Powered By Blogger

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

البيئي المتشكك-

المجلة الثقافية- العدد 63
صدر هذا الكتاب بالفرنسية عام 2004 مترجما عن الانجليزية بعد ان حقق رواجا كبيرا على المستوى العالمي واعتبر من اكثر الكتب رواجا (Best-Seller). مؤلفه الاحصائي الدنماركي بيورن لمبورغ وكان عضوا نشطا في الحركة البيئية (السلام الأخضر) (Green Peace) وذا توجهات يسارية، وفي آواخر عام 1997 شكل مع عشرة من افضل طلابه مجموعة عمل للتحقق من فرضية ان "معظم معارفنا عن البيئة مبنية على احكام مسبقة وعلى ارقام غير دقيقة"
وبعد عام من ذلك نشر كتابا في 320 صفحة (وقد اضاف اليه مؤخرا وترجم الى الفرنسية في 650 صفحة) . وهو يثبت بعد دراسة "صارمة" لأكثر من 1800 تقرير رسمي، بان القضايا الاساسية التي يطرحها البيئيون لا تنسجم مع الحقائق الموضوعية.
ثم يخرج بنتيجة تؤكد اننا لن نعاني في المستقبل من عجز في الطاقة او في المصادر الطبيعية. ولا يجدر بنا ان نضبط عملية التنمية، وذلك لانها لا تتعارض مع حماية البيئة. وان الحل الداعي لتخفيض استهلاك الطاقة الأحفورية تخفيضا جذريا هو أسوأ من الخطر الذي نسعى لتفاديه (ظاهرة الدفيئة أي سخونة جو الارض).
ويقول لمبورغ ايضا ان البؤس والفقر يتراجعان عالميا وان مستوى معيشة البشر يتحسن باستمرار منذ بضعة عقود من الزمن وان المبيدات الحشرية لا تسبب سوى القليل من الاصابات بالسرطان لان الفواكه والخضار التي أصبحت متوفّرة بفضل هذه المبيدات تحمي الانسان من السرطان. ولولا المبيدات لقل انتاج الفواكه والخضار وزاد سعرها وانخفض استهلاكها. وباختصار، وحسب ما ورد في المقدمة (بقلم كلود الّيغر)، فان المؤلف يتيح لنا، بناءً على حقائق علمية موضوعية، ان نتبين زيف العقيدة البيئية، السياسية التوجه، وغير الموضوعية والمبنية على مقولتين : اتهام التقدم (بتخريب البيئة) ومبدأ الحيطة (لحماية البيئة).
ولد لمبورغ عام 1965 ودرس العلوم السياسية. وكانت رسالته للدكتوراه عن نظرية الألعاب (في علم الاحصاء) وذك في منتصف التسعينيات.
ثم نشر بضعة مقالات (ليس لها علاقة بالبيئة او بالاحصاء) وبعد سنة من ذلك اذ به ينشر كتابه (البيئي المتشكك) ويعلن نفسه خبيرا في هذا المجال. ثم ظهرت ترجمته في الانجليزية عام 2001. وحظي كتابه بمدح وتقريظ كبيرين في صحف كبرى (Wall Street journal, Washington post, New York times) ومجلات مثل (The Economist). لكن معظم الخبراء في هذا المجال هاجموه بشدة، وكذلك المجلات العلمية مثل (Scientific American).
اما في الدنمارك، فان الحكومة (اليمينية) بالغت في تقديره وسلمته منصب مدير معهد التقييم البيئي الذي يبدو انه انشيء مؤخرا من اجله.
لقد اثار موضوع لمبورغ وكتابه حربا على مختلف الجبهات، تمثلت في العديد من المقالات والكتب بين مؤيد ومعارض. واعيد تقييم ارقامه وإحصاءاته وافكاره، فظهرت مفاجأة متواضعة (لان الخبراء لم يعتبروها مفاجأة) اذ أن معظم الخبراء (في الاحصاء، والفيزياء والكيمياء والاحياء والاقتصاد...الخ) يتهمون لمبورغ بنفس التهم التي حاول ان يلصقها بغيره : الجهل وسوء النيّة والتلاعب بالارقام والدراسات المتحيزة والمشكوك في نزاهتها ... والأرجح ان هذه الانتقادات صحيحة وان كتاب لمبورغ يمثل حلقة في الصراع الطويل والشرس بين البيئيين والمصالح الاقتصادية العالمية. وهذا يفسر الدعم الكبير الذي تلقاه من دور النشر الكبرى والصحف والمجلات الناطقة باسم سوق المال والاعمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق