Powered By Blogger

السبت، 26 نوفمبر 2011

هل سينقرض الإنسان؟

بعد زلزال اليابان المدمر، والمد البحري الذي تلاه، وانهيار عدد من المفاعلات النووية وانتشار الإشعاع النووي مهددا سلامة الغذاء وصحة الناس والكائنات الحية بشكل عام. يُثار من جديد التساؤل الأزلي: هل الإنسان معرض للزوال؟

ساعة القيامة

هل سمعت بساعة القيامة المعلقة في جامعة شيكاغو؟ تدل عقارب الساعة حاليا على 11:54 الحادية عشرة وأربع وخمسين دقيقة. أي إذا اعتبرنا عمر البشرية على سطح الأرض 24 ساعة. فإن الزمن الباقي لنا يساوي 6 دقائق فقط.

صنعت هذه الساعة عام 1947، بعد سنتين من انتهاء الحرب العالمية الثانية. والتي ألقيت في أواخرها قنبلتان ذريتان على هيروشيما ونغزاكي في اليابان. ويعدل وضع عقربا هذه الساعة حسب المخاطر الذرية والتقنية والبيئية التي تهدد استمرار حياة البشر.

هذه الساعة مجرد رمز يذكرنا بأن وجود البشر قد لا يكون للأبد. وهو أمر ورد في معظم الديانات، إن لم يكن جميعها، والتي تتحدث عن يوم القيامة. وقد صرح الفيزيائي الشهير ستيفن هوكنغ، مؤخرا بأن الإنسان إذا رغب في أن لا ينقرض عليه أن يستعمر الفضاء خلال القرنين القادمين. فما هي مصادر الأخطار الكارثية التي قد تنهي حياتنا على هذه الأرض. تعرض مجلة " هذا يهمني" الفرنسية في عددها رقم 357 لشهر 11/2010 سبعة مخاطر محتملة قد تقضي أي منها على ملايين البشر. وهذا لا يستثني ظهور أخطار كارثية محتملة أخرى، في أية لحظة، لكن الإنسان ، على الأغلب، سيتمكن من المقاومة والتأقلم مع الظروف المستجدة وإصلاح الأضرار مهما كان حجمها.

7 مشهديات كارثية

1- نيزك ضخم يصدم الأرض
في نيسان 2009 ، اقترب الكويكب أبوفيس من الأرض ومر على بعد يقل قليلا عن 30000 كم منها. وهو سيقترب منا ثانية عام 2036، ويعطي الفلكيون احتمالا قدره 45000:1 لاصطدامه بالأرض عندئذ. يبلغ قطر هذا الكويكب 300م. وهو ليس بالحجم الكافي لتدمير الحياة الأرضية. إذ أن ذلك يتطلب قطرا لا يقل عن1كم. ولسوء الحظ، فإننا لا نعرف بعد جميع كويكبات المجموعة الشمسية والتي تمثل خطرا محتملا علينا. وعلى أية حال، فإن العلماء يستعدون لمواجهة مثل هذا الاحتمال عن طريق ارسال مركبة فضائية أو أكثر لتفجر قنابل نووية قرب الكويكب إذا تبين أنه يهدد الأرض مما سيحرفه عن مساره ليتجه بعيدا عن الأرض.
2- إذا سخنت الأرض 6,5 درجة س مع نهاية هذا القرن، وهذا محتمل، فإن العواقب ستكون وخيمة. سيرتفع مستوى سطح المحيطات نحو 1,9م بسبب ذوبان جليد القطبين، وسيعاني ثلاثة مليارات انسان من الظمأ. وهذا سيدفع الكثيرين للهجرة. وستعاني الزراعة وبعض المحاصيل بشكل خاص، ويتوقع أنه مع حلول عام 2080 سينقص انتاج القمح في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية بمقدار الثلث.

3- التناقص المستمر للمواليد ولعدد السكان
تعاني بعض الدول المتقدمة من تناقص عدد السكان بسبب قلة المواليد. فمعدل المواليد للمرأة اليابانية مثلا حاليا يساوي 1,2 مولودا لكل إمرأة. وهذا يعني أن نسبة العجائز تتزايد. ولا شك أنه يمكن تعميم هذه الظاهرة على الطبقات الميسورة في الدول النامية. فالأغنياء أقل أطفالا بشكل عام . ونلاحظ تنامي ظاهرة العزوف عن الزواج، في الدول المتقدمة والنامية على السواء.
تقدر هيئة الأمم المتحدة أن عدد سكان العالم سيبلغ أقصاه عام 2050. ليصل الى 9 مليارات. ثم يبدأ بالتناقص بمعدل 30% من جيل الى آخر. وإذا استمر التناقص بهذا المعدل فسيفنى البشر عام 2400. لكن هذا مستبعد بالطبع لأن التناقص لا يمكن أن يستمر بالمنوال نفسه.

4- الحرب النووية تسبب مجاعة خطيرة
يوجد في العالم حاليا نحو 2400 قنبلة نووية. فإذا نشبت الحرب النووية، فإن أخطارها لن تقتصر على الإصابات المباشرة. إذا أن الغلاف الجوي للأرض سيتغطى بمئة وخمسين مليون طن من الرماد والدخان، مما يحجب 70% من أشعة الشمس. ويحصل ما يطلق عليه اسم الشتاء النووي، فتنخفض درجة الحرارة بمعدل 8 درجات س ويحصل عجز غذائي في العالم فتنشب الحروب في صراع على موارد الطعام الشحيحة.
وإذا انفجر عدد من المفاعلات النووية التي تولد الكهرباء، وعددها في العالم حاليا 441، فإن هذا سينتج اشعاعات نووية تلوث الانتاج الزراعي وتسبب الأمراض لمن يتعرض اليها. وهذا مانخشاه حاليا بعد انصهار قلب مفاعلين في اليابان.

5- انفجار بركاني في يلوستون قد يمحو الولايات المتحدة . قبل 65 مليون سنة، حصلت انفجارات بركانية هائلة في الهند، فغطت منطقة مساحتها نصف مليون كم² ( ستة أمثال مساحة الأردن) بطبقة من الصخور البركانية سمكها 2400 م. وكانت هذه الحادثة أحد أسباب انقراض الديناصورات عن سطح الأرض، إضافة الى سبب آخر هو اصطدام نيزك ضخم بالأرض في الفترة نفسها. وقبل 640000 سنة. قذفت فوهة بركان يلوستون ( الحجر الأصفر) في أمريكا الشمالية نحو ألف كم³ من اللافة التي غطت كامل جنوب شرق الولايات المتحدة. ورغم استبعاد ثوران هذا البركان حاليا، فلا شيء يمنع انفجاره بعنف يوما ما، ليدمر الولايات المتحدة ، أو أجزاء كبيرة منها.



6- فيروس الانفلونزا المتحور يقتل الملايين.
تعمل وسائل المواصلات الحالية على نقل أي فيروس عبر العالم خلال ساعات. ولا شيء يمنع الظهور المفاجىء لطفرات جينية تجعل فيروس الانفلونزا بشكل خاص قاتلا وصعب المقاومة. وكانت الإنفلونزا الإسبانية قد قتلت الملايين بعد الحرب العالمية الأولى. كما عانى العالم خلال السنوات القليلة الماضية من رعب انفلونزا الطيور ثم انفلونزا الخنازير . وقد يظهر فجأة فيروس جديد تصعب مقاومته ، فيقضي على ملايين البشر.

7- بشر المستقبل : بشر آليون
قد لا يكون هذا محض خيال علمي. إذ تتزايد المؤشرات على أنه قد يخلفنا على الأرض كائنات هجينة ومختلطة من البشر والرابوطات. ويسعى خبراء الذكاء الاصطناعي بالفعل حاليا الى مزج الانسان مع الآلة الذكية لانتاج كائنات متفوقة تتمتع بذكاء الانسان وقدرات الحاسوب. هذه الكائنات قد تحل محل البشر لأنها ستكون أقدر على مواجهة ظروف المستقبل الصعبة. أي أن ظهورها يعني بدء النهاية للبشر الحاليين.

Ca m'interesse

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق