Powered By Blogger

السبت، 10 ديسمبر 2011

نهج علاجي واعد: محاربة الشعيرات الدموية !

منع تكون الأوعية والشعيرات الدموية ، لا شك أنها وسيلة علاج غريبة ، لكنها تعِدُ بابتكار أدوية جديدة وعلاج أمراض متنوعة.

انطلقت فكرة هذا الأسلوب العلاجي من ملاحظة بعض الأطباء لانتشار غير عادي للشعيرات الدموية في بعض أنواع السرطان، ولدى عدد من المصابين بمشكلات في شبكية العين، وخاصة تلف الشبكية المرتبط بالشيخوخة أو السكري. ومن هنا برزت فكرة إيجاد طريقة لتثبيط الشعيرات الدموية ومنع تشكل شعيرات جديدة.

تثبيط عامل نمو الشعيرات

يحتوي الدم على مادة تدعى عامل نمو بطانة الأوعية، ويرمز لها بالرمز VEGF. وقد هدفت الأبحاث إلى تحييد أو قمع هذه المادة من أجل منع تكون أوعية دموية جديدة.

عندما ينشأ سرطان في الجسم، ويبدأ الورم بالتضخم والانتشار، تتشكل أوعية دموية عشوائية لتغذية الخلايا السرطانية، لكنها في الوقت نفسه، تعيق اختراق العلاجات المضادة للسرطان لمنطقة الورم.

لقد جرت تجربة مثبطات هذا العامل، بالتزامن مع العلاج الكيماوي، لمعالجة حالات متقدمة من السرطان، ونجح هذا الأسلوب في منح المريض بضعة ـأشهر إضافية، لكنها لم تحقق له الشفاء. والواقع أن هذه الطريقة ما زالت في بداياتها، ويعمل الباحثون حاليا على ضبط الجرعات ومدتها وأسلوب تناولها أو كيفية الجمع بينها وبين علاجات أخرى. والهدف الأهم هو عادة منع أو إبطاء انتشار الورم إلى أنسجة أو أعضاء أخرى.

علاج الشبكية

يلاحظ أيضا انتشار شعيرات دموية فيما يسمى الشكل الرطب من تلف الشبكية المرتبط بالتقدم بالعمر، وهي المرحلة الأولى من المرض، عندما يبدأ البصر بالتراجع. وحتى الآن، كان اختصاصيو الشبكية عاجزين نسبيا عن تحقيق الشفاء عندما تظهر أعراض المرض. لكن يبدو أن حقن مثبط عامل نمو بطانة الأوعية الدموية في بداية حدوث المرض، يبطئ تطور المرض، بل قد يشفيه، لكن هذه الطريقة لا تفيد إذا وصل المرض مرحلة متقدمة.

أعراض جانبية

ما زال الجدل قائما حول أفضل مضادات العامل VEGF. هناك مضادات حيوية معينة لكنها باهظة الثمن. ويلاحظ أن فعالية العلاج تختلف بين مريض وآخر. إضافة إلى ذلك، فان أعراضا جانبية قد ترافق استخدامه لدى بعض المرضى. إسهال، الم في اليدين والقدمين، نزف من الأنف، تباطؤ التئام الجروح، وأخيرا وليس آخرا ارتفاع الضغط وتسمم الأوعية الدموية القلبية.

وتبقى تساؤلات معينة بلا إجابة حتى الآن، مثلا، هل تتأثر الأوعية الدموية العادية؟ وهل أن الفوائد تبرر مخاطر الأعراض الجانبية؟ إن الأبحاث في هذا المجال ما زالت في بدايتها، لكنه مجال مهم، فالشعيرات الدموية الجديدة تظهر في عدة أمراض أخرى مثل البدانة أو الربو أو فرط المناعة الذاتية أو الالتهابات. ويثير البعض هدفا آخر لهذه الأبحاث، لكنه ضمن مسار معاكس تماما للاتجاه السابق، وهو إعادة تكوين الأوعية الدموية التالفة بسبب الإصابة بجلطة مثلا.


مجلة الصحة الفرنسية Sante'

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق