جميعنا نعرف البزّاق، ذلك الحيوان الرخوي الذي يعيش داخل صدفته الحلزونية ونجده في حدائقنا أو داخل المجاري والمصارف. لكن موضوعنا هنا هو نوع من بزاق البحر.
واسمه العلمي Elysia chlorotica . وهو كائن غريب بالفعل. لأنه قادر على تصنيع غذائه من المواد الأساسية: الماء وثاني أكسيد الكربون بمساعدة ضوء الشمس، أي أنه يقوم بعملية البناء الضوئي مثل النبات.
تعرّف علماء الأحياء على هذا الكائن الغريب منذ سنوات، ولاحظوا أنه يتغذى على طحلب اسمه العلمي Vaucheria litorea وأثناء هضمه للطحلب، فانه يستخلص البلاستيدات الخضراء المسؤولة عن البناء الضوئي ويحصرها في مخاطه حيث تواصل عملها وهو البناء الضوئي.
لكن المحير في الأمر أن هذه البلاستيدات عندما تقوم بعملها داخل الطحلب، فانها تحتاج الى بروتينات خاصة تتحكم فيها جينات الطحلب بينما البزاق لا يفترض فيه أن يمتلك هذه الجينات. ويبدو أن السر قد اكتشف أخيرا، فان هذا البزاق قد تمكن من ادماج جينات الطحلب التي تتحكم بالبناء الضوئي ضمن جيناته الخاصة، أي أنه قد حصل انتقال للجينات من الطحلب الى البزاق يوما ما في الماضي البعيد. أنه استنتاج غريب للغاية. واذا ثبتت صحته فما الآلية التي حصل بها ، وهل هو المثال الوحيد على انتقال جينات من خلايا نبات الى خلايا حيوان؟
La Recherche 1/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق