Powered By Blogger

السبت، 15 أكتوبر 2011

جدل حول تقصّي سرطان البروستات

حسام جميل مدانات

يكاد يتفق الجميع على أهمية الكشف المبكر عن الأورام السرطانية بشكل عام، إلا عندما يتعلق الأمر بإجراء فحوص استكشافية لسرطان الموثة أي البروستات. فما السر في هذا الخلاف؟

في آذار 2009 ظهرت نتائج دراستين فرنسيتين حول مدى الفائدة من تقصي أو استكشاف وجود سرطان البروستات وإجراء الفحص العام للمسنين لكشف الإصابة به. اتبعت الدراستان اسلوبين مختلفين، وخلصتا الى نتيجتين متناقضتين. أظهرت احداهما انخفاضا كبيرا في معدل الوفيات بسبب سرطان البروستات إذا أجريت حملات تقصّ لوجوده، ولم تظهر الدراسة الأخرى فائدة من ذلك.

ويرى باترك ُكلبي، رئيس الجمعية الفرنسية لأطباء الجهاز البولي أن الحقيقة تقع بين هاتين النتيجتين. فهو يعتقد بجدوى التقصي المبكر، لكن هذه الجدوى ليست بالحجم الذي تقول به الدراسة الأولى.

في أيلول 2009 اقترحت هذه الجمعية إجراء تقص دوري منتظم لهذا السرطان لدى الرجال بين 55 و 69 سنة من العمر. وفي حزيران 2010 أعلنت السلطة الصحية العليا في فرنسا معارضتها لهذا الأمر. لكن هذا لم يكن نهاية الموضوع، ففي كانون ثاني 2011 أطلقت جميعة أطباء الجهاز البولي حملة توعية تؤكد على أهمية التقصي الشامل لهذا السرطان. فثار الجدل من جديد. فما السر في هذا الخلاف؟

الواقع أن سرطان البروستات يصيب عادة الرجال المسنين وهو ينمو ويتطور وينتشر لديهم ببطء شديد. وغالبا ما يتوفى المصاب بسبب الشيخوخة وأمراضها بشكل عام وليس بسبب سرطان البروستات. وهكذا فإن الكشف المبكر عن الإصابة به لدى رجل سنه بين 55 سنة و 69سنة سيعرضه الى وسائل المعالجة المختلفة من علاج كيماوي وأشعة وجراحة وغيرها. وهذه لها عواقب وخيمة عادة. وترى السلطات الصحية العليا (الفرنسية) أن الفوائد المتأتية من الكشف المبكر نسبيا عن هذا السرطان لا تعادل المخاطر المترتبة على العلاج، سواء جسديا أم نفسيا، ولا تبرر النفقات المالية العالية التي تنفقها الدولة ومؤسسات التأمين الصحي في العلاج.

وهكذا، وبانتظار نتائج دراسات أخرى في المستقبل، يتفق الجميع على التوصية التالية: توعية المرضى وتثقيفهم على افضل وجه حتى يقرروا بأنفسهم مدى ضرورة تقصي المرض، ما دام الخبراء مختلفين على ذلك.

معلومات من ويكيبيديا

البروستات هي الغدة التي تفرز السائل المنوي في الرجل. وهي قد تصاب بتضخم أو ورم حميد أو بالتهابات أو بورم خبيث، أي السرطان. يتّصف سرطان البروستات، في كل حالتين من ثلاث، بأنه بطيء النمو؛ وهو في ثلث الحالات شرس ينتشر بسرعة الى أجزاء أخرى كالعظام والعقد اللمفاوية، فتظهر أعراض كالألم وصعوبة التبول ومشكلات في الجماع أو عدم الانتصاب. ولعل سرطان البروستات هو الأكثر انتشارا بين الرجال، لكنه لا يظهر أعراضا في معظم الحالات، عندما يكون نموّه بطيئا، فلا يتعالج المصاب به وفي النهاية يتوفى لأسباب أخرى.

تتنوع أسباب حصول سرطان البروستات، فقد تكون جينية، ولهذا السبب فإن من يصاب والده أو أحد أشقائه بهذا السرطان، فإنه يكون أكثر من غيره عرضة للأصابة به. ويزيد احتمال الإصابة لدى من يكثرون من تناول اللحوم والدهون، بعكس من يكثرون من الفواكه والخضار والأسماك. ومن الأسباب الأخرى التعرض لمواد كيميائية سامة. فقد لوحظ مثلا أن الجنود الأمريكيين الذين تعرضوا لما سمي بالعامل البرتقالي قد زادت نسبة اصابتهم بسرطان البروستات في كهولتهم بنسبة 50% مقارنة مع غيرهم. ويبدو أن الإصابة بالتهابات أو بأمراض مثل السفلس أو السيلان تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان.

وأخيرا نورد رأي جمعية السرطان الأمريكية بشأن التقصي العام لسرطان البروستات، فهي ترى أن الأبحاث لم تثبت بعد أن الفوائد الممكنة لهذه الحملات تفوق مخاطر العلاج وأضراره.

Science ET Vie Mai 2011
P 40 – 41

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق