Powered By Blogger

السبت، 11 فبراير 2012

طفل الأنبوب يفوز بجائزة نوبل

في 4/10 /2010 منحت جائزة نوبل في الطب لهذا العام، وقيمتها نحو 1.5 مليون دولار، للبريطاني روبرت إدوردز، الذي أثمرت أبحاثه، بالتعاون مع باترك ستِبتو، بولادة أول طفل أنابيب عام 1978. وقد ولد حتى الآن 4 ملايين طفل أنابيب في أنحاء العالم.
في الخامس والعشرين من تموز 1978 ولدت لويز براون، وكانت أول طفل ينتج عن إخصاب في أنبوب زجاجي، أي بمعونة طبية، خارج جسم المرأة، وهو ما اصطلح على تسميته بالاخصاب الاصطناعي أو أطفال الأنابيب. يجدر بالذكر أن لويز براون، وعمرها الآن 32 سنة، قد تزوجت وأنجبت إنجابا طبيعيا. وقد أجرت مجلة البحث ( لارشيرش ) الفرنسية حوارا مع رنيه فريدمن، أحد كبار الباحثين الذين ساهموا في تطوير هذه التقنية. وفيما يلي مقتطفات من هذا الحوار :
البحث : بعد مرور أكثر من 30 سنة على ولادة أول طفل أنابيب في بريطانيا، هل تم تبني هذه التقنية بمختلف أنحاء العالم ؟
فريدمن : نعم لا يكاد يوجد حاليا بلد لا يحوي مركزا واحدا على الأقل للمساعدة الطبية على الحمل. يوجد 15 مركزا في الأردن، 60 في مصر و 150 في الصين. ومؤخرا ولد طفل أنابيب في موريتانيا. وفي شهر 12/2007 عقد مؤتمر بهذا الخصوص في تنزانيا لنشر هذه التقنية في الدول النامية .
البحث : يبدو هذا الاهتمام بالحمل المعان طبيا في الدول النامية مثيرا للدهشة، إذ من المعروف أن معدل عدد الأطفال مرتفع لديهم !
فريدمن : الحق أن الإنجاب يعتبر بالغ الأهمية للمرأة المتزوجة في معظم الدول النامية. وهي قد تتعرض للطلاق إذا لم تنجب. كما أن هذه التقنية مقبولـة بشكل عام، على الأقل لدى النساء. لكن الكلفة العالية لها تحصر إمكانية الاستعانة بها في الطبقة الميسورة. وبشكل عام فان دولا قليلة تغطي هذه التقنية بالتأمين الصحي. الا أن الضمان الاجتماعي في فرنسا يغطي كامل التكاليف لأربع محاولات للحمل .
البحث : أصبح الحمل بأطفال الأنابيب مقبولا بشكل عام حاليا، لكن كيف كانت ردود الفعل تجاه هذه التقنية في بداياتها ؟
فريدمن : في السبعينيات شكك الكثيرون في إمكانية نجاحها، وتوقعوا ولادة أطفال غير أسوياء. استمر هذا التشكيك حتى بعد ولادة لويز براون عام 1978. وهنا في فرنسا طلب منا عام 1977 أن نجري تجارب أولا على القرود بدلا من الانتقال فورا من الفئران إلى الإنسان.
البحث : في ذلك الوقت لم تكن قد أرسيت بعد أيـة قواعـد أخلاقيـة لضبط هذه التقنيـة ...
فريدمن : لا، لكن ولادة الطفلة أمندين في عيادتي في شباط 1982 أطلقت العملية، اذ أنشئت اللجنة الوطنية الاستشارية لأخلاقيات العلوم الحيوية عام 1983 كنتيجة مباشرة لبداية عهد أطفال الأنابيب لدينا. ودار جدل طويل حول العواقب الأخلاقية لتجميد الأجنة الناتجة عن الإخصاب في الأنابيب، حيث يمكن إبقاء الجنين مجمدا لفترة طويلة، مما قد يوجد فجوة زمنية بين الأجيال. كما نوقشت قضية التبرع ببويضة أو حيوان منوي، والحمل بالإنابة، أي أن تستأجر امرأة رحم امرأة أخرى لتحمل جنينها، وبالتالي مسألة اختلاط الأنساب.
