Powered By Blogger

الأحد، 25 مارس 2012

المضافات الغذائية: ما لها وما عليها

فاروق أبو طعيمة/ العرب اليوم
إذا عرضت على طفلك حبتي حلوى (ملبس، توفي) احداهما حمراء والأخرى بيضاء، فإنه سيختار الحمراء على الأرجح. وماذا لو كان لك أن تختار بين صحنين من الكنافة أو الهريسة أحدهما محلّى بالقطر والآخر بدونه؟
وتخيل كيف كان يمكن للبدوي أو الفلاح لدينا أن يصنع اللبن الجميد ويحفظه طوال العام لو لم يمزجه بنسبة عالية من الملح؟
الواقع أن المضافات الغذائية ليست ظاهرة حديثة، فقد عرفها الانسان واستخدمها منذ آلاف السنين، وكان ذلك لأسباب ولأغراض مختلفة، مثل تحسين طعمه بإضافة السكر أو الملح أو الفلفل؛ أو جعل شكل الطعام جذابا، كما في مثالنا الأول عن انجذاب الطفل (وحتى الكبير) للون الأحمر. فعلى غرار بيت الشعر الذي يقول الأذن تعشق قبل العين أحيانا. وكذلك العين تأكل قبل الفم أحيانا. أو كما يقول المثل الشعبي: "العين تأكل" لتبرير عرض الطعام بأناقة، لكن التسليم بهذا المثل وأمثاله قد يعرضنا لعواقب لا تحمد عقباها. فبهذه الحجة أضفنا الألوان للطعام والكريمات الاصطناعية على قوالب الكيك في المناسبات رغم سوء طعمها وأضرارها. ولعل من أخطر قصص المضافات التي تحسّن قوام المادة الغذائية، الفضيحة التي أثيرت قبل بضع سنوات حول إضافة الميلامين إلى الحليب الصيني، فتجد مثلا اللبن الرائب المصنوع منه كثيفا يشبه الغراء، لكنه يغريك بتناوله.
ما الغرض من المضافات الغذائية:
يصنف المعهد البريطاني لعلوم وتقنية الأغذية المواد المضافة الى مجموعتين: المواد المضافة خلال عمليات التصنيع كمانعات التكتل والانزيمات ومانعات الرغوة والمذيبات ومانعات الالتصاق؛ والمجموعة الثانية هي المضافات التي تؤثر في خواص المنتج الكيميائية والفيزيائية، كالمستحلبات ومثخّنات القوام والمثبّتات والمنكّهات والزيوت الطيّارة والبهارات والملوّنات والمحلّيات، ومواد حافظة لإطالة عمر الطعام، ومانعات الأكسدة، ومواد تساعد على التخليل والترطيب والانضاج. وأجازت السلطات الصحية العالمية استخدام مضافات تحسن قيمة المادة الغذائية وتزيد فترة الحفظ والتخزين. لكن يجب الحذر من المضافات التي تسعى الى تغطية عيوب وأخطاء التصنيع، والتلف والفساد وفقد القيمة الغذائية.
ولتسهيل التعرف على المواد المضافة وضع الاتحاد الاوروبي مجموعات متسلسلة من الارقام تبدأ جميعها بالحرف الانجليزي (E)، رغم أن دولا أخرى، مثل أستراليا، تعتمد الأرقام نفسها دون كتابة الحرف E.
خُصصت للملوّنات الأرقام (100-199)، والمواد الحافظة (200- 299) ومضادات الأكسدة ( 300- 399)، والمستحلبات والمكثّفات (400- 499)، ومانعات التكتل (500- 599)، والمنكّهات (600-699)، والمضادات الحيوية (700-799)، والمتفرقات (900-999).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق