نعرف جميعنا الآن تلك الوسمة الالكترونية أو الباركود التي توضع على كافة أنواع السلع في المتاجر، والتي تمكن مجسات المحاسب عند قرائتها، من تحديد نوع السلعة وسعرها تلقائيا، فلكل سلعة وسمة خاصة بها.
والآن أصبح العلماء يتحدثون عن الوسمة أو البصمة الجينية، أو وسمة الحياة. ففي مؤتمر عقد في الفترة 28/11 – 3/12/2011 في مدينة الدايد الاسترالية، ونظمته " جمعية وسمة الحياة" " "Consortium for the Barcode of life" وشارك فيه 450 خبيرا عالميا ليعرضوا الامكانيات الواسعة والهائلة لتطبيقات بصمات الحمض النووي دنا DNA في مختلف المجالات، بشرط انشاء مكتبة شاملة لجينوم مختلف الكائيات الحية.
لقد ساعدت هذه التقنيات في كشف عمليات تزوير وغش في أمريكا، مثل بيع كميات كبيرة من السمك الرخيص على أنه من الأنواع الغالية. وهي قضية ناقشها مجلس الشيوخ الأمريكي مؤخرا. وفيما يلي بعض أحدث تطبيقات تقنية الوسمة الحيوية.
كشف التزوير في أدوية الأعشاب.
لقد أدى تزايد الاقبال على الأدوية العشبية الى شيوع التزوير في هذا القطاع. وهنا يأتي دور الوسمة الحيوية لتحديد مكونات العقار العشبي الحقيقية وكشف أية مواد غريبة فيه. ويقول الباحث الماليزي محمد شارير عبد الرحمن أنهم قد أنجزوا إعداد الوسمة الحيوية لما مجموعه 1200 نوع نباتي طبي في ماليزيا، مما يسمح بالكشف عنها في إجراء سريع ومن خطوة واحدة فقط. وتقوم دول أخرى مثل الهند ونيجيريا بإعداد مكتبة جينية للنباتات الطبية من أجل كشف أي غش في هذا القطاع.
كشف مكنونات الجليد القطبي
يختزن الجليد القطبي بقايا كثيرة لحيوانات ونباتات على مر العصور. وهي محفوظة داخله وكأنها في ثلاجة عميقة التبريد. هذه البقايا قد تكون أجزاء من الكائنات الحية أو فضلاتها. وعن طريق الوسمة الحيوية يمكن رسم خريطة مفصلة لمختلف الكائنات الحية التي تواجدت في المنطقة القطبية من مئات آلاف السنين. إن جزيء دنا جزيء متين لا يتلف بسهولة – وهذا أمر طبيعي ومتوقع من هذا الجزيء الذي قام بدور أساسي في استمرار الحياة طوال مليار سنة.. وهو قادر على البقاء سليما تقريبا داخل التربة لعشرات آلاف السنين.
من يأكل ماذا ؟
تكشف هذه التقنية أيضا عن مكونات الطعام داخل معدة أي حيوان أو في فضلاته. ويعرض باحث استرالي ما اكتشفه عن طعام الجمال في استراليا. لقد جُلبت الإبل لاستراليا نحو عام 1800 للمساعدة في حمل المعدات أثناء إنشاء سكة الحديد فيها. وبعد انتهاء الحاجة لها تركت لتنطلق حرة في البرية. فتكاثرت في تلك البيئة البكر، ويبلغ عددها حاليا نحو المليون: وقد أُطلقت مؤخرا حملة لإبادتها لأنها متهمة بالتهام الأعشاب التي ترعاها الأغنام. وقد حلل الباحث محتويات معدة الجمال وبعرها (برازها) ليحدد نوع الأعشاب التي تأكلها وليؤكد أو ينفي منافستها الأغنام على غذائها.
منع دخول الآفات
مع انتشار الأوبئة النباتية أو الحيوانية من وقت لآخر في العالم. تقوم الدول بإجراءات لفحص المواد المستوردة ولكشف أية آفات قد تلوثها. وهي عملية صعبة وطويلة أحيانا. لكن تقنية الوسمة الحيوية تسمح بالحصول على النتائج في اليوم نفسه، من أجل اتخاذ قرار بقبول المواد المستوردة أو برفضها.
فحص دم الحشرات الماصة للدم لتحديد نوع ضحاياها والأمراض التي تنقلها. ويهدف مشروع طموح مدته 5 سنوات لإعداد مكتبة شاملة لنحو (10000) نوع من الحشرات ماصة للدم.
إنشاء مكتبة لنحو 10000 نوع من الفطريات بحلول عام 2015، سواء المفيدة منها، كالفقع والكما التي تؤكل أو الضارة كالعفن.
الحشرات الملقحة للنبات
تساهم الحشرات التي تلقح أزهار النبات في زيادة الغلة الزراعية في العالم بما قيمته 400 مليار دولار سنويا: ويهدف الباحثون لانشاء مكتبة كاملة لكافة أنواع النحل وغيره من ملقحات النبات من أجل متابعتها ورعايتها.
كشف نوعية الماء
تتطلب الطرق التقليدية في كشف ما تحتويه عينة ماء من كائنات حية عدة أشهر من العمل، لكن الوسمة الحيوية ستختصر الوقت والكلفة كثيرا. وتجري تجارب في هذا المجال حاليا في عدة دول مثل كوريا والعراق وبلجيكا.
29/11/2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق