Powered By Blogger

السبت، 11 فبراير 2012

الانتفاخ الشرياني في الدماغ

يقـدر أن ما بين 2% و 5% من البشر مصابون بالانورسما أي الانتفاخ الشرياني داخـل الدمـاغ . وهو يشبه قنبلة موقوتة داخل الرأس، لأن انفجار الشريان في موقع هذا الانتفاخ يؤدي الى الوفاة في نصف الحالات ، والى الشلل أو الفالج في ربع الحالات. فهل يجب اجراء عملية جراحية أو زرع لولب أوشبكة في الشريان لمعالجة الانتفاخ اذا تم اكتشافه؟ يبدو أن الجدل حول هذا الموضوع ما زال مفتوحا .
في شهر أيلول 2007 اطلقت دراسة عالمية واسعة لهذا الغرض أطلق عليها اسم تيم TEAM وهي اختصار لجملة تعنـي "محاولة لادارة الانتفاخ الشريانـي في الدمـاغ" Trial on Endovascular Aneurysm Management) ) تشمل التجربة (2000) ألفي مريض وتهدف الى تحديد مدى ضرورة اجراء عملية لهؤلاء المرضى عندما يتردد الأطباء في اتخاذ القرار. سيتابع هؤلاء المرضى لمدة عشر سنوات ، مع استخدام أية تقنيات قد تستحدث خلال هذه الفترة .

الانورسما : تاريخها وأعراضها:

كان أول من لاحظ الانتفاخ الشرياني في الدماغ ووصفه، ابو الجراحة المرضية ، الايطالي جوفنتي بتستا عام 1761. وفي عام 1937 عالج الامريكي ولترداندي هذا المرض جراحيا بواسطة الملقط . وما زالت هذه التقنية مستخدمة حتى الآن . وفي الثمانينات ابتكرت طريقة اللولب أو الشبكة ( كويل ) وطورها الايطالي غيدو غلييلمي عام 1992.
لا يشعر المصاب بالانتفاخ الشرياني بشيء ، حتى ينفجر الشريان ، بسبب زيادة الضغط عادة ، عندئذ يشعر بصداع عنيف ، يتلوه غثيان وقيء وتشنجات ثم يحصل شلل في الأطراف أو اضطراب الرؤية والسمع . اذا حصل الانفجار والنزف فيجب اجراء العلاج فورا لئلا تحصل الوفاة أو عواقب خطيرة أخرى .
يصيب هذا النزف الدماغي سنويا شخصا من كل الف شخص بالغ في العالم. أي نحو 4 ملايين اصابة سنويا . بينما يقدر أن ما بين 2% و 5% من الناس يحملون هذه القنبلة الموقوتة داخل رؤوسهم . وعادة لا تكتشف اصابتهم الا عن طريق الصدفة , عند تصوير الدماغ بسبب مشكلات صحية أخرى. والواقع أن خطورة هذا الانتفاخ تتباين حسب شكله وحجمه .
هنـاك الانتفـاخ المغزلـي الشكل ، حيث ينتفخ الشريان في نقطـة معينة منه من الجهتـين ( أو من جميع الجهات ) ويمثل 10% من حالات الانتفاخ . وهو خطر في أثناء تكونه اذ قد ينفجر حينئذ ، ويسبب الدم النازف ارتفاع الضغط داخل الدماغ. وهناك الانتفاخ من جهة واحدة ، على شكل حبة كرز أو أكبر . واذا أصبح الانتفاخ كبيرا جدا ( 5ر1 – 5ر2 سم أو أكبر) فان خطره يكبر أيضا وينتج عن ضغطه على أنسجة الدماغ المجاورة له أكثر مما ينتج عن احتمال انفجاره .
يتلخص أسلوب العلاج الحالي ، سواء لمن انفجر عنده الشريان بالفعل أو لمن يحتمل أن ينفجر لديه ، بوضع لولب بلاتيني بواسطة القسطرة ، في موقع الانتفاخ لمنع وصول الدم له . وقد حلت هذه الطريقة محل العملية الجراحية التي تفتح فيها الجمجمة بقص الانتفاخ وازالته . وتمارس القسطرة وزرع اللولب في فرنسا حاليا بنسبة 70% من الحالات .
فهل يجدر بالطبيب زراعة اللولب لكل مريض يكتشف لديه الانتفاخ ؟ يصعب اعطاء اجابة قطعية . الا اذا كان حجم الانتفاخ أكبر من 5ر0سم وكان المريض في العقد الرابع من عمره ( أي بين الثلاثين والأربعين ).
ويلاحظ أن عملية زراعة اللولب ليست آمنة تماما . اذ أنها تسبب الوفاة في حالة من كل مئة ، كما أنها تسبب مضاعفات مثل حصول تجلطات أو انفجار الانتفاخ في 2% من العمليات .
يجدر بنا أخيرا أن نذكر العوامل التي تسبب حصول الانتفاخ الشرياني في الدماغ .
أول العوامل هو ضعف جدران الشريان، وهو عامل يستحيل تقييمه حاليا.
العامل الثاني : الجنس ، اذ يلاحظ أن احتمال تعرض النساء لانفجارشريان في الدماغ يعادل ضعفي احتمال تعرض الرجال له . العامل الثالث هو حجم الانتفاخ،
فكلما كبر الانتفاخ زادت خطورته ، وخاصة اذا زاد حجمه عن نصف سنتمتر .
العامل الرابع هو الارتفاع المفاجىء بضغط الدم ، وهذا أخطر من وجود ارتفاع مزمن ومراقب للضغط .
العامل الخامس هو العمر ، وتبلغ الخطورة ذروتها حوالي سن الخمسين .
العامل السادس عرقي ووراثي . فاليابانيون والفنلنديون مثلا يتعرضون أكثر من غيرهم لانفجار شريان في الدماغ.
والعامل السابع والأخير هو التدخين . ويلاحظ أنه اذا حصل انفجار شرياني لدى المدخن ، فان النزف يكون أغزر مما هو لدى غير المدخن.

Science et Vie 1/2008

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق