لا نحتاج العلم

حسام جميل
قرأت قبل فترة مقالا لكاتب خليجي يقول ما خلاصته: أننا قد حظينا بنعمة النفط، الذي سيبقى لعدة أجيال قادمة. وأموال النفط تمكننا من شراء كل ما نحتاجه: أحدث منتجات التكنولوجيا، وأفخم السيارات، وأضخم الطائرات، ونشتري العمالة في كافة المجالات. بل إننا قادرون على شراء الضمائر والذمم في كل مكان، ومختلف متع الحياة، بما فيها متع الجنس، فكل شيء له ثمن.

وفي المقابل، فإن الأبحاث العلمية تتطلب جهدا كبيرا ومواظبة لسنا مستعدين لبذلها. فليبحث الآخرون وليتعبوا ونحن نجني ثمرات أبحاثهم دون جهد. لسنا بحاجة للبحث والعلم والتفكير. فليفكروا هم بدلا منا وربما ايضا لسنا بحاجة للحياة. فليحيوا هم بدلا منا.

وماذا عنّا في الأردن. حقا إننا لا نملك النفط، لكننا نملك ثقلا استراتيجيا جغرافيا يمكننا أن نقايضه بالدعم المالي الذي نحتاجه. وهذا يعني أننا نحن أيضا لسنا بحاجة الى العلم أو العمل. وبالفعل، فإن معظم الأعمال لدينا يقوم بها وافدون أو خادمات منزليات. ولسنا بحاجة للقيام بأبحاث أصيلة. فكل ما نحتاجه نجده على مواقع البحث الالكترونية، غوغل وأخواتها، ولسنا بحاجة لمراسلين يعدون تقارير صحفية: فما نحتاجه، حتى أخبارنا الداخلية، يردنا من الوكالات العالمية. ولا فُضّ فُوه الشاعر العربي حين قال:

ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوّمُ