Powered By Blogger

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

التصوير الحراري لتحسين العزل

كيف نميز المباني ذات العزل الحراري السيء حتى نعمل على تحسينها؟ تكمن الإجابة في تنفيذ تصوير حراري لمنازل المدينة حيث تظهر المباني المعزولة جيدا باللون الأزرق بعكس تلك التي تشع الحرارة نحو الخارج إذ تظهر باللون الأحمر.

ليس التصوير الحراري ابتكارا حديثا، لكن تطبيقه واستخدامه على نطاق واسع لتحسين العزل الحراري للمباني لم يحصل إلا مؤخرا. في عام 2004 نفذت مدينة دنكيرك الفرنسية تصويرا حراريا شاملا لمبانيها بهدف تشجيع المالكين على اتخاذ إجراءات لتحسين العزل وتوفير الطاقة.

وقد تنامى الاهتمام العالمي بالحفاظ على الطاقة من أجل تخفيض انبعاث غازات الاحتراق في الجو، وبالتالي الحد من تفاقم ظاهرة الدفيئة على مستوى العالم. وبلغ هذا الاهتمام ذروته في مؤتمر كوبنهاغن مؤخرا، والذي شارك فيه زعماء العالم وعلماء وناشطون بيئيون. نتيجة ذلك اتخذت عدة دول إجراءات عملية في هذا المجال. وقد نشرت بلدية باريس على الانترنت مؤخرا الصور الحرارية لمباني المدينة، وهي صور مأخوذة للواجهات الأربع للمباني، إضافة إلى صور رأسية تكشف عن الفقد الحراري عبر سطوح المباني.

ورغم أن اللون الأزرق على الصورة الحرارية يدل على انخفاض الإشعاع الحراري، فان مرد ذلك قد يكون للعزل الجيد، لكنه قد يكون أيضا لأن المنزل غير مشغول وغير مدفأ أصلا. ويمكن معالجة الصورة الحرارية لإظهارها بخمسة ألوان " زائفة " تميز بين المستويات المختلفة للفقد الحراري.

من يتحمل كلفة الإصلاح والعزل؟

لا شك أن الهدف من هذه الحملة الضخمة والمكلفة لتصوير المدن حراريا ليس مجرد العرض والمعرفة، فالخطوة التالية هي إجراء أعمال الإصلاح والعزل للمباني السكنية والتجارية التي تظهر باللون الأحمر على الصور. وتقدم الدولة دعما ومساهمة لا بأس بها في تكاليف العزل.

وإذا كان الموقع مؤجرا، فان المالك والمستأجر يتقاسمان الكلفة. فالمستأجر سيحصل على تدفئة بكلفة أقل خلال السنوات التالية. وحسب القانون يستطيع المالك أن يحصل من المستأجر حصته من الكلفة مقسمة على 15 سنة كحد أقصى، والتي تضاف إلى قيمة الأجرة الشهرية. وتقدر مساهمة المستأجر بنصف الوفر المتحقق في مصروف التدفئة وليس نصف كلفة الأعمال المنفذة. وقد أتاح القانون خيارا آخر يتمثل في زيادة مقطوعة على الإيجار الشهري، قدرها 10 يورو للشقة المكونة من غرفة نوم واحدة، أي استديو، و 15 يورو للشقة المكونة من غرفتين أو ثلاث، و 20 يورو لما زاد عن ذلك.

Science et Vie 1/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق