Powered By Blogger

الأحد، 25 مارس 2012

تقنيات واعدة لعلاج التوحّد

فاروق ابو طعيمة/ العرب اليوم
هل لاحظتَ على طفلك ميلا دائما للانزواء والابتعاد عن الناس والانطواء على الذات؟ إن كان الأمر كذلك، فقد يكون طفلك مصابا باعتلال يسميه المختصون "التوحّد". ويبدو أن أي اختلاف عن النمط السلوكي الدارج قد أصبح يعتبر خللا أو اضطرابا أو علة أو مرضا. وأصبح الباحثون والمختصون يتفننون في افتراض المسببات واقتراح العلاجات. والتوحد هو اضطراب في وظائف الدماغ، يسبب مشكلات في الاتصال والتواصل الاجتماعي، إضافة إلى ممارسة سلوك قهري متكرر. وقد يترافق التوحد مع تخلف عقلي، او على العكس، مع إبداع فني أو ذاكرة فائقة أو قدرات حسابية متميزة.
يظهر مرض التوحد عادة خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويستمر مدى الحياة. ويعاني الملايين من أطفال العالم من التوحد، دون توفّر علاج فعال له حتى الآن. لكن علماء من جامعة هيردفُردشَيَر في لندن قد ابتكروا مؤخرا تقنيات متطورة للتخفيف من آثار هذا المرض عن المصابين وذويهم، إذ صمموا رابوطا أو روبوتا أسموه كاسبر، ليعلّم المتوحدين كيفية التفاعل اجتماعيا مع الآخرين. يجري التحكم بالرابوط عن بعد، وسطحه الخارجي يشبه بشرة الإنسان، الأمر الذي يجذب الأطفال إليه. كما إنه يتمتع بقدرة على الضحك والإيماء بعينيه والتلويح بيديه. وحتى الان قام الرابوط كاسبر بمساعدة بضع مئات من الأطفال المتوحدين.
ويعكف علماء من معهد مساشوستس للتكنولوجيا، إم آي تي، حاليا على تطوير "مجسّ للمشاعر". وهو يرصد حركات الحاجبين والشفاه والانف، ويتتبع حركة الرأس مثل الايماء، فيتيح لك أن تكتشف ما إذا كان الشخص الذي تحادثه يهتم بكلامك أم أنه يشعر بالملل (لكن هل يحتاج هذا الأمر إلى مجسّ؟). وسيفيد الجهاز في مساعدة مرضى التوحد. يحتوي المجسّ على كمرة دقيقة تتصل بحاسوب محمول يحلل أحاسيس الشخص المراقَب. ويستخدم المجسّ برمجيات لإدراك الصور ولقراءة المشاعر. وكان بحث سابق لنفس العلماء قد أظهر أن الجهاز الجديد يمكنه أن يكتشف ما إذا كان الشخص المراقَب يتفق معك أو يعارضك أو يركز أو يفكر أو يشكّ أو لا يكترث، وذلك بعد تشغيله بثوان قليلة. وكانت البرمجيات السابقة قادرة فقط على تسجيل أحاسيس أولية مثل السعادة والحزن والغضب والدهشة والاشمئزاز. وكخطوة أولى زُوّد الجهاز الجديد بمائة لقطة فيديو مرجعية تشمل تعابير عن مشاعر متنوعة. وفي الاختبارات الاخيرة له تمكن الجهاز في 90% من الحالات من تحديد مشاعر الناس في لقطات فيديو. وستبدأ اختبارات الجهاز ميدانيا على متطوعين، بعضهم مصاب بالتوحد، لتحديد مدى فعالية الجهاز في الاستخدام اليومي. لكن يجب تدريب مرضى التوحد على النظر إلى وجوه الناس خلال تحدثهم معهم حتى تتمكن الكمرة من التقاط تعبيرات وجوه المتوحدين وأجسادهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق