Powered By Blogger

السبت، 31 مارس 2012

الحاسوب يكشف الكذب

http://www.scientificamerican.com/article.cfm?id=automated-lie-detection
بثينة معمّر / العرب اليوم
طوّر باحثون من جامعة بُفَلو في نيويورك برنامج فيديو محوسبا، يحلل حركات العين، لتحديد صدق الشخص أو كذبه. وقد نجح في ذلك في 82% من الحالات التي جرى اختباره فيها. ويشار إلى أن المحققين المختصين لا ينجحون بأكثر من 65% من الحالات في الكشف عن حالات الكذب. فكيف استطاع الحاسوب أن يتفوق عليهم؟ عرض هؤلاء الباحثون نتائج دراستهم قبل عام في مؤتمر دولي حول التعرف الآلي إلى الوجه والحركات الإيمائية، ولكن نتائجهم لم تنشر بعد. وهم يعتقدون بأنهم قد وضعوا حجر الأساس لدراسة أوسع تتضمن أعدادا أكبر من الناس، وتأخذ بعين الاعتبار لغة الجسم، بالإضافة إلى حركات العين، لتحديد إمكانيات هذه التقنية الجديدة في مساعدة المحققين للتوصل إلى الحقيقة.
تضمّنت الدراسة مقابلة 40 شخصا من أعمار وأجناس وأعراق متنوعة. وقبل إجراء كل مقابلة أتيح المجال لكل شخص "لسرقة" شِكّ أُعدّ لصالح حزب سياسي لا يتفق هذا الشخص مع سياسته. ثم قام محقق متقاعد بطرح أسئلة عامة لا تتعلق بالسرقة المحتملة، وذلك لوضع خط أساس مرجعي لحركات العين الطبيعية لدى هذا الشخص. ثم سأل الحاسوب الشخص عن الشك المفقود. وتبعا لإجابتهم حصل الأشخاص الذين تمكنوا من الكذب بنجاح على جائزة مالية لصالحهم ولصالح المجموعة التي يدعمونها. أما الذين كشف كذبهم فلم يحصلوا على أي شيء، بل أعطي الشك لصالح الحزب الذي يعارضونه.
يقارن البرنامج خط الأساس لحركات العين الطبيعية مع حركات العين خلال عملية الاستجواب. فإذا كشف الحاسوب عن انحراف كبير عن خط الأساس كان ذلك دليلا على كذب الشخص. إلا أن موظفا خاصا سابقا في مكتب التحقيقات الفدرالي وجد عيبا أساسيا في دراسة بفلو، وذلك لاعتمادها حصريا على الوجه للكشف عن الحقيقة دون الاستفادة من باقي أجزاء الجسم، الأمر الذي قد يؤدي إلى استنتاجات خاطئة. ولذلك يعتزم الباحثون إلقاء نظرة أكثر شمولية في دراستهم مستقبلا، لأن العيون قد تعطي إشارات خادعة. كما إنهم ينوون زيادة عدد أفراد العيّنة ، لأن عيّنة من أربعين شخصا فقط تعتبر صغيرة جدا وليس لها دلالة إحصائية كافية. هذا عدا عن أهمية المكان الذي تجرى به المقابلة. ويقول نفارو من مكتب التحقيقات الفدرالي في هذا السياق أنه أجرى آلاف المقابلات، ولم تكن جميعها في أماكن مناسبة مثل تلك التي أجريت فيها المقابلات في بحث بفلو، بل كانت في معظم الحالات تجرى في الشوارع أو في أماكن مظلمة. وهذه العوامل تؤثر في سلوك الشخص الذي يجري التحقيق معه، كما أنها تعيق رؤية المحقق لعيني المشتبه به. ويجب ألا ننسى أن عملية التحقيق نفسها قد تثير القلق وتسبب التوتّر عند الأبرياء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق