Powered By Blogger

الخميس، 31 مايو 2012

أحلام قد تتحقق قريبا

م. حسام جميل/ العرب اليوم، 1/6/2012

لا شك أننا محظوظون لنعيش في هذا العصر، عصر الانفجار المعرفي والفيض المتواصل من منتجات الابتكار والتطوير. وعلى الرغم من أننا لا نشارك من قريب أو بعيد في هذا الجهد الإبداعي، إلا أننا نتلقّى ثماره التكنولوجية ونستخدمها دون قيود حكومية أو مجتمعية أو نفسية. ولمجرد الدلالة على الزخم المتزايد للاختراعات، نذكر أن المانيا مثلا تمنح سنويا قرابة خمسين ألف براءة اختراع.
وقد أوردت مجلة العلم والحياة الفرنسية في عددها الصادر بتاريخ 1/2012 عشرة انجازات علمية منتظرة قريبا. نستعرض بعضها باختصار فيما يلي:

1- العيش بقلب اصطناعي
نعلم أن أمراض القلب هي أحد المسببات الرئيسية للوفاة في العالم. فلماذا لا نزرع قلبا اصطناعيا بدل القلب المعطوب ما دامت وظيفته الرئيسية هي ضخ الدم. في عام 1967 قام كرستيان برنار، من جنوب افريقيا، بأول عملية لزراعة قلب. وفي عام 1969 أجريت أول عملية لزراعة قلب اصطناعي، لكنه لم يعمل سوى ثلاثة أيام قبل أن تحصل مضاعفات، فنقل للمريض قلب طبيعي. وفي هذا العام، 2012، ينوي ألن كربننتيه زراعة قلب اصطناعي مصم لأن يواصل النبض خمس سنوات أو أكثر. يبلغ وزن هذا القلب 900 غ مقابل 300 غ للقلب الطبيعي. ويستمد طاقته من بطارية تعمل على غاز الهيدروجين وتكفي لمدة 12 ساعة، لكن وزنها كبير، إذ يبلغ 3 كغ.

2- ابتكار لقاح ضد الملاريا

قتلت الملاريا قرابة ثمانمئة ألف شخص عام 2009. وكان يُعتقد قديما أن سببها هو الهواء الفاسد فوق المستنقعات. وهذا هو مصدر اسمها (مَل: فاسد، آريا: الهواء). في عام 1817 جرى استخلاص الكينا واعتمادها لمعالجة الملاريا. وفي عام 1898 توضّح دور البعوض في هذا المرض. وفي عام 2012 سيجرب لقاحان على عدد كبير من الناس. طورت اللقاحين المؤسسة الصيدلانية البريطانية الكبيرة ESK ومعهد باستور الفرنسي.

بالإضافة الى اللقاحين، تجرى حاليا تجربة كبرى لإطلاق ذكور بعوض معدلة جينيا لتصبح عقيمة لا تنجب (أنظر مقال الجين المدمر، مجلة العلوم، عدد آذار/نيسان 2012).

3) الكشف عن حياة من نوع آخر

في عام 1977 اكتشفت كائنات حية حول الينابيع الساخنة جدا على عمق 2300 م في المحيطات. كما اكتشفت أنواع من البكتيريا تعيش في مياه البحر الميت البالغة الملوحة. لكن ما يسعى اليه الروس حاليا هو استكشاف أنماط الحياة على عمق أربعة كيلومترات تحت جليد القارة القطبية الجنوبية، قاعدة فوستوك وهي أنماط عزلت عن باقي العالم قبل 35 مليون سنة.

4- انتاج اللحم في المختبر

ليس المقصود هنا انتاج لحم اصطناعي من بروتينات مشتقة من أصول غير حيوانية، وإنما زراعة خلايا مأخوذة من الأبقار في المختبر لتتكاثر وتعطي لحما بقريا يمكن أن تُصنع منه النقانق أو الهمبرغر.

5- استكشاف عالم ضديد المادة

في عام 1932 رصد اندرسُن أول ضديد للمادة بعد 4 سنوات من توقع ديراك لوجوده، بناء على حسابات نظرية. وفي عام 1933 وضع زْفِكي فرضية المادة المعتمة، بعد أن اكتشف أن المجرات لا بد أن تحتوي على مادة أكثر بكثير من المادة المرئية.

والآن يضع الفيزيائيون أملهم في المرصد الفضائي AMS، الذي احتضنته المحطة الفضائية الدولية منذ أيار 2011، وهدفه استكشاف الجسيمات المادية الكونية من أجل التوصّل الى فهم كنه المادة المعتمة و"المادة الغريبة" في الكون.

Science et Vie No. 1132

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق