Powered By Blogger

الأحد، 25 مارس 2012

ألف دولار فقط لقراءة الجينوم

http://www.independent.co.uk/news/science/have-your-own-genome-decoded--for-just-650-6287780.html


بثينة معمّر



أعلنت شركة للتقنية الحيوية في الولايات المتحدة الأميركية عن تصنيع جهاز بحجم فرن الميكرويف بإمكانه فك رموز جينوم الإنسان، والمكون من ثلاثة مليارات حرف، بكلفة 1000 دولار، وتظهر النتائج خلال يوم واحد.
يعتبر هذا الإنجاز الخارق نقطة تحول، تجعل فك رموز الشفرة الوراثية في جزيئات دناDNA لدى أي شخص إجراء روتينيا وسهلا، مما يمكننا من تحديد العيوب الوراثية المسببة للمرض أو للموت، وربما نتمكن من تصحيحها فيما بعد.
تثير هذه التقنية تساؤلا أخلاقيا وقانونيا، عن هوية من يمكنهم الحصول على نتائج هذه الفحوص الروتينية. فبالإضافة إلى الطبيب والمريض، قد تهتم شركات التأمين مثلا بمعرفة الاستعدادات الوراثية للشخص الذي يرغب في التأمين على حياته. لكن هل يرضى كل شخص بالسماح لمثل هذه الشركات أو لغيرها بالاطلاع على ما يُعتبر أعمق أسرار الإنسان؟
انخفضت تكلفة فك رموز الشفرة الوراثية للإنسان منذ أن تم نشرها لأول مرة قبل ما ينوف على عقد من الزمن. فقد كانت التكلفة حينئذ ثلاثة مليارات دولار، واستوجب ذلك عمل مئات العلماء لسنوات عديدة لفك رموز جينوم الإنسان بأكمله.
والآن تحسنت آلية العمل وانخفضت تكلفة الحوسبة كما انخفضت جدا تكلفة فك رموز الشفرة وأصبحت أسرع. ففي العام 2009 تم الإعلان عن فك رموز الجينوم أو قراءته بكلفة مليون دولار، وفي العام 2010، انخفضت الكلفة إلى 50000 دولار فقط.
وقد استطاعت شركة "لايف تكنولوجيز" ،أو تقانات الحياة، في سان فرنسيسكو في الولايات المتحدة الأميركية، باستخدام جهاز يدعى Ion Proton sequencer ، والذي يبلغ ثمنه 150000 دولار، قراءة الجينوم في يوم واحد وبتكلفة تبلغ 1000 دولار فقط، أي بتكلفة بعض الفحوصات التشخيصية الروتينية، وبنفس الفترة الزمنية اللازمة لإنجازها.
بعد أن أصبح من الممكن فك رموز الجينوم بأكمله في أقل من يوم وبسعر يمكن لمؤسسات التأمين الصحي الوطنية تحمله، فسوف يتمكن الأطباء من التنبؤ بالمشاكل الصحية التي يمكن أن تحدث في المستقبل عند الأطفال، وذلك من خلال تحليل أصغر تغيرات على دنا، والمرتبطة بالأمراض المزمنة كأمراض القلب وباركِنسُن.
وتقول شركة "لايف تكنولوجيز" بأن جهازها هذا يعمل بتقنية مختلفة تماما عن الأجهزة التقليدية لفك رموز الـ DNA.
دراسة حالة: وجدت بأني أحمل في جيناتي مرض باركنسُن
عنما قرر غرغ لوسيير الذي يعمل في شركة "لايف تكنولوجيز" تجربة هذا الجهاز الجديد، جاءت النتائج مذهلة أكثر بكثير مما كان متصورا، إذ أنه لم يجد فقط بأنه يحمل جينا، نقله لابنته، ويزيد من احتمال إصابتها بسرطان الثدي. ومن الممكن الآن إيلاء ابنته اهتماما استثنائيا مسبقا، مما قد يساعد في المحافظة على حياتها. كما اكتشف بأنه يحمل طفرة نادرة لشكل من أشكال مرض باركنسُن، وهذا ما ساعده في تفسير ذلك المرض الغامض الذي كانت تعاني منه والدته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق