حُكِم على شخص بالإعدام، ثم رأف به الحاكم المغرم بالمنطق، فمنحه فرصة للنجاة. وقال له: ستخرج الآن من زنزانتك. ويقابلك حارسان على البوابة، أحدهما يكذب دائما، والآخر صادق دائما. ولا يوجد ما يميز الصادق من الكاذب. وخارج البوابة طريقان، يؤدي أحدهما الى النجاة والآخر الى الموت. ولك الحق في طرح سؤال واحد فقط على أحد الحارسين:
فهل سيجد السجين السؤال الذي يضمن له معرفة طريق النجاة؟
نقدم لك عزيزي القارىء صيغتين مختلفتين ومنطقيتين للسؤال المطلوب طرحه.
1) يسأل السجين أحدهما (والسجين بالتأكيد لا يميّز الصادق من الكاذب): اطلب من صديقك أن يقول لي أين طريق النجاة؟
2) صيغة أخرى: قل لي أين طريق النجاة، إذا، وفقط إذا، كنت أنت الصادق؟
التفسير:
هل تحتاح حقا الى توضيح لكل من السؤالين؟
هل حاولت أن تحلل كلا منهما؟
على أية حال، فلنسهّل الأمر عليك.
في الصيغة الأولى. لنفرض أن الحارس، الذي طرح عليه السجين هذا السؤال، هو الصادق. وبما أنه صادق، فإنه سيطلب من زميله ما طلبه السجين بالضبط، أي أن يقول له أين طريق النجاة.
لكن زميله كاذب دائما، ولذلك فهو سيدله على طريق الموت. وما على السجين إلا أن يأخذ الطريق الآخر، والذي سيكون هو طريق النجاة.
وإذا كان الحارس الذي سأله السجين هو الكاذب. فهو سيطلب من زميله الصادق عكس ما طلبه السجين، أي يطلب من زميله أن يقول للسجين أين طريق الموت. وسيقول له الصادق ذلك. أي يدله على طريق الموت. وما على السجين إلا أن يأخذ الطريق الآخر.
أي أن على السجين في الحالتين أن لا يأخذ الطريق الذي يدله عليه الحارس، وإنما الطريق الآخر.
أما الصيغة الأخرى فهي سهلة إذا فكرت منطقيا:
قل لي أين طريق النجاة إذا، وفقط إذا، كنتَ أنت الصادق.
إذا كان الحارس الذي طرح عليه السؤال هو الصادق فسيدله حتما على طريق النجاة.
وإذا كان الحارس هو الكاذب، فيُفترض به، وفقا لشرط السؤال، أن يدله على طريق الموت، لكن بما أنه يكذب دائما، فسيدله على طريق النجاة.
أي أن السجين يضمن في الحالتين، أن الطريق الذي يدله عليه أي منهما هو طريق النجاة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق