Powered By Blogger

الأربعاء، 15 فبراير 2012

لماذا يتباين احتمالنا للألم ؟

يقال أن عنترة بن شداد سئل عن سر شجاعته، فطلب من السائل أن يضع كل منهما اصبعه في فم الأخر وأن يعض عليه، والخاسر هو من يستسلم أولا. وبالطبع فقد فاز عنترة. والذي فسر ذلك لسائله بأنه كان يتألم ويكاد يستسلم في كل لحظة، لكنه كان يصبر نفسه متأملا أن يستسلم خصمه قبله. والشجاعة صبر ساعة.
لكن قد يكون للصبر على الألم تفسير آخر. فبنو البشر ليسوا متماثلين في احساسهم بالألم، فالشعور بالألم أمر شخصي أكثر منه أمرا موضوعيا. وهو يرتبط بتجربة الشخص وخبراته. فالطفل الذي تربى على تحمل الألم وكتمانه يظهر جلدا وصبرا أكبر تجاه مسبب الألم. وهناك أيضا عوامل هرمونية وعصبية وجينية ونفسية واجتماعية.
وقد تبين أن الرجل يتفوق على المرأة في تحمل الألم. ويعزى ذلك لتأثير الهرمون الذكري، تستسترون الذي يعمل كمثبط للشعور بالألم.
ويعاني البعض من احساس دائم ومزمن بالألم. ومؤخرا كشف فريق من جامعة شمال الشرق (نورث وسترن) بشكاغو عن أن سبب الألم المزمن قد يكون وجود خلل في ارتباطات الأعصاب، وخاصة تلك المسؤولة عن مناطق الشعور بالألم داخل الدماغ.
وفي المقابل فان بعض الأشخاص لا يكادون يشعرون بالألم مهما كانت الاصابات التي يتعرضون لها. وسبب ذلك مرض جيني نادر الحدوث.
وأخيرا يجدر بالذكر أن هناك أساليب وتقنيات تساعد على تحمل الألم، سواء بالتنويم المغنطيسي أو بممارسة رياضة اليوغا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق