Powered By Blogger

السبت، 15 أكتوبر 2011

هل " هارب" مسؤولة حقا عن فيضانات باكستان؟

حسام جميل مدانات

لعلنا جميعنا تابعنا أخبار الفيضانات الجارفة التي شردت 15 مليون باكستاني في شهر آب الماضي. ولم تكن باكستان قد شهدت مثل هذه الفيضانات من قبل. فهل الانحباس الحراري الذي دأب أنصار البيئة على الحديث عنه هو المسؤول عن هذه الكارثة وغيرها، أم أنها مجرد ظواهر طبيعية تشهدها الأرض، وشهدتها دائما، من وقت لآخر؟ أم أن هناك أسبابا أخرى، قد يكون بعضها من صنع البشر؟

هذا التفسير الأخير هو ما يطرحه البعض منذ سنوات. ومن ذلك تهم توجه نحو برنامج بحثي أميركي يطلق عليه اسم " هارب " . فما هو هارب، وما احتمال صحة مثل هذه الاتهامات؟ خاصة أن البعض يتهم هذا البرنامج بأنه المسبب لعدة كوارث عالمية مؤخرا، منها عدة أعاصير وزلازل مدمرة، نظرا للطاقة الهائلة التي يستخدمها.

ما هو هارب؟

هارب HAARP هي الكلمة الأوائلية، أي المكونة من أوائل الكلمات الانجليزية:
High Frequency Active Auroral Research Programme وترجمته: البرنامج البحثي للشفق القطبي الفعال والعالي التردد.

وهو برنامج دفاعي، أو حربي، بلا شك، اذ يشترك فيه سلاح الجو وسلاح البحرية الأميركي ووكالة المشاريع البحثية العسكرية المتقدمة بالتعاون مع جامعة الاسكا بشكل رئيسي و 13 جامعة أميركية أخرى ( قارن هذا مع السبات البحثي الذي يسود جامعاتنا وأساتذتها الأكارم).

الهدف المعلن للبرنامج هو تحليل الايونوسفير، أي الطبقة المتأينة أو المكهربة من الغلاف الجوي، واستقصاء امكانية تطوير تقانة لدعم اتصالات الراديو والرقابة، مثل كشف الصواريخ، وتحسين نظام تعيين المواقع بواسطة الأقمار الصناعية والذي يرمز له جبس. واجراء أبحاث تحت الماء وتحت سطح الأرض لكشف المعادن مثلا، وأيضا متابعة وكشف مشاريع نووية مثل مفاعلات ايران وكوريا الشمالية.

بدأ البرنامج عام 1990، وحسب ادارة هارب فان أبوابه مفتوحة وأنشطته متاحة لاطلاع الجمهور الأمريكي وحتى الأجانب، كما أن نتائجه تنشر في المجلات العلمية. وفي كل صيف تنظم في محطة أبحاث هارب في الاسكا مدرسة صيفية لطلبة زائرين من أجل اجراء الأبحاث.

طبيعة البحث: يرتبط هذا المشروع بأبحاث العالم الأمريكي الصربي الأصل نيكولا تسلا ( 1856 – 1943)، ولعله أعظم مهندس كهربائي وميكانيكي في التاريخ. وكان قد اقترح سلاحا أطلق عليه اسم سلاح السلام، أو سلاح الموت، ويعتمد على توجيه طاقة هائلة في الهواء، وغير محصورة في الأنابيب. يرتبط مشروع هارب بالأيونوسفير، وهو أعلى طبقة في الغلاف الجوي، إذ يبلغ ارتفاعها 70كم – 300كم . تمتص هذه الطبقة الأشعة الشمسية ذات الطاقة العالية، مثل فوق البنفسجية والسينية.

وتسبب طاقة هذه الأشعة انطلاق الالكترونات، فتتأين ذرات الغازات في هذه الطبقة، وتتغير شدة هذا التأين كل دقيقة، ومن يوم لآخر، وتتعقد الأمور عند القطبين حيث تؤثر عمليات متعددة مثل أضواء الشفق القطبي، لأن المجال المغنطيسي يكاد يكون عموديا عند القطب ، والواقع أن دراسة الأيونوسفير ليست سهلة، لأن البالونات المعبأة بالهيليوم لا تصله بسبب خفته، كما أن السواتل، أي الأقمار الصناعية لا يمكنها الدوران فيه.

وكانت النرويج قد بدأت دراسته بواسطة محطة آيسكات واعتمدت أبحاثها على تسخين الأيونوسفير بطاقة جزء من المليون من الواط لكل سنتمتر مكعب منه. لكن المشروع الأميركي هارب يتميز بالطاقة الهائلة التي يطلقها، فهو أقوى بمليون مرة من الجهاز النرويجي.

تطبيقات هائلة

بفضل هذه الطاقة الهائلة التي يولدها المشروع، يمكنه المساهمة في تطبيقات متنوعة وفي مختلف المجالات.

فمثلا يمكن استخدام تقنيته لنقل الطاقة الكهربائية من محطات توليدها الى المستهلك دون استخدام اسلاك. ويمكنه تعطيل أجهزة الملاحة والتوجيه في الطائرات والصواريخ، ويمكنه تعديل الطقس وتغيير نمط الرياح العليا عن طريق تكوين بؤر أو ريش من الدقائق الجوية.

ويمكنه زيادة تركيز الأوزون في الجو. والأوزون جزيء نشط مكون من 3 ذرات أكسجين، مقارنة مع جزيء الاكسجين العادي المستقر المكون من ذرتين.

ويمكنه تغيير مسار الصاروخ، اذ أن تسخين الأيونوسفير يرفع كميات ضخمة من الغلاف الجوي في طريق الصاروخ، فينشفط الصاروخ بقوة سحب مفاجئة للأعلى ويدمر.

ويمكن استخدام تقنياته في أنظمة الاتصالات بين الغواصات بدل نظام التردد البالغ الانخفاض، ويمكنه توليد زخات قوية من الالكترونات التي تؤثر على عمل الدماغ فيشل الناس في مناطق واسعة ولفترة طويلة. ويمكنه التأثير بالمجال المغنطيسي للأرض. وهذا التاثير قد يسبب الزلازل. ويدّعي البعض أن زلازل اليابان وتشيلي في السنوات الماضية قد سبقها حصول لمعان غير عادي في الجو.

كما أن فيضانات باكستان قد سبقها بوقت قصير انفجار طائرة ايربص A 321 التابعة لشركة ايربلو الباكستانية قرب اسلام أباد في تموز الماضي، والتي لم يتضح سبب طيرانها منخفضة لتصطدم بالجبال ويقتل جميع ركابها وطاقمها وعددهم 152.

واذا أردت التوسع في القراءة عن هارب والاتهامات الموجهة لها، يمكنك الدخول على ويكيبيديا ، وقراءة نظريات المؤامرة التي تتهم هذا المشروع بإحداث كوارث متنوعة مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير والزلازل، ومنها زلزال سشوان في الصين عام 2008، ثم زلزال هاييتي، وزلزال تشيلي في 2010 اضافة الى تسبيب الانهاك المزمن للبشر، وأعراض حرب الخليج التي ظهرت على العديد من الجنود الأمريكيين بعد غزو العراق.

Wikipedia

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق