Powered By Blogger

الاثنين، 6 فبراير 2012

عالمك في العام 2015

من أجمل ما قرأت لك:



سنقدم لك من حين لآخر مقتطفات أو ملخصات لمقالات ومواضيع علمية متميزة تنشر في مجلات علمية عربية.

ظهر هذا المقال اللطيف في مجلة "الثقافة العالمية" التي تصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت العدد 145، نوفمبر/ت2 ديسمبر/ك1، 2007. هذه المجلة تترجم الحديث المتميز في العلم والثقافة.

يقع المقال في اثنتي عشرة صفحة، وهو بعنوان "عالمك في العام 2015" . ونلخصه لك فيما يأتي، بتصرف. ورغم صعوبة استشراف المستقبل في عالم سريع التغيّر، يقدم المقال توجهات عشر في طريقها الى الظهور. ويرى أن أفضل طريقة للتنبؤ بالمستقبل هي أن تساعد أنت نفسك في صنعه وابداعه.

نشر المقال الأصلي في اللغة الانجليزية، عام 2005. وها نحن نقترب من العام 2015. وما عليك الا أن تقرأ وتقرر اذا كانت توقعات الكاتب في سبيلها للتحقق فعلاً.

1- اعمله بنفسك

أوشك سلطان الخبراء على الانتهاء. هل تتمنى تعلم الألمانية؟ لا مشكلة في ذلك، فالانترنت يوفر لك هذه الامكانية. وهو يتيح لك أيضا أن تصمم بيتك بنفسك، وأن تشخّص مرضك بنفسك بناء على الأعراض التي تشعر بها.

بإمكانك أن تنشر مجلتك (أو مدونتك) الخاصة وأن تقرأ مدونات امثالك من الأشخاص عبر العالم كله. ما حاجتك لصحفي ليخبرك بما يجري؟ (هذا إذا لم تُصدر أمريكا قانون "سوبا" SOPA الذي سيقيد حرية الإنترنت، وهو موضع نقاش حاليا،1/2012).


2- أهلاً و سهلاً بالجميع

رغم القيود على تحرك الناس عبر الحدود بعد تفجيرات 11/9 عام 2001 في نيويورك، فان تحركات الأيدي العاملة والهجرات القسرية أو الطوعية ما زالت نشطة. في بعض الدول، أصبحت المهن الصعبة مقصورة على العمال الوافدين. لا توجد أسباب وجيهة لتقييد الهجرة. وفي القريب ستصبح جوازات السفر آثارا بالية من ماضٍ سحيق.

3- تحرير التعليم

وداعاً للامتحانات والمناهج الموحدة، وللمدارس التي تشبه خطوط الانتاج في المصانع . يعني تحرير التعليم أن لكل طفل الحق في أن يتلقى تعليما يناسب قدراته وحاجاته وميوله. التعلّم نشاط شخصي لأننا جميعا مختلفون.

المكان الأفضل للتعلّم ليس في مبنى يحجز الأطفال داخله، وانما في محيط منفتح يتفاعل فيه الناس من مختلف الأعمار. لأن جوهر التعليم ليس اكتساب المعرفة بل ايجاد معنى للحياة و تفجير الطاقات الابداعية المميزة لكل شخص.

4- الشفاء الطبيعي

الشفاء ليس محاربة المرض بقدر ما هو الانسجام مع اجسامنا. الاسترخاء يشفي، وكذلك تغيير البيئة والصلاة ومحبة العائلة ودعم الأصدقاء.
المرض ليس عدو خارجي يغزو أجسامنا بقدر ما هو مؤشر على وجود خلل في منظومتنا.
نعم، سيعتمد طب المستقبل أحياناً على الأدوية والمواد الكيميائية، لكن الأسلوب الصحيح سيكون تعاونك مع جسمك للتعجيل بالشفاء الطبيعي من خلال غذاء صحي، تغيير نمط الحياة،...



5- دول – أي دول؟

ان صعود القوى الاقليمية في عالم معولم سيعيد رسم خرائطنا. في الوقت الذي يصبح فيه العالم عالما واحداً، نشاهد بزوغ العديد من الهويات المحلية. لا شيء يمنع تفتت بريطانيا مثلا الى عدة دول؛ اسكتلندا، ويلز... تماماً كما حصل في يوغسلافيا وغيرها.

لقد أظهر عالم الأعمال أن الوحدات الصغيرة اكثر كفاءة وانتاجية، وان تفعيل الحكومات المحلية وجعل القرارات أقرب للشعب يحفز المشاركة الديمقراطية.

6- من أنت؟

ثورة في الأصالة، تجلب معها تغيرات اجتماعية مذهلة. انك قد اتيت الى هذا العالم لتكون لك شخصيتك المميزة، لا أن يفرض عليك أن تكون نسخة عن غيرك. لا يوجد شخصان متماثلان تماماً. وهذه هي أكبر نعمة حظينا بها. انصت الى النداء الباطني في أعماقك وكن أصيلاً حقاً. الالتزام بالأصالة يغير العالم. الأشخاص الذين يتبعون نداءهم الباطني يقدمون مساهمة ضخمة للانسانية، فهُم يلهمون الآخرين ويعطون معنى لحياتهم. سيرى عالمنا توجهاً متزايداً لدى الناس نحو ممارسة الأنشطة التي يرغبون بها، ولعيش حياتهم كما يريدون وليس بالطريقة التي يفرضها عليهم الآخرون.

7- الجميع رابحون

انفراج العلاقات بين العلم والروحانيات. سيشهد عصرنا توازناً جديداً بين المادة والروح. لقد أظهر لنا العلم بأن عالمنا مترابط على أعمق المستويات. والقيم الروحية ليست تجربة فردية منغلقة و انما هي في صميم تفاعلاتنا مع الآخرين: مع الأشخاص والأشياء من حولنا. لا شيء يمنعنا من ترك الحروب والتنافس الوحشي خلف ظهورنا.


8 – نحن أسرة واحدة

كانت الاسرة دائماً هي محور المجتمعات الانسانية، وتغيرت عبر العصور من العائلات الكبيرة الممتدة الى وحدات نووية صغيرة. لكن العائلات ستصبح أكبر مرة ثانية، ومختلفة أيضاً.
لقد ساعد ال "فيس بُك" مثلاً على تعرّف الصغار على أفراد من عائلاتهم الممتدة أو من عشيرتهم، في مختلف أرجاء المعمورة. وأصبح الأفراد ينتمون لتجمعات وعائلات من نوع مختلف حسب الشبكة الخاصة التي ينتمون اليها على الانترنت.

9- الوفرة

قد يكون أصعب الدروس استيعاباً هو قبول الهبات السخية لهذا الكون، وإدراك أن عصر الندرة والعوز قد ولّى. نترقب نفاد النفط بقلق، لكننا ننسى أن بضع دقائق من ضياء الشمس الساقط على الأرض تكفي حاجة العالم السنوية من الطاقة.

الطاقة متوافرة، علينا فقط إعادة ترتيب الأولويات لتخصيص الأموال اللازمة لتطوير سبل استغلالها. لو توقفنا عن هدر أموالنا في الجيوش والحروب لتوافر لدينا أكثر مما يكفي لايجاد مصادر طاقة مستدامة.

10) لنصبح متحضرين

ظهر البشر الحاليون منذ نحو خمسين الف سنة. لكن دعنا نواجه الحقيقة المرة: ما زالت الحضارة هدفا بعيدا، لم نصله بعد. حققنا انجازات علمية وثقافية مدهشة، لكن كلمة "حضارة" أكبر من أن تقتصر على هذه الأمور.

الناس المتحضرون لا يقتلون أنفسهم بالجملة لأسباب حمقاء. وبذلك المعنى فالحيوانات أكثر تحضرا من بني البشر. فهي تقتل من أجل الغذاء. ونادرا ما تقتل بعضها بعضا ضمن النوع نفسه. فلنتصور عالما مسالما بشكل حقيقي. ويبدأ هذا المفهوم في عقلك أنت، وفي عقلي أنا. ولننشر الدعوة الى كل شخص: لنصبح حضاريين. فهل تسود هذه الفكرة العالم عام 2015؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق