Powered By Blogger

الخميس، 14 يونيو 2012

الزهايمر: خرف الشيخوخة

القاموس العلمي (6)


يميل البعض هذه الأيام، عندما ينسى شيئا، أن يقول: "عندي نقص بي تْوِلف (نقص فيتامين ب12) أو ربّما ألزهايمر. فما هو هذا المرض، وما أعراضه، وهل له علاج؟
أطلق هذا الإسم على خرف الشيخوخة تكريما للطبيب الألماني الويس الزهايمر Alois Alzheimer، الذي وصفه بالتفصيل عام 1906. لكن هذا لا يعني بالطبع أنه لم يكن مرضا معروفا أو حتى شائعا قبل ذلك، وفي مختلف المجتمعات. ولم يكن بالأمر غير المألوف أن يصاب كبار السن بأعراض الخرف أو العته أو الخبل Dementia وأن تتفاقم الأعراض تدريجيا.

مرض شائع ومكلف
قدّر عدد المصابين بالزهايمر على مستوى العالم عام 2011 بثلاثين مليون إنسان. وتبدأ أعراضه بالظهور غالبا بعد سن الخامسة والستين، فيكثر نسيان المصاب للأحداث الأخيرة، أي تسوء الذاكرة القصيرة؛ ثم تظهر أعراض اضطراب التفكير والسلوك، وسهولة الاستثارة وتقلبات المزاج والعدوانية وصعوبة الكلام، ثم فقدان الذاكرة الطويلة الأمد، أي نسيان المعلومات والأحداث القديمة، رغم أن كبار السن عادة ما يظهرون قدرة واهتماما كبيرين في تذكّر مثل هذه الأحداث وتكرار سردها. ومع تفاقم الوضع، يظهر المريض ميلا للانسحاب والانغلاق على الذات وتراجع التفكير المنطقي والمجرد، وتبدأ وظائف الجسم بالتراجع والضعف. وينتهي المرض غالبا بالموت بعد مدة متوسطها سبع سنوات من بدء ظهور أعراضه. وغالبا ما يكون السبب المباشر للوفاة شيء آخر، مثل الالتهاب الرئوي أو التهاب التقرحات الجلدية بسبب المكوث الدائم في الفراش.
وفيما يتعلق بالكلفة، فإن الزهايمر يعتبر مكلفا للغاية، على مستوى الدولة ومؤسسات الرعاية الصحية، وأيضا على المستوى العائلي، إذ أنه يفرض أعباء ومسؤوليات جسيمة على عائلة المريض ومرافقيه لتوفير عناية صحية ونظافة ومتابعة دائمة. بل يذهب البعض إلى أن هذا المرض هو الأعلى كلفة في أوروبا والولايات المتحدة.

المسببات
تترافق الأعراض الأولى للمرض بظهور صفائح وعقد أو تكتلات عصبية متشابكة في الدماغ. ويمكن كشفها عن طريق المسح التصويري للدماغ، كما يعطي فحص السلوك وقدرات التفكير مؤشرا على الإصابة.
لا يبدو أن للمرض أسبابا جينية وراثية، لكنه يتأثر بارتفاع نسبة الدهون والكلسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم والسكري والكحول والتدخين والبدانة وتزايد الشعور بالإحباط والخمول الذهني؛ بل أن البعض يشك في أن أمراض الأسنان وتزايد الصفائح الكلسية عليها قد تزيد احتمالات الإصابة بالعته، وكذلك إصابات الرأس، كما هو حال لاعبي كرة القدم الأمريكية. بل حتى أن البعض يعتقد أن التعرض لأمراض متنوعة مثل تكرار الإصابة بالرشح والانفلونزا والتهاب الحلق وقرحة المعدة تمثل مصادر خطر مسببة الزهايمر، كذلك نقص الفيتامينات مثل فيتامين ب.. وفي المقابل، يبدو أن عوامل أخرى تخفف أو تؤخر حصول المرض أو تبطيء ظهور أعراضه، ومن ذلك الغذاء الجيد المتوازن، النوم الكافي، مستوى التعليم العالي، النشاط العقلي والجسمي والاجتماعي، وتساعد الرياضة وممارسة نشاطات استرخائية مثل اليوغا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق