Powered By Blogger

الأحد، 25 مارس 2012

هندسة الأرض" من أجل مناخ ثابت ومحاصيل أوفر

http://www.npr.org/blogs/thesalt/2012/01/20/145535536/geoengineered-food-climate-fix-could-boost-crop-yields-but-with-risks


بثينة معمّر/ العرب اليوم
نعترف أولا بأن التعبير "هندسة الأرض" يبدو غريبا، بل مضللا نوعا ما، فهو ترجمة للمصطلح الإنجليزي المستحدث Geoengineering ، والمقصود به، كما سنلاحظ في هذا المقال، هو أقرب إلى هندسة المناخ، وبالذات تبريد مناخ الأرض، أو بالأحرى تثبيته لحل مشكلة الاحترار الكوكبي، أو ظاهرة الدفيئة، التي يسببها ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون (ث.أ.ك.)وغيره من الغازات العادمة في الغلاف الجوي.
الفكرة الأساسية لهندسة الأرض هي أن نتقبل ارتفاع نسبة ث.أ.ك. في الجو مع تفادي تاثيره السلبي المتمثل في تسخين الأرض. وسنرى فيما يأتي الفكرة الكامنة وراء هذه التقنية المقترحة.
تتأثر الزراعة بعوامل عدة بعضها ثابتة أو تحت سيطرة الفلاح، وبعضها متغيرة. ولعل أهم عاملين متغيرين ، بل دائمي التغيّر، هما درجة الحرارة وكميات الأمطار، وهما حاسمان بشكل خاص في المناطق الجافة وشبه الجافة. فهل يمكننا أن نسعى لتثبيت هذين العاملين، أو على الأقل تقليل تقلباتهما إلى أدنى حد ممكن؟
يرى عالم البيئة كِن كَلديرا من جامعة ستانفُرد الأمريكية، أن هندسة الأرض أو هندسة المناخ، تَعِدُ بتقديم الحل. تتلخص هذه التقانة بنثر جسيمات دقيقة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، وبالذات بضعة ملايين الأطنان من أملاح الكبريتات في طبقة الستراتوسفير،على ارتفاع 11 كم فما فوق، لتشتيت أشعة الشمس وتقليل كمية ما يصل منها إلى سطح الأرض. ويكون تأثيرها شبيها بتأثير قطيرات الكبريتات التي ترافق الرماد البركاني.
ليس التلاعب بالمناخ المحلي بالأمر الجديد، فالصين تمارسه منذ عقود. إلا أن العبث بنظام معقد مثل المناخ يحمل مخاطر كبيرة . بدأ كلديرا بدراسة تقانة "هندسة الأرض" بهدف إثبات عيوبها، لكنه توصل من خلال أبحاثه المخبرية إلى أن لهذه التقانة مزايا ومنافع، على الأقل فيما يتعلق بالزراعة. وقد استخدم في مخبره نماذج حاسوبية لمحاكاة تأثير مضاعفة نسبة ث.أ.ك. في الجو على الزراعة، مع تثبيت درجة الحرارة، فتبين له زيادة المحاصيل بنسبة 20% .
هل نستنتج إذن أن هندسة الأرض، كونها تعمل على تثبيت درجة حرارة الأرض مهما زادت نسبة ث.أ.ك. في جوها، ستزيد الإنتاج الزراعي في العالم؟
يرد كلديرا على هذا السؤال سلبا، لأن هذه التقنية، رغم أنها قد تثبت درجة حرارة الأرض ككل، إلا أن بعض المناطق ستعاني من سخونة زائدة، وغيرها ستعاني من البرودة. وهذا سيقلل إنتاج المحاصيل في كل منهما.
كما أن زيادة ث.أ.ك. في الجو تزيد حموضة مياه المحيطات وتفاقم ظاهرة المطر الحمضي مع ما يرافقها من عواقب وأضرار.
والخلاصة أن الوقت ما زال مبكرا للحكم على "هندسة الأرض" ومدى جدوى تطبيقها والأخطار المترتبة عليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق