Powered By Blogger

السبت، 15 أكتوبر 2011

مزارع اللؤلؤ الذهبي

حسام جميل مدانات

ليس كل اللؤلؤ أبيض اللون، فبعضه أسود والبعض الآخر يتصف بلون ذهبي طبيعي. واللؤلؤ الذهبي تنتجه بعض جزر الفلبين، وهو الأكبر حجما في العالم. ولا تقتصر علاقته بالذهب على اللون فقط، فهو أيضا ثمين كالذهب أو أثمن، إذ تباع الحبة منه بسعر يتراوح بين 300 دينار وأربعة آلاف دينار لأكبرها حجما وأكملها استدارة وأكثرها لمعانا.

تتشكل اللؤلؤة عادة عندما تسقط حبيبة رمل، أو جسيم غريب بالغ الصغر، داخل المحارة في قاع البحر، فتغطيها المحارة بطبقات متتالية من إفرازاتها حتى تتخلص من أذاها. فتنتج اللؤلؤة بهذه الطريقة. ونسبة حصول هذا الأمر تعادل واحد من عشرة آلاف، أي أن محارة واحدة من عشرة آلاف محارة تحتوي على لؤلؤة.

قبل ظهور النفط في دول الخليج العربي، كان صيد اللؤلؤ والسمك عماد الحياة هناك، وهي مهنة شاقة ومحفوفة بالمخاطر. يغوص صياد اللؤلؤ الى قاع البحر ليجمع المحار. وإذا كان محظوظا، فإنه يعثر على لؤلؤة أو بضع لآلىء، بينما تكون معظم المحارات خالية من اللؤلؤ. ثم ابتكر اليابانيون تقنية تعمل على حث المحار على تشكيل اللؤلؤ فزاد إنتاجه وتراجع سعره عالميا.

قصة اللؤلؤ الذهبي

في منطقة بلَوان في الفلبين ، تمارس شركة بحر الجواهر Jewelmer نشاطها في إنتاج وتسويق اللؤلؤ الذهبي. ويروي مديرها الفرنسي جاك برانلك قصته مع هذا اللؤلؤ. كان يعمل طيارا في فرنسا، ثم غادر بلده الى جزيرة تاهيتي في الستينات حيث تعلق بصيد وتجارة اللؤلؤ الأسود، الذي تشتهر به هذه الجزيرة . وكانت اليابان قد طورت مزارع محار اللؤلؤ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأبقت هذه التقنية سرا مكتوما.

سافر جاك الى اليابان، وتصادق مع عجوز ياباني خبير في تقنية إنتاج اللؤلؤ في المزارع فعلمّه أسرارها. وعندما عاد الى تاهيتي طبق ما تعلمه، وفي عام 1979 غادر متجها الى جنوب شرق آسيا حيث اكتشف عن طريق الصدفة اللؤلؤ الأصفر الذهبي في جزيرة بلوان النائية في الفلبين.

يتميز هذا النوع بكبر حجمه حيث يمكن أن يبلغ قطر اللؤلؤة 16مم مقابل 14مم كحد أقصى للؤلؤة تاهيتي السوداء المشهورة. ويباع هذا اللؤلؤ الى أغنياء العالم بالطبع، في دول الخليج وفي الهند وغيرها.

كان صيادو اللؤلؤ في بلوان يخاطرون بحياتهم في بحر يعجّ بسمك القرش والقراصنة. وكان الحل لدى جاك هو إنشاء مزارع محار اللؤلؤ الذهبي مطبقا ما علمه إياه صديقه الياباني العجوز. وتطلب ذلك منه جهودا دامت عشر سنين.

تتلخص طريقة العمل في البدء بتوليد عدة مئات من الملايين من يرقات المحار داخل المختبرات. وتنقل اليرقات الى البحر لتمضي فيه سنتين، ثم تجمع المحارات الناضجة من البحر ولا يتجاوز عددها عندئذ مليونين أو ثلاثة ملايين. وتحقن بما يسمى بعرق اللؤلؤ والذي يدخل بين شفتي المحارة الأم ومعه قطعة من نسيج جسم محارة أخرى وتدعى المحارة المتبرعة. وهي عملية دقيقة تجري داخل المختبرات. ثم تنقل هذه المحارات الأمهات الى البحر لتمضي فيه 3 سنوات أخرى ولتفرز كل منها 1200 طبقة رقيقة حول تلك النواة من أجل التوصل الى لؤلؤة قطرها 12مم.

أخيرا نشير الى أن الفضل في حصول اللون الذهبي لهذه اللآلىء يعود إلى أن المحار يتغذى على نوع خاص من العوالق النباتية في البحر، لا يوجد إلا في هذه المنطقة . هذا عدا عن أن هذا المحار نفسه يختلف عن أنواع المحارات في المناطق الأخرى من العالم. وتصنف موسوعة ويكيبيديا، على الإنترنت، اللؤلؤ الذهبي باعتباره من فئة لآليء البحار الجنوبية، مقارتة مع اللؤلؤ الأبيض ولؤلؤ تاهيتي الأسود.

Ca M’interesse 3/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق