذي سلخه الوطن وجلده وجلد عائلته خلال دراسته الجامعية. وهي الدراسة الأطول زمنا والأصعب والأكثف مواد. ولا نبالغ أن قلنا أن حجم المادة التي يدرسها طالب الطب خلال سنة واحدة يعادل ما يدرسه بعض التخصصات الجامعية في السنوات الأربع مجتمعة. هذا عدا عن مستوى الصعوبة والتعقيد فيها.

وكأن سنوات العذاب الدراسي والمالي لا تكفي بحد ذاتها، فنجد أن خريج الطب يجب أن يداوم سنة كطبيب مقيم وبراتب الكفاف. وإذا أراد التخصص فعليه قضاء بضع سنوات أخرى في جامعة أجنبية غالبا..

هذا عدا عن السيف المسلط على رأس طالب الطب (في بعض جامعاتنا على الأقل)، إذ أن رسوبه في مادة واحدة يعني إعادته السنة كاملة!؟

إذا كانت الحكومة وإدارة الجامعات تعتقد أننا لا نحتاج الأطباء، أو لا نريد لطلبتنا المتميزين أن يدرسوا الطب، وأننا لسنا بحاجة لأطباء جيدين، فان عواقب ذلك ستكون خطيرة وسيئة وستقع على رأس كل واحد منا.

الضباب لاطفاء حرائق الانفاق

- المجلة الثقافية- العدد 59
في 18 تشرين الثاني 1996م شب حريق هائل في نفق بحر المانش الذي يربط فرنسا ببريطانيا، ورغم عدم وقوع ضحايا، الا ان الاضرار المادية كانت ضخمة لدرجة ان النفق بقي مغلقا طوال ستة شهور. في ذلك الحين كانت الطريقة المعتمدة لمواجهة الحريق الذي ينشب في قطار، لا تتطلب ايقاف القطار، وانما يكافح الحريق في موقع جانبي مخصص للطواريء، ويُمنع انتشاره بفضل ابواب مقاومة للنار بين العربات.
لكن الحريق الذي نشب في ذلك اليوم من عام 1996م اضطرم واشتد كثيرا بسبب حركة القطار، وبسب نظام التهوية داخل النفق. ثم تدخّل نظام امان آخر تدخلا تلقائيا، وهو نظام هدفه منع خروج القطار عن السكة، فاوقف القطار المشتعل داخل النفق. وهكذا، فان ما حصل كان طريفا، فنظاما الطواريء اللذان جرى تفعيلهما تلقائيا كان لهما نتائج متعارضة : الاول يفترض استمرار القطار في الحركة، والثاني يجبره على الوقوف.
العبرة التي يمكن استخلاصها من هذه الحادثة ان انظمة وخطط الامان في حالة الطواريء يجب ان تنسجم ضمن منطق شمولي واحد. وبالفعل اصبح الاجراء المعتمد حاليا هو ايقاف القطار اذا حصل حريق، واطفاء الحريق في الموقع داخل النفق. لكن هذا يفترض ان يحمل القطار وسائل الاطفاء التي سيحتاجها في حالة الطواريء، وهذه مشكلة في حد ذاتها : فنظام الاطفاء برشاشات الماء يتطلب كمية كبيرة يستحيل تحميلها على الدوام في القطار، كما ان انظمة الاطفاء الغازية لا تصلح ايضا.
وكان الحل ابتكار نظام جديد يمكن تسميته مكونات الضباب المطفئة للحريق، وقد تبنته مؤسسة يوروتنل Eurotunnel الفرنسية ويجري تطويره حاليا وتجربته على احد القطارات.
ستزوّد كل عربة في القطار بنحو سبعين بخاخا، وفي حال اندلاع حريق، تعمل مجسات حساسة للاشعة تحت الحمراء الحرارية على تشغيل نظام الاطفاء فورا، فتطلق البخاخات رذاذا من قطيرات ماء دقيقة قطرها عشرة ميكرونات، فيتشكل ضباب اصطناعي يتميز بسطح تبادل حراري يعادل مئة ضعفه في حالة رشاشات الماء التقليدية (لكمية الماء المستخدمة نفسها) ، فتنخفض درجة الحرارة سريعا. كما ان الضباب يعزل الاكسجين عن الحريق ويسرّع في اطفائه. وهكذا، سيوجد في كل قطار عربة تحمل المضخات وخزان ماء حجمه 30 مترا مكعبا مما يسمح باستخدام النظام مدة نصف ساعة وهي فترة كافية لاطفاء الحريق.
هذا وتوضح الارقام الآتية حجم الحركة داخل نفق المانش ومدى خطورة اي حريق يحصل فيه:
افتتح النفق عام 1994م ويصل بين فرنسا وبريطانيا، وهو بطول 50 كم، منها 39 كم تحت المانش، ليكون بذلك اطول نفق تحت الماء في العالم. وقد مرّ عبر النفق عام 2001م نحو سبعة ملايين مسافر، اضافة الى 2.5 مليون طن من البضائع، وتشغّل مؤسسة يوروتنل التي تشرف على النفق 3600 مستخدما.

قريبا ... قراءة افكار المجرمين!

- المجلة الثقافية- العدد 59
لعل ذروة الكفاح ضد الجريمة في المجتمع هي في تفادي وقوعها. اي منعها قيل ان تحصل، وتدل الانجازات الحديثة في علوم الاعصاب، وفي التصوير الدماغي ان هذا الهدف لم يعد بعيد التحقيق. ومن الناحية النظرية لا شيء يمنعنا من الامل ان نتمكن من تحويل افكارنا الى صور على الورق!
في 17 آب 2002م، نشرت صحيفة واشنطن تايمز خبرا مفاده ان كالة الفضاء الامريكية/ ناسا تخطط لفحص وكشف افكار المسافرين في المطارات للتعرف على اي ارهابيين محتملين.
وتتمثل التكنولوجيا في التصوير الدماغي الكهربائي والتصوير الكهربائي للقلب عن بعد لالتقاط الاشارات الكهربائية التي يبثها الدماغ والقلب. وتكشف هذه الاشارات عن اي توتر مفرط لدى الشخص مما قد يدل على افكار اجرامية. وقد اقترحت ناسا بالفعل على احدى شركات الطيران الاميركية ان تستخدم هذا النظام. لكن منظمات الدفاع عن الحريات الشخصبة سارعت بالرد،لان من الخطورة بمكان ان تحاسب الناس على افكارهم، وهي مجرد افكار، وان ياخذ القانون بمبدأ التجريم قبل ارتكاب الجرم.
لكن رغم كل شيء، فان التطورات التكنولوجية الهادفة الى كشف الافكار قد تحققت، كما ان الشرطة في عدة دول تخطط لاستخدامها.
يسمح التصوير الدماغي بمتابعة نشاط الدماغ... عضو التفكير عند الانسان. وقد تطورت هذه التكنولوجيا الى درحة تسمح لنا بتوقع تحقيق عدة انجازات : تحويل افكار المشتبه به الى صورة على شاشة او على الورق. ومعرفة الافكار والنوايا الاجرامية قبل تنفيذها، والبحث في خبايا الدماغ لمساعدة الشخص على التذكر.
منذ عام 1983م، ونتيجة لابحاث بنجامين لبت من جامعة كاليفورنيا، يجري تسجيل الامواج البطيئة التي يبثها الدماغ قبل بضعة اعشار من الثانية من حصول النية الواعية لتنفيذ فكرة معينة، اي قبل ان يعرف الشخص انه سيفعل ذلك. وتسجّل هذه الامواج بواسطة التصوير الدماغي الكهربائي!
وربما نتوصل يوما ما الى تقدير احتمال انتقال الشخص الى تنفيذ افكاره العدوانية، وذلك بعد فحص الموجات الدماغية، لكن تكنولوجيا تحليل هذه الموجات ما زالت في بدايتها ولا يمكن عزلها وتحليلها فور تسجيلها. كما ان الفترة الزمنية الفاصلة بين تسجيلها وتنفيذها فعليا قصيرة جدا ولا تكفي لاتخاذ الاجراء اللازم لمنع الشخص من تنفيذها.
اما امكانية تحويل الافكار الى صور مرئية فانها تبدو غير مستحيلة على المدى الطويل، اي خلال عدة سنوات، بشرط تحقيق تقدم في معرفتنا لكيفية عمل الدماغ وكيف يخزن المعلومات ويعالجها. وهذا هو مجال ابحاث علوم الاعصاب الفكرية. ومما يعيق التقدم في هذا المجال قصور تكنولوجيات القياس الدماغي، وجهلنا بمواقع الأنشطة الدماغية المتنوعة، رغم ان العلماء قد ميزوا مثلا مواقع محددة في الدماغ مسؤولة عن انشطة نفسية اوذهنية رئيسية، مثل الاحساس العاطفي او تمييز وجه شخص. وقد لوحظ ان هذه المواقع تنشط عندما يقوم الشخص بالمهمام المرتبطة بها.
ويساعد في قياس نشاط هذه الاجزاء الدماغية استخدام تكنولوجيات الرنين المغناطيسي والتصوير الطبقي، اضافة الى التصوير الكهربائي. كما ان اسلوب زرع اقطاب كهربائية في الدماغ يُستخدم لقياس نشاط مناطق معينة منه او بعض العصبونات، وذلك فقط لأغراض علاجية. وتبقى الحاجة كبيرة الى تطوير وسائل فحص وتحليل ذات ميز كبير (قدرات تمييز مكاني وزمني على مستوى الوحدات العصبية).
اما الوسائل الحالية فانها تكشف مثلا عن نشاط زائد في منطقة تمييز الوجوه مما يدل على ان الشخص يفكر في وجه معين لكن دون ان نستطيع معرفة شخصية ذلك الوجه.
تذكر اخيرا ان الاتحاد الاميركي للحريات المدنية يقدّر ان السلطات الاميركية تجري اكثر من مليون فحص لكشف الكذب كل عام. وتهدف السلطات لاستخدام تكنولوجيا اخرى جديدة تُدعى كشف بصمات الدماغ Brain fingerprinting التي كُثّفت الابحاث حولها بعد احداث الحادي عشر من ايلول، وكان قد طورها علماء نفس في جامعة ألينوي بناء على طلب وكالة الاستخبارات الأميركية CIA. وهدفها تحديد مدى معرفة المشتبه به لمعلومة معينة يفترض فيه ان يجهلها مثل : اسم عميل سري او معلومة معينة حول جريمة. اما مبدأ عملها فهو ان الدماغ ينشط عندما يسمع الشخص معلومة يعرفها او تعني لديه شيئا مهما، ويقاس هذا النشاط بواسطة التصوير الكهربائي للدماغ.

أول استغلال فعلي للحرارة الجوفية

(
(المجلة الثقافية- عدد مزدوج 64/65)


بدأ في شباط 2005 أول استغلال على المستوى الصناعي للطاقة الجوفية وذلك في منطقة الألزاس الفرنسية.

فما تفاصيل هذا المشروع الجريء؟
وما الآفاق التي يفتحها للاستفادة من هذه الطاقة المتجددة؟
لا شك ان البراكين تقدم دليلا قاطعا على ان جوف كوكبنا الارضي ليس باردا مثل قشرته. ويكفي ان نخترق سطح الارض حتى عمق 45 كيلومترا لنجد ان درجة الحرارة تبلغ نحو 1000 درجة سلسيوس. لكن مصدر الطاقة الهائل هذا ما زال غير مستغل، الا ما ندر. والواقع انه لم تنفذ حتى الآن اية مشاريع كبرى لاستخلاص الطاقة الحرارية الجوفية وتحويلها الى طاقة كيميائية بكمية كبيرة. ومن هنا تأتي أهمية هذه التجربة التي طبقت مع بداية هذا العام قرب بلدة سلتز-سو-فوريه في منطقة الألزاس الفرنسية، وقد تعاونت في انجاز هذا المشروع مؤسسات فرنسية وألمانية وسويسرية ونرويجية وايطالية.

ولم يتم اختيار هذه المنطقة عشوائيا، اذ الواقع أن الألزاس تتصف بقشرة ارضية مشققة ودافئة. وترتفع الحرارة الى 200 درجة على عمق 5000 متر. واذا تيسر استخلاص هذه الطاقة فمن الممكن تزويد خمسة عشر ألف منزل بالكهرباء لفترة عشرين سنة او اكثر.

من الناحية النظرية، وعلى الورق، يبدو المشروع سهلا. فهو يتضمن حقن الماء تحت ضغط كبير (150 ضعف الضغط الجوي) داخل بئر عمقه 5100 متر. عند هذا العمق يندفع الماء عبر شقوق الصخور ويتخللها ليسخن ثم يصعد ليصل السطح على درجة 180 عبر بئرين آخرين. وعندئذ تنقل هذه الطاقة الحرارية الى محطة توليد الكهرباء، فيبرد الماء الى 100 درجة ويعاد ضخه ثانية الى جوف الأرض.

أما من الناحية العملية، فان المشروع لا يخلو من الصعوبات.

اذ يجب أولا التوصل الى جعل دورة الماء المحقون والخارج محكمة الاغلاق لتفادي فقد الطاقة وانخفاض الكفاءة.

ويجب ايضا تعرف طبيعة الشقوق الجوفية وكيفية توزيعها.

ففي تجارب سابقة غير موفقة تسببت صفات الصخور والشقوق الجوفية غير الملائمة في فشل التجربة، وقد حصل هذا في مشروع فنتُن هل في امريكا، اذ كانت الصخور شديدة المقاومة وأعاقت حركة الماء مما جعل ضخ الماء يستهلك طاقة أكبر من تلك المستفادة منه.

أما في روز منوز في انجلترا، فقد حصل العكس، اذ كانت الشقوق واسعة ومنفتحة كثيرا مما جعل الماء يتحرك عبرها بسرعة ويخرج قبل ان يسخن الى الدرجة المطلوبة.

وهكذا كان على الفريق المكلف بتصميم المشروع وتنفيذه اجراء دراسة مكثفة وفحوص وتجارب دامت ثماني عشرة سنة، قبل بدء التطبيق الفعلي في شباط 2005. واذا نجحت التجربة، فان انتاج الكهرباء تجاريا قد يبدأ في منتصف عام 2006 بقدرة 6 ميغاواط.
ولن تكون هذه سوى البداية لمشاريع مشابهة على مستوى العالم.

ما سر الحمام الزاجل؟

(
(المجلة الثقافية- عدد مزدوج 64/65)


قبل تطور وسائل الاتصال الحديثة، كان الحمام الزاجل من الطرق السريعة الفعالة لنقل الرسائل عبر مئات الكيلو مترات، فكيف كان هذا الحمام يحدد طريقه ويصل الى وجهته الصحيحة؟

منذ أربعينات القرن الماضي كشفت دراسات علماء الطيور عن وجود آليتين تساعدان الحمامة الزاجلة على العودة الى بيتها دون خطأ. أولاهما تحديد الاتجاه الرئيسي، كما يفعل الملاح عندما يستخدم البوصلة، والثانية لتحديد الموقع بدقة بالاستعانة بمعالم واضحة، مثلما تحدد موقعك مستعينا بالخريطة.

تحدد الحمامة الاتجاه الرئيسي بفضل الشمس والمغناطيسية الأرضية. أما المعالم التي تساعدها على تحديد موقع بيتها فهي دلائل بصرية وسمعية وشمية معا.

تمكن الانسان من ترويض الحمام واستئناسه منذ آلاف السنين، ويتميز الحمام الزاجل بارتباطه الوثيق ببيته. واذا أطلق على مسافة كبيرة من بيته فانه يعود غالبا اليه حتى لو بلغت المسافة مئات الكيلومترات. لكن لوحظ انه يجد صعوبة في العودة لبيته اذا كانت السماء مغطاة بالغيوم، مما يدل على أهمية الشمس لتحديد اتجاهه.

افترض العلماء ان الحمام الزاجل يقدر موضعه اعتمادا على ميل الشمس، آخذا بالحسبان الساعة والتاريخ اللذين يعتمد عليهما ميل أشعة الشمس في لحظة معينة. لكن مثل هذه الآلية تفترض توفر حس دقيق بالزمن لدى الحمام. وبالفعل فان الحمامة تعدل اتجاهها بالنسبة للشمس حسب الساعة. فهي تمتلك ساعة داخلية حيوية مرتبطة بتعاقب الليل والنهار وطول كل منهما، بالنسبة للآخر، حسب اليوم والفصل من السنة.

ويمكن التلاعب بهذه الساعة الحيوية، تقديمها أو تأخيرها، عن طريق تعريض الحمامة لضوء اصطناعي قوي يطيل النهار أو يقصره.

وفي هذه الحالة، عند اطلاق الحمامة على مسافة كبيرة من بيتها، فانها تتخذ اتجاها خاطئا.

لكنها غالبا ما تصحح اتجاهها فيما بعد، مما يدفع للاعتقاد بأن الشمس لا تفيدها الا في اعطائها مؤشرا على الاتجاه بشكل عام وليس في حساب موقعها الجغرافي (خط الطول والعرض) بدقة. ومن ثم فانها تستعين بعناصر أخرى لتصحيح توجيهها. فهي مثلا تقارن اتجاه وموقع الشمال المغناطيسي في موقعها الحالي بموقع الشمال المغناطيسي بالنسبة لبيتها.

ويدعم هذه النظرية اكتشاف، تم عام 1979، لكتل من أكسيد الحديد المغنطيسي داخل رأس الحمامة، بين دماغها والجمجمة. ةتعمل هذه البلورات الصغيرة عمل البوصلة في توجيه الحمامة الزاجلة.

أما الآلية الثانية المتمثلة في تحديد الموقع بدقة فتتضمن استعانة الحمامة بجميع حواسها. وتدل التجارب على انها ترسم لنفسها خريطة لرائحة بيتها وتربط بها الروائح التي تحملها الريح لأنفها. وعند اطلاقها على مبعدة من بيتها، فانها تبدو قادرة على اتباع تسلسل تلك الروائح. وعندما جرى التلاعب بحاسة الشم لديها، مثلا عن طريق اشباع فتحتي الانف بروائح قوية، فانها كانت تعاني من صعوبة في ايجاد طريقها. وتتضمن آلية تحديد الموقع أيضا الاستعانة بحاسة السمع. فقد تبين ان الحمامة تسمع أصواتا ذات تردد منخفض جدا لا تشعر به أذن الانسان. وهي بالتالي تكون لنفسها خريطة سمعية لموقعها تشمل الاصوات المنخفضة التردد الناتجة عن أمواج البحر وعن الرياح وحتى عن النشاط الزلزالي للأرض.

دور قرن آمون في الدماغ
حتى يتوصل العلماء الى حكم صحيح قاطع بهذا الشأن، كان لا بد من مراقبة النشاط الدماغي للحمامة الزاجلة أثناء رحلتها. وقد تحقق هذا الانجاز او يكاد. فقد اثبت فريق من علماء الطيور في ايطاليا بان معالجة المعلومات المكانية تجري في جزء من دماغ الحمامة يدعى قرن آمون (hippocampus) ويقع في الفص الصدغي من الدماغ. ومن المؤمل ان تتوصل هذه الابحاث الى طرق علمية لتدريب الحمام الزاجل لتحقيق نتائج أفضل وعلى مسافات أطول. او حتى لتطوير عقار قادر على التأثير على سلوكها. وقد استعان الباحثون مؤخرا بأجهزة نتع (نظام التوقيع العالمي GPS) المرتبطة بالأقمار الصناعية، ألصقت على ظهر الحمامة، لمتابعة مسارها باتجاه بيتها. ودلت هذه الدراسة على ان الحمامة تستعين ايضا بنظرها لترسم خريطة لمختلف المعالم ذات العلاقة بطريقها وبوجهتها النهائية. وكانت تجارب أخرى سابقة قد ألقت بالشك على دور البصر في تحديد طريقها، اذ قام باحثون بوضع عدسات على عيني الحمامة تشوه المنظر او تحجب الرؤية، ورغم ذلك نجحت في الوصول الى بيتها.

وعلى اية حال، فاننا على الرغم من التقدم الهائل في وسائل الاتصالات والأبحاث العلمية، الا ان الحمام الزاجل لم يكشف لنا بعد عن جميع أسراره.

عن Science et vie
آذار 2005

البكتيريا المنمنمة : هل هي نوع آخر من الحياة؟

التقرير العلمي/ المجلة الثقافية- عدد مزدوج: 64/65

حيدر مدانات م. حسام مدانات
جريدة الرأي دائرة الأراضي والمساحة

في عام 1992 فحص الجيولوجي الأمريكي روبرت فلك (R.Folk) عينات كلسية من المياه الحارة في منطقة تفولي قرب روما ي ايطاليا، فاكتشف بصمات غريبة في الصخر، ابعادها بضع عشرات من النانومترات (النانومتر يساوي جزءاً من بليون من المتر، اي جزءاً من مليون من الملمتر). وذكرته أشكالها بالبكتيريا، فأطلق عليها اسم نانوبكتيريا اوما اتفق على تسميته بالعربية (البكتيريا المنمنمة). لكن هذه الكائنات اصغر من ان تحتوي على المواد اللازمة للحياة.

وعلى سبيل المقارنة فبكتيريا اي كولاي يصل طولها الى 1200 نانومتر والميكو بكتيريا 330 نانومتر. اما الفيروس المتوسط فقطره نحو 85 نانومتر وهو لا يعتبر كائنا حيا بالمعنى المتفق عليه علميا، وينطبق الامر نفسه على البريون (25 نانومترا). بينما تقع البكتيريا المنمنمة بين هذين الكائنين الأخيرين في ابعادها (65 نانومترا).

وهكذا فان هذه الكائنات من الناحية النظرية اصغر من ان تحتوي على المواد اللازمة للحياة. لكن حقيقة انها قادرة على صنع رنا (RNA) تدل على انها ليست خاملة. فهل هو نوع جديد (بالنسبة لنا) من الحياة، يتحدى القوانين التي نعرفها ونسلم بها؟ يبدو ان الجدل حول هذا الموضوع لم يحسم بعد.

أين تبدأ الحياة؟ وانطلاقا من اية مواد او مكونات اولية؟
وما هو اصغر كائن حي ممكن؟
انها اسئلة قديمة قدم العلم. وقد توصل العلماء بفضل التقدم التقني الهائل خلال السنوات الاخيرة الى وسائل تكشف عن اصغر اشكال الحياة، والتي حددوها بانواع من البكتيريا، تدعى الميكوبلازما، ويبلغ قطرها نحو 330 نانومتر.
يعتبر دنا (DNA) قاعدة الحياة، أي حياة. وهو ينتج جميع المكونات الضرورية لعملية الأيض –التمثيل الغذائي- والتكاثر في الكائن الحي، أي رنا (RNA)، والبروتينات، واللبيدات (الدهون) والغلوسيدات.
وبالتالي فانه يلزم حجم ذو حد ادنى قادر على احتواء هذه المكونات. فاذا ثبت وجود كائنات حية اصغر من هذا الحجم الادنى، فان شكلا مختلفا من الحياة يقدم نفسه لنا، مما يفرض اعادة النظر في اسس علم الاحياء التي نعرفها. وقد حدد العلماء هذا الحجم الادنى ب (180) نانومتر.
في صيف عام 2004 اكتشفت الامريكية فرجينيا ملر (V.Miller) في مختبرها في عيادة مايو (مايو كلنك) في منيسوتا كائنات كروية الشكل يتراوح قطرها بين 30 و 100 نانومتر، وذلك لدى المرضى المصابين بتصلب الشرايين، داخل الترسبات المكونة من الكلس والفوسفات على جدران الشرايين.

فهل تعتبر هذه الاجسام كائنات حية؟
حقيقة أم خرافة؟
تقدم فرجينيا ملر اجابة جازمة على هذا السؤال: أنها حية بلا شك. فهي أولا قادرة على التكاثر مستقلة، خارج الخلايا الحية، عند زراعتها مخبريا. ثم أنها قادرة على تصنيع RNA فهي اذن بكتيريا، ولكنها بكتيريا منمنمة، لكن علماء احياء آخرين يعارضون هذا الرأي بشدة، ومنهم جاك منيلوف (J. Maniloff) من جامعة روشستر في ولاية نيويورك. فهو لا يعتبر ان قدرة هذه الكائنات على التكاثر مستقلة دليل كاف على انها كائنات حية. (قبل مئة عام كان العلماء يعتبرونها كذلك) اذ يجب ان يحتوي الكائن الحي على الحمض النووي المنقوص الاكسجين دنا (DNA) وهو ما لم تتمكن ملر من اثباته بعد.

ويعيد هذا الجدل الى الذاكرة حادثا مشابها حصل قبل خمسة عشر عاما، حين اكتشف اولافي كيندر (O. Kajandar) من جامعة كوبيو الفنلندية، بكتيريا منمنمة غريبة في مصل البقر الذي يستخدم تقليديا في زراعة الخلايا مخبريا. كان قطرها نحو مئة نانومتر. وعندما حاول ان ينشر نتائجه رفضت الدوريات العلمية الكبرى قبولها، آخذة على كيندر عدم تقديمه براهين قاطعة على كون كائناته حية. لكنه نجح اخيرا في تسجيل كشفه لدى (المجموعة الالمانية للكائنات الدقيقة).

تابع كيندر ابحاثه على دم الانسان واكتشف وجود كائناته تلك في الترسبات الكلسية في جسم الانسان، وبالذات في الحصيات الكلوية، مما يسمح بتفسير تكون هذه الحصيات. وهنا قبلت دورية مرموقة (PNAS) نشر ابحاثه عام 1998، والتي اهتمت بها اكاديمية العلوم الامريكية وشكلت فرقا من افضل المختصين لتقييم تلك النتائج ومدى انسجامها مع الحجم الادنى للحياة والذي كان يحدد في ذلك الحين ب 250 نانومتر، وكان رد المختصين فيما بعد انهم لم يقبلوا بكائنات كيندر ضمن كائناتهم الحية، لكنهم عدلوا من الحجم الادنى الى قطر قدره 180 نانومتر. ثم تابع باحثون امريكيون فحص تلك الكائات ونشروا نتائجهم عام 2000، وكانت ترفض ما افترضه كيندر من صفات حية لتلك البكتيريا المنمنمة، اذ لم تثبت لهم قدرتها على تصنيع RNA ولم يظهر وجود DNA فيها. واعتبرت القصة منتهية حتى جاءت نتائج ابحاث ملر عام 2004 لتعيد اللعبة الى خانة البداية.

ويجدر التذكير هنا بما اكتشفه علماء ناسا NASA عام 1996 على نيزك مريخي، اذ وجدوا ما يشبه البكتيريا المنمنمة التي اكتشفها كل من كيندر وروبرت فلك.
عن Science et vie كانون ثاني 2005.

معضلة الادوية وتكاليفها المتزايدة

- المجلة الثقافية- العدد 63 (صيدلة)
تحتل المستشفيات في امريكا المرتبة الاولى في التكاليف الصحية، ويليها اتعاب الاطباء ثم اثمان الادوية التي تمثل حاليا 12% من مجمل الانفاق الصحي.
لكن تكاليف الادوية تتزايد سنويا بمعدل 10 – 12%، أي نحو اربعة امثال التضخم في الولايات المتحدة. وهو ارتفاع غير مبرر. ودليل ذلك ان متوسط ارباح اكبر عشر شركات مصنفة للادوية خلال عام 2002 كان 17%، أي اضعاف نسبة ربح معظم الصناعات الاخرى. كما ان اسعار الادوية في كندا المجاورة لها وفي الدول الاوروبية أيضا. ولا تنفق هذه الشركات على الابحاث والتطوير بالقدر الذي تزعمه. فمن بين 78 دواء جديدا رخّصتها ادارة الغذاء والدواء الامريكية عام 2002، كان 17 منها فقط مركبات جديدة، والادوية الاخرى مجرد اشكال جديدة لادوية قديمة. وغالبا ما تعتمد الادوية المبتكرة الجديدة على ابحاث اجرتها مختبرات حكومية او جامعية. ولا يمكن لشركات الادوية الامريكية ان تبيع ادويتها للشعوب الفقيرة بنفس الاسعار التي تباع بها في امريكا، فهذا ليس في صالح أي من الطرفين : البائعين الذين لن يبيعوا كثيرا في هذه الحالة، والمشترين الذين سيعجزون في معظمهم، سواء اكانوا افرادا ام انظمة تأمين صحي، عن دفع تكلفة هذه الادوية.
وقد عمدت بعض الدول النامية، كالهند، الى انشاء صناعة دوائية ضخمة ولكنها غير شرعية دوليا، بمعنى انها تسرق تركيبة الادوية العالمية وتصنعها بموافقة حكومية ثم تسوقها داخليا وخارجيا.
وساعد على ذلك قانون سنته الحكومة الهندية عام 1972، ويسّرت هذه الممارسة ازدهار صناعة الدواء حتى بلغ عدد شركات تصنيع الادوية عشرين ألفا. كما انخفضت اسعار الادوية في السوق الهندي كثيرا. وعلى سبيل المثال نجد ان دواء مثل زنتاك يباع في الهند باقل من 0.01 (واحد بالمئة) من سعره في امريكا.
لكن الهند اضطرت مع بدء عام 2005 الى الالتزام بقوانين منظمة التجارة العالمية والغاء التراخيص غير القانونية لتصنيع الادوية المملوكة براءات اختراعها اصلا لشركات عالمية. الا ان الحكومة الهندية قد استعدت لهذا الامر منذ بضع سنوات عن طريق تشجيع الابحاث والتطوير في مجال الصناعات الدوائية، وتأمل في جعل الهند مركزا عالميا لابحاث الدواء بفضل انخفاض التكاليف فيها.
الربح أولاً
ان دافع الربح لدى شركات تصنيع الدواء قوي لدرجة تدفعها احيانا لتجاهل الحقيقة ومصالح المرضى والابتعاد عن النزاهة، كما حصل قبل نحو عشرين سنة، بعد اكتشاف ان قرحة المعدة تسببها بكتيريا معينة، فلم تعترف شركات الادوية بهذا الكشف حتى تواصل تسويق ادويتها التقليدية للقرحة مثل مضادات الحموضة، بينما العلاج الصحيح هو مضادات حيوية معينة.
تركز الشركات الصانعة للادوية اهتمامها وجهودها عادة على تطوير وانتاج الادوية ذات السوق الواسع، مهملة اجراء ابحاث لتطوير ادوية لامراض نادرة او لامراض محصورة في دول العالم الثالث، حيث لا يتوقع مردود مادي مجز منها. ولهذا السبب فقد تأسست في امريكا شركات غير ربحية هدفها استغلال منتجات ابحاث واعدة، اهملتها الشركات الكبرى، لعلاج امراض نادرة وقاتلة مثل "حمّى الرصاص" التي تصيب 1,5 مليون شخص في العالم وتقتل نحو 15% منهم. وتعمل مؤسسة "صحة عالم واحد" على تطوير علاج لهذا المرض ويتوقع الموافقة عليه في آواخر العام الحالي 2005م.

سعيا وراء الحل الأمثل

- المجلة الثقافية- العدد 63 )
اذا اعتبرنا مشروعا علميا ضخما مثل ارسال مركبة فضائية الى المريخ فان العاملين على المشروع سيواجهون على الدوام خيارات متعددة، وعليهم اختيار الافضل منها. وقد تكون المتطلبات متضاربة متناقضة. فيطرح هنا تساؤل حول وجود الخيار الأمثل، وحول كيفية التوصل اليه. ويمكن تعريف الأمثلة أو الأفضلة (Optimization) بانها عملية تحديد القيم الفيزيائية التي تجعل عناصر معينة كالوقت او الطاقة او الكتلة اقل ما يمكن او اكبر ما يمكن، حسب الهدف المقصود.
وعندما تتعدد المتطلبات والشروط، فقد يستحيل تحقيقها معا في الوقت نفسه. ففي مثالنا حول المركبة الفضائية الموجهة الى المريخ، كلما نقص الوقود الذي تحمله انخفضت قدرة المركبة على المناورة في أثناء رحلتها، مما قد يزيد الوقت اللازم للوصول الى المريخ، رغم أن تخفيض وزن الوقود سيخفض وزن المركبة، ولهذا فائدة واضحة. ومن اجل اختصار هذه المتطلبات المتضاربة يمكن الموازنة بينها وفق الأهمية لكل منها. وهذه العملية تسبق العمليات الرياضية التي تجري عليها والتي تعطي الحل الأمثل الذي يضمن الوصول الى الهدف بأقل تكلفة ممكنة، وهنا تظهر المشاكل. وأولاها ان لا شيء يضمن وجود حل أمثل، حتى في بعض ابسط المسائل.
واذا وجد مثل هذا الحل فان معرفته ليست دائما بالأمر السهل، وكان رتشارد بلمن (R.bellman) من جامعة ستانفورد الأمريكية، قد اقترح طريقة لايجاد الحل الأمثل اطلق عليها اسم "البرمجة الدينامية" وتتلخص في الفكرة البسيطة التالية : اذا وجدت طريقا مثاليا للانتقال من (أ) الى (ج) مرورا بالنقطة (ب)، فان ذلك الجزء (ب ج) يكون ايضا طريقا مثاليا للانتقال من (ب) الى (ج).
وهكذا يمكننا استنباط طريق مثالية للانتقال من حالة او من نقطة الى حالة أو نقطة اخرى، وخاصة اذا كان عدد النقاط بينهما محدودا (منتهيا).
ان العيب الرئيسي في البرمجة الدينامية هو حاجتها الى ذاكرة ضخمة عند استخدام الحاسوب في تطبيقها، فيما يخص الانظمة المعقدة. وتستخدم في انظمة الملاحة التي تعتمد على نظام التوقيع العالمي (نتع) (GPS) طريقة مشابهة ولكن باتجاه عكسي، انطلاقا من نقطة الهدف او النهاية حتى العودة الى نقطة الانطلاق، وذلك من اجل تحديد الطريق الاقصر بين نقطتين او موقعين داخل المدينة مثلا باستخدام السيارة.
مبدأ النهاية العظمى لبنترياغن
في عام 1964 وضع لف بنترياغن (Lev Pontryagin) مبدأ النهاية العظمى الذي، رغم انه لا يساعد على معرفة اذا كان الحل المثالي موجودا، الا انه يخفض تخفيضا كبيرا عدد الحلول المرشحة لأن تكون مثالية والتي يتوجب علينا اعتبارها. ويتضمن الحل وضع اقتران يخصص رقما لكل حل ممكن، ويدعى الاقتران "هملتوني" النظام المعني. ويكون الحل هو القيمة الحرجة للهملتوني.
ويلاحظ عندئذ ان الحلول القريبة من الحل الأمثل تكون ذات قيم مقاربة لقيمته، أي ان تغيير البرامات (البرامترات) التي يعتمد عليها الحل، تغييرا بسيطا، لا يؤثر كثيرا في قيمة الحل.

في الاختلاف قوة !

- المجلة الثقافية- العدد 63
رغم القول المأثور بان الاتحاد قوة وان اتفاق الرأي خير من اختلافه، فان المنطق الطبيعي غير ذلك. فلو كان جميع افراد الجنس البشري متطابقين تماما جينيا لكان البشر على الاغلب قد انقرضوا منذ زمن بعيد. فعبر العصور كانت الأوبئة تضرب مجتمعات البشر فتقتل الملايين ولكن ملايين غيرهم يقاومون. وقد تكررت هذه الظاهرة في كل مرة كان يحصل فيها وباء الطاعون او الجدري او الكوليرا. فالاختلاف الجيني كان يمكّن البعض من مقاومة الوباء (اضافة الى عوامل اخرى بيئية مساعدة).
وهكذا فان الشذوذ عن القاعدة في المجال الوراثي هو افضل ضمان لبقاء النوع ومقاومة بعض الامراض القاتلة.
ومن هنا تنبع خشيتنا من خطورة التدخل في الصفات الجينية لالغاء تلك الجينات الشاذة او المعيبة. فقد تكون هي نفسها عنصر قوة للجنس البشري في مواجهة مخاطر نجهلها حاليا.
ان رسم الجينوم البشري سيتيح امكانية اكتشاف الجينات الشاذة في الاجنة، وخاصة في اطفال الانابيب ومن ثم اتلافها. وكان حامل جائزة نوبل الامريكي فرنسيس كريك (F.Crick) قد دعا لاخضاع الجنين لاختبارات جينية ومن ثم القضاء عليه اذا فشل في أي منها. ان هذا التوجه نحو انتقاء الاجنة وتحسين النسل يتضمن محاذير خطيرة، وقد يستغل اسوأ استغلال لدى دعاة تحسين الجنس البشري (eugenism) وهي الدعوة التي سادت ايام النازية والفاشية.
وتحضرنا هنا قصة الطبيب الفرنسي جيروم لجن (Lejeun) الذي حضر نقاشا في مجلس الشيوخ الفرنسي حول الاجهاض (قبل نحو ثلاثين عاما) وكان هناك توجه لتأييد الاجهاض اذا خشي من ولادة طفل غير سوي اعتمادا على مؤشرات وولادات تامة.
فخاطب لجن المجلس بما يلي : لدي حالة لعائلة يعاني فيها الأب من الادمان على الكحول وهو مصاب بالزهري. والأم مصابة بالسل، وقد انجبت ثلاثة أولاد، مات أولهم عند الولادة، وجاء الثاني معاقا جسديا، والثالث متخلفا عقليا، ثم حملت للمرة الرابعة، فبماذا تنصحون حضراتكم، فاتفق الجميع على ان لا مفر من الاجهاض.
فقام لجن وخاطبهم من جديد قائلا :
سادتي الشيوخ قفوا باحترام فقد قتلتم للتو لودفغ فان بتهوفن (احد اعظم الموسيقيين في التاريخ).
لكن في المقابل علينا تخيل معاناة الابوين لطفل يولد معاقا او مصابا بمرض جيني عصي على الشفاء، ويرى البيولوجي الفرنسي جاك تتار، مدير الأبحاث في المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي Ensern بانه سيكون عيبا علينا خلال 10 -20 سنة ان لا نتخذ افضل الضمانات ونقلل الاحتكام للصدفة في ما يتعلق بالحمل والولادة. وقد يرفض الضمان الاجتماعي مستقبلا التكفل بالاطفال المعوقين اذا لم يقم الآباء بالفحوص الطبية اللازمة في بداية الحمل.

الثورة الحيوية: هل افلتت من عقالها ؟-

المجلة الثقافية- العدد 63()
ليست هذه هي المرة الاولى التي يدق فيها ناقوس الخطر محذراً من كارثة تحيق بالبشرية بسبب انجاز علمي او تقني ثوري. حقا ان هناك دائما احتمالا في ان يستغل عالم مجنون او عصابة شريرة هذا الانجاز او الكشف الخطير أو ذاك– وهو موضوع تتطرق له قصص وافلام الخيال العلمي – لكن يبدو ان المجتمعات الانسانية تجد دائما وسيلة فعالة لضبط الامور، رغم انه يبدو ان التشريعات تأتي متأخرة عن الكشف العلمي او التقني، لكنها دائما تنجح في ضبط الامور قبل فوات الاوان.
لقد أثار رسم الخريطة الجينية او فك رموز الجينوم للانسان وغيره من الكائنات آمالا ومخاوف يصعب تقييم مدى معقوليتها حاليا. هل سيمكننا فهم الجينوم والتحكم فيه من القضاء على الامراض واختيار الصفات التي نرغب فيها، والاحتفاظ بالشباب او على الاقل تأخير الشيخوخة؟
يمكننا الآن بالفعل كشف عيوب جينية في الجنين، وتحسين صفات المحاصيل الزراعية عن طريق هندسة الجينات لتقاوم الآفات والصقيع او لتعطي انتاجا أكبر. كما انتشرت تقنية أطفال الانابيب وحظيت بالقبول وحققت حلم ازواج كثر كانوا قد يئسوا من امكانية الانجاب. ويولد حاليا نحو مليون طفل انابيب سنويا في العالم.
وتحقق الاستنساخ، بدءا بالنعجة دولي عام 1996 وصولا الى الانسان، وتطورت امكانية ترميم جسم الانسان واعادة بناء انسجته واعضائه او اصلاح اعاقاته.
لكن هذه الابداعات بل ربما المعجزات تثير مخاوف واشكالات اخلاقية واجتماعية وقانونية، وليس المطلوب من علماء الاحياء حل هذه الاشكالات، فهذا ليس دورهم، وانما هو دور ومسؤولية رجال القانون والسياسة على مستوى العالم، فالباحث قد ينجرف مع رغبته في المعرفة والتجربة والتحكم بظواهر الطبيعة والحياة، والشركات تستغل الكشوف العلمية لتحقيق اعظم ربح ممكن بغضّ النظر عن أي اعتبارات اخرى. وبالفعل فان عدة شركات عاملة في مجالات التقنيات الحيوية وتصنيع الدواء قد حصلت على براءات اختراع تتعلق بالجينوم البشري واحتكرت استغلالها. فهل هذا مقبول وجائز، او بالاحرى الا يتضمن مخاطر ومحاذير جديرة بالاعتبار؟. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك قد صرح خلال المؤتمر العالمي للتقنيات الحيوية (ليون – 2001) بان ضبط التقنيات الحيوية يجب ان يرتكز على حوار كل من العلماء والصناعيين والسياسيين والمجتمع المدني.
وكانت فرنسا قد صادقت عام 1994 على قانون القيم الاخلاقية في علم الاحياء. وهي الأولى في ذلك. وقد بادرت الى حظر الاستنساخ البشري والمتاجرة بالانسجة وبالاعضاء البشرية.
وفي المقابل تشجع فرنسا العلاج عن طريق الخلايا الوراثية في مجال امراض الشرايين والغدد الصماء والاعضاء.
ففي عام 2000 اجرى فليب مناش في مستشفى بيشا في باريس اول عملية لزراعة خلايا عضلية في قلب مريض وقد اخذت الخلايا من ساق المريض نفسه.
كما نجح ألن فشر في مستشفى نكر في باريس في علاج عدد من اطفال الفقاعات أي المصابين بعجز حاد في المناعة وبالتالي يعيشون داخل غرف معقمة تشبه الفقاعات

عندما يُضرب الباحثون

التقرير العلمي- المجلة الثقافية- العدد 63
حيدر مدانات م. حسام مدانات
جريدة الرأي دائرة الاراضي


شهدت فرنسا في الاشهر الاولى من عام 2004 حركة احتجاج تاريخية قام بها الباحثون العلميون. وبعد مواجهة ساخنة مع السلطات الحكومية، حصل الباحثون على مطالبهم فيما يتعلق بالتمويل والوظائف. لكن هذه الجوانب المادية تُخفي خلفها مشاعر قلق يعاني منها الباحثون تجاه قدرتهم على المنافسة في سوق الابحاث الدولية وما تتضمنه من هموم المنافسة والنشر العلمي والوظائف المستقرة الثابتة، وقد أمضت مجلة البحث (لارشيرش) الفرنسية بضعة ايام مع الباحثين في مختبرات علم الانزيمات والاحياء البنائية في (جف سيرإيفت)جنوب العاصمة الفرنسية باريس، والتي تتبع للمركز الوطني للبحث العلمي (CNRS)، لتخرج بصورة واقعية لمشاكل البحث والباحثين، والتي نلخصها فيما يلي، بعد استعراض بعض اهم تطورات هذه
- في آذار 2004 استقال 3500 مدير بحث ورئيس فريق بحثي، من مناصبهم الادارية في فرنسا. وخرج آلاف الباحثين في مسيرات احتجاجية في باريس وفي عدة مدن اخرى يهتفون : "انقذوا البحث العلمي"، ورافقتها عبارات مشابهة اخرى على شبكة الانترنت.
والواقع ان البحث في فرنسا يعاني من مشاكل متراكمة منذ سنوات عدة. لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت قرار الحكومة بالغاء 550 وظيفة دائمة في مركز الابحاث الحكومية (او بالاحرى تحويلها الى وظائف مؤقتة) وفاقم الامر قرار آخر بتجميد موازنات الابحاث.
وفي السابع من نيسان 2004 اعلن الوزير الجديد للتربية الوطنية والتعليم العالي والبحث، فرانسوا فيّون، عن اجراءات استثنائية وفورية لصالح البحث العلمي، فاعاد الوظائف الثابتة الملغاة اضافة الى 1000 وظيفة جديدة. معظمها في الجامعات، وخضع لكافة مطالب الباحثين.
خفّ التوتر وانفرجت الازمة بعد ان تركت بصماتها، لكن الكثيرين يرون ان هناك حاجة لاصلاح جذري في مجال البحث حتى تعود فرنسا الى موقعها المنافس ضمن الدول المتقدمة علميا.
وعلى سبيل المقارنة نجد ان حصة البحث العلمي من الدخل القومي في فرنسا 2.2% مقابل 4.3% في السويد، 3.1% في اليابان، 2.7 في الولايات المتحدة.
كما ان نسبة عدد الباحثين الى مجموع الايدي العاملة تقل في فرنسا كثيرا عن مثيلاتها في الدول الثلاث المذكورة سابقا.
أسبوع مع الباحثين في مختبراتهم
رغبت مجلة البحث في التعرف على الاحباطات التي يعاني منها باحثو فرنسا، وكيف يتصرف مسؤولو فرق الابحاث للتكيف مع الواجبات والقيود الادارية والمالية، وكيف يتدبر فريق البحث اموره رغم اضطراره لتغيير عدد من افراده من وقت لآخر، لانهم موظفون مؤقتون. فامضت المجلة بضعة ايام مع الباحثين في مختبر علم الانزيمات الذي تعمل فيه تسع فرق بحثية تضم 75 شخصا منهم 25 باحثا، يدرسون مواضيع مثل البريونات (التي تسبب جنون البقر) او الجزيئات المسؤولة عن موت الخلية. ويتضمن عملهم بلورة بروتينات ج (1) من اجل فهم آلية عملها.
رافقت المجلة الباحثة جاكلين شيرفيس (37 عاما) مسؤولة فريق بروتينات (ج) في اثناء عملها الذي يتضمن جمع المقالات ذات العلاقة من شبكة الانترنت. اذ لا احد يمكنه العمل في البحث العلمي دون الاطلاع على عمل الآخرين. والواقع ان جاكلين اكتشفت هذا الموضوع واختارته عن طريق الانترنت. وهوموضوع حديث ومهم وتنشر الابحاث المتعلقة به بسهولة. والنشر امر اساسي وحيوي للبحث (انشر حتى لا تندثر) (publish or perish). وقد نشرت جاكلين مقالة في مجلة الطبيعة (Nature) عام 1998، مما ساعدها في الحصول على دعم مالي من جمعية ابحاث السرطان (ARC).
والواقع ان المخصصات المالية الحكومية غير كافية، فمثلا عليها السعي لدى عدة مؤسسات خاصة للحصول على دعم قدره 300,000 يورو لشراء رابوطات لبلورة الجزيئات. وتكمن مشكلة تحصيل الدعم في ان معظم تلك الهيئات الخاصة لا تقدم دعمها الا اذا كان البحث والتطبيقات عملية لها علاقة بمجال عملها، ويندر ان نجدمؤسسة تقدم تمويلا لابحاث نظرية بحتة.
وبعد بضعة ايام نجحت جاكلين في تحصيل 25% من ثمن الرابوطات. وتابعت سعيها للحصول على باقي المبلغ، فهي قد اصبحت خبيرة في اساليب طلب الدعم المالي، لان المركز الوطني للبحث العلمي لا يمول اكثر من ربع تكلفة الابحاث، اذ أن عليه تقديم الرواتب والمختبرات. لكن هذه الجهود لتحصيل الدعم لها جانبها المظلم : فهي تستهلك اكثر من نصف وقت مسؤول فريق البحث، ما بين اعداد طلبات الدعم والتقارير الدورية لتقدّم العمل وتقارير مالية تبين كيفية انفاق الدعم. والواقع ان 80 % من الجهد البحثي يتكفل به الدكاترة الجدد اي الحاصلون حديثا على الدكتوراة (Post-doctor) والمعيّنون بصفة مؤقتة. ويقود هنري غزوجن (63عاما) فريق بحث علم انزيمات (RNA) ويدرس قواعد ترجمة جينوم البكتيريا التي تعيش في الينابيع الحارة حتى على 100 درجة سلسيوس، ولم يستطع اقناع مؤسسات خاصة بدعم بحثه لانه لا يبدو ذا تطبيقات عملية مباشرة. وهو يشير الى ان السلطات الحكومية، ممثلة بالمركز الوطني للبحث العلمي، كانت قبل عشرين عاما تدعم الابحاث العلمية دعما ماليا كاملا.
واخيرا، لنا ان نتساءل كيف يمكن للباحث ان يكرّس وقته وجهده لبحثه اذا كان تفكيره مشغولا في كيفية تدبير الدعم والتمويل، واذا كانت وظيفته مؤقتة وكان معرضا لفقدها في اية لحظة؟

سبيكة تزعزع النظرية الكهرومغنيطيسة

- المجلة الثقافية- العدد 61 )
اكتشف باحثون من جامعة كمبرج البريطانية ظاهرة قد تفرض اعادة النظر في النظرية الكهرومغنيطيسية، وبالذات فيما يعد من الحقائق المسلم بها فيما يتعلق بالموصلية الفائقة. وتعني هذه الخاصية ان المادة توصل الكهرباء دون اية مقاومة لمرور التيار. وذلك عندما تبرد الى درجة قريبة من الصفر المطلق.
كان موضوع التجربة سبيكة من المنغنيز والسليكون نقية نقاء فائقا، دون شوائب. ولوحظ ان هذه السبيكة تكون عازلة لا توصل التيار الكهربائي على درجات الحرارة العادية (20 درجة سلسيوسية). واذا جرى تعريضها للضغط ولتغيير درجة الحرارة فانها تسلك بطريقة غير متوقعة وتصبح فائقة الموصلية. فتحت ظروف معينة، قد تكون السبيكة منتظمة مغناطيسيا (جميع الالكترونات في الاتجاه نفسه)، واذا جرى تغيير الضغط الواقع عليها تغييرا طفيفا فقد يكفي هذا لبث الفوضى بين الالكترونات لتتخذ كل منها اتجاها عشوائيا.
وتعتمد مفاهيم وقوانين الموصلية الفائقة على (نظرية فيرمي للسوائل)، وعلى القانون الذي وضعه (لف لنداو) قبل نحو خمسين سنة. ورغم ان هذا القانون لم يتوقع حالة الموصلية الفائقة بدقة، الا ان الفيزيائيين اعتبروا ان هذا النقص ناجم عن وجود شوائب في المواد التي يفحصونها.
والآن تأتي هذه التجربة لتكشف الخلل في هذا القانون الذي يدّعي القدرة على تفسير خاصية الموصلية او العزل للمواد عند درجات حرارة معينة وتحت ضغط معين. وهذا يفرض على الفيزيائيين اعادة النظر في مجمل النظرية الكهرومغناطيسية.

متى تصبح العلوم متحضّرة؟-

المجلة الثقافية- العدد 61
(هل التخصص العلمي مرادف للانغلاق وضيق الافق؟)
ايزابيل ستينغرز (E.Stengers) كيميائية وفيلسوفة ومؤرخة للعلوم. اصدرت عام 2003م، بالاشتراك مع برناديت بنسود- فنسن، كتابا بعنوان:
"100 كلمة لبدء التفكير في العلوم"
وقد اجرت معها مجلة البحث (la Recherche) في عددها لشهر ايلول عام 2003م حوارا تضمن افكارا مثيرة عن العلم وفلسفته، وفيما يلي ملخص للحوار:
- مجلة البحث : يقول هايدغر Heidegger ان العلم لا يفكر. فهل حقا ان النشاط العلمي بعيد بهذا القدر عن التفكير الفلسفي؟
- ايزابيل ستنغرز : يجب اولا ان نميز بين العلوم، بالشكل الذي نعرفها فيه، وبين ما نتخيل انه يمثل "العقلية العلمية". من حيث كونها منطقية وموضوعية... على اكمل وجه.
ان ما نطلق عليه اسم " العلوم" هو نتاج عملية تاريخية وسياسية. ومن الواضح اليوم ان طبيعة تكوين واداء المعاهد والمؤسسات العلمية تبعد الباحثين، كما يبدو، عن التفكير في مجالات خارج تخصصهم، بل ان الابداع العلمي يعتبر انه لا يلقي بالا لتلك القضايا التي تعتبر قضايا عقيمة او هامشية.
ينتج هذا التوجه عن دافعين، احدهما دفاعي – لحماية الحمى أي مجال التخصص العلمي المعني واغلاق حدوده، والآخر هو الرغبة باظهار السلطة دون الاضطرار لاعتبار مجالات المعرفة الأخرى.
لكن هذا لا يمنع وجود علماء (او علميين) يثبتون انهم قادرون على ممارسة علمهم وعلى التفكير به ايضا. فهذان النشاطان ليسا متناقضين او يمنع احدهما الآخر، لكن يصعب التوفيق بينهما في الممارسة العالية للعلوم.

مجلة البحث : هل ان التخصص هو الذي يمنع سعة الأفق وانطلاق التفكير؟
- ايزابيل ستنغرز : ان التخصص في دراسات العلوم يمارس منذ سنوات عديدة. لكنه اليوم اصبح اضيق واضيق. اصبح يقسم كل مجال علمي الى جزر صغيرة منفصلة. اصبح الخبراء في أي موضوع "معاصر" يندفعون معا للأمام، مثل رهط من كلاب الصيد المندفعة خلف طريدة. وتحافظ المجموعة على تماسكها بفضل سرعتها في الاتجاه نفسه. وهي تتفادى كل ما يمكن ان يبطيء حركتها. وهو التفكير!
هذا هو السبب الذي يجعلني اشعر بخيبة الامل من العلم في وضعه الحالي. ان نتاجه من الذكاء الجماعي يتناقص باستمرار، واعني بذلك خلق الوعي بالتعددية وممارسة التبادل بين المجالات المختلفة بحيث يشعر كل من يدرس قضية ما انها تهم مجموعات اخرى، وانه قد يفيدهم او يستفيد منهم. اصبح هذا النوع من الذكاء ضحية انماط الانتاج العملي السائدة حاليا.
مجلة البحث : اليس هناك ايضا تحول في طبيعة المهنة العلمية بسبب ضخامة الامكانيات التقنية المتاحة؟
(يوظف الباحثون حاليا وينشغلون بتجارب ضخمة فيحرمون من حرية تشكيل افكارهم وقضاياهم البحثية الخاصة بهم).
- ايزابيل ستنغرز : لا شك ان العلم قد تطور باتجاه ما يمكننا تسميته "العلم الكبير": مشاريع بحثية ضخمة، واصبحت الآلة او التقنية الجديدة هي التي تفرض وتصيغ برنامج البحث. خذ مثلا تقنية التصوير الدماغي والامكانات التي اتاحتها فدفعت الباحثين تجاه تحقيقها دون ان يفكروا مليا ومسبقا في اتجاهات ابحاثهم.
ان هذا هو ما يميز العلم منذ بضعة عقود من الزمن: الابتكار التقني يسبق عملية طرح الاسئلة، اصبح الباحث يسعى لاستغلال الآلة الموضوعة تحت تصرفه ليخرج بنتائج يمكنه نشرها. تتراكم المعطيات والنتائج باستمرار، لكن ما هي الاجوبة المهمة التي تقدمها لنا؟
مجلة البحث : كيف يمكن للعلماء الذين فقدوا الاتصال مع بعضهم البعض ان "يصبحوا متحضرين"؟
- ايزابيل ستغرز : السؤال الأساسي، الذي نادرا ما يُطرح، هو كيف نغير عاداتنا؟ لا اعتقد ان العلماء قادرون على تحقيق ذلك لوحدهم. لان عاداتهم الحالية ناتجة عن "عقيدة" الاستقلالية والتوحد لديهم. لكن هناك شيئين حاليا يدفعانهم للتحرك : اولهما قلقهم تجاه السياسات العلمية الحالية. والشيء الثاني هو الرغبة في العودة الى ذلك "العصر الذهبي" حين كانت استقلالية العلماء مصانة محترمة باسم التقدم التقني والصناعي وبالتالي التقدم الاجتماعي الذي ينتج عنهما تلقائيا. كان هناك تطبيق لسياسة التقدم. لكن تحقيق هذه الرغبة يتطلب تغييرا في العادات.
مجلة البحث : ما رد فعل علماء الاحياء الجزيئية عندما يبدأ احد زملائهم نقاشا يفتح الطريق نحو اتجاهات جديدة؟
- ايزابيل ستنغرز : انهم يثورون. واذا كتب احدهم نقدا موجها نحو اساليب بحث جديدة واصفا اياها بانها كما يبدو تتخذ مسارا خاطئا، فانهم يردّون انهم يعرفون ذلك، وانه يبالغ، وان ما ذكره لا يجب ان يقال علانية، وعلى أي حال يجب ان تكرس الجهود للعمل وليس للجدل. والعمل يعني مواصلة تجميع المعطيات ومراكمتها، حتى اصبح واضحا للجميع بان ذلك الطريق السلطاني، طريق الجينات، يدخلنا في متاهة.
لم يعد علماء اليوم يتحلون بالتسامح تجاه الحيرة والشكوك. اصبحوا يشعرون براحة ويتصرفون على طبيعتهم، في منتدى علمي، اكثر مما يشعرون ويتصرفون في جلسة دردشة في مقهى.
مجلة البحث : الا يجب ايضا تعديل مناهج وطرق تدريس العلوم لجعلها اجتماعية اكثر؟
- ايزابيل ستنغرز : المشكلة هي ان العلماء هم الذين يقررون طريقة نقل معارفهم نحو الغير، نحو الطلبة. وينقلون اليهم معها عاداتهم ايضا. ومن هذه العادات او الاتجاهات قطع العلاقة بين العلم والرأي. في السابق كانوا يقولون "انا اعتقد ان ..." والآن يقولون " نحن نعلم ان .."
- لن يكون العلم مجددا ومثيرا اذا اقتصر دوره على الاجابة على اسئلة طرحت في السابق، وانما يلزمه ان يطرح هو نفسه اسئلة وان يجيب عليها. انه هكذا يضيف الى المعرفة السابقة بدلا من ان يحل محلها. لكن العلوم الحالية، وبهدف فرض سيطرتها خارج مجال المعارف التي اوجدتها، تعمد الى الكذب او السخرية او اتهام الافكار التي تخرج عن مجالها بالخرافة، فمنذ ايام باستور لم تعد الامراض تدرس علميا الا باعتبار العوامل والجراثيم الممرضة والمواد الكيميائية الفعالة. فاين اصبحت كل الاسئلة الاخرى، وخاصة فيما يتعلق بقدرات الانسان على تحقيق الشفاء بطرق غير طبية او دوائية؟ يقول العلميون ان هذا مجال الدجالين، بدلا من ان تدرس هذه الطرق وتعامل باحترام يشبه ما تُعامل به الطرق التجريبية.
مجلة البحث : وكيف العمل لتفادي هذا "الانفصام" في تدريس العلوم؟
- ايزابيل ستنغرز : يجب ان ندفن الفكرة القائلة بوجود منهجية عقلانية تفسر المعارف العلمية. يجب اعادة بناء تاريخ العلم. فتاريخ العلم الحقيقي عبارة عن مغامرات مثيرة. آمل ان يروي المعلمون هذه المغامرات لتلاميذهم. فالثقافة العلمية الحقة والمطلوبة ليست ثقافة نتائج ومعادلات وقوانين ومبادئ. وانما هي التي تمكّن من فهم المغامرات المثيرة لأولئك الذين انتجوها.
(اجرت المقابلة إلزا برون)

الخميس، 24 نوفمبر 2011

نحو ايجاد بكتيريا اصطناعية

نجح فريق أمريكي بقيادة عالم الاحياء كريغ فنتر في تصنيع جينوم نوع من البكتيريا . وهذه خطوة نحو تصنيع خلية حية كاملة ، بمختلف اجزائها ومكوناتها . الاسم العلمي لهذه البكتيريا هو Mycoplasma genitalium وهي صاحبة أصغر جينوم بين أنواع البكتيريا ، اذ أن جينومها يتكون من نحو (000 600) ستمئة الف زوج من القواعد . وكان أقصى ما توصل له الباحثون قبل هذا الانجاز هو التصنيع الصحيح لبضعة آلاف من الازواج من القواعد .
أما كيف تمكن فريق الدكتور فنتر من تحقيق هذا الانجاز ، فانهم قد صنعوا أجزاء قصيرة من الحمض النووي دنا ، ثم جمعوها معا في أنابيب مخبرية باستخدام انزيمات خاصة ، حتى حصلوا على ما يعادل ربع الجينوم المطلوب. وكانت الخطوة التالية وضع هذه القطع ضمن خمائر تحتوي انزيمات قادرة على اصلاح أخطاء الكروموسومات وعيوبها .
وستكون الخطوة التالية هي استخلاص أجزاء الحمض النووي دنا من الخمائر وزرعها في خلية واحدة .. في بكتيريا نزع منها الجينوم . لكننا نجهل حاليا اذا كان هذا النقل سينجح ، علما بأن نفس الفريق قد حقق في عام 2007 عملية نقل الجينوم من بكتيريا الى أخرى .

ما سر اللون الأبيض للثلج ؟

الماء النقي في حالة السيولة شفاف لا لون له. فلماذا يصبح لونه أبيض عندما يتجمد ويتحول الى ثلج، ونعني هنا الثلج الناتج عن الرقاقات المتساقطة أو الصوفان – وليس الجليد.
يكمن السر في ذلك في شيئين: الهواء وظاهرة انكسار الضوء: يحتوي الثلج على نسبة كبيرة من الهواء تصل الى 90% منه بينما الماء المتجمد على شكل بلورات شفافة يشكل 10% منه فقط.
وعندما يسقط الضوء على الثلج، فانه يتعرض لانكسارات متتالية كلما اخترق بلورة جليد، والتي تفصلها جزيئات الهواء عن البلورات الأخرى. وينتهي الأمر بشعاع الضوء بالخروج ثانية الى الهواء من حيث دخل. أي أن الثلج قد عكس فعليا الضوء الساقط عليه، ولم يمرره عبره كما يحصل في حالة الماء النقي الشفاف. ونظرا لنقاء الثلج فانه يعكس 90% من الضوء الساقط عليه ولهذا يظهر لنا ناصع البياض، يغمرنا بالضوء ويبهر العينين. وهذا يفسر لماذا قد يصاب الجلد بالاحمرار أو الحرق بسبب البقاء لفترة طويلة في الخارج عندما تكون الأرض مغطاة بالثلج و الشمس ساطعة.
ويمكننا أيضا أن نفهم سبب شفافية الجليد فهو متراص وكثيف ولا يحتوي تلك النسبة العالية من الهواء كالموجود في الثلج. وبالتالي فان أشعة الضوء تخترق الجليد دون انكسارات مشابهة لانكساراته داخل الثلج. وبالتالي يظهر الجليد شفافا دون لون.

ما مدى خطورة مواد التجميل؟

حسام جميل مدانات

تطالعنا وسائل الإعلام من وقت لآخر بأنباء سحب مواد تجميل من السوق وقد شهد عام 2008 سحب 193 منتج من السوق الفرنسية لما لها من تأثيرات جانبية سيئة.
وقد نشرت المجلة الفرنسية هذا يهمني Ca M’interesse في عددها لشهر أيلول 2009 تحقيقا عن هذا الموضوع ورغم أن التحقيق يتعلق أساسا بالسوق الفرنسية، فان أهميته لنسائنا واضح نظرا لكون نسبة كبيرة مما نجده في أسواقنا هو من إنتاج فرنسي.
نبدأ أولا بذكر بعض الأرقام :
يبلغ حجم سوق المجمّلات أو مواد التجميل cosmetics في السوق الأوربية 57 مليار يورو أما فرنسا فهي تنتج 13% من الإنتاج العالمي من هذه المواد والتي تمثل المرتبة الخامسة من الصادرات الفرنسية بعد الأسلحة والمشروبات والسيارات والطائرات.

مواد التجميل ليست أدوية
يجب أولا أن نميز بين مواد التجميل والأدوية. اذ لا يقصد بمادة التجميل أن يكون لها تأثيرات على أنسجة الجسم الداخلية أو وظائف أعضاء الجسم. وطبقا لمواصفات الصحة العامة، فان القصد من مادة التجميل هو أن توضع على أجزاء سطحية من الجسم، الجلد، الشعر، الأظافر، الشفاه، الاسنان، بهدف تنظيفها أو تعطيرها، او تغيير مظهرها أو حمايتها أو المحافظة عليها في حالة جيدة أو لتحسين رائحتها. تشمل مواد التجميل 4 فئات من المنتجات :
وهي مواد التجميل والعناية بالبشرة وحمايتها، ومواد العناية بالشعر مثل الشامبو والصبغات، ومواد العناية بالاسنان ، ثم العطور بأنواعها.
وهناك اختلاف آخر هام بين الأدوية ومواد التجميل، فالدواء عادة لا يصرح باستخدامه وطرحه في الأسواق الا بعد اخضاعه لتجارب تدوم لعشر سنوات من أجل اثبات نجاعته وخلوه من أية مضاعفات جانبية ضارة. أما مادة التجميل، فهي ليست بحاجة لتصريح أو اذن مشابه قبل الطرح في السوق. والواقع انه لا تتوفر قاعدة بيانات لمواد التجميل المعروضة في السوق الفرنسي ( والوضع لدينا بالتأكيد ليس أفضل).
فهل نفهم من هذا الكلام أن مواد التجميل يمكن أن تكون أي شيء ، وأنها لا تخضع لأية قواعد أو أنظمة أو رقابة ؟
لحسن الحظ فان الأمر ليس بهذا التسيب أو السوء. فهناك جهات حكومية مسؤولة عن الرقابة على هذه المواد، مثل الوكالة الفرنسية للأمان الصحي لمنتجات التجميل (Afssaps). فاذا ادعت الشركة المنتجة أن لمنتجها مفعولا معينا، حسب ما هو مكتوب على العبوة، فانه يتوجب على هذه الشركة أن تقدم لهذه الوكالة وثائق تثبت ادعاءها، والا فان الشركة تتلقى عقوبة ويسحب منتجها من السوق. والجهة المسؤولة عن فحص صحة الادعاءات المكتوبة على العبوات هي " الادارة العامة لمنع الغش " ( DGCCRF).







وسائل التفاف على القانون
لا شك أن تكاليف فحص فعالية المواد المتنوعة الداخلة في تركيب مواد التجميل هي تكاليف عالية. واذا كانت الشركات الكبرى قادرة على تحملها ( مثل بيير فابر التي تنتج نحو 650 مركبا تجميليا وتختبرها جميعا) فان الشركات الصغيرة تعجز عن ذلك. وتوضح ذلك مديرة مختبر صغير بقولها: نحن ننتج نحو 50 منتجا تجميليا، وليس بامكاننا تمويل الدراسات المطلوبة، ولهذا فاننا نعتمد على مواد وتركيبات ثبتت فعاليتها وسلامتها. كما أننا نلجأ لاستخدام تعابير لا تعرضنا للمساءلة القانونية. فبدلا من وصف الكريم بأنه مرطب، فاننا نكتب على العبوة بأنه مغذ. وهذه خاصية يصعب التحقق منها. ونحن نعتمد دائما على محامينا في اختيار التعابير التي لا تعرضنا للمساءلة.
ومن وسائل التحايل الأخرى تلك الأرقام المستخدمة في الدعاية للمنتج. فمثلا اذا جرب كريم منحف على 10 أشخاص، ونحفت المؤخرة أو الوركان لدى 9 منهم بمقدار 1سم، بينما حقق الشخص العاشر 7سم. فان دعاية المنتج تقول بأنه ينحف حتى 7سم. وبالمثل فيما يتعلق بكريمات ازالة تجاعيد الجلد. فحتى لو انقص الكريم عمق التجعيدة بمقدار 0,1 ملم وهو مقدار لا يمكن للعين أن تتبينه، فان دعاية المنتج تدعي بأنه يقلل التجاعيد!
مواد خطرة
في ايلول 2008 اكتشفت السلطات الفرنسية المعنية أن مواد عناية بالأطفال وزعتها الشركة المنتجة على سبيل الدعاية على حضانات الأطفال، تحتوي مواد مسرطنة وسامة. وبعد ذلك بثلاثة أشهر سحبت من الأسواق زيتا من انتاج الصين يحتوي على الكافور والنعنع. فقد لوحظ أنه يسبب تشنجات لدى الأطفال، وحروقا والتهابات وتسمما في الكبد. وفي حزيران 2009 سحب من السوق كريم مضاد للحساسية بعد أن لوحظ أنه يسبب حروقا للجلد.
وتشير أصابع الاتهام حاليا نحو أملاح الالمنيوم المحتواة في مزيلات العرق، وهي في الواقع تسد مسام الغدد العرقية تحت الابطين. ويعتقد أن هذه الأملاح تسبب سرطان الثدي. لكن لم يثبت هذا الأمر بعد. أما كريمات الوقاية من أشعة الشمس فقد لوحظ بأنها تعيق النمو الجنسي لدى الفئران. اذ أن جزيئات ثاني أكسيد التيتان المحتواة فيها تخترق الجلد وتدخل مجرى الدم.
تدل هذه الأمثلة ومئات غيرها على أننا لا يمكن أن نضع ثقتنا الكاملة بمواد التجميل التي تحفل بها رفوف المتاجر والصيدليات. لكن وفي المقابل، فان مبادرة السلطات الى سحب المنتجات التي يتبين ضررها تمثل مؤشرا ايجابيا.
والواقع أن الاتحاد الأوربي يصدر قوائم تتضمن المكونات المسموح باستخدامها في مواد التجميل، والمكونات الممنوعة وتلك ذات الاستخدام المشروط. تحدّث هذه القوائم وتعدّل باستمرار مع ظهور نتائج الدراسات الدولية. وعلى المختبر أن يذكر المكونات وظروف التصنيع وشروط الاستخدام وأية تأثيرات جانبية محتملة للمنتج على الانسان.
ولعل المشكلة الرئيسية التي تعيق ضمان سلامة مواد التجميل هي نقص مقدرات الجهات الرقابية مثل Afssaps الفرنسية. اذ يرى مديرها أنه بحاجة الى مئة مراقب بينما يقتصر كادره الحالي على 4 مراقبين فقط، عليهم أخذ عينات من الأسواق ومتابعة الدراسات العالمية المتعلقة بمواد التجميل والخروج بتوصيات.
وأخيرا يمكننا القول بأن سوق مواد التجميل تمثل واحدا من عدة مجالات للكسب السريع والضخم اعتمادا على سذاجة الناس وزرع هاجس المعاناة من العيوب الجسدية وذلك بمساعدة وسائل الاعلان والدعاية الجبارة حاليا. فعند مقارنة كلفة الخامات الداخلة في تركيب مواد التجميل بأسعار البيع نجد أن نسبة الربح تكاد تصل المليون بالمئة (أي 10000 ضعف). فالمكونات الرئيسية للكريمات، مثلا، بسيطة ورخيصة الثمن، وتتضمن الزيوت (زيت البرافين، زيت الأفوكادو...) والماء والكلس وغيره من الأملاح، اضافة الى نسب بسيطة من العطر أو الكفئين والملونات.
ولا نبالغ اذا قلنا أن كافة الكريمات المرطبة للجلد مثلا لا تعادل في مفعولها شرب كمية كافية من الماء. فهو الذي يمنح خلايا الجسم الرطوبة اللازمة. وما فائدة ترطيب سطح الجلد اذا كانت خلاياه تعاني من الجفاف؟

Ca M’interesse Sep 2009

علم الجينات ينقض تميز الأجناس

ثلاجة المستقبل مغنطيسيةدراجة تنقي الماء
حسام جميل مدانات

رشحت هذه الدراجة لجائزة أفضل تصميم لعام 2009 في بريطانيا، واذا استحقت الجائزة فسيكون ذلك تقديرا لفائدتها على مستوى العالم أكثر منه للابداع التقني.
أطلق على الدراجة الثلاثية العجلات اسم اكوا دكت أي قناة الماء ويؤمل أن تفيد نحو مليار انسان لا يحصلون على ماء شرب
نقي. تحتوي الدراجة على خزانين: أمامي وخلفي.
وتبلغ سعة الخزان الخلفي 90 لترا، أي ما يعادل الكمية الدنيا لاستهلاك عائلة من الماء. يعبيء سائق الدراجة الخزان من بئر القرية أو من النهر القريب مثلا. وأثناء عودته للمنزل، فان البدالات تشغل مضخة تمرر الماء عبر فلتر باتجاه خزان أمامي سعته 9 لترات. وعند وصوله البيت يكون قد ملأ هذا الخزان بماء نقي صالح للشرب. ثم يكفي تشغيل الدراجة في مكانها داخل البيت للحصول على كمية اضافية من الماء النقي.

عندما يكون الهدوء خطيرا !

السيارة الكهربائية هي سيارة المستقبل، لأن النفط سينضب يوما ما، وأيضا لأنها صديقة للبيئة، لا تلوث الجو بالدخان، كما أنها صامته لا تسبب الضوضاء.

لكن هذا بالذات مصدر الخطر. اذ أن المشاة داخل المدن قد يقطعون الشارع دون الانتباه للسيارة القادمة إذا كانت صامتة وهادئة تماما. ولهذا السبب تعمل الشركات الصانعة حاليا على اضافة مصدر ضجيج للسيارة الكهربائية للتخلص من هذا الهدوء الخطر.

يجدر بالذكر أن السيارة الأولى التي اخترعت قبل أكثر من قرن من الزمن كانت كهربائية!.
مكنسة كهربائية دون كيس أو أسلاك

احتفلت شركة رونتا بمرور 100 سنة على تأسيسها بابتكار مكنسة كهربائية أطلق عليها اسم اير فورس، أي قوة الهواء، فهي مستقلة تماما دون أية أسلاك كهربائية تربطها بمصدر التيار وذلك بفضل احتوائها على بطارية قابلة للشحن تسمح لها بالعمل لمدة 50 دقيقة، قبل اعادة الشحن. كما أنها ذات قاعدة تتيح لها الوقوف بشكل أنيق. الثمن في السوق العالمية 149 يورو.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الأعسر أفضل

الأعسر هو الشخص الذي يده اليسرى هي السائدة، أي أنه يستخدم يده اليسرى أكثر من اليمنى بعكس معظم الناس.
وعادة اذا لاحظ الوالدان أن طفلهما يستخدم يده اليسرى أكثر من اليمنى، فانهما يحاولان منعه من ذلك. فالأفكار المتوارثة لدينا لا تحبذ الأعسر.
وتدل الاحصاءات العالمية أن معظم الأشخاص العسر هم من الذكور ويكونون عند الولادة أضعف من غيرهم، لكنهم يصبحون أكثر ابداعا عندما يبلغون، كما أنهم بشكل عام يحققون في الحياة نجاحا أكثر مما يحققه الآخرون. والرياضة هي أحد أبرز المجالات التي يبدعون فيها. وخاصة في التنس الأرضي وتنس الطاولة.
يجدر بالذكر أن تباين القدرة والاستخدام لدى الانسان لا يقتصر على اليدين. فهذا الأمر ينطبق أيضا على العينين والأذنين. رغم أن ذلك غير واضح لنا.
وحتى تعرف اذا كنت أعسر الرؤية أو أيمنها، قم بالتجربة التالية: أنظر نحو جسم صغير عبر ثقب أو حلقة. فاذا كانت العين اليمنى هي السائدة، فان الجسم سيختفي عن مجال النظر اذا أغلقت العين اليمنى. وبالطبع ستكون العين اليسرى هي السائدة اذا اختفى الجسم عند اغلاق اليسرى. علما أن معظم الناس هم يمينيو البصر أيضا.
وأخيرا يجدر بالملاحظة اختلاف طريف ،من نوع مختلف، ويتعلق بوجود حبة خال في الوجه، اذ بامكانك أن تلاحظ أن نسبة كبيرة من الناس يحملون حبة خال على الخد الأيمن أو على الخد الأيسر، وهي غالبا في نفس الموقع تقريبا. فهل من صفة مشتركة بين من يحملون حبة الخال في الخد الأيمن مقارنة بمن يحملونه في الخد الأيسر ؟

هل سينقرض الجربوع الصيني

الجربوع أو اليربوع ، حيوان من القوارض وهو أحد أقارب الفأر ، لكنه يتمتع بمزايا فريدة. ويعيش الجربوع الصيني في صحاري منغوليا وهو حيوان ليلي ولا يغامر أبدا بالخروج نهارا.
في عام 2007 ارسلت جمعية علم الحيوان في لندن بعثة علمية لدارسة هذا الحيوان المهدد بالانقراض، ويقدر أن اعداده انخفضت بنسبة 80% خلال السنوات العشر الماضية بسبب امتداد الآنشطة الانسانية الى موطنه.
يتمتع الجربوع بأرجل خلفية طويلة جدا تمكنه من القفز لمسافة 3 أمتار والجري بسرعة 24 كم/ساعة. أذناه الطويلتان تمنحانه سمعا مرهفا، وأيضا تساعدان على تبريد جسمه لأنهما جيدتا التروية بالدم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
طرائف طبية من أنحاء العالم

الصلاة تحفر الخشب

اعتاد الراهب البوذي الصيني هوا شي أن يصلي صباح كل يوم نحو الف ركعة في نفس الموضع في المعبد.
وبعد عشرين سنة من المواظبة اليومية على الصلاة ، أصبح خشب الأرضية يحمل بصمات القدمين وخاصة الأصابع !
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


- استنشق روبرت، 73 سنة، نسيم الحرية عندما تمكن من الهرب من ملجأ للعجزة المصابين بالعته ( الزهايمر) في ضواحي دوسلدروف/ المانيا. شاهد موقف باص قريبا فجلس ينتظر وبعد أن طال انتظاره بلا جدوى. عاد أدراجه الى الملجأ. ما لم يعلمه روبرت هو أن موقف الباص هذا ليس سوى موقف زائف لا يمر به أي باص ، وقد أقامه الملجأ قصدا لهذا الغرض حتى لا يتمكن نزلاؤه المصابون بمرض الزهايمر من الهرب بعيدا.

- يضحك الطفل الصيني خو بنغي، 13 سنة، باستمرار في مستشفى في بكين، لكن الأطباء يراقبونه بأسى، فهو يواصل الضحك منذ كان عمره سنة واحدة عندما أصيب بحمى شديدة سببت له هذا الضحك اللاإرادي والمتواصل، مما جعله عاجزا عن الكلام. ووقف الطب عاجزا عن علاجه.

- في مستشفى جنغ جو في شرق الصين، احضرت الطفلة لي، 10 أشهر، وهي تعاني من سعال متواصل، واضطر الأطباء لاجراء عملية جراحية لها بعد أن تبين وجود عشب بمساحة 3سم² داخل الرئة، والسبب بذرة عشب كانت قد وصلت داخل رئة الطفلة.

- شعر الأمريكي جمس برو، 58 سنة، بدنو أجله وهو مستلق في سريره في المستشفى. فقرر أن يعترف بجريمة ارتكبها قبل 32 سنة. ثم أغلق عينيه منتظرا الانتقال الى الدار الآخرة. لكن النهاية المنتظرة لم تحصل، وبعد أيام استعاد وعيه وعافيته. ليجد نفسه في السجن.
وتثير هذه الحادثة في أذهاننا تساؤلا عن مدى صحة شعور الانسان باقتراب أجله. فكثيرا ما قرأنا أو سمعنا أن فلانا عندما شعر باقتراب أجله استدعى ابناءه ... الخ. فهل أن الطب الحديث أصبح يتدخل ويفشل توقع الشخص بدنو أجله ؟

عرق فرس النهر لحماية جلدك

يسعى الباحثون حاليا لصنع دهون أو كريم للوقاية من أشعة الشمس.... باستخدام عرق فرس النهر.
فجلد هذا الحيوان يفرز عرقا يتمتع بعدة خواص، فهو واق من أشعة الشمس، وخاصة الأشعة فوق البنفسجية، وهو معقم يقتل الميكروبات ، كما أنه يطرد الحشرات والطفيليات. لكن اياك أن تضعه مباشرة على جلدك فهو ذو لون أحمر غريب ورائحة قوية منفرة.

أعيدي لي كليتي !

حصلت زوجة الجراح الأمريكي رتشرد بتستا على حكم بالطلاق، وبدأت اجراءات اقتسام الأملاك المشتركة ، لكن المرارة التي كان يشعر بها الزوج دفعته لمطالبة زوجته باعادة كليته التي كان قد تبرع بها اليها، واذا استحال ذلك فانه يطلب 1.5 مليون دولار ثمنا لها.
Ca m’Interesse-7/2009


















































دراجة تنقي الماء
حسام جميل مدانات

رشحت هذه الدراجة لجائزة أفضل تصميم لعام 2009 في بريطانيا، واذا استحقت الجائزة فسيكون ذلك تقديرا لفائدتها على مستوى العالم أكثر منه للابداع التقني.
أطلق على الدراجة الثلاثية العجلات اسم اكوا دكت أي قناة الماء ويؤمل أن تفيد نحو مليار انسان لا يحصلون على ماء شرب
نقي. تحتوي الدراجة على خزانين: أمامي وخلفي.
وتبلغ سعة الخزان الخلفي 90 لترا، أي ما يعادل الكمية الدنيا لاستهلاك عائلة من الماء. يعبيء سائق الدراجة الخزان من بئر القرية أو من النهر القريب مثلا. وأثناء عودته للمنزل، فان البدالات تشغل مضخة تمرر الماء عبر فلتر باتجاه خزان أمامي سعته 9 لترات. وعند وصوله البيت يكون قد ملأ هذا الخزان بماء نقي صالح للشرب. ثم يكفي تشغيل الدراجة في مكانها داخل البيت للحصول على كمية اضافية من الماء النقي.

عندما يكون الهدوء خطيرا !

السيارة الكهربائية هي سيارة المستقبل، لأن النفط سينضب يوما ما، وأيضا لأنها صديقة للبيئة، لا تلوث الجو بالدخان، كما أنها صامته لا تسبب الضوضاء.

لكن هذا بالذات مصدر الخطر. اذ أن المشاة داخل المدن قد يقطعون الشارع دون الانتباه للسيارة القادمة إذا كانت صامتة وهادئة تماما. ولهذا السبب تعمل الشركات الصانعة حاليا على اضافة مصدر ضجيج للسيارة الكهربائية للتخلص من هذا الهدوء الخطر.

يجدر بالذكر أن السيارة الأولى التي اخترعت قبل أكثر من قرن من الزمن كانت كهربائية!.
مكنسة كهربائية دون كيس أو أسلاك

احتفلت شركة رونتا بمرور 100 سنة على تأسيسها بابتكار مكنسة كهربائية أطلق عليها اسم اير فورس، أي قوة الهواء، فهي مستقلة تماما دون أية أسلاك كهربائية تربطها بمصدر التيار وذلك بفضل احتوائها على بطارية قابلة للشحن تسمح لها بالعمل لمدة 50 دقيقة، قبل اعادة الشحن. كما أنها ذات قاعدة تتيح لها الوقوف بشكل أنيق. الثمن في السوق العالمية 149 يورو.
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

الأعسر أفضل

الأعسر هو الشخص الذي يده اليسرى هي السائدة، أي أنه يستخدم يده اليسرى أكثر من اليمنى بعكس معظم الناس.
وعادة اذا لاحظ الوالدان أن طفلهما يستخدم يده اليسرى أكثر من اليمنى، فانهما يحاولان منعه من ذلك. فالأفكار المتوارثة لدينا لا تحبذ الأعسر.
وتدل الاحصاءات العالمية أن معظم الأشخاص العسر هم من الذكور ويكونون عند الولادة أضعف من غيرهم، لكنهم يصبحون أكثر ابداعا عندما يبلغون، كما أنهم بشكل عام يحققون في الحياة نجاحا أكثر مما يحققه الآخرون. والرياضة هي أحد أبرز المجالات التي يبدعون فيها. وخاصة في التنس الأرضي وتنس الطاولة.
يجدر بالذكر أن تباين القدرة والاستخدام لدى الانسان لا يقتصر على اليدين. فهذا الأمر ينطبق أيضا على العينين والأذنين. رغم أن ذلك غير واضح لنا.
وحتى تعرف اذا كنت أعسر الرؤية أو أيمنها، قم بالتجربة التالية: أنظر نحو جسم صغير عبر ثقب أو حلقة. فاذا كانت العين اليمنى هي السائدة، فان الجسم سيختفي عن مجال النظر اذا أغلقت العين اليمنى. وبالطبع ستكون العين اليسرى هي السائدة اذا اختفى الجسم عند اغلاق اليسرى. علما أن معظم الناس هم يمينيو البصر أيضا.
وأخيرا يجدر بالملاحظة اختلاف طريف ،من نوع مختلف، ويتعلق بوجود حبة خال في الوجه، اذ بامكانك أن تلاحظ أن نسبة كبيرة من الناس يحملون حبة خال على الخد الأيمن أو على الخد الأيسر، وهي غالبا في نفس الموقع تقريبا. فهل من صفة مشتركة بين من يحملون حبة الخال في الخد الأيمن مقارنة بمن يحملونه في الخد الأيسر ؟

هل سينقرض الجربوع الصيني

الجربوع أو اليربوع ، حيوان من القوارض وهو أحد أقارب الفأر ، لكنه يتمتع بمزايا فريدة. ويعيش الجربوع الصيني في صحاري منغوليا وهو حيوان ليلي ولا يغامر أبدا بالخروج نهارا.
في عام 2007 ارسلت جمعية علم الحيوان في لندن بعثة علمية لدارسة هذا الحيوان المهدد بالانقراض، ويقدر أن اعداده انخفضت بنسبة 80% خلال السنوات العشر الماضية بسبب امتداد الآنشطة الانسانية الى موطنه.
يتمتع الجربوع بأرجل خلفية طويلة جدا تمكنه من القفز لمسافة 3 أمتار والجري بسرعة 24 كم/ساعة. أذناه الطويلتان تمنحانه سمعا مرهفا، وأيضا تساعدان على تبريد جسمه لأنهما جيدتا التروية بالدم.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
طرائف طبية من أنحاء العالم

الصلاة تحفر الخشب

اعتاد الراهب البوذي الصيني هوا شي أن يصلي صباح كل يوم نحو الف ركعة في نفس الموضع في المعبد.
وبعد عشرين سنة من المواظبة اليومية على الصلاة ، أصبح خشب الأرضية يحمل بصمات القدمين وخاصة الأصابع !
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------


- استنشق روبرت، 73 سنة، نسيم الحرية عندما تمكن من الهرب من ملجأ للعجزة المصابين بالعته ( الزهايمر) في ضواحي دوسلدروف/ المانيا. شاهد موقف باص قريبا فجلس ينتظر وبعد أن طال انتظاره بلا جدوى. عاد أدراجه الى الملجأ. ما لم يعلمه روبرت هو أن موقف الباص هذا ليس سوى موقف زائف لا يمر به أي باص ، وقد أقامه الملجأ قصدا لهذا الغرض حتى لا يتمكن نزلاؤه المصابون بمرض الزهايمر من الهرب بعيدا.

- يضحك الطفل الصيني خو بنغي، 13 سنة، باستمرار في مستشفى في بكين، لكن الأطباء يراقبونه بأسى، فهو يواصل الضحك منذ كان عمره سنة واحدة عندما أصيب بحمى شديدة سببت له هذا الضحك اللاإرادي والمتواصل، مما جعله عاجزا عن الكلام. ووقف الطب عاجزا عن علاجه.

- في مستشفى جنغ جو في شرق الصين، احضرت الطفلة لي، 10 أشهر، وهي تعاني من سعال متواصل، واضطر الأطباء لاجراء عملية جراحية لها بعد أن تبين وجود عشب بمساحة 3سم² داخل الرئة، والسبب بذرة عشب كانت قد وصلت داخل رئة الطفلة.

- شعر الأمريكي جمس برو، 58 سنة، بدنو أجله وهو مستلق في سريره في المستشفى. فقرر أن يعترف بجريمة ارتكبها قبل 32 سنة. ثم أغلق عينيه منتظرا الانتقال الى الدار الآخرة. لكن النهاية المنتظرة لم تحصل، وبعد أيام استعاد وعيه وعافيته. ليجد نفسه في السجن.
وتثير هذه الحادثة في أذهاننا تساؤلا عن مدى صحة شعور الانسان باقتراب أجله. فكثيرا ما قرأنا أو سمعنا أن فلانا عندما شعر باقتراب أجله استدعى ابناءه ... الخ. فهل أن الطب الحديث أصبح يتدخل ويفشل توقع الشخص بدنو أجله ؟

عرق فرس النهر لحماية جلدك

يسعى الباحثون حاليا لصنع دهون أو كريم للوقاية من أشعة الشمس.... باستخدام عرق فرس النهر.
فجلد هذا الحيوان يفرز عرقا يتمتع بعدة خواص، فهو واق من أشعة الشمس، وخاصة الأشعة فوق البنفسجية، وهو معقم يقتل الميكروبات ، كما أنه يطرد الحشرات والطفيليات. لكن اياك أن تضعه مباشرة على جلدك فهو ذو لون أحمر غريب ورائحة قوية منفرة.

أعيدي لي كليتي !

حصلت زوجة الجراح الأمريكي رتشرد بتستا على حكم بالطلاق، وبدأت اجراءات اقتسام الأملاك المشتركة ، لكن المرارة التي كان يشعر بها الزوج دفعته لمطالبة زوجته باعادة كليته التي كان قد تبرع بها اليها، واذا استحال ذلك فانه يطلب 1.5 مليون دولار ثمنا لها.
Ca m’Interesse-7/2009




















































حسام جميل مدانات

نادى هتلر بتفوق الجنس الآري وفي قمته العرق الجرماني واعتمد على هذه المقولة في سعيه للسيطرة على الشعوب الأخرى . فهل من أساس علمي لادعائه هذا ؟ وهل توجد فروق ( جينية ) حقيقية كبيرة بين أجناس الجنس البشري عدا اختلاف لون البشرة ( وهذا ناتج عن ظروف المناخ ) وما يرتبط بذلك ( أو لا يرتبط ) من لون الشعر والعينين وشكل الأنف وطول القامة ... الخ هل يمكننا مقارنة هذه الاختلافات بين الأجناس البشرية بتلك الموجودة مثلا بين الأصناف المختلفة لفاكهة أو خضرة معينة ، أو بين اصناف الكلاب كبيرها وصغيرها ، أو الابل التي نرى بعضها بسنام ولبعضها الآخر سنامين .
في القرن الثامن عشر ، فرق???? كارل فن لني ، أبو علم التصنيف الحيوي ، الجنس البشري بأنه قسم من النوع البشري اعتمادا على الصفات الجسمية ( الفيزيائية ). وبما أن الجينات تحدد بقدر كبير نسبيا ، الصفات الجسمية ، فان علم الجينات قد يقدم اجابة شافية ، ان لم يكن القول بالفعل ، في موضوع الأجناس البشرية وتمايزها واختلافها ، لأنه علم يبحث في الحمض النووي دنا الذي يمثل أساس تراثنا الجيني .
يحتوي دنا على المعلومات اللازمة لتصنيع آلاف أنواع البروتينات الضرورية لخلايا اجسامنا كما يحدد طبيعة أجسامنا وكيفية عملها . هذه البروتينات تحدد لون البشرة وطول القامة ومدى مقاومة الأمراض .
في عام 2003 أمكن رسم الخريطة الجينية للآنسان أو ما يسمى الجينوم البشري ، وتبين أنه يحتوي على 2ر3 مليار عنصر موزعة على طول جزيئات دنا ، كما تبين أن الاختلاف في ترتيب هذه العناصر بين أي فردين من البشر لا يتجاوز عنصرا واحدا من عشرة آلاف عنصر.
فهل تميز بعض هذه الاختلافات جنسا أو عرقا بشريا عن غيره ، أو شعبا في منطقة جغرافية معينة عن شعب في منطقة أخرى ؟
درس عالم الجينات الامريكي مايكل بمشاد مئة موقع على دنا تظهر فيها الاختلافات لدى 500 شخص من أجناس بشرية متنوعة .. وكانت النتيجة ظهور (4) مجموعات جينية متميزة ، اثنتان منها من افريقيا ، وواحدة أوروبية والرابعة آسيوية .
لكن لم يمتلك أي فرد من العينة جميع المتغيرات أو الصفات الجينية المميزة للمجموعة التي ينتمي اليها . كما أن كل متغير مميز لأي مجموعة عثر عليه لدى أفراد من المجموعات الأخرى.
وبتعتبير أبسط ليس هناك تميز واضح وانفصال صارم بين المجموعات ، بل ان كل انسان يمثل خليطا واسعا من الجينات . فمثلا عثر على جينات افريقية لدى اشخاص من النرويج شقر الشعر وزرق العيون . وبشكل عام فان الفرق الجيني بين شخصين من نفس المجموعة قد يكون أكبر من متوسط الفرق بين مجموعتين عرقيتين مختلفتين .
ويلاحظ أيضا أن الصفات الجسمية لا تتحدد فقط بواسطة الجينات ، فالصيني مثلا هو في المتوسط اقصر قامة من الغربي ، لكن الأجيال التالية من الصينيين المهاجرين الى امريكا يظهرون أطول من أبائهم .
والخلاصة أن دعاوي التمييز والتميز العنصري لا تقوم على أساس علمي ، وان في تنوع الجينات لدى البشر مصدر قوة للجنس البشري بأجمعه فهو تنوع يمكنه من التكيف مع المظاهر البيئية البالغة التنوع والمتغيرة باستمرار .
Science et Vie 2/2008
صور صفحة 101 - 102

أول بنك للاسنان في العالم

يعمل فريق باحثين من جامعة بيرغن في النرويج على جمع أسنان " الحليب" لمئة ألف طفل نرويجي . فما الهدف من ذلك باعتقادك ؟
يهدف الفريق الى دراسة مدى تعرض الطفل ، منذ كان جنينا في رحم أمه ، لملوثات كيماوية ، ودرجة تأثير هذه الملوثات على الطفل فيما بعد عندما يصل مرحلة البلوغ . تؤخذ أسنان الحليب من العائلات المشاركة في التجربة ثم تقسم الى شرائح وتحلل كيميائيا باستخدام اشعة الليزر. ويأمل الباحثون اكتشاف علاقة الملوثات بأمراض مثل الربو ، والحساسية ، و حتى انفصام الشخصية. ويواكب هذه العملية أخذ عينات دم وبول من الأطفال والأمهات ، كما تجري متابعتهم طبيا . فهل نأمل بدراسة مشابهة لدينا ؟

خوذة تحفّز حواسنا الخمس

يقتصر عمل أجهزة الاتصال بمختلف أنواعها : التلفاز، السينما، شاشة الحاسوب، الهاتف، على التأثير على حاسة السمع أو البصر لدينا أو كليهما معا. فما بال هذه التكنولجيات قد تناست وتجاهلت حواسنا الأخرى: الذوق والشم واللمس؟
لتعويض هذا النقص وهذا الظلم لهذه الحواس الثلاث، سعت جامعتان بريطانيتان هما يورك ، وأروك الى ابتكار خوذة واقع افتراضي تعمل على اثارة وتحفيز حواسنا الخمس جميعا في الوقت نفسه. أطلق على الخوذه اسم الشرنقة الافتراضية Virtual Cocoon وهي تحتوي على شاشة تعرض الصور، وسماعات تبث صوتا عالي الجودة، وانبوبين يولجان داخل فتحتي الأنف لاطلاق الروائح المناسبة للمشهد المعروض. وشريطا يوضع في الفم ليجعل اللسان يتذوق الطعم الصحيح اضافة الى الاحساس بقوام وسطح الجسم الظاهر في الصورة وتبقى حاسة اللمس التي يوفرها قفازان يوضعان حول اليدين. واضافة الى اشباع الحواس الخمس، فان الخوذة تحتوي على نظام تهوية ورذاذ ليخلق انطباعا بالحرارة والرطوبة التين يتصف بهما المشهد.
ما زالت هذه الخوذة في طور التجارب، لكن مصمميها يخططون لاستخدامات عملية مستقبلية لها، مثل القيام بنزهات افتراضية في أحضان الطبيعة أو لأغراض تجارية مثل الدعايات لمنتجات منوعة. ويأملون تحقيق نموذج عملي فعال ويمكن تسويقه خلال 3-5 سنوات.

الرابوط أفضل صديق للانسان – مهمات في المواقع الخطرة

حسام جميل مدانات

يبدو أن القول المأثور : "الكلب أفضل صديق للانسان" سيعدل قليلا لنستبدل " الرابوط" بالكلب، وهذا صحيح . فما نسبة العائلات ،لدينا، التي تمتلك كلبا؟ بينما قد يصبح الرابوط قريبا أداة لا غنى عنها في كل منزل، تماما مثل الثلاجة أو المكنسة الكهربائية أو التلفاز حاليا.
لكن موضوعنا هنا ليس عن الرابوط في المنزل حيث يمكننا الحياة بدونه، وانما عن خدمات الرابوط في أماكن صعبة أو خطرة حيث لا يمكننا الاستغناء عنه فيها، مثل المواقع المعرضة لاشعاعات نووية شديدة، وأعماق البحار، والفضاء، وساحات المعارك. لكن حتى الرابوط بهيكله المعدني قد يتعرض للأذى والتلف في هذه الأوساط الخطرة.
المجال النووي
كانت المفاعلات النووية أول مجال تمت فيه الاستعانة بالرابوط. فالوقود النووي المكون من اليورانيوم أو البلوتونيوم يقتل كل من يقترب منه خلال دقائق. وقد أثبت الرابوط فعاليته في أعمال صيانة المفاعلات النووية ومعالجة النفايات المشعة، وعلى الأخص، عند حصول حوادث خطرة في المفاعلات. وقد صممت رابوطات مدرعة تتحمل أقوى الاشعاعات النووية. وتجري مراقبتها وقيادتها بواسطة شاشات تبعد مئات الأمتار عن مواقع تدخّلها، وهي تقوم بعملها بدقة كبيرة، وضمن أجزاء من الملمتر. وقد يقتصر هيكل الرابوط في هذه الحالات على ذراع يصل طولها الى 12م وتحتوي على 10 مفاصل، لتفحص أدق التفاصيل في جوف المفاعل النووي بفضل كمرة مركبة في نهايتها، وتجري متابعة حركتها وتوجيهها عن بعد، فهي إذن ليست مستقلة تماما.
الفضاء
قرأنا منذ عشرات السنين عن عربات كلفت بمهمات على سطح القمر أو المريخ، حيث صورت السطح أو جمعت عينات من الصخور وأجرت قياسات دقيقة لمختلف الظروف هناك. هذه العربات هي أمثلة على رابوطات ذات قدرات عالية. وهي مصممة لتعمل مستقلة دون توجيه مستمر من الأرض. السبب الأساسي لجعل مثل هذه العربات الرابوطية مستقلة وذاتية العمل هو مشكلة الطاقة ومشكلة المسافة. فالعربة التي ترسل الى سطح المريخ تحتاج الى شحن بطارياتها بواسطة أشعة الشمس لمدة 10 ساعات. لكن البطاريات المشحونة تكفيها للعمل لمدة ساعتين فقط، فاذا علمنا أن زمن ارسال رسالة من المركبة المريخية الى الأرض وعودة الرد عليها يساوي 20 دقيقة، أدركنا لماذا لا يمكن الاعتماد على التوجيه الأرضي، اذ لا يمكن خلال ساعتي التشغيل ارسال واستقبال سوى رسائل قليلة قبل نفاذ شحن البطاريات. لكن المتابعة الأرضية ضرورية، وهكذا فان المركبة المريخية المساة "روفر" ترسل يوميا الى الأرض تقريرا عن مهمتها ويحلل العلماء التقرير ويرسلون تعليماتهم الى المركبة. وقد تتضمن التعليمات مهمات صعبة مثل أخذ عينة من الصخور وتحليلها في مختبر صغير داخل المركبة. والواقع أن العربات الرابوطية الفضائية تمثل تحديا ضخما للمصممين، اذ أنهم لن يستطيعوا الوصول للمركبة واصلاح أو تعديل أي شيء فيها بعد أن تهبط على سطح المريخ أو القمر، ولهذا فان عليهم أن يتوقعوا كل شيء مسبقا، وأن يبرمجوا المركبة لحل كافة المشكلات المحتملة.
وفي حالة مواجهة مشكلة كبيرة، تبرمج هذه المركبات لتوجيه لوحات الطاقة نحو الشمس وتوجيه هوائي الاتصال نحو الأرض من أجل تلقي التعليمات.
في الجيش
لعل المجال الذي يعمل فيه أكبر عدد من الرابوطات حاليا هو الجيش. وحسب الاتحاد الدولي للرابوطيات، فقد كان عدد الرابوطات المستخدمة في الجيوش والشرطة والدفاع المدني عام 2007 نحو 12000 رابوط، وتواجد منها 5000 رابوط في العراق وافغانستان بينما لم يزد عددها عام 2004 عن 150 رابوطا.
وقد رصد الجيش الأمريكي مبلغ 1.5 مليار دولار للتزود بالرابوطات خلال الفترة 2006-2012. وتخطط وزارة الدفاع الأمريكية لجعل ثلث قواتها جنودا آلية أي رابوطات، بحلول عام 2015. وينطبق هذا الأمر أيضا على الطائرات، حيث سيكون ثلثها بدون طيار ( ويطلق عليها اسم "درون" أو الدبورة)، وأيضا على الشاحنات الأرضية دون سائق.
وقد عبر جندي أمريكي عن اعجابه بالرابوطات المحاربة: أنها لا تجوع ولا تعطش ولا تنام ولا تخاف ولا تنسى الأوامر ولا تتأثر بمقتل زميل بجوارها.
ومن الرابوطات المستخدمة في العراق والتي تحاط بالسرية، نجد الرابوط سوردز Swords المزود برشاشات وقاذفات صواريخ. ورغم أن منظره مخيف الا أنه لا يرتكب جرائم بشعة مثل الجنود الرجال. فهو لا يغتصب النساء ولا ينهب أو يبيد سكان قرية دون سبب. فهل لنا أن نتخيل أن الحروب ستجري في المستقبل بين جيوش مكونة حصرا من الرابوطات ليفوز الجانب الأذكى أي الأكثر تطورا في التكنولوجيا والتصميم والبرمجة.

مجلة العلم والحياة الفرنسية – عدد خاص عن الرابوطات Science et Vie

زهرة الضوء : مصباح المستقبل في الشوارع

ابتكرت شركة فليبس نظاما ذكيا ومكتفيا ذاتيا لانارة الشوارع. وأطلقت عليه اسم زهرة الضوء.
يحمل عمود الانارة لوحات شمسية تلتقط طاقة الشمس نهارا وتخزنها على شكل كهرباء. وتوجه اللوحات نفسها نحو الشمس تلقائيا، كما تفعل زهرة عباد الشمس، حتى تستفيد من طاقة الشمس لأقصى حد ممكن.
واذا هبت الريح، فان هذه اللوحات تدور لتستغل طاقة الريح أيضا في توليد الكهرباء وتخزينها.
ولا تقتصر فعالية وذكاء هذه اللمبة على ذلك. فهي تضيء في الليل اضاءة خافتة، لكن بمجرد أن تشعر بحركة قربها فإنها تزيد من شدة الاضاءة. وهي بذلك تخفض من استهلاك الطاقة عندما لا توجد حاجة للإضاءة. من المخطط أن تظهر زهرة الضوء على أرصفة الشوارع خلال 3 – 5 سنوات.

بفضل الخلايا الجذعية : الأسنان تصلح نفسها

حسام جميل مدانات
انه حلم على وشك أن يتحقق : اذا كسر جزء من أحد أسنانك، أو حفر الطبيب طاحونتك لازالة التسوس، فلا داعي لأن يضع لك حشوة أو تلبيسة، بل يكفي أن ينشط الخلايا الجذعية في السن المصاب حتى يصلح السن نفسه خلال بضعة أشهر. تماما كما يصلح الجلد المجروح نفسه بعد فترة من الزمن .
لقد طبقت هذه الطريقة على الجرذان بنجاح، ويتوقع أن تكون جاهزة لتطبيقها على الانسان خلال 5 سنوات.
جرى تطوير هذه التقنية الحيوية في فرنسا، على يدي الباحثين مشيل غولدبرغ وآن بليار من كلية طب الاسنان في باريس. وقد بدءا بتطبيق التجارب على الجرذان. تم إحداث ثقب في سن الجرذ ثم جرى تفعيل وتنشيط الخلايا الجذعية في السن، وبعد ثلاثة أشهر كان السن قد أصلح نفسه وملأ الثقب بمادة شبه طبيعية.
توجد الخلايا الجذعية داخل لب السن. وتكون نشطة في مرحلة الطفولة حين تجعل اسنان الحليب تنمو، ثم تواصل عملها لتحل الأسنان الدائمة محل أسنان الحليب. وبعد أن ينتهي دورها فانها لا تزول وانما ترقد في سبات طويل. ومن هنا جاءت فكرة تحفيز هذه الخلايا تحفيزا اصطناعيا لتعاود لممارسة مهامها التي مارستها في مرحلة الطفولة.
يقول د. غولدبرغ: منذ اكتشاف هذه الخلايا في بدايات العقد الحالي، جربنا عدة طرق من أجل تفعيلها، وتوصلنا الى أن أفضل طريقة هي أن نحقن داخل الثقب السني كريات بالغة الدقة من مادة تدعى أغاروز (Agarose) وهي مادة غروية مستخلصة من أحد الطحالب، ومغطاة بجزيئات أخرى خاصة تدعى الببتيد أ4\. دلتنا التجارب على أن هذه الجزيئات قادرة على ايقاظ الخلايا الجذعية السنية وتنشيطها خلال أقل من ساعة. تنجز هذه الخلايا عملها في نحو ثلاثة أشهر لتولد اللب والعاج، لكنها تعجز عن اعادة توليد المينا، ويكفي أن نضع على العاج طبقة واقية تقوم مقام المينا .
تمتاز هذه الجزيئات المحفزة للخلايا الجذعية (الببتيد أ 4) بأنها سهلة التصنيع نسبيا، وتشبه جزيئات يصنعها جسم الانسان، مما يجعلها مناسبة تماما لاجراء تجارب عيادية على الانسان.
يمارس حاليا اسلوبان للبحث العلمي في الخلايا الجذعية ولاستغلالها في النواحي الطبية. ولكل اسلوب مناصروه الذين يعارضون الاسلوب الآخر. يعتمد الاسلوب الأول على التنمية المخبرية للأعضاء انطلاقا من الخلايا الجذعية. وبعد أن تنمو هذه الأعضاء في المختبر يمكن زراعتها في الحيوان أو الانسان. اما الاسلوب الآخر،والذي اعتمده الباحثان الفرنسيان غولدبرغ وبليار، فيعتمد على تنشيط الخلايا الجذعية مباشرة في مكانها داخل الجسم. ورغم تخوف البعض من مخاطر هذه الطريقة غير المجربة بشكل كاف حتى الآن، الا أنها تبدو أكثر فعالية. وقد تبين أن معظم أعضاء الجسم تحتوي على خلايا جذعية. ومنها الدماغ والعضلات والأسنان. مما يجعل توليد خلايا جديدة من هذه الخلايا الجذعية في مواقعها داخل الجسم طريقة واعدة وأكثر فعالية من زراعة الخلايا الجذعية مخبريا.
Sience et Vie

اطلاق الصواعق بواسطة الليزر

يبدو أن لا حدود لخيال الانسان ولسعيه للتحكم في قوى الطبيعى . نعلم أن الصواعق قد تكون خطرا فتسبب الحرائق أو تقتل البشر ، فلماذا لا نعمل على تفريغ الشحنات الكهربائية الخطرة من الغيوم الرعدية قبل أن تصل الى مناطق حساسة ؟ هذا ما يهدف لتحقيقه برنامج امريكي طموح يدعى تيراموبيل (Teramobile ) بدأ قبل نحو 10 سنوات وأجرى عدة تجارب لهذا الغرض في نيومكسيكو في الولايات المتحدة. يستخدم لهذا الغرض أقوى شعاع ليزر في العالم ، اذ تبلغ قوته بضعة آلاف مليار واط . وعندما يطلق على قاعدة الغيوم فانه يشكل خيطا من الالكترونات والأيونات التي توصل الكهرباء ، وقد أمكن احداث " تفريغ تاجي" وهو الذي يسبق حصول الصاعقة لكن توليد صاعقة حقيقية سيتطلب رفع قدرة شعاع الليزر الى 30 الف مليار واط واطلاقه على شكل دفقات متتالية . هذا على الأقل ما تدل عليه الحسابات الرياضية ويتوقع تحقيق ذلك خلال العام القادم 2010.
يجدر بالذكر أن هناك طريقة لإحداث البرق ، معروفة ومطبقة منذ السبعينيات ، وتتمثل باطلاق صاروخ يجر خلفه سلكا معدنيا نحو الغيوم الرعدية .