البحث : فتح نجاح الإخصاب في المختبر الباب لإجراء تجارب على الأجنة البشرية الناتجة عنه، متى حصلت أول نقاشات في هذا الموضوع ؟
فريدمن : مبكرا نسبيا، في عام 1986. وكان هناك شبه إجماع على معارضة إجراء تجارب تؤثر على الجنين. لكن عدة أشخاص أيدوا منح الأطباء حرية التصرف. في عام 1992 ساهمتُ في صياغة أول قانون عن الأخلاقيات الحيوية. وعندما عرض القانون على اللجنة الوزارية المختصة صاح ممثل رئيس الوزراء: هل أنتم مجانين؟ هل تريدون إسقاط الحكومة؟ وهذا مجرد مثال على حساسية الموضوع. وفي عام 1994 صدر قانون يمنع إجراء أية تجارب تؤثر على الجنين .
البحث : حتى قبل التصويت على ذلك القانون، كانت التقنيات قد تطورت، ومنها تقنية حقن حيوان منوي مباشرة في البويضة. فهل أثارت هذه التقنية جدلا أو معارضة ؟
فريدمن : نعم أثارت جدلا ساخنا. أجري أول حقن في بلجيكا عام 1992 ثم في فرنسا عام 1994. وكان هدف هذه التقنية التغلب على عقم الرجل. واعتبر الكثيرون أن هذه التقنية الجديدة تمثل خطوة جديدة في التلاعب بالطبيعة. وكان عنوان أول مقال لجريدة لوموند في هذا الموضوع: "اغتصاب البويضة".
يطبق الحقن عندما يعاني الذكر من نقص، أو حتى انعدام، الحيوانات المنوية. وقد يرتبط هذا بعيوب في الكروموسومات لديه. وقد تنتقل هذه العيوب الى الجنين. هذا يعني أن شخصا عقيما سينجب أيضا طفلا عقيما (وهذا يذكرنا بعبارة هزلية وردت في احدى مسرحيات دريد لحام: انا ما بجيب اولاد، وأبي قبلي ما كان يجيب اولاد ... ويبدو أن الحقن جعل هذه النكتة حقيقة) .
البحث : قررت السلطات الصحية العليا مؤخرا ضرورة متابعة أطفال الأنابيب بعد ولادتهم، فهل يتم ذلك؟
فريدمن : نعم، لكن هذه المتابعة تختلف كثيرا بين مركز إخصاب وآخر. وسبب ذلك صعوبة هذه المتابعة وكلفتها العالية. تابع مركزنا 423 طفل أنابيب خلال 10 سنوات، ولم نلاحظ أية مشاكل كبيرة لديهم. لكن لا شك أنه يلزمنا على الأقل 5 سنوات أخرى حتى نتوصل إلى نتائج موثوقة .
البحث : وماذا عن النساء اللواتي يعالجن بالتحفيز الهرموني للحصول على البويضات اللازمة للإخصاب في المختبر ؟
فريدمن : المتابعات التي أجريت كانت قليلة جدا. لكن لم يثبت أنهن عرضة لمخاطر غير عادية، كالإصابة بالسرطان، مقارنة مع غيرهن.
البحث : ماذا عن نسبة نجاح عمليات الإخصاب في المختبر ؟
فريدمن : نسبة النجاح في فرنسا 17% ولكن يفترض بها أن تكون ضعفي هذا الرقم. أحد أسباب ذلك هو أن بعض المراكـز غير الناجحة تواصل عملهـا دون أن يحاسبها أحـد، حتى ولا الضمان الاجتماعي الذي يدفع الكلفة، والتي تصل إلى 3000 يورو للإخصاب العادي، و5000 يورو لحقن الحيوان المنوي.

La Recherche

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق