Powered By Blogger

السبت، 15 أكتوبر 2011

آمال جديدة ضد السرطان

حسام جميل مدانات

في المؤتمر الأخير للسرطان، الذي نظمته الجمعية الأمريكية للأورام العيادية ASCO في مدينة شيكاغو، والذي شارك به نحو (35000( خمسة وثلاثين ألف مختص من مختلف أنحاء العالم، ونوقشت فيه 4000 دراسة وتجربة عيادية، عرضت أحدث طرق العلاج الموجه، أي الذي يهاجم حصرا الخلايا السرطانية أو العوامل السرطانية، وذلك عن طريق التاثير على الجينات، أو البروتينات أو المستقبلات. ورغم أن المؤتمر قد شهد تقديم ابتكارات عديدة، إلا أن استخدام الأسلحة التقليدية ما زال معتمدا، سواء الجراحة لاستئصال الورم، أو العلاج الكيماوي، أو الأشعة. لكن أوراق العمل اقترحت تعديلات على الجرعات الكيماوية أو الأشعة. ورافق ذلك تركيز على العلاج الموجه، باستخدام ما يرمز له بالرمز ماب mab، وهي الأجسام المضادة الوحيدة النسخة، والتي تعطل انتشار الإشارات الحيوية في الخلايا السرطانية، فتوقف نموها وانتشارها.

ورغم أن التقنيات الجديدة لا تضمن شفاء جميع أنواع السرطان، إلا أنها تحمل الأمل في معالجة المراحل المتقدمة منه، ولمنع الإنتكاس، أي عودة السرطان بعد استئصاله أو شفائه.
يجدر بالذكر أن طرق العلاج المذكورة أدناه ما زالت تجريبية ومبدئية. ويحتاج بعضها لإجراء تجارب أكثر ومتابعة المرضى لفترات أطول، حتى تثبت نجاعتها.

سرطان الرئة : رغم أن التدخين هو المسبب الرئيسي لهذا المرض، إلا أن هذا لا يستثني إصابة أشخاص غير مدخنين، والذين يعاني بعضهم من عيب جيني يدعى Alk وقد أظهرت دراسة كورية أن استخدام العقار Crizotinib قد جعل السرطان يتراجع لدى 57% من المرضى، ولمدة 15 شهرا على الأقل.

سرطان الجلد: يعتمد العلاج المقترح على تحفيز القدرات المناعية. يصعب شفاء سرطان الجلد إذا وصل مرحلة متقدمة، كما يصعب علاجه بالجراحة. وقد بينت إحدى الدراسات المعروضة في المؤتمر أن عقار Ipilimumab الذي يحقن في الوريد، يضاعف احتمال الشفاء بعد سنة من العلاج. إلا أن هذا العلاج لا يخلو من تسبيب أعراض جانبية، مثل التهاب القولون أو الطفح الجلدي.

سرطان الغدد اللمفاوية Lymphoma : إن المشكلة الرئيسية في هذا السرطان أنه قد يعاود الظهور عدة مرات في الدم بعد علاجه والشفاء منه. لكن أحدث التجارب قد دلت على أن الجمع بين العلاج الكيماوي وعقار rituximab، وهو جسم مضاد يحفز الدفاعات المناعية، قد قلل الى النصف احتمال عودة المرض خلال سنتين بعد الشفاء.

سرطان المبيض: لعل خطورة هذا المرض تأتي بشكل رئيسي من تأخر اكتشافه، وذلك لصعوبة ملاحظة أعراضه. كما أن المرض يعود ثانية في معظم الحالات، بعد النجاح في علاجه. وقد قدمت دراسة مخبرية أملا كبيرا في الشفاء، باستخدام عقار bevacizumab لوقف انتشار المرض، وذلك إضافة الى العلاج الكيماوي، حيث لوحظ انخفاض احتمال عودة المرض بنسبة 39%.


سرطان البروستات : يعاني 75% من المصابين بهذا المرض من انتشاره في العظام، مع ما يرافق ذلك من آلام مبرحة. وقد دلت دراسة فرنسية بإشراف د. كريم فزازي على أن استخدام عقار denosumab يخفض احتمال إصابة العظام بنسبة 18% مقارنة مع العلاج الحالي بواسطة zoledronic acid. ولم تظهر أعراض جانبية خطيرة من استخدام الدواء الجديد.

Santé Magazine No. 417 Sept. 2010
P. 48

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق