Powered By Blogger

السبت، 15 أكتوبر 2011

المد الأسود خطر آخر يهدد المفاعلات النووية

حسام جميل مدانات

بعد حادث المحطة النووية في فوكوشيما في اليابان، في أعقاب الزلزال والطوفان البحري أي التسونامي الذي تلاه، وفي خضمّ الجدل الساخن الذي يدور في الأردن حول مشروع إنشاء مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء، أصبحنا جميعا على اطلاع، بدرجات متفاوتة، على الأخطار التي تهدد المفاعلات النووية وبالتالي البيئة المحلية والعالمية، والانسان من ضمنها.

لكن أحد المخاطر التي لم تنل حقها من الاهتمام، على ما يبدو، هي مخاطرة ما يسمى بالمد الأسود، وبالفرنسية mare’e noire، أي انسكاب كميات من النفط في البحر في مواقع تغذية المفاعل النووي بماء التبريد. وكمثال على الاحتمال الكبير لهذه المخاطرة، نذكر محطة غرانفلين النووية الفرنسية. فهي مكونة من ستة مفاعلات، وتتغذى بماء التبريد من بحر المانش الذي يقع بين فرنسا وبريطانيا. يعبر هذا البحر يوميا نحو 150 سفينة، بما يعادل ربع حجم النقل البحري العالمي. هناك إذن احتمال كبير ومخاطرة جسيمة في حصول تصادم بين سفينتين أو حصول تسرب من ناقلة نفط، أو حتى غرقها. فهل احتاطت شركة كهرباء فرنسا التي تدير هذه المحطة وغيرها لمثل هذا الاحتمال؟

الواقع أن الشركة قد اتخذت عدة إجراءات احترازية، منها مثلا أنها أنشأت عام 2004 سدا طافيا دائما، لكنه لم يجرب عمليا بعد في حالة حصول حادث فعلي للمد الأسود. وإذا حصل التسرب النفطي واقترب من مصادر تزويد المحطة النووية بالماء، دون أن ينجح السد الطافي في منعه، تعمد إدارة المحطة عندئذ الى تخفيض قدرة المفاعلات أو حتى وقف عملها، من أجل تخفيض حاجتها من ماء التبريد، رغم أن هذا الإجراء سيؤثر على قدرة الشبكة الكهربائية الوطنية. وإذا لم تنجح جميع هذه الإجراءات في إبعاد الخطر، فإن المفاعل يلجأ لاستخدام الماء من حوض احتياطي مخصص للطوارىء.

Science ET Vie 7/2011
P9

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق