Powered By Blogger

الخميس، 24 نوفمبر 2011

بفضل الخلايا الجذعية : الأسنان تصلح نفسها

حسام جميل مدانات
انه حلم على وشك أن يتحقق : اذا كسر جزء من أحد أسنانك، أو حفر الطبيب طاحونتك لازالة التسوس، فلا داعي لأن يضع لك حشوة أو تلبيسة، بل يكفي أن ينشط الخلايا الجذعية في السن المصاب حتى يصلح السن نفسه خلال بضعة أشهر. تماما كما يصلح الجلد المجروح نفسه بعد فترة من الزمن .
لقد طبقت هذه الطريقة على الجرذان بنجاح، ويتوقع أن تكون جاهزة لتطبيقها على الانسان خلال 5 سنوات.
جرى تطوير هذه التقنية الحيوية في فرنسا، على يدي الباحثين مشيل غولدبرغ وآن بليار من كلية طب الاسنان في باريس. وقد بدءا بتطبيق التجارب على الجرذان. تم إحداث ثقب في سن الجرذ ثم جرى تفعيل وتنشيط الخلايا الجذعية في السن، وبعد ثلاثة أشهر كان السن قد أصلح نفسه وملأ الثقب بمادة شبه طبيعية.
توجد الخلايا الجذعية داخل لب السن. وتكون نشطة في مرحلة الطفولة حين تجعل اسنان الحليب تنمو، ثم تواصل عملها لتحل الأسنان الدائمة محل أسنان الحليب. وبعد أن ينتهي دورها فانها لا تزول وانما ترقد في سبات طويل. ومن هنا جاءت فكرة تحفيز هذه الخلايا تحفيزا اصطناعيا لتعاود لممارسة مهامها التي مارستها في مرحلة الطفولة.
يقول د. غولدبرغ: منذ اكتشاف هذه الخلايا في بدايات العقد الحالي، جربنا عدة طرق من أجل تفعيلها، وتوصلنا الى أن أفضل طريقة هي أن نحقن داخل الثقب السني كريات بالغة الدقة من مادة تدعى أغاروز (Agarose) وهي مادة غروية مستخلصة من أحد الطحالب، ومغطاة بجزيئات أخرى خاصة تدعى الببتيد أ4\. دلتنا التجارب على أن هذه الجزيئات قادرة على ايقاظ الخلايا الجذعية السنية وتنشيطها خلال أقل من ساعة. تنجز هذه الخلايا عملها في نحو ثلاثة أشهر لتولد اللب والعاج، لكنها تعجز عن اعادة توليد المينا، ويكفي أن نضع على العاج طبقة واقية تقوم مقام المينا .
تمتاز هذه الجزيئات المحفزة للخلايا الجذعية (الببتيد أ 4) بأنها سهلة التصنيع نسبيا، وتشبه جزيئات يصنعها جسم الانسان، مما يجعلها مناسبة تماما لاجراء تجارب عيادية على الانسان.
يمارس حاليا اسلوبان للبحث العلمي في الخلايا الجذعية ولاستغلالها في النواحي الطبية. ولكل اسلوب مناصروه الذين يعارضون الاسلوب الآخر. يعتمد الاسلوب الأول على التنمية المخبرية للأعضاء انطلاقا من الخلايا الجذعية. وبعد أن تنمو هذه الأعضاء في المختبر يمكن زراعتها في الحيوان أو الانسان. اما الاسلوب الآخر،والذي اعتمده الباحثان الفرنسيان غولدبرغ وبليار، فيعتمد على تنشيط الخلايا الجذعية مباشرة في مكانها داخل الجسم. ورغم تخوف البعض من مخاطر هذه الطريقة غير المجربة بشكل كاف حتى الآن، الا أنها تبدو أكثر فعالية. وقد تبين أن معظم أعضاء الجسم تحتوي على خلايا جذعية. ومنها الدماغ والعضلات والأسنان. مما يجعل توليد خلايا جديدة من هذه الخلايا الجذعية في مواقعها داخل الجسم طريقة واعدة وأكثر فعالية من زراعة الخلايا الجذعية مخبريا.
Sience et Vie

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق