Powered By Blogger

الأربعاء، 15 فبراير 2012

مئة فكرة لتغيير حياتك

حسام جميل مدانات

هذا هو عنوان موضوع نشر في مجلة "هذا يهمني" Ca m’ interesse الفرنسية في عددها لشهر ايلول 2009. لن نستعرض هنا هذه الأفكار المئة فالكثير منها قد يناسب المواطن الفرنسي أكثر مما يناسبنا . لكننا سنحاول تلخيص المقال بالشكل الذي يزودنا بأكبر فائدة ممكنة منه.

تتوزع الأفكار المئة التي أوردتها المجلة على سبعة مجالات:
- 21 فكرة لتغيير المهنة
- 22 فكرة للعيش في الريف
- 9 أفكار للعيش في الخارج
- 13 فكرة للحياة البيئية
- 20 فكرة للعمل الاجتماعي
- 9 أفكار للدراسة من جديد
- 6 أفكار للعيش بأسلوب مختلف

لماذا تغير حياتك ؟ ونعني بذلك اسلوب معيشتك أو مهنتك أو مكان سكنك، أو حتى الأشخاص الذين تعيش معهم أو تتعامل معهم ؟
ماذا تفعل اذا أصبحت تسيطر على تفكيرك رغبة ملحة تلاحقك ليل نهار بتقديم استقالتك من عملك أو طلب التقاعد اذا كنت قد بلغته. أو حلم تراه في ليلك ونهارك حلم يتمثل بترك المدينة المكتظة بالكتل البشرية والهواء الملوث والضجيج لتستقر في الريف، تصحو على صوت العصافير وتتنفس هواء نقيا وتأكل طعاما طبيعيا: خضروات زرعتها بنفسك أو بيض دجاج تربيه لديك ويأكل علفا نباتيا أو تشرب حليبا طازجا حقا.

انك تعيش حياة واحدة – لكن حياة بعضنا قد لا تتعدى كونها يوما واحدا منسوخا ومكررا. العمل نفسه والروتين نفسه والهموم نفسها..

ربما كان مثل هذا الوضع مقبولا قبل مئة سنة أو ، قبل امتلاكنا للتلفاز الذي يكشف لنا عن عالم بالغ التنوع والروعة. وامكانيات للعيش السعيد والعمل الممتع تنتظر منا المبادرة والمغامرة لتجربتها وبلوغها.

معظمنا غير راض عن عمله

بشكل عام، يندر أن تجد في مجتمعنا شخصا راضيا بوضعه في العمل، فهو قد يحب عمله لكنه لا يتلقى اجرا كافيا أو أنه يضيق ذرعا ببيئة العمل أو بمديره أو بالروتين وضغط المراجعين. وهو قد يكره وظيفته ويحلم بممارسة مهنة أخرى لأنها تدر دخلا أكبر أو لأنها تمنحه حرية أكبر وامكانية أكبر في اظهار قدراته ومهاراته التي يعتقد أنها مكبوتة وغير مقدرة في موقعه الحالي. وهذا يذكرنا بالمثل القائل: حديقة الجيران أجمل دائما وأكثر خضرة. فالمهن الأخرى دائما تبدو جذابة.
ولعل أحد الأوهام الشائعة لدينا ذلك الناتج عن استخدامنا لتعبير مغلوط، أعني بذلك " العمل الحر". فكثيرا ما يسعى الموظف سواء كان حكوميا أو في شركة، الى ترك وظيفته لدخول مجال " العمل الحر". كأن يؤسس مصلحة تجارية أو مهنية مستقلة الخ. ليكتشف عندئذ أن العمل الحر الحقيقي هو الوظيفة، حيث يحظى باجازة سنوية وعطل رسمية ونهاية الاسبوع واجازات مرضية.. وحيث يمكنه أن يمضي ساعات العمل السبع اليومية في الثرثرة على الهاتف اضافة الى ميزة التأمين الصحي والتقاعد. بينما اذا فتحت متجرا أوة بقالة خاصة بك مثلا، ستضطر للعمل 16 ساعة في اليوم وفي كل يوم. ولن يكون لك الحق في أن تمرض وتغلق مصلحتك ولو ليوم واحد..
في كل عام يهجر مئة الف شخص فرنسي الحياة في المدن الكبيرة ليستقروا في الأرياف. انها ظاهرة جديدة وفريدة من نوعها. فقد اعتدنا في مختلف دول العالم على الهجرة الكثيفة المتواصلة من الريف الى المدن، حيث فرص العمل أكثر وأضواء الليل البراقة تعد بحياة ترفيه ومتعة يخلو منها الريف.
ولا نعني بهذه الهجرة الجديدة مجرد ترك مراكز المدن للعيش في ضواحيها، مع استمرار موقع العمل داخل المدينة والتنقل اليومي بين المسكن والمكتب.
بل ان ما يحصل حاليا في فرنسا يتجاوز ذلك الى مغادرة المدن ومحيطها وضواحيها، والانتقال للعيش في قلب الريف والعمل فيه أيضا. مما يشجعهم على هذه الهجرة كون أسعار الأراضي في الر يف أقل كثيرا منها في المدن ( كما هو الحال لدينا).
وقد أجرت مجلة " هذا يهمني" استبيانا موجها لقرائها في هذا الموضوع، فأظهر 43% منهم رغبتهم في تغيير حياتهم، سواء ذلك بالمهنة أم بمكان السكن أو أسلوب الحياة. وقد غير 55% من الفرنسيين بالفعل مهنتهم. ومن بين هؤلاء تجد أن 71% منهم راضون عن مهنتهم الجديدة.

ولنستعرض الآن بعض الأفكار الواردة في المجلة الفرنسية وبعض الامكانيات المحتملة لدينا:

تغيير المهنة

مع التطور المتسارع والمذهل في حياتنا المعاصرة، تندثر مهن وتختفي وتظهر دائما مهن جديدة واعدة ومريحة. ولحسن الحظ أن تشريعاتنا تتيح ظهور مهن جديدة يحتاجها المجتمع مغ تغير الحياة، ومن ذلك مئات أو ربما آلاف متاجر الهواتف الخلوية التي ظهرت خلال السنوات العشرة الأخيرة، وبالمثل فيما يتعلق بمؤسسات بيع قوارير مياه الشرب. ومهنة بيع الماء مهنة قديمة، كانت رائجة قبل انشاء شبكات توزيع الماء في مدننا – ونذكر هنا المثل القائل: كمن يبيع الماء في حارة السقايين. وكنا نتصور أن بيع الماء مهنة بائدة عفى عليها الزمن حتى حصل تلوث شبكة الماء لدينا عام 1998 فازدهرت مهنة فلترة الماء وبيعه للناس بمئة ضعف كلفته. فهي اذن مهنة مربحة للغاية وهذا يفسر الانتشار المذهل لمحلات فلترة الماء.
وليست حرية ممارسة مهنة أو حرف جديدة، أو ترخيصها بهذه السهولة في كافة الدول أو في مختلف العصور. وأشهر مثال على ذلك منع الدولة العثمانية لانشاء المطابع أو حتى حيازة كتب مطبوعة في كافة أرجاء الامبراطورية وذلك طوال نحو أربعة قرون من الزمان، حتى لا تنافس الطباعة آلاف الخطاطين المقيمين في اسطنبول. وكانت النتيجة الكارثية لهذا المنع تخلف الدولة العثمانية وشعوبها المريع في الوقت الذي ساهمت الطباعة في انتشار العلم في أوربا وغيرها وتحقيقها للنهضة العلمية والصناعية التي جعلتها تتفوق علينا تفوقا هائلا.
وتتصف المهنة التي تقترحها المجلة الفرنسية بأنها تتطلب تدريبا أو دراسة لأقل من سنة وهي مهنة تقليدية أو مبتكرة لم تنتشر بعد. رغم تنامي الحاجة اليها. كما أنها تقدم مع كل مهنة العنوان الالكتروني لجهات توفير التدريب وأخرى تدعم التدريب أو تمولـــه في كل مجال. علمـــا بــــأن التعليم الجامعـــــي ( والمدرسي طبعا) في فرنسا مجاني للطالب الفرنسي والأجنبي على السواء ! اضافة الى السكن الجامعي المخفض الكلفة والوجبات شبه المجانية.

العودة الى الريف

أما فيما يتعلق بالعيش في الريف فالمجلة تقترح مهنا أو أنشطة مناسبة مثل زراعة اللفندر لصناعة العطور والأعشاب الطبية. أو تربية الحلزون أو الفطر أو النحل أو الدجاج والدواجن الأخرى أو الضفادع التي تمثل طبقا شهيا لديهم.
وبالطبع، فان بامكان أصحاب مختلف المهن أن يمارسوا مهنتهم في الأرياف، رغم أن الدخل الاجمالي قد يكون أقل مما هو في المدينة.
أما العمل في خارج فرنسا، فان المجلة تقدم عناوين جهات توفر فرصا مثل تدريس اللغة الفرنسية في الخارج، أو صيد اللؤلؤ في المحيط الهادي أو القيام برحلة حول العالم بأقل التكاليف.
وفي مجال الحياة البيئية نجد أفكارا طريفة، مثل شراء قطعة من غابات الأمازون من السكان الأصليين. وتباع القطعة التي مساحتها دنمان بسعر رمزي قدره 40 يورو ( نحو 40 دينارا) وتتاح لك متابعة هذه القطعة عن طريق الانترنت (غوغل ايرث). والهدف من هذا المشروع هو منع استيلاء الشركات الكبرى على هذه الغابات وحرقها أو قطعها. وتشرف على المشروع مؤسسة تدعى Cool Earth .
ومن الأنشطة الأخرى المساهمة في تنظيف الشواطئ ضمن مؤسسة لها فروع في مختلف المدن الشاطئية.

أما العمل الاجتماعي والتعاوني : فيتضمن التطوع في مهام تستغرق منك ساعات أو بضعة أيام في الاسبوع مثل رعاية العجزة في منازلهم أو التراسل مع سجين أو " أبوة طفل يتيم" أو مريض في حيك أو اعداد وجبات طعام للمحتاجين والمساهمة في توزيعها عليهم.
ومن ذلك أيضا ممارسة المقايضة ، عن طريق مؤسسات لها مواقع على الانترنت. وتشمل المقايضة تبادل السلع والخدمات دون استخدام النقود. كما يمكنك التبرع بكل ما لا تحتاجه من ملابس أو أثاث لمنظمات خيرية. أو الاشتراك في جمعيات عمل اجتماعي أو علمي مثل حماية المستهلك أو حماية البيئة والشرطة البيئية أو حقوق الانسان.

أية أفكار خاصة بنا ؟

جرت العادة لدينا على " تغيير الجو " بمعنى المشاركة في رحلة منظمة الى بلد مجاور غالبا ولمدة 4 أيام أو أكثر قليلا. وهي غالبا رحلة معاناة تحتاج بعدها الى فترة نقاهة واستجمام واستعادة لقواك. ان ما نفتقده هنا هو تغيير الحياة، أي التغيير الدائم أو المتواصل لبضع سنوات على الأقل وليس مجرد السفر المرهق لبضعة أيام. فما امكانية تغيير الحياة لدينا؟
نتفق على أن المعيشة في مدننا، وفي العاصمة بالذات، لم تعد تطاق.. ولا يوجد مؤشر على انفراج قريب، بل أن الأمور تتزايد سوءا من حيث زحمة السير والتلوث والضجيج والغلاء وتوتر أعصاب الجميع فهل يكون الانتقال للريف هو الحل؟ وهل لدينا ريف يستحق هذه التسمية؟ وما هي فرص العمل المتوفرة في ريفنا؟
وهل يحسن بك أن تغير مهنتك؟ ومن سيوجهك ويساعدك اذا أقدمت على هذه الخطوة المصيرية. ولعل احدى النقاط المضيئة هنا ما تقوم به الشركة الوطنية للتشغيل والتدريب اذ تخرج الشباب في مهن البناء المختلفة، أما العمل الاجتماعي فهو متاح، أو يفترض فيه ذلك، من خلال عدة جمعيات ومراكز وأندية. لكن هنا أيضا نكتشف أن العديد من هذه المؤسسات، وخاصة أندية الخريجين أو الأندية النقابية أو الجمعيات العائلية، تكتفي بنشاط أو اثنين في العام رغم امتلاكها مقرات لا تفتح أبوابها الا عند اجتماع الهيئة العامة السنوي. وهذا يمثل مجالا للمارسة نشاط مثمر ومفيد، وهو أن تتولى تفعيل ناد أو جمعية تربطك بها علاقة، أو تقع ضمن حيك أو مجال اهتمامك.
كما يمكنك أن تشارك انت وأطفالك في احدى الجمعيات العلمية النشطة وأبرزها جمعية الفلك الأردنية. أو أن تنظم لجنة مراقبة بيئية في حارتك أو حيك، لمتابعة النظافة العامة ولضبط هدر الماء في الشوارع.. فاذا علمت أن كل حارس عمارة يهدر نحو (500) متر مكعب من الماء سنويا، وباعتبار أن عدد الحراس هو نحو 40 ألفا، فهذا يعني اهدار نحو 20 مليون متر مكعب ماء سنويا على يد حراس العمارات.
وهذا عدا عن كمية مماثلة أو أكثر تهدرها الخادمات الوافدات وعلى أية حال، اترك المجال لخيالك ليحّلق ويبحث عن فرص للتغيير تجد فيها نفسك وتستثمر فيها قدراتك بأقصى وأفضل مستوى، وتمارس حياة صحية جسميا وعقليا عن طريق ممارسة الرياضة أو العاب التفكير والشطرنج. فتغيير الحياة لا يعني فقط تغيير المهنة أو مكان السكن وانما أيضا اسلوب حياتك ومستوى نشاطك ومدى محافظتك على صحتك وصحة ابنائك وتوفير أفضل الظروف لهم للدراسة واللعب والنمو السليم.

Ca m’ interesse Sep 2009

54 - 65

هناك تعليق واحد:


  1. شركة نظافة خزانات بالمدينة المنورة

    قدم لك شركة نظافة خزانات بالمدينة المنورة ,فهي شركة تقدم افضل الخدمات من تنظيف و تطهير الخزانات
    تقوم بتنظيف الخزانات باستخدام احدث اسليب و طرق التنظيف بالمنظفات المستوردة و تعقيمها و تطهيرها
    تعمل عن طريق فرق العملالمدربة على اعلى مستوى فى نظافة خزانات بالمدينة المنورة
    نقدم خدمة غسيل خزانات بالمدينة المنورة , على اكمل وجه, حيث افضل الخبراء و الفنيين ذو الخبرات الطويلة في تنظيف و عزل و غسيل خزانات بالمدينة المنورة باتباع افضل الطرق الحديثة المستخدمة عالميا للحفاظ علي نقاء المياة و تقديم مياة صالحة للشرب تواصلوا و احصلوا على الخدمة في الحال

    غسيل خزانات بالمدينة المنورة

    http://elmnzel.com/cleaning-tanks-medina/

    ردحذف