نعلم أن الكشف المبكر عن السرطان يزيد فرصة شفائه بطرق العلاج المختلفة. وفيما يلي خمس تقنيات جديدة ودقيقة لكشف الخلايا السرطانية في بدايات تشكلها. وهي لا تتطلب أخذ خزعات أو عيّنات من الأنسجة، بل تكتفي بفحص عينة من الدم، أو هواء الزفير.
1- الفيروس الجاسوس
عدل باحثون أمريكيون جينات فيروس القوباء (الهربس) بحيث أنه لا يتكاثر إلا داخل الخلايا السرطانية. وعندئذ تفرز هذه الخلايا بروتينا مشعا يمكن كشفه في عينة دم تؤخذ من جسم الشخص المصاب، بعد حقنه الفيروس ببضعة أيام.
أجريت هذه التجارب بنجاح على الفئران وبقي أن تجرب على الانسان.
2- الأجسام المضادة
ماذا لو أن جسم المصاب نفسه وجد وسيلة تفضح سر الخلايا السرطانية؟ يستشعر جهاز المناعة في الجسم أية مسببات للمرض، ويطلق نحوها اسلحته الدفاعية المتمثلة في الأجسام المضادة. ولا شيء يمنع هذا الجهاز المناعي من فعل الشيء نفسه تجاه الخلايا السرطانية. وقد كشف باحثون من جامعة مِشِغَن الأمريكية فعلا عن وجود أجسام مضادة للخلايا السرطانية. فقد أخذوا 22 جزيئا بروتينيا يتميز بها سرطان البروستات، وعرضوها لعينات متنوعة من الدم. فلاحظوا أن العينات المأخوذة من رجال مصابين بسرطان البروستات تحتوي على أجسام مضادة تنجذب نحو الجزيئات البروتينية السرطانية وتلتصق بها.هذا يعني أن عينة دم صغيرة تغني عن أخذ خزعة أو عيّنة من نسيج البروستات من أجل تشخيص الإصابة بالسرطان.
3- دنا : اعرف خصمك
تعدنا التقنيات الجديدة في هندسة الجينات بتحقيق تقدم كبير في مجالات التنبؤ بإمكانية الإصابة بالمرض وتشخيصه واختيار العلاج الأنسب ومتابعته. ومن مفارقات الزمن، أن الطفرات الجينية، التي تصنعها هندسة الجينات، تعتبر هي نفسها المسؤولة عن حدوث السرطان.
عند فحص عينات من الحامض النووي دنا وكشف وجود طفرات به، يمكن الحصول على تشخيص صحيح لطبيعة السرطان: هل هو من النمط العدواني السريع الانتشار، وهل هو مقاوم للعلاج الكيماوي، الخ. وأيضا يمكن كشف هذه المؤشرات بالاقتصار على عينة صغيرة من الدم، بدلا من أخذ خزعة من الأنسجة المشكوك فيها. وقد طور باحثون من جامعة ستراسبرغ الفرنسية تقنية لكشف دنا الصادر عن خلايا سرطانية ميتة في عينة الدم وتمييزه من بين مئات آلاف جزيئات دنا الأخرى.
4- رصد تحركات الأعداء: الخلايا السرطانية
لماذا لا نستخدم سلاح الخلايا السرطانية ضدها. ينتشر السرطان بسبب قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار والحركة داخل الأوعية الدموية. وهنا أيضا تكفي عينة من الدم لكشف هذه الخلايا الخبيثة. وقد طورت الشركة الأمريكية فِرِدكس نظاما أطلقت عليه اسم سِل سيرش، أي البحث عن الخلايا، لتحديد الخلايا السرطانية التي تهاجر وتسري مع الدم. وتفيد التقنية نفسها في متابعة العلاج وتحديد مدى فعاليته.
5- هواء الزفير يفضح وجود السرطان
تفرز الخلايا السرطانية فضلات عضوية مميزة في الدم، وهذه تنتقل بدورها الى الرئتين وتمتزج مع هواء الزفير. ويختلف تركيز هذه المواد السرطانية في هواء الزفير حسب مكان السرطان ومرحلته. وفي عام 2010 طور فريق يقوده حسام حايك رقاقة الكترونية مكونة من قطع نانوية من الذهب، مغطاة بجزيئات حساسة للبروتينات السرطانية الموجودة في هواء الزفير، وقد استخدمت هذه الطريقة بالفعل لكشف سرطان الرئة، الثدي، القولون والبروستات وغيرها.
Science et Vie No. 1127
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق