منذ عدة سنوات يجري الترويج لمضادات الأكسدة وللأغذية التي تحتويها، باعتبارها تحسن الصحة وتزيد النشاط وتحافظ على الشباب والحيوية. لكن تجربة أجراها سينغفرد حكيمي من جامعة مكغل McGill/منتريال في كندا قد أظهرت نتائج غير متوقعة.
أجرى هذا الباحث تجاربه على ديدان تجارب تدعى C.elegans وعدّل في البداية تركيبها الجيني ليجعلها تنتج كميات أكبر من الجذور الحرة، والتي تعتبر ضارة وتسرع من شيخوخة خلايا الجسم. أي أن هذه الديدان قد برمجت جينيا لتهرم وتموت مبكرا. لكن ما حصل كان العكس. إذ أن الجذور الحرة قد أخرت الشيخوخة. وعندما زود الديدان بغذاء غني بفيتامين ج، وهو مضاد أكسدة قوي، ويبطل مفعول الجذور الحرة، فإن الديدان لم تعمر طويلا. هذه النتائج تبدو غير منطقية وتناقض كل ما نعرفه عن الجذور الحرة الضارة ومضادات الأكسدة المفيدة. لكن الباحث يقدم تفسيرا لذلك.
إنه لا يشك في حقيقة أن الجذور الحرة تسبب الهرم، لكن هذه التجارب تجعلنا نعتقد بأن انتاج هذه المواد يعطي إشارة تحفز الجسم على إطلاق آليات لمكافحة الشيخوخة. أي أن الجذور الحرة ليست سببا لهرم الخلايا وإنما مجرد إشارة أو مؤشر على الهرم. وهذا يعني أنه لا داعي مطلقا لتناول مضادات الأكسدة للقضاء على الجذور الحرة.
هذه النتائج المفاجئة قد تعيدنا لخانة الصفر.. لنعيد النظر في معتقدات شاعت واصبحت تبدو راسخة وأكيدة.
S.V. 3/2011
P35
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق