Powered By Blogger

السبت، 11 فبراير 2012

العلاج بالتبريد ... على درجة سالب 110 س

يبدو أن صرعة جديدة قد بدأت بالانتشار، بين الرياضيين، بشكل خاص، و كبار السن و المرضى الخارجين من عمليات جراحية، لتخفيف آلامهم و المساعدة على شفائهم بواسطة الثلج أو الجليد.
و لأول وهلة، لا يبدو لنا هذا الأسلوب في العلاج غريبا، إذ إننا نعرف أن وضع قطعة من الثلج على الكدمة يخفف الألم لأن الأعصاب على درجة حرارة 10 سليوس تقل قدرتها على نقل الإشارات، كما يتباطأ نزف الدم في الأنسجة تحت الجلد و بالتالي يخفف الورم. لكن ما نعنيه هنا بصرعة العلاج بالتبريد، أو بالأحرى بواسطة الجليد أو الصقيع، هو أكثر من ذلك بكثير، فهو قد يتضمن غمر الجسم بأكمله في الجليد لبضع دقائق. أو دخول غرفة مفرطة البرودة.
فما سر هذا العلاج، و كيف يساعد على الشفاء و يخفف الألم؟

للنقاهة و التخلص من الإنهاك
منذ بضع سنوات، يمارس لاعبو فرق كرة القدم و كرة اليد و الرغبي الفرنسيون تقليداً غريبا، إذ أنهم يغمرون أجسامهم في حمام من الجليد بعد إنهاء المباريات أو التدريب العنيف. و الهدف هو استعادة نشاطهم بسرعة أكبر استعداداً لمباراتهم التالية. كما أن هناك خيارا أفضل من حمام الجليد، ألا و هو غرفة الزمهرير أو المصردة حيث تصل درجة الحرارة إلى سالب 110 سلسيوس. و لا أعتقد أن كلمة زمهرير تكفي لوصف هذه الدرجة. و في المعجم الوسيط يعرف الصرد بأنه شدة البرد، و كذلك الصر. و يوجد في فرنسا حاليا غرفتا زمهرير مخصصتان للرياضيين. و الغرفة تشبه الساونا، لكن بظروف معاكسة تماماً. و يجب أن يكون جوها جافا تماما، حتى لا يتحول بخار الماء داخلها إلى بلورات جليد.
يدخل الرياضي الغرفة بعد أن يمر بغرفتين باردتين إحداهما بدرجة سالب 10، و الأخرى سالب 60 ( لاحظ أن الفريزر المنزلي يكون عادة بدرجة سالب 18 ).
يرتدي الرياضي ملابسه الداخلية فقط و يغطي يديه و قدميه و فمه. ثم يمكث في المصردة ما بين دقيقتين و أربع دقائق مع المواظبة على تحريك الذراعين. عند دخول المصردة، يكون رد فعل الجسم هو إعادة توزيع الدم بحيث تكون الأفضلية للأعضاء الحيوية، مثل الدماغ و القلب و حتى العضلات، بينما تتقلص الأوعية الدموية الخارجية الملامسة للجليد. و هكذا فان الأوعية الدموية التي تغذي القلب تتوسع فتزيد ترويته بالدم و يتخلص الجسم بكفاءة اكبر من الفضلات الموجودة فيه و في العضلات. والواقع أن عضلات الرياضي تفرز كمية كبيرة من الفضلات عندما يبذل جهداً مكثفاً، و هذه الفضلات و السموم تسبب الشعور بالإنهاك و الألم و التشنج العضلي. أما مرضى الروماتيزم، فقد لاحظوا بارتياح انخفاض الآلام لديهم بعد تجربة المصردة.
أساليب علاج واعدة
يطلق على الاستصراد، أي أسلوب العلاج بالتبريد الشديد، باللغة الانجليزية، مصطلح Cryotherapy .

و الواقع أن هذا الأسلوب شائع في دول شرق و شمال أوروبا. إذ تنتشر لديهم حمامات الثلج و الجليد و غرف الزمهرير أو المصارد. وهي توصف لمن يعاني من الأرق المزمن أو الاكتئاب أو ضعف جهاز المناعة.
أما العلاج الموضعي للجلد و العضلات، مثلا بعد عمليات التجميل أو عند حصول تمزق عضلي نتيجة جهد رياضي مفرط أو بسبب ضربة قوية، فيتم باستخدام الرذاذ (سبري) الهواء البارد بدرجة سالب 30، أو حتى – 78 ( ثاني أكسيد الكربون ). و عند رش الغاز البارد على الجلد يبرد من 32 ، وهي درجة حرارته الاعتيادية، إلى بضع درجات، مما يسبب صدمة حرارية، و يكون رد فعل الجسم هو تقليص الأوعية الدموية الجلدية، لكن بعد برهة، و حتى لا تموت الأنسجة السطحية، تحصل عملية عكسية إذ يعود الجسم و يضخ كمية كبيرة من الدم نحو هذه الأنسجة. و يستخدم الاستصراد بالغاز البارد أيضا إثناء عمليات إزالة سرطان الجلد أو القولون.
و من التطبيقات الطريفة الأخرى للاستصراد، إخراج الأجسام الغريبة من القصبات التنفسية، مثل حبة ذرة أو بذرة كرز، إذ توجه نحو هذا الجسم نفثه من الغاز البارد بواسطة أنبوب التنظير فيلتصق الجسم بالأنبوب ليسحبه معه بسهولة.
و يفيد التبريد بشكل خاص في حالة الجلطة القلبية. و يكون الدماغ أول عضو يتأثر بتوقف ترويته بالدم عند حصول الجلطة، فتموت خلاياه خلال 10 دقائق. و تطول هذه المدة إذا برد الجسم. و لهذا السبب تفتح نوافذ سيارة الإسعاف التي تحمل مصابا توقف قلبه عن النبض، حتى يبرد جسمه بضع درجات.
و لعل إحدى اغرب الوسائل لتبريد الجسم في المستشفى هي حقن المريض بمصل بدرجة سالب 4، أو تبريد الدم بواسطة منظار مبرد موضوع في وريد الفخذ.

Ca m'interesse, juillet,2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق