خصص السويدي ألفرد نوبل جوائزه لخمسة مجالات: الفيزياء ، والكيمياء، والفسيولوجيا/الطب، والأدب، والسلام. وبُدئ بمنحها عام 1901. وفي عام 1968 أوجد بنك السويد جائزة في الإقتصاد، واعتبرها تكريما لذكرى نوبل، فهي إذن ليست من جوائز نوبل بالمعنى الصحيح.
ويحق لنا أن نتساءل هنا: لماذا لم يخصص نوبل جائزة للرياضيات؟
تعددت التفسيرات، لكن أكثرها احتمالا هو أنه اعتبر الرياضيات مجرد أداة تستخدم في العلوم والهندسة. ولعل هذا التفسير نفسه ينطبق على استبعاده علم الأحياء من جوائزه، لأنه اعتبره مجرد أداة تفيد في الطب والفسيولوجيا، أي علم وظائف الأعضاء.
ورغم استبعاد الرياضيات من جوائز نوبل، إلا أن عددا ممن فازوا بها كانوا رياضيين بامتياز، لكن نتائج أعمالهم حققت إنجازات أو تطبيقات في الفيزياء خاصة، وفي الاقتصاد أحيانا. بل إن أحد الرياضيين قد فاز بجائزة نوبل في الأدب، وهو برتراند رسل، عام 1950. من الرياضيين الذين فازوا بجائزة نوبل في الفيزياء نجد أسماء معروفة مثل لورنتز، بلانك، آينشتاين، بور، دو بروي (دي برولي)، هايزنبرغ، شرودنغر، ديراك، باولي، لنداو، فاينمن.
لكن كل هذا لا يغني عن وجود جائزة مخصصة بحد ذاتها للرياضيات.
جائزة أبل في الرياضيات
عام 2002، وفي الذكرى المئوية الثانية لولادة الرياضي النرويجي نيلز أبل Abel، قررت حكومة النرويج تأسيس جائزة دولية سنوية مقدارها 6 ملايين كرونا، أي نحو 625000 يورو، لعلماء الرياضيات المتميزين. ومُنحت للمرة الأولى عام 2003 للرياضي جون بيير سير Serre.
يعتبر نيلز هنرك أبل (1802 – 1829) أعظم الرياضيين النرويجيين، رغم أنه لم يعش أكثر من 27 سنة. نشر أول أعماله في سن الحادية والعشرين. وفي عام 1824 نشر بحثا حول المعادلات الحبرية، وأثبت فيه استحالة ايجاد حل عام للمعادلات من الدرجة الخامسة. ثم كتب بحثا حول ما يسمى الآن بالتكاملات الأبلية ( نسبة اليه). وتغطي أعماله مجال الجبر ونظرية الدوال (الاقترانات). وإليه تنسب خاصية التماثل في الزمر الأبلية. وبعد وفاته بعام منحته أكاديمية العلوم في باريس جائزتها في الرياضيات مناصفة مع جاكوبي.
مايكل عطية
وقد فاز بجائزة أبل عام 2004 السير مخائيل (مايكل) عطية (1929 - ) وهو من أبرز الرياضيين المعاصرين. وهذه فرصة لتقديم نبذة مختصرة عن هذا الرياضي الفذ ذي الأصل العربي. والده الأديب اللبناني إدوَرد عطيّة. درس مايكل في مدارس الخرطوم ثم في كلية فكتوريا في الإسكندرية.
وتابع دراسته الجامعية في بريطانيا.
ترأس الجمعية الرياضية في لندن 74-1976
وترأس الجمعية الملكية خلال الفترة 90 – 1995
فاز بميدالية فيلدز في الرياضيات عام 1966
ثم بجائزة أبل بالاشتراك مع الرياضي إيزادور سنغر عن نظريتهما التي تدعى نظرية دليل عطية – سنغر Atiyah-Singer Index Theorem.
ميدالية فيلدز للرياضيات
عام 1924، اقترح الرياضي الكَندي فيلدز Fields إنشاء جائزة للرياضيات، على شكل ميدالية ومبلع نقدي قيمته 15000 دولار كندي. تُمنح هذه الجائزة مرة كل 4 سنوات، وهدفها تقدير الإنجازات السابقة وتشجيع الإنجازات المستقبلية، ولهذا السبب فإنها تمنح للرياضيين الشباب، دون سن الأربعين.
جائزة رَمَنوجان
تمنح هذه الجائزة، تكريما لذكرى الرياضي الهندي رَمَنوجان (1887-1919)، للرياضيين الشباب من الدول النامية (رغم أن كافة من فازوا بها كانوا يعملون عندئذ في جامعات أمريكية أو أوروبية. وقد مُنحت أولى جوائزها عام 2005)
في شباط 2011 منحت هذه الجائزة للرياضي فلبرت ننغ من الغابون في افريقيا، وذلك في احتفال أقيم في معهد تاتا في بمباي في الهند. قيمة الجائزة عشرة آلاف دولار، فهي لا ترقى إذن، من حيث القيمة المادية، إلى جوائز نوبل، التي تفوق قيمة كل منها مليون دولار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق