Powered By Blogger

السبت، 11 فبراير 2012

كيف يعمل الضبط الذاتي في الكمرة

منذ نحو ثلاثين عاما ظهرت ثم انتشرت كمرات ذات ضبط تلقائي آلي للصورة أو ما يسمى بالتبئير الذاتي (Autofocus) مما وفر على المصور الهاوي والمحترف على السواء الكثير من الجهد والوقت اللازمين لتضبيط الصورة، عن طريق تحريك مقياس المسافة على الكمرة لجعله يطابق البعد الفعلي للمنظر، وإذا لم ينفذ هذا الضبط على الوجه الصحيح، فان الصورة الناتجة تكون مشوشة غير محددة المعالم.

لقد كان تحقيق الضبط الذاتي للكمرة حلما تحقق. فهل تعرف سر آلية هذا الضبط؟

ظهرت أول كمرة ذاتية الضبط عام 1977 وهي Konica C35 AF . وكانت مزودة بنظام يدعى Vistronic ابتكرته شركة هني ول. ويعتمد في عمله على مقارنة صورتين تنعكسان عن مرآتين موضوعتين على جانبي العدسة الشيئية. ويمكن لإحدى المرآتين أن تدور حتى تتماثل الصورتان وتتطابقان. وتحسب الكمرة المسافة الصحيحة للجسم الجاري تصويره بحساب مثلثات بسيط. في السنوات التالية، ظهر النظام الفعال الذي يعتمد على بث الأشعة تحت الحمراء نحو الجسم من أجل حساب بعده. كما انتجت بولارويد عام 1978 نظاما يبث موجات فوق سمعية ( فوق صوتية) بدل الأشعة تحت الحمراء. وفي عام 2008 طرحت نبتكس في الأسواق نظاما مختلفا في الكمرة K20D المخصصة للمحترفين والتي تحتوي على محرك ذاتي الضبط وعدسات شيئية مزودة بمحرك يعمل بالأمواج فوق السمعية.

يوجد حاليا نظامان للضبط الذاتي. أولهما يدعى النظام الفعال، وقد زودت بها الكمرات المدمجة (compact)، أي ذات العدسة الشيئية الثابتة ( العدسة الشيئية هي الأقرب للجسم المراد تصويره مقارنة مع العدسة العينية، الأقرب لعين المصور) تحتوي الكمرة على نظام الكتروني يقيس بعد الجسم الذي يجري تصويره عن طريق إرسال أشعة تحت الحمراء، والتي تنعكس عن الجسم وتعود للكمرة ثم يوجه هذا النظام محركا يزيح جزءا من العدسات الشيئية لتناسب المسافة المقيسة.

النظام الثاني هو النظام السلبي، وتجده عادة في الكمرات الانعكاسية، أي التي يمكن تغيير عدستها الشيئية. يحلل النظام الالكتروني مدى تباين الصورة التي تصله عبر العدسة، ثم يحسب و يستنتج عدد الدورات التي يجب أن يقوم بها المحرك من أجل تضبيط وضوح الصورة.

رغم اختلاف مبدأ العمل في النظامين، فان هدفهما واحد، وهو تجنب التدخل اليدوي للمصور في عملية التبئير وتوضيح الصورة. إلا أن هذه الكمرات تزود عادة، بإمكانية التضبيط اليدوي، إذا كانت الإضاءة غير كافية مثلا. وقد أصبحت أنظمة الضبط الذاتي سريعة جدا، حيث يتم الضبط في أقل من نصف ثانية. ويتفوق النظام السلبي على الفعال بفضل محركات سريعة وصامتة.

وتظهر مزايا الضبط الذاتي بشكل خاص عند تصوير أجسام متحركة بواسطة كمرات المحترفين، التي تحتوي على نظام ضبط ثلاثي الأبعاد، أو مجسم، يتابع حركة الجسم باتجاهين. ومنذ فترة قصيرة، ظهرت أنظمة تميز الوجوه في المنظر لتركز الضبط عليها بالذات وتجعلها أوضح ما يمكن ضمن المنظر المصور.


Science et Vie

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق