Powered By Blogger

الثلاثاء، 5 يونيو 2012

نصوص في النثر العلمي العربي: الماء معجزة الطبيعة

الألف كتاب:

تأليف طومسون كنغ

ترجمة زكريا فهمي مراجعة الدكتور كمال الدين حكيم

الناشر: دار الكرنك

في عام 1955 بدأت وزارة التعليم العالي في مصر إصدار سلسلة "الألف كتاب". استمر المشروع حتى عام 1969، وغطّى مختلف مجالات المعرفة. وفي عام 1986 باشرت الهيئة المصرية العامة للكتاب بإصدار مشروع الألف كتاب الثاني. وقد اخترنا من السلسلة الأولى كتاب : " الماء معجزة الطبيعة" الذي صدر عام 1964.

الكتاب الأصلي قيّم وشامل لكل ما تود معرفته عن الماء. وقد قسّم إلى بابين: أولهما بعنوان "الماء والعالم" والثاني "الماء وحياة الانسان".

لغة الترجمة متينة، وتكاد تخلو من الأخطاء بأنواعها. وإذا كانت كافة إصدارات مشروع "الألف كتاب"، أو معظمها، بهذا المستوى، فإنها تمثل بلا شك صفوة الإصدارات العربية وتستحق التقدير. ولعله يجدر بوزارة الثقافة لدينا أن تختار بعض كتب هذه السلسلة لتعيد إصدارها ضمن مشروعها : "مكتبة الأسرة".

وباختصار، فإن مستوى هذا الكتاب من حيث جودة السبك وسلامة اللغة وندرة الأخطاء يفوق مستوى تسعين بالمئة مما تحفل به مكتباتنا حاليا من كتب حديثة، مؤلفة كانت أم مترجمة.

نقدم لك عزيزي القارىء بضع فقرات اخترناها من كتابنا هذا، وهو كتاب يستحق إعادة النشر، بعد تحديث بعض معلوماته.

" أليس من الغريب حقا أن هذا الكوكب، قبل ظهور الحياة، لم يكن يحتوي إلا على سائل واحد في درجات الحرارة العادية؟ ذلك لأن المادة التي وهبت الأرض الحديثة التكوين سائلا كانت المادة الوحيدة التي يمكن أن توجد أيضا في الحالتين الصلبة والغازية. صحيح أنه كان يوجد عدد من الغازات في الغلاف الجوي، وعدد لا حصر له من المواد الصلبة في القشرة الأرضية، ولكن الحالة السائلة، التي تحتل مكانا وسطا بين المواد الصلبة والغازية، لم تكن ممثلة في درجات الحرارة السائدة على سطح الأرض إلا بمادة واحدة فقط. هذه المادة الغريبة، العجيبة، الفريدة، هي الماء العادي، المألوف، الشائع. وكان أغلب الماء سائلا، ولكن هناك الكثير من الثلج والجليد، كما أن الغلاف الجوي كان يحتوي على كميات هائلة من الماء في حالة بخار. ولم تكن هناك سوائل أخرى سوى الحمم البركانية المنصهرة، التي لم يكن بوسعها أن تهيئ ظروفا مناسبة لذلك النشاط الغامض الذي نطلق عليه اسم الحياة، سواء دبت هذه الحياة في نبات أو في انسان.

ويتميز الماء بتناقض خلاب، من حيث أنه أقرب المواد الى المألوف وأبعدها عن المألوف في الوقت نفسه. فهو أقرب إلى المألوف لأنه موفور وشائع. وهو أبعد عن المألوف لأن صفاتِه، وخواصَّه، ومميزاته، غريبة، ونادرة، وفريدة في بعض الأحيان.

هناك تعليق واحد: