Powered By Blogger

السبت، 15 أكتوبر 2011

كل ما تود معرفته عن التمر

حسام جميل مدانات

يهلّ شهر رمضان المبارك وتتنافس المتاجر في عرض أفضل ما لديها من أصناف التمور وبأسعار تتراوح بين الدينار الواحد الى 12 أو 15 دينارا / كغ للأصناف الفاخرة.

لكن استهلاك التمر لا يقتصر على شهر الصوم – إنه غذاء ضروري في كل مكان وزمان.

تساؤلات تنتظر الإجابة.

- هل كافة أنواع النخيل مثمرة ؟
- ما عدد أصناف التمر؟
- ما ارتفاع نخلة التمر؟ وكم تعيش، وكم سنة تثمر؟
- ما الدول الأكثر انتاجا للتمر؟ والأكثر استهلاكا؟ وماذا عن التمر في الأردن؟
- لماذا لا تنجح زراعة النخل المثمر في عجلون مثلا أو في أوربا؟
- ما استخدامات وفوائد أجزاء النخلة؟ وهل يمكن الاستفادة من نوى التمر؟
- بماذا يتميز التمر عن جميع الفواكه الأخرى؟
- ما عدد أصناف التمر؟ وما أكثرها شيوعا لدينا؟
- لماذا التلقيح الاصطناعي للنخيل. وكيف يُزرع النخيل ويكثّر؟ وهل الأفضل زراعة بذرة أم فسيلة؟
- النخلة تعيش في الواحات الصحراوية، فهل أنها لا تحتاج ماء كثيرا؟
- ما مغزى القول: النخلة قدمها في الماء ورأسها في النار؟
- ماذا يمكننا أن نصنع من التمر؟ وكيف يصنع دبس التمر، وهل تعطي جميع اصناف التمر دبسا؟
- هل الأصناف الأغلى ثمنا أفضل وألذ طعما بالضرورة؟
- ماذا نعني بتعابير مثل الطلع والخلال والبسر والرُطَب والبلح والعجوة؟
- ما فوائد التمر الغذائية والصحية والطبية والعلاجية؟






نخلـــة التمــــر (لطائف وغرائب)


إذا دخلت على الانترنت، واخترت محرك بحث مثل غوغل، وكتبت كلمة تمر أو نخيل التمر باللغة العربية أو الانجليزية (Date) فإنك تشاهد عشرات المواقع ذات العلاقة، وبمعلومات ذات مستوى متفاوت في حجمها ودقتها وفائدتها. وستعرف أن معظم أنواع النخيل تصلح للزينة فقط بعكس نخيل التمر. وتجد موقعا بالانجليزية يقدم مقتطفات من كتاب ألفه الأمريكي بول بوبينو عام 1924. وكانت أمريكا قد بدأت قبل بدايات القرن العشرين باستيراد فسائل نخيل التمر وزراعتها في كليفورنيا وأريزونا بشكل خاص. وقد ذكر هذا المؤلف وجود نحو 1500 صنفا من التمر، منها 450 في العراق، ومن الأصناف التي زرعت في أمريكا نجد البرحي والديري من العراق ودقلة (دجلة) نور من الجزائر ثم المجول من المغرب.

ويدل القول أن النخلة قدمها في الماء ورأسها في النار على أن جذورها بحاجة للكثير من الماء، لكن ثمارها لا تتحمل المطر، فهو يجعلها تتعفن، بل إن الثمار بحاجة الى التعرض الدائم للشمس وذلك طبعا في موسم الإثمار. فالنخلة لا تتحمل الظل. وهي تحتمل تربة قلوية وذات ملوحة معتدلة.

تدل الكشوفات الأثرية على أن نخيل التمر قد عرف في سواحل الخليج العربي قبل أكثر من 6000 سنة. وقد انتشرت زراعته في بلاد العرب وفارس وباكستان، ومؤخرا في أمريكا حيث يوجد نحو ربع مليون نخلة مثمرة ، وفي استراليا أيضا. تعيش النخلة حتى 200 عام، ويصل طولها 30 مترا. وتنمو بين 30-45 سم في السنة. عندما تزرع فسائل النخل، فإنها تثمر بعد 3-8 سنوات، وتبلغ أقصى انتاجها بعد 10 سنوات، ثم تستمر في الإثمار حتى 100 سنة. ويمكن قطف الثمار باليد، لكن القطوف تقطع عادة بأكملها. ولا ننسى صعوبة الوصول اليها في رأس النخلة. ونظرا الى أن القطوف لا تنضج جميعها معا فإنه يلزم 6-8 قطفات لكل شجرة. وتعطي النخلة نحو 10كغ من التمر في بداية إثمارها. وفي سن 13 سنة يرتفع انتاجها الى 60-80 كغ. ويعطي صنف دقلة نور في كليفورنيا نحو 1,5 طن للدونم وقيمتها أكثر من 3000 دولار.

أما إذا زرعت البذور فأنها تثمر بعد 10 سنوات، مع احتمال كون نصف النخلات فقط مثمرة، أي مؤنثة. فالجنس في النخيل منفصل، توجد نخلات مذكرة وأخرى مؤنثة. وعادة تزرع 50 شجرة أنثى مقابل واحدة مذكرة. ويفضل أن تزرع نحو 12 نخلة في الدونم. وهي تزرع عادة في الربيع أو الخريف وبتباعد 10م بين كل نخلتين متجاورتين.

لا يمكن الاعتماد على التلقيح الطبيعي التلقائي للنخيل بواسطة الريح أو الحشرات. بل يجب إجراء تلقيح اصطناعي. وعادة ما تضاف مواد منظمة للنمو بعد التلقيح بأربعة أشهر لتحسين النوعية وزيادة وزن الثمار. وإذا لم تلقح الزهرة، فإن الثمرة الناتجة تكون صغيرة ودون بذرة. تحتوي الزهرة على 3 مبايض، يلقح أحدها فقط. بعد جمع حبوب اللقاح (الذكرية) يمكن حفظها 6 أشهر في جو الغرفة، أو حتى 3-7 سنوات مبردة.
تُدعى الثمرة أول ظهورها بالطلع؛ ثم الخلال، وهي خضراء اللون وسريعة النمو؛ ثم البسر، حيث يتباطأ النمو ويتحول اللون إلى الأصفر أو الأشقر أو الأحمر، ويدوم 3-5 أسابيع؛ ثم الرُطب، وتكون طرية حلوة وتدوم من أسبوعين إلى أربعة؛ ثم التمر الناضج.

العناية بالنخل

تسمّد النخلة في العراق عادة بنحو 20كغ من السماد العضوي سنويا، وتروى 15-40 مرة إذا لم يصلها الماء طبيعيا من النهر أو السواقي. ويجب تقليم النخلة، وإلا فإنها لن تثمر إلا مرة كل سنتين. وفي كليفورنيا تغطى عناقيد التمر بالورق لحمايتها من المطر والغبار والطيور.


فوائد النخل وثمره

يقول العرب أن للنخلة 360 فائدة. فقد كانت تصنع من أجزائها الإبر والخيطان والحبال والفرشات والسلال والمكانس عدا عن أنواع عدة من الطعام والشراب. وبالطبع فإن أشجار النخيل توفر الظل في صحارينا وأغوارنا ذات الحرارة اللاهبة، وتجعل الجو لطيفا ورطبا.

أما التمر فنجد أن جمعية القلب الأمريكية تعتمده كغذاء مثالي بسبب انخفاض محتواه من الدهون المشبعة والكلسترول والصوديوم. ولغناه بمادة تدعى عديد الفينول، وهي مضادة للأكسدة، تدمر الجذور الحرة الضارة بالجسم.

يتميز التمر عن جميع الفواكه الأخرى بقلة محتواه من الرطوبة، فهي لا تتجاوز 30% مقابل 75-95% لكافة الفواكه الأخرى. هذه الميزة تحفظ التمر عدة أشهر رغم حرارة الطقس في بلادنا. وبالطبع فإن التمر يحتوي على نسبة عالية من السكريات السريعة الامتصاص في الجسم. إضافة الى الألياف والبروتين 5%، والدهون 8%، وعدد من المعادن مثل النحاس والمنغنيز والمغنيسيوم والزنك والكلس والحديد والسلينيوم والبوتاسيوم. ويمكن الحصول على حامض الاكزاليك من التمر بعد معالجته كيميائيا. وحتى نوى التمر أو بزره يمكن أن يطحن ويخلط بمواد أخرى لتغذية الماشية والدواجن، كما أن هذا المسحوق يفيد ضد الملاريا والحمّى. ويستخلص الدبس من التمر، وهو مغذّ ولذيذ. والطريف أن الدبس يستخدم في باكستان لطلاء الحقائب والأنابيب بهدف جعلها كتومة وعازلة للماء.


وضع التمر في العالم

حسب أرقام الانتاج لعام 2007، تحتل مصر المرتبة الأولى بنحو 1,3 مليون طن، وتليها ايران فالسعودية، الامارات، باكستان، ليبيا، العراق، السودان، عُمان، والجزائر. أما من حيث التصدير فتحتل الإمارات المرتبة الأولى ب 266 ألف طن تليها العراق فباكستان وتونس وايران.

تدعم الحكومة السعودية زراعة نخيل التمر بمبلغ 25 هللة للكيلوغرام من التمر إضافة الى تقديم فسائل النخيل مجانا. أما الكويت فتقدم 5 دنانير لكل نخلة منتجة سنويا.

وتشهد زراعة نخيل التمر في الأردن ازدهارا متناميا. حيث تصلح منطقة الأغوار تماما لزراعة عدة أصناف منه وخاصة المجول، ودقلة نور والبرحي. ونلاحظ انتشار عادة تقديم التمر في المناسبات مثل العزاء.

ويقام سنويا معرض للتمور الأردنية في مجمع النقابات في عمان قبيل رمضان. ونظرا لتقدم موعد بدء رمضان كل عام، فإن معرض هذا العام قد استبق بدء انتاج الموسم الذي يحل عادة في شهر تشرين أول. وقد لاحظت أن معظم العارضين قد اقتصروا على صنف المجول ( أو المجهول) وهو من غلة العام الماضي، وكان قد حفظ مبردا طوال هذه الفترة، وهذه عملية مكلفة. والمجول تمر كبير الحجم ولذيذ الطعم ومرتفع الثمن نسبيا. ويصدر الأردن الى أسواق الخليج كميات من أصناف معينة ومتميزة، بينما يستورد نحو 12000 طن سنويا من أصناف أخرى من التمور، إضافة الى دبس التمر ومعجون التمر والمعمول بالتمر، والتي تصنع عادة من أصناف الدرجة الثانية أو الثالثة.

ولا شك أن زراعة نخيل التمر تستحق دعما أكبر على المستوى الحكومي والشعبي. ويستحق استهلاك التمر ترويجا واقبالا أكثر لدى مختلف الأعمار والفئات.
أخيرا نذكر بض أصناف التمر التي قد تصادفك في أسواقنا، ومعظمها مستودة من دول الخليج، بما فيها السعودية. تجد البرني والبرحي والصقعي والخنيزي وخشرم ولولو (حبته صغيرة) والديري والثوري والزهدي (الأكثر في العراق) والحياني (الأكثر في مصر، والبلح الزغلولي!) والخلاص ودقلة نور (الأكثر في تونس والجزائر) والسعيدي (الأكثر في ليبيا) والمجول ، ذو الأصل المغربي، والذي يتزايد إنتاجه واستهلاكه لدينا، وهناك أيضا الحلاوي والمكتوم وسلطانة وجبري وبو معان وشيشي وفرض والهلالي والخضراوي والحاتمي إلخ، والأصناف الأخيرة تُنتج حاليا بشكل خاص في الإمارات العربية المتحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق