Powered By Blogger

السبت، 10 ديسمبر 2011

هل نقاطع زيت النخيل ؟

هذا هو عنوان تحقيق نشرته المجلة الفرنسية، هذا يهمني، في عددها لشهر كانون أول 2010. فما هو الشيء الفريد الذي يميز زيت النخيل عن الزيوت النباتية الأخرى، ويجعله عرضة لهجوم البيئيين والمسؤولين الصحيين في العالم الغربي؟

أرخص الزيوت وأكثرها استخداما في الصناعة
يبلغ سعر لتر زيت النخيل، وهو ليس نخيل التمر الذي نعرفه، في السوق العالمي حاليا أقل من نصف دينار أردني، بينما أسعار الأنواع الأخرى من الزيوت النباتية الشائعة، مثل زيت الصويا، الكولزا، عباد الشمس، ( والقائمة لا تشمل زيت الزيتون طبعا) تزيد عنه بنحو 25%.

يعود الفضل في رخص سعر زيت النخيل الى الإنتاجية العالية للأراضي المزروعة به. فالدونم الواحد يعطي نحو 600 لتر سنويا، مقابل 50 لترا فقط من زيت الصويا مثلا. وقد استهلك العالم منه في العام الماضي 46 مليون طن. ولتلبية الطلب المتزايد يجري قطع وحرق ما مساحته 250000 هكتار من الغابات في أندونيسيا سنويا، أي ما يعادل 3% من مساحة الأردن، لتزرع بنخيل الزيت. علما أن أندونيسيا وماليزيا تنتجان 87% من مجمل الإنتاج العالمي من هذه المادة.

مزايا غذائية

لكن رخص سعر زيت النخيل، وإنتاجيته العالية، وتوفره بكميات كبيرة، ليست المزايا الوحيدة التي تجتذب الصناعات الغذائية له. فهو يتمتع بمزايا كيميائية وفيزيائية فريدة ومطلوبة، تجعله يدخل في صناعة كل ما يخطر ببالك من المنتجات الغذائية: أجبان، بسكوت، معجنات، بيتزا، شكولاتة، شبس، زبدة نباتية. وعندما تجد أن سعر صنف من الجبن يفوق سعر صنف آخر بعشرة أضعاف، فاعلم أن السبب هو أن معظم مكونات الصنف الرخيص هو زيت نباتي مهدرج، وهو غالبا زيت النخيل.

يحتوي زيت النخيل على مكونين أساسيين، أحدهما سائل والآخر صلب. لكن هذا الجزء الصلب ينصهر على درجة حرارة بين 35 و 40 س، أي درجة حرارة الفم، تماما مثل زبدة الكاكاو أو الشوكولاته. لهذا السبب فهو يخدم كبديل عن زبدة الكاكاو الغالية الثمن، فتصنع منه أنواع الشوكولاته الرخيصة، وربما بعض الأصناف الغالية أيضا في اسواق الدول النامية: كا تُصنع منه شكولاته الدهن المستخدمة لتحضير الشطائر، أي السندويشات، للأطفال.

تحتاج بعض الزيوت النباتية السائلة الى الهدرجة، أي إضافة الهيدروجين الى تركيبها، لتصبح صلبة في درجات الحرارة العادية، على شكل سمن نباتي أو زبدة نباتية؛ لكن زيت النخيل ليس بحاجة للهدرجة، لأنه يحتوي، كما قلنا، جزءا صلبا بطبيعته.

حملة تقودها مجموعات فيس بك وأحزاب البيئة

تعرف هذه المكونات الصلبة في الزيوت بالأحماض الدهنية المشبعة، وهي تمثل 44% من زيت النخيل. لكن الإفراط في تناولها يسبب ترسبها على شكل صفائح كلسترول داخل الشرايين. ويؤدي تراكمها مع الزمن الى ارتفاع الضغط والتعرض للذبحة الصدرية والجلطة القلبية.

لكن المخاطر الصحية ليست السبب الوحيد لتعرض زيت النخيل للهجوم. فجماعات البيئة في الغرب تنظم حملات مكثفة ضد زيت النخيل لأن تزايد الطلب عليه عالميا يدفع بالشركات المنتجة الى حرق غابات أندونيسيا التي تحفل بأنواع فريدة من الحيوانات والنباتات. ومن أبرزها قرد الأورنج أوتان. وقد شنت المنظمة البيئية غير الحكومية غرين بيس أو السلام الأخضر حملة دعائية ضخمة ضد زيت النخيل. ومن ذلك مثلا دعاية تلفازية يظهر فيها موظف في مكتبه وهو يقضم لوح شوكولاتة. وفجأة ينبثق الدم من فمه، ليظهر لنا أن ما قضمه هو في الواقع اصبع قرد أورنج اوتان.

وقد رضخت شركة نستلة العملاقة لهذه الحملة فاعلنت أنها ستوقف شراء زيت النخيل المنتج من قطع الغابات. وأدت حملة أخرى قادتها مجموعات فيس بك على الانترنت بهدف مقاطعة زيت النخيل، للهدف نفسه، أي لحماية غابات أندونيسيا، الى اعلان بعض شركات الوجبات السريعة العالمية أنها لن تستخدم بعد الآن زيت النخيل في قلي منتجاتها.

ونورد أخيرا توصية صدرت مؤخرا عن مسؤول صحي في الإتحاد الأوروبي، بتخفيض استهلاك شوكولاته الدهن المحببة للأطفال، نظرا لاحتوائها على نسبة عالية من زيت النخيل.

Ca M’interesse Dec. 2010
P 42

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق