Powered By Blogger

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

تسعة تساؤلات رئيسية عن الاحتباس الحراري

ظاهرة الدفيئة، البيت الزجاجي، الصوبة، الاحتباس الحراري ... هي بعض التعابير التي استخدمت في اللغة العربية لتعبر عن ظاهرة الارتفاع المتواصل لمتوسط درجة حرارة الأرض، والتي يعتقد أنها تفاقمت مؤخرا، وأنها تتواصل منذ بداية القرن الماضي. أو هذا على الأقل ما يدعيه العلماء والباحثون في مجال البيئة. فما مدى صحة ادعائهم؟ واذا صح ذلك، فهل هذا الارتفاع كبير حقا وغير طبيعي بحيث يثير القلق ويتطلب اتخاذ اجراءات على مستوى العالم؟ وهذا ما جرى ويجري فعليا ووصل ذروته مؤخرا في انعقاد مؤتمر كوبنهاغن للبيئة، والذي حضره عدد من زعماء العالم.

عرضت مجلة العلم والحياة الفرنسية لهذا الموضوع في عددها لشهر آذار 2010 في ملف من 25 صفحة، وحللت هذه الظاهرة الى 9 عناصر أو تساؤلات، وناقشت مدى صحة كل منها.

هذه العناصر أو التساؤلات التسعة هي:

- هل سخنت الأرض حقا؟
- هل يذوب الجليد القطبي ويتناقص ؟
- هل تأثرت الكائنات الحية؟
- هل تزايدت الكوارث المناخية ( أعاصير ، فيضانات...)؟
- هل ارتفع مستوى سطح البحر؟
- هل الانسان مسؤول عما يحصل؟
- هل نفهم جيدا آلية المناخ ( دور الشمس والمحيطات والغيوم... )؟
- هل النماذج التي صنعناها لتحاكي المناخ صحيحة وموثوقة؟
- هل ستتواصل هذه الظاهرة؟

ونعرض هنا باختصار للتساؤل الأول منها.

هل سخنت الأرض حقا؟

ليست الاجابة على هذا السؤال سهلة؟ فهذا يتطلب تحديد المقصود من درجة حرارة الأرض، بينما لكل بقعة منها، وفي كل لحظة، درجة حرارة مختلفة. كما تلزم معرفة التغيرات في درجة حرارة الأرض حول معدلها وهو 15 درجة سلسيوس، ومدى التغير مع الزمن. إن القياسات في هذا المجال لا تتوفر بشكل كاف قبل عام 1860، كما أنها تعاني من عيوب متنوعة، وخاصة قبل عام 1950. فأساليب القياس وأدواته لم تكن موحدة أو دقيقة أو تستخدم بانتظام، وهذا عدا عن الخطأ البشري في القياس. ثم أن القياسات قليلة فيما يخص المحيطات والصحاري، وهي تمثل معظم مساحة الأرض. صحيح أن السواتل ( الأقمار الصناعية) تقيس درجة حرارة مختلف مناطق الأرض حاليا، لكن هذه الممارسة لم تبدأ الا في سبعينات القرن الماضي.

ورغم ذلك، فان الباحثين قد توصلوا الى رسم منحنى يمثل ارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض منذ عام 1840 . ويبين المنحنى تذبذبا، بارتفاع ثم انخفاض، حتى عام 1900، ثم ظهر ارتفاع متواصل حتى عام 1940، فاستقرار أو حتى انخفاض حتى 1960، عندما بدأ ارتفاع متواصل في درجة حرارة الأرض حتى وقتنا الحالي.

ولعلك عزيزي القاريء تصدم اذا علمت أن اجمالي هذا الارتفاع خلال 170 سنة ( أي منذ عام 1840، لا يتجاوز ثلاثة أرباع الدرجة ، أي أقل من درجة سلسيوس واحدة.

ويحق لك أن تتساءل عن قيمة هذه النتيجة واذا كان لها دلالة احصائية، وما احتمال أن تكون هذه الضجة الاعلامية والسياسية العالمية حول الاحتباس الحراري مجرد حملة مفتعلة لأغراض خاصة بالجهات التي تروج لها. فعلماء البيئة يحصلون على دعم مالي أكبر، والسياسيون يجدون لهم قضية يدافعون عنها ويركبون موجتها لاكتساب الشعبية. ووسائل الاعلام تسعى دائما للحديث عن قضية عامة والترويج لها. وفي المقابل فان هناك جهات تتأثر سلبيا من هذه الحملات، مثل شركات النفط والسيارات التي تتهم بأنها تزيد تلوث الجو بالغازات وبالتالي تفاقم ظاهرة الدفيئة. والواقع أن بعض الأحداث الطبيعية قد تلوث الجو أكثر بكثير مما يحدثه الانسان. ومن ذلك انفجار البراكين، مثل بركان أيسلندا مؤخرا والذي نفث كميات هائلة من الغازات والغبار، ممما عطل حركة الطائرات في غرب أوروبا وشمالها. علما أن للغبار البركاني مفعولا عكسيا اذ أنه يحجب أشعة الشمس فتبرد الأرض. وهذا ما حصل بين عامي 1810 و 1819 اذ يعتقد أن بركانا قد ثار عام 1809 وآخر عام 1815 وهو بركان تمبورا في اندونيسيا، ويقدر أنه قذف في الجو مئة مليون طن من الكبريت، مما جعل ذلك العقد أبرد فترة تشهدها الكرة الأرضية خلال 500 سنة الأخيرة.

Science et Vie 3/2010
P 40 -64
شكل بياني ص 42،43

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق