Powered By Blogger

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

ابحاث جديدة لتحليل المخاطر

-المجلة الثقافية- العدد 60
هناك احداث نادرة للغاية، واحتمال حدوثها بالغ الصغر، لكنها رغم ذلك ذات تأثير خطير على المجتمع البشري عامة، مما يوجب دراستها وفهمها فهما اعمق. وهذا يفسر إنشاء وتطوير وسائل وادوات رياضية جديدة لفهم هذه الظواهر الخطيرة وتقدير نتائحها رغم ندرتها.
وقد اجرت مجلة البحث الفرنسية (لارشيرش)، ايار 2003، حديثا في هذا الشأن مع ارفي زفيرن H.Zwirn مدير الابحاث في معهد البحث العلمي الوطني (الفرنسي)، وفيما يلي ملخص له :
لارشيرش: قبل حصول كارثة المركبة الفضائية الأمريكية كولُمبيا مؤخرا، كانت وكالة الفضاء الامريكية ناسا تقدر احتمال حصول حادثة من هذا النوع بنسبة 1 من 250 (او 0.004) فهل لمثل هذا التقدير اي معنى؟
زفيرن : نعم ولا! فلو اخذنا مثالا آخر اقرب لحياتنا اليومية، مثل حوادث الطرق، فان الارقام التي تدل على المخاطراو احتمالات حدوث حوادث السيارات، قد تكون منطقية وذات مصداقية عالية، لانها تعتمد، لسوء الحظ، على حوادث فعلية كثيرة حصلت في الماضي (وتحصل باستمرار). وهذا يبرر استخدام وتطبيق ادوات رياضية مثل "قانون الاعداد الكبيرة". لكن عندما يتعلق الامر باستنباط تقديرات احتمالية لحوادث نادرة او حتى نادرة جدا، فانه يصعب التوصل الى تقديرات دقيقة.





لارشيرش : بماذا يفيدنا تحليل المخاطر؟
زفيرن : نعلم حاليا ان كوارث عديدة سواء كانت انفجار المكوك الفضائي تشلنجر، او انهيار شركة انرون الامريكية العملاقة او افلاس بنك بارنغز، او غرق ناقلة النفط اموكو كاديز وتلوث شواطىء فرنسا، كل هذا نتج عن تراكم اخطاء او حوداث صغيرة ومهملة بحد ذاتها، وليس لاي منها منفردة اي عواقب ذات بال.
وقد اعتدنا في تطبيقنا للوسائل الاحصائية التقليدية ان نربط بكل مخاطرة احتمالا او تاثيرا محددا، ثم نحسب المخاطرة الاجمالية المتوسطة المرتبطة بمجمل المخاطر المتعلقة بمظاهر معينة. لكن المشكلة هي ان الواقع يدل على ان تزامن هذه المخاطر الصغيرة او تجمعها او تتابعها قد يكون له تاثير اكبر بكثير من مجرد المجموع الحساي البسيط لهذه المخاطر لصغيرة او حتى المهملة.
لاشيرش: "اسباب صغيرة ونتائج كبيرة" انه قول ماثور معروف.
زفيرن : هذا صحيح، لكن علم تحليل المخاطر لم يلجا الا مؤخرا الى طرق نمذجة (بناء نماذج) ومحاكاة تاخذ بعين الاعتبار الظواهر المعقدة الناجمة عن ترافق عدة عوامل. تتطلب هذه الطرق تصميم خرائط المخاطر، اي التعرف عليها وعلى العلاقات التي تربط بينها. ثم انشاء نموذج رياضي، على شكل شبكة الاسباب والنتائج مثلا لتمثيل تأثير المخاطر على المجرى الاعتيادي للعملية موضوع الدراسة.
لارشيرش: هل ان التعقيد البالغ للطرق الرياضية المستخدمة قد سبب تاخر دراسة المخاطر دراسة صحيحة حتى هذا الوقت ؟
زفيرن : لا يتعلق الامر بتعقيد الطرق الرياضية المستخدمة بقدر ما هو ناتج عن عدم تقدير هذه الطرق الجيدة حق قدرها، مما يفسر كون تحليل المخاطر ما زال في بداياته. ان الرياضيات اللازمة لهذا التحليل معروفة ومفهومة تماما، لكن هذا لا يمنع توقع نشوء اتجاهات بحث جديدة في مجال المحاكاة او ايجاد القيم المثلى (optimization).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق