Powered By Blogger

السبت، 11 فبراير 2012

لماذا تعّمر النساء أكثر من الرجال

على المستوى العالمي ، يزيد أمد الحياة المتوقع للمرأة بمعدل 4,2 سنة عنه للرجل . ويزيد هذا الفرق في الدول الصناعية المتقدمة معيشيا . اذ يبلغ 6 – 8 سنوات . قد يخطر بذهنك أن سبب ذلك هو أن الرجل يتعرض للمخاطر أكثر من المرأة . وهذا صحيح . فالرجال هم الذين يمارسون الأعمال الخطرة كالعمل في البناء أو المناجم أو المصانع الثقيلة أو الكيماوية . وهم أكثر ميلا لقيادة السيارات بسرعة . وهم أكثر ممارسة للتدخين وغيره من العادات السيئة والضارة بالصحة . وهم أيضا أقل اهتماما وربما أيضا أكثر تعرضا للضغط النفسي بسبب مسؤولية العائلة أو نكد الزوجة . لكن هذه الممارسات الحياتية والظروف البيئية لا تكفي لتفسير الفرق في أمد العمر بين الرجل والمرأة , رغم أن المرأة تعاني في شيخوختها من بعض الامراض المقعدة أكثر مما يعاني الرجل ، مثل هشاشة العظام والعته ( الزهايمر ) .
دور الهرمونات والجينات :
يقدم علم الاحياء تفسيرات اساسية لهذا الفرق . التفسير الاول يرتبط بالهرمونات . فالهرمونات
الانثوية ، الاستروجينات تحد من تشكل الكلسترول السيء ، وهو المسؤول عن تراكم الدهن في الأوعية الدموية ومن ثم التسبب بالجلطات القلبية والدماغية القاتلة . وتدل الاحصاءات على أن امراض القلب والاوعية الدموية تقتل من الرجال خمسة اضعاف ما تقتل من النساء ، كما أنها المسبب الأول للوفيات في الدول الصناعية .. تعمل هرمونات الاستروجينات الانثوية على تمتين جدران الأوعية الدموية كما أنها تحفز اطلاق غاز اكسيد النيتروجين في الدم . هذا الغاز يسبب توسع الأوعية الدموية وبالتالي فهو يخفض خطر تكون التخثرات والجلطات الدموية . يتذبذب مستوى الاستروجين في جسم المرأة خلال الدورة الشهرية ويتضاعف مستواه ( 70) مرة عند حصول الحمل ، مما يزيد من تدفق الدم في الاوعية الدموية بنسبة 40% . وهذا يعادل تأثير ممارسة الرياضة والتي ينصح بها لتفادي الذبحات الصدرية .
لكن نسبة هرمونات الاستروجينات تنخفض كثيراعندما ينقطع الطمث لدى المرأة ، مما يجعلها تفقد تدريجيا تلك الميزة على الرجل من حيث خطر الاصابة بأمراض القلب . لكنها لا تصل الى مستوى الرجل في هذا المجال الا في سن الخامسة والسبعين .
وهناك فائدة أخرى لللاستروجينات، وهي أنها تحفز انتاج الجزيئات المضادة للأكسدة والتي تحيد تأثير الجذور الحرة ، وهذه الأخيرة مواد كيماوية مسؤولة عن اصابة خلايا الجسم بالشيخوخة .

العامل الثاني المهم هو الجينات . نعلم ان خلايا المرأة تتميز باحتوائها على كروموسومين مثماثلين يطلق عليهما س س بينما لا يملك الرجل الا كروموسوما واحدا منهما ، وفي مكان الآخر هناك كروموسوم ضامر يطلق عليه الرمز ص .

ان امتلاك المرأة لكروموسومين نشطين كاملين يتيح لها فرصة أكبر لتعويض أي تلف يحصل في الجينات الواقعة على هذا الكروموسوم س . وهذا أمر مهم . فالكروموسوم س يحتوي على 900-1200 جين ، أي نحو 5% من مجموع الجينات أو الجينوم لدى الانسان ، مقابل 4ر0% للكروموسوم ص . ( أقل من 80 جينا ) .
كما أن الحمض النووي دنا لدى المرأة يبدو محميا أكثر منه لدى الرجل . فنهايات الكروموسومات لديها أطول وتحمي الجينات لمدة أطول .

نضيف أخيرا بأن جهاز المناعة الأنثوي أقوى منه لدى الرجل . وأقدر على انتاج اجسام مضادة لمقاومة الأمراض .

وهكذا ، فرغم المخاطر المرتبطة بالحمل والولادة ، الا أن المرأة التي يطلق عليها الجنس الأضعف هي أقوى بيولوجيا . وقد يكون مغزى ذلك هو أنها هي المسؤولة عن الانجاب ورعاية الأطفال وبالتالي فان بقاءها أهم لاستمرار النسل .

العلم والحياة الفرنسية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق