Powered By Blogger

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

مهارات مواطن القرن الحادي والعشرين

العرب اليوم 19/6/2012
قبل بضع سنوات هاجر أحد أصدقائي إلى أمريكا. وعلمت قبل أيام أنه يبني بيتا ريفيا له في إحدى الضواحي. حتى الآن لا شيء غريب في هذا، سوى أنه يبني هذا البيت بيده، بنفسه، هو وعائلته، وهو بيت خشبي على الطراز الأمريكي. وما جعلني أندهش فعلا هو أن صديقي هذا، عندما كان في عمان، كان يستدعي حارس العمارة ليغيّر له لمبة محروقة. وعلى ذلك قس. فكيف اصبح فجأة يمتلك المهارات اللازمة لبناء منزل، بكل ما يتطلبه هذا من معارف إنشائية وكهربائية، ومهارات نجارة وحدادة وتدفئة ومجارٍ... الخ.
لعل أحد أسباب قيام الأمريكي أو الأوروبي بمعظم أعمال الصيانة المنزلية، ومنها إعادة طراشة المنزل، هوالكلفة المرتفعة للفنيين إذا ما استدعيتهم للمنزل. وهكذا تجد أن المنزل الأمريكي النمطي يتضمن كراجا للسيارة، وهو نفسه مشغل يحتوي مختلف أنواع العدد والأدوات. ويتدرب الطفل منذ صغره على هذه الأدوات عندما يساعد والده في أعمال الصيانة. ويشيع لديهم استخدام كتيبات تشرح الأعمال اليدوية المختلفة. ويطلق عليها تعبير أعملها بنفسك (DIY) أو Do it yourself .
المهارات اللازمة:
فما هي المهارات اللازمة للمواطن العصري؟
لا شك أن قيادة السيارة أصبحت إحدى الضروريات لمواطن المدينة لدينا، مع تردّي وضع المواصلات العامة. وهو وضع مقصود كما يبدو، لجعل الناس يشترون سيارة خاصة أو أكثر لكل عائلة.
ثم نأتي لمهارات استخدام الحاسوب والانترنت. ولحسن الحظ فإن هذه المهارات لم تعد معقدة، على الرغم من أن كبار السن يشعرون دائما بحاجز نفسي يفصلهم عن عالم الحاسوب. بخلاف الأجيال الأصغر سنا. وما رأيك بمهارات التعامل مع الهاتف الخلوي، وتشغيل مختلف الأجهزة الكهربائية والالكترونية المنزلية، وإجراء صيانة أو إصلاح بسيط لها عند الضرورة؟ ومهارات الطبخ والخياطة والتدبير المنزلي لكل من الفتيات والشباب؟
الخلاصة أنه يلزم إدماج دروس التدريب العملي على مختلف هذه المهارات ضمن الصفوف المدرسية في مختلف المستويات. وهي مسألة حياة ومسألة بقاء للأجيال القادمة حتى لا يعيشوا خارج عصرهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